أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!















المزيد.....


البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3914 - 2012 / 11 / 17 - 01:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!

هل تنتصر الحروب على الإنسان و الثقافة؟

سقط النظام الفاشي القومجي العراقي أدى إلى تخريب هائل في الاقتصاد و البنا التحتية, و كان أخطرها سقوط الثقافة و القيم و الأخلاق و النيل من كرامة الإنسان. أن الأمر الأدهى للالتفات والانتباه له أن فترة تواجد النظام تركت آثارها على المجتمع بشكل رهيب و خلفت تركة رهيبة تحتاج إلى عمل جبار لانتشال البلد من هذا الوضع المزري حد اللعنة, لكن المأساة لم تتوقف على تردي قيم و أخلاق السلطة. الغريب أن السوس أنتقل إلى كل الكيانات السياسية و الأحزاب, و ليتربع شبح بربري وحشي على كل مفاصل الحياة فيقود إلى الدمار و الانحطاط و الجريمة و الفساد و التوحش.

أن العراق خاض حروب و حاز على أعتا فاشية حربية فاقت كل دكتاتوريات دول الجوار وحتى فاقت فاشية هتلر و فرانكو و ماسوليني, فبمناسبة ذكر هتلر الفاشي لقد قدس هتلر شعبه أما البعث و صدام أحتقر وأهان شعبه العراقي على مدى 30 عام. فمن هنا استطيع أن أقول أن ثقافة الدكتاتورية العراقية و قيمها المنحطة ضربت بعيد في أخلاقيات الأحزاب و بلدان الجوار و المنطقة, لأجرأ و أقول في العالم!

أن الانتفاض و حركة التغيير التي دبت في المنطقة العربية منذ 2010 تكشف لنا حالة مرضية واحدة, ألا وهي سقوط أخلاقيات السلطة الدكتاتورية العربية و بربريتها و معاداتها للثقافة و الإنسان رغم الفروق و أشكال التسلط و الحروب وعدمها. يتجسد ابرز المعالم للدكتاتورية بتوحدها, في تكليس و إخماد التحديث و هو جنين, و لتتخندق و تترعرع الماضوية. و الآن يبدو أن الانتصار للرجعية, فإذا تمكنت الدكتاتورية هضم و سحق الحداثة و التقدم و التطور, و بمساعدة القوى الإقليمية و العالمية, اليوم القوى الرجعية استطاعت أن تحقق انبثاق لوجودها من خلال الأرحام العريقة للرجعية السلفية في دول الجوار الإقليمية المخضرمة بالعمالة و الزيف و الجريمة, لتأتي على مواصلة ما بدئه نظام الدكتاتورية العسكرية في أزاحت أسس القيم المدنية و لتقضي على ابسط أشكال الحريات السياسية و الإنسانية و الثقافة.

فهذا المرض الذي حدث على صعيد السلطة الفاشية دخل و انتقل إلى كل القوى المعارضة لكن باسم الصراع الإيديولوجي لتتكلس الحداثة في كل تلك القوى و كأن أسلوب الدكتاتورية صار الملهم لها و ليتكلس أي شكل للتطوير و التحديث و لتُطبق حلقة الشيطان و يعم القمع و التكبيل في كل مكان في زاويا الحياة, و قد أمتد ذلك على عمر تلك الدكتاتوريات من( 30_ ال40)عام. فإذا تربع الدكتاتور على السلطة فأن قادة الكثير من الأحزاب المعارضة لا زالت تقود الأحزاب كأبسط مثال على تأثير أرث الدكتاتورية و تشويه الحياة و تكريس و تلكس أي تحديث في الفهم للتطور الحضاري و خاصة في مجال الانتخاب و الديمقراطية!

أما اليوم فالبناء يجري على ذلك الإرث الفاسد و تماما كما يجري التطور الحضاري على أسس علمية و عصرية فأن التطور عندنا يجري على أسس التدهور و البربرية و التوحش, فمن جمهورية القمع و الخوف, و الآن نحو همجية الإلغاء المعتمد على الموروث الطائفي و المذهبي الانتقامي لتتشكل ثقافة جديدة في السفالة و البربرية كوباء يُهصر الحياة في ثقافة, بل, ماضوية بائسة إلى زمن الصراع الاستبدادي العثماني و الصفوي و تخلفه و وحشيته.

الغريب, فكما مفاهيم الثورة الفرنسية انتشرت في الجوار الأوربي و كذلك أفكار و أهداف الثورة الروسية البلشفية غزت العالم, لكن عندنا يحدث الأمر بالمقلوب إذ أفكار الاستبداد و الإلغاء هي التي تنتشر كما النار التي تشب في الهشيم, و يقودها ملك أجرب وهابي تربع على السلطة من أكثر من قرن, ليدمر و يجعل الثقافة لا في أزمة بل مهشمة, لتلوك و تجتر كل شيء في الحياة, و لتعيش كل المدن العريقة الثقافية في فراغ و خواء, و لتتحول كل أرض و كل مدينة عربية أصيلة إلى صحراء نقب وهابية قاحلة و وحشية, فهجوم على الفن و مراكزه و منتدياته رغم فقره و بداياته العرجاء إذ كان هناك شيء من الأمل في التطور عبر الأزمة والصراع الفكري و الثقافي.

أن أزمة المثقفين عندنا أجهضت و المُفكرين والأدباء و الفنانين المبدعين المؤثرين الذين اغنوا حياة الفكر و الفن يساقوا قسرا إلى سرير الاحتضار, إذ لا أزمة ولا تناقض و لا صراع بل تجفيف لمياه الفكر و الثقافة, و مثلما يموت السمك في بركة صغيرة جفت مياهها, فاليوم مأساة الفكر و الفن و الثقافة تترنح بين نزعة التمدن التي بدأت عرجاء و بربرية قوى التخلف الشرسة التي تريد تكريس قوانين الغاب ليسود التوحش, ليلغي الإنسان و التمدن و الفكر و الثقافة.

في مقال سابق لي *الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة* جاء فيه:
.. فالنفاق الجديد الان!
بعد ان رفضت امريكا الدولة الاسلامية في ايران وحزب الله في لبنان و الحركة الاسلامية في الجزائر. تعمل امريكا الان على اعطاء الضوء الاخظر للاسلاميين و السلفيين في تونس و مصر و ليبيا. و العمل على اعادة مسلسل العراق في سوريا, فبدأت بنادق القنص تعمل و فرق اعمال القتل الجماعي تجري. و هيئة الامم اللا متحدة بدأت تتفهم فقط اليوم ان بشار الاسد دكتاتور!
و طبعا بعد ان استوعبت امريكا ذلك الامر و كذلك الديمقراطية الانكليزية و الليبرالية الفرنسية و حمد قطر ايضا!انتهى.

أن التغيير الذي كان يطمح له المفكر و المثقف و حتى أبن الشارع المنتفض, فرغ من محتواه سريعا بهجوم خاطف للقوى الرجعية و السلفية المدعومة بالامبريالية الأمريكية, وسرقت كل آمال و أحلام الأحرار و المفكرين و الفنانين و المثقفين, و كل مبادئ الثورة صارت منفذ لسيادة البربرية الرجعية لا بل صار شعار الديمقراطية لشباب الانتفاض عكاز رجال التوحش السلفي الطالباني, رغم أن هؤلاء تاريخهم أسود في احترام الحرية و الثقافة و الإنسان إجمالاَ.

أن زحف قوى الردة الماضوية و السلفية البربري بعد رحيل الدكتاتورية العسكرية, أشبهه كما حقلا ضعيف الغلة كان فيه أمل, لكن ليأتي عليه أسراب الجراد الزاحف, لتقضي أسراب اللحى العفنة و الدشداشة القصيرة, على كل أمل و عطاء!

أن خروج هذه الوساخات البربرية, تختلف عن ظهور جنكيز خان و هولاكو بكونها لم تأتي من مغول إستان بل نبعت من زيف 30 إلى 40 عام من بطش الجلادين من المحيط إلى الخليج ليغذيها ملوك و أمراء الخليج و ليدعمها ملك السفلس بالبترودولار و القوى الامبريالية, حاقدة على كل منحى فكري و ثقافي و علمي و فني أنهم برابرة سقوط الحضارة تتسم بالعنجهية و الصلف وقلة الحياء و الأدب جل همها تحطيم العقل و تدمير كل معالم و أسس بدايات المَدنية في محاولة بائسة نحو الماضوية و السلفية المقيتة.

أن هذه التيارات و الأحزاب لا تجيد التفاهم و النقاش و الحوار مستفزة من البيضة و لغتها السباب و الامتهان و الإقصاء و السخط على المفكر و الفنان و العالم لا تتورع من القيام بأعمال القتل و التنكيل بعد الكذب و لتشويه, فهي ولدت و ترعرعت في زمن صعود الفاشية و تربع أخلاقياتها, فالبيئة أم الاختراع لذا هؤلاء البرابرة يختلفون عن جيل ال ( 30 و 40), أنهم جيل مسخ مثالهم بن لادن و مملكة الخرافة و الموت الوهابية و دولة آل طالبان الوحشية. لم نجد في هؤلاء القيم الدينية الأصيلة التي تدعوا للسماحة و العقل و الحكمة, بل مفرداتها التجريم و العزل و الإقصاء و التكفير, وسحق أي رغبة في التعليق وإبداء الرأي, هذه هي تطوراتهم و عصريتهم الحالية في زمن سقوط القيم و المَدنية و الحضارة.

أن شكل هذه الدولة معروف و إلى أي مدى و أفق سيصل, أن التاريخ قدم لنا الدولة العثمانية كآخر دولة متعفنة متهرئة دعيت بالرجل المريض و انتهت, ثم السرطان الباقي في جسد الأمة العربية و الإسلامية هو الدولة الوهابية في السعودية, و كل الأشكال الرقيعة و ما بينهما في إمارات و مشايخ الخليج, إلى أن أفرز التلاقح الامبريالي الأمريكي دولة آل طالبان و بن لادن الغني عن التعريف, فالتاريخ يعيد نفسه اليوم و كما يقول ماركس أنه, التاريخ, في الحالة يكون مجزرة حقيقية و في الثانية مهزلة دامية!

فهكذا نحن أمام مهزلة تطفح و تجتاح المنطقة بعد انهيار الدكتاتورية, لتزحف اللحى الطويلة و الدشداشة القصيرة, أنها تيارات صفراء لا تجيد ألا تكريس الخرافة و الجهل و تحطيم العقل و الثقافة و الفن, لا و بل الهجوم على الإرث الحضاري التاريخي العريق كما لتمثال بوذا في أفغانستان و اليوم المحاولة لتغطية التماثيل و الأهرام في مصر, و في العراق بدأ الهجوم على مراكز الثقافة كاتحاد الأدباء و وصفهم باخس النعوت, بأنهم يتبولون على بعض, هذه أحد عينات لغة البذاءات و الازدراء للبشر, لرجل الدين من سيد و شيخ, و أخيرا الهجوم على الكِتاب و شارعه العريق شارع المتنبي الذي يعرض الكتاب فيه يوم الجمعة ليغني يوم العطلة بالمطالعة, انه الهجوم البربري على العقل و الثقافة و التحضر, لكن ينبغي أن نعرف كيف و لِمْ الحضارة و التمدن صارت ضعيفة أمام البربرية!

أن السنين الطويلة للدكتاتور ودولته و بقاء السلفية الوهابية في السعودية و انتصار أمريكا بزوال السوفيت, شكل أسس عالم وضيع و بربري تجسد بسفالة ما بعد الدكتاتورية وهجوم القطب الأوحد بعولمة الخراب و آثارها المدمرة, فمسلسل إجرامي مستمر, تقوده الآن السعودية و قطر و تدعمه الدبابة الأمريكية و قصف الناتو, أنها آلية و ماكنة رهيبة لتدمير كل موروث و تقاليد و أي شئ جميل وصلنا أليه, قلت أن الأرضية التي أنجبتهم ومكنتهم (رجالات الدين) هو الواقع المزري للفاشية ثم حالة التسويف التي سطحت الجماهير خلال عقود الحرب و البطش و العزل و التضليل و التعتيم الامبريالي لتستطيع هؤلاء الرجالات اليوم أن تذهب إلى صناديق الاقتراع, المصيدة, لحصد رؤوس الأحرار و الانجازات الحضارية و بكل ثقة, إذ حتى الغرب و الامبريالية الأمريكية معهم, بكلمة أخرى حازوا على الشرعية السافلة, كما حاز جورج بوش الشرعية باحتلال أفغانستان و كما ضرب جورج بوش الأبن الشرعية والدولية و غزى العراق!

أن الهجوم مركز الآن على كل مفاصل الحياة من اقتصاد و سياسة حرة و الأخطر ما يوجه إلى الثقافة و الفن, فأن السينما و المسرح و الغناء و الرسم, كأدوات تغيير و تطوير و تحديث في المجتمع سوف تضرب بعنف, باسم المحرم الديني و التشريع الإسلامي, أنها ثقافة, بل أنها بربرية جنكيز خان الماضوية إذ لا أستطيع أن أقول أنها ثقافة الأحزاب الإسلاموية فكلمة الثقافة بُراء من هذه الجحافل البربرية, التي انطلقت من كهوف تورا بورا بن لادن, أنها مغول التوحش لقرن الواحد و العشرين, المباركة من الغرب و الامبريالية الأمريكية المتوحشة!

لكن مشكلة انهيار مستويات التمدّن و القيم و الأخلاق أمام شراسة و بربرية التخلّف واستبداد شريعة الغاب تحدث بمسميّات لغة العصر, فكما لجئوا إلى صناديق الاقتراع الحضاري, فقد أجادوا اختيار أسم الكتل و الأحزاب ومن المحيط إلى الخليج, فصرنا نسمع بدولة القانون في العراق و ليس التمتع بعزف القانون طبعا, و ليطل حزب النهضة و حتى بلا خجل ظهر حزب الحرية و العدالة في القاموس البربري الإسلاموي لكن في دولة القانون العراقية ساد قانون المحاصصة الطائفي و المفخخات و الحزام الناسف و ليرافقه الفساد الإداري و الاغتيال السياسي. هذا هو توريد الغرب و الليبرالية الأمريكية الجديدة, سلطة تخلف وحشية تناسب نهب القطب الواحد و العولمة لتتربع على خناق الشعوب.

أن الرجوع إلى التاريخ ضروري لرؤية كل الصورة أو اللوحة العامة للعالم و المنطقة المُدعاة الشرق الأوسط و تحديدا المنطقة العربية, لا أحب الخوض في الدكتاتورية و تركتها و لا دعم الامبريالية و الغرب لها, وكل تفاصيلها فأنا كتبت كثيرا و فصلت و أعدت وصقلت في الأمر!

لكن أحب أن أركز اليوم على أمر مهم ألا وهو هل العرب و الأسلاميوية و تياراتها من أخوان و سلفية و دولة فقية سلفية و دولة وهابية سلفية تسير وحيدة و في فلك التوحش البربري أم العالم و الغرب و الامبريالية الأمريكية و إسرائيل الصهيونية تسير و ترعى التوحش و ثقافة الموت و الإرهاب!!!

فالأستاذ طارق حجي في مقاله:
هوامش على دفتر الإنحدار ...يصف التهور و اندحار الثقافة و المثقف المصري و سكوته و خوفه من الهجمة السلفية اليوم!
.........بعد أن كان قادة الفكر فى مصر من نوعية طه حسين والعقاد والمازني وتوفيق الحكيم ومحمد تيمور ومحمود تيمور ويحي حقي ونجيب محفوظ ولطيفة الزيات وأمينة السعيد ومحمد مندور وحسين فوزي ولويس عوض محمد سيد أحمد ويوسف إدريس ..... أصبح قادة الفكر الذين يتصدرون المنابر ويحتلون شاشات التلفزيون ويحتكرون ميدان التحرير هم من تأدب (كعادته) الدكتور البرادعي فوصفهم بالأراجوزات ... هؤلاء الذين يخاف المثقفون أن يقولوها لهم جهارا نهارا : لا نريدكم .... ولا نريد أفكاركم ... ولا نقبل تطبيق الشريعة ،... انتهى الاقتباس!

أسوق كم مثال تستدعي الوقوف عندها لتحديد أمر أزمة أخلاقيات الثقافة و الحضارة الإنسانية الحالية و أفق انحدار و سقوط الغرب و الناتو و دبابة العولمة الأمريكية في وحل البربرية, و ستكون مأساة العراق هو الأنموذج!

بعد سقوط أكثر من نصف مليون قتيل في الحراب العراقية الإيرانية و مجزرة 5 آلاف بالقصف الكيمياوي, و دعم الغرب و أمريكا لصدام الفاشي, بما دعي بحرب الخليج المنسية(8) سنوات, جاء مأزق حرب الكويت أو الفخ الذي وضعت أمريكا العراق هدف كي يبدأ هجوم عصر القطب الأوحد لتحطيم العراق و إرجاعه إلى العهد القهقري الحجري حسب وزير خارجية أمريكا السابق جميس بيكر و بحصار جائر لا أخلاقي على الشعب قضى على مليون طفل و إنسان عراقي, بررته بسفالة ( أولبرايت) كعقاب وثمن الحرية, ناهيك عن الخسائر البشرية و المادية المحطمة للبنا التحتية و أثرها المدمرة للمجتمع و القيم و الانحطاط الأخلاقي العام, لينال لا من الحاضر فقط, بل من المستقبل لتأتي الدبابة البربرية و الغزو والاجتياح و التدمير المبرمج و قصف الفلوجة باليورانيوم المُنضب و فضائح معتقل أبو غريب, جرى كل ذلك باسم النذل الليبرالية الجديدة و الفوضى الخلاقة, نهب العولمة, و ليتوج بحكومة محاصصة متهالكة، تمكن الاحتلال في هذا التدمير الشامل بشراذم لا ارتباط لها بالشعب و الوطن, وتشهد الممارسات الممتدة لحوالي عشر سنين بربرية دامية. هذه هي اللوحة المرعبة و أفرازاتها تطلعنا على عمق الأزمة الحالية وطبيعتها المدمرة للإنسان و القيم الحضارية الإنسانية, التي باتت ترتبط مع الليبرالية الجديدة و صرعتها الحالية عولمة النهب الأمريكية لتدمير كل المنطقة العربية.

لكن الأمل في معالجتها و إيقافها لا ينتهي أو يتوقف إذ انه هو مرتبط بوجود الشعب و صراعه, و هذا يسقط في الطبيعة البشرية من اجل الحياة و التقدم و التطور و التحضر, بكلمة أخرى لا يمكن أحلال البربرية محل الثقافة, فالحالة هي هجمة امبريالية استعمارية حديثة شرسة, توقف التطور و تعطل الثقافة وتحط من الإنسان, لكن من صخب وجنون الحكم البربري في أوربا المظلمة جاءت أعظم الثورات. الآن مهمة الحركة الوطنية الجديدة هو العمل على وقف البربرية و التصدي للوحشية الامبريالية في تعاونها مع البربرية الإسلاموية و دولة طالبان من المحيط إلى الخليج للقضاء على الإنسان و الثقافة.

ما أريد قوله باختصار شديد, أن المرحلة الحالية التي نعيشها بخوائها الفكري و الأخلاقي و الثقافي, هي زمن ثقافة العبودية لبربرية قطب امبريالية أمريكية, برأسمال معولم لنهب الدول العربية بالغزو و القصف, ما بعد الدكتاتورية و ضرب إيران, تسندها إسرائيل الصهيونية و الغرب الرأسمالي المأزوم حضاريا و يطبل لها الرقيع من أيتام الدكتاتورية الأنبطاحي بإسم التحرير الديمقراطي الأمريكي للعراق, وهو غزو و نهب استعماري حديث و اسمه عولمة, و تصافحه الأيادي الاسلاموية السلفية القذر, فمن آل سعود و حمد أل ثاني في قطر و كل الخليج الأمريكي و إلى سي مرسي في مصر و محاولات على تونس و ليبيا و هجوم بربري على سوريا!

أترككم مع الآن كرد و في مقال *المنتدى الاجتماعي العالمي والحركة الثورية في .. * فقوى ثورية اجتماعية و ثقافية_ سياسية في العالم تعرف أن الامبريالية الأمريكية تقود العالم نحو الهمجية بسياسة العولمة ودعم حكومات الزيف و الفساد و تدمير البيئة و الإنسان و الثقافة.

..... عن أعمال ونشاطات المنتدى الاجتماعي العالمي من خلال شعاراتها مثل: «مسيرة من أجل السلام» أو «من الممكن بناء عالم أفضل» أو من خلال تظاهراتها التي ترفع شعارات معادية لسياسة الولايات المتحدة في العالم ورفع أعلام النقابات العمالية والأعلام الحمراء وصور غيفارا وماركس نستنتج أن ظهور المنتدى الاجتماعي العالمي له علاقة بتبلور حركات اجتماعية ضد السياسات الليبرالية الجديدة التي سادت العالم في العقدين الماضيين.
كما شارك في أعمال المنتدى على مدى سنوات منذ 2001 شخصيات مرموقة تعمل في حقل الأدب والفن والسياسة والحركات الاجتماعية مثل جوزية ساراماغو الكاتب البرتغالي الحائز على جائزة نوبل ــ ديتاساري الناشطة الأندونيسية الأكثر شهرة في مجال حقوق الإنسان ــ إغناسيو رامون رئيس تحرير جريدة لوموند ديبلوماتيك الفرنسية ــ نعوم تشومسكي أحد أكثر الكتاب السياسيين جرأة في الولايات المتحدة ــ.....انتهى الاقتباس!

أن الامبريالية و الرجعية العربية تعرقل التقدم و تنشر الخراب لكن لا يمكن أن تنتصر على الإنسان و الثقافة فالشعوب بدأت الحراك سواء بالانتفاض في العالم العربي أم بالاحتجاج في أمريكا أو التظاهر المستمر ضد سياسة التقشف في اليونان و أسبانيا و أيطاليا وحتى فرنسا أو بنشاطات الحركات اليسارية و انتصاراتها في أمريكة اللاتينية. أن حركة و ردا عالمي جديد لابد أن يبزغ من كل هذا جنون و دمار الليبرالية الجديدة ونهب العولمة و جهازها الداعر صندوق النقد الدولي, الذي باتت رائحة قروضه المدمرة تزكم الأنوف من اليونان إلى اسبانيا و العراق و مصر!

و عن *فنزويلا الاشتراكية* نرى استعراض للهجمة الرأسمالية و أداتها الجديدة العولمة و الليبرالية الجديدة و صندوق النقد الدولي لقيادة العالم نحو جحيم الفقر و الجوع و البربرية!
الحوار المتمدن-العدد: 3885 - 2012 / 10 / 19 - 09:31
المنتدى الاجتماعي العالمي - عام آخر ممكن

"بعد 300 عام من الرأسمالية، يوجد 800 مليون جائع في هذا العالم. يجب أن نواصل نضالنا ضد الرأسمالية العالمية من خلال بناء اشتراكيتنا في كل الحكومات والثورات الشعبية. لا يوجد طريق آخر، إما الرأسمالية التي تدمر الإنسانية أو الاشتراكية." هذا ما قاله أحد القادة المشاركين في المنتدى الاجتماعي العالمي، الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز.
.. الرئيس الفنزويلي تشافيز فقد أتى بقضية التكامل كقضية أساسية واتباع إستراتيجية جديدة في النضال ضد العولمة. قال الرئيس تشافيز "لقد تغير الزمن، وينبغي أن ينظم المنتدى بطريقة مختلفة. ينبغي تغيير التوجه الاستراتيجي والأيديولوجي له ويجب البدء في الهجوم"....
ووفقا للرئيس تشافيز، إن المنتدى الاجتماعي العالمي هو معقل آمال للقوى الناشئة في العالم. انتهى الاقتباس!

انتهت عقود الدكتاتورية الحربية العربية لتفضح علاقة الغرب وأمريكا والصهيونية بها, و عقود الإسلام السياسي لم تعمر فهي لقحت و أنجبت مسخ سافل, تثقله أساسا أزمة و زيف مفضوح و ثقافة بالية بائسة, بدعم الغرب المتهرئ و الامبريالية الأمريكية الدموية فمن وصمة عار التعامل مع الدولة الدكتاتورية القومجية و إلى حضيض وسفالة العمل مع الدولة الأخوانجية و السلفية,و إفلاس الامبريالية الأمريكية وحيث تلجمها الصعوبات و الأزمة الاقتصادية و الأخلاقية و الثقافية, و معها كل الغرب الرأسمالي فإلى حكم القانون الاقتصادي, في جحيم و معضلة أزمة النظام الرأسمالي الدورية, الذي تدمره قوانين شريعة الغاب و استغلال الإنسان للإنسان ونهايته المحتومة بخلق عدوه الطبقي, و فق توصيف ماركس الرأسمالية تحفر قبرها بيدها, و لتجر أذيال الحروب البربرية و بجحافلها السلفية الهمجية ضد الثقافة و الإنسان و البيئة و إلى الخزي و العار, كما انهار نظام الكنيسة و الإقطاع الرهيب و المقيت. انتهى!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا
- لن تَعُد سوريا فريسة سهلة للغزو بل خازوق
- صمَتُ الزمهريرُ
- قطط وسخة سائبة على مائدة العولمة
- تأمُلاتْ
- الانحياز الفكري الثوري و الفكر الرجعي
- ثرثرة في السياسة على مساحات الهذيان
- ماركس, البروليتاريا و الصراع الطبقي
- سفير امريكا, موروث ثقافة القتل للحضارة
- عراق ثورة 14 تموز و صراع الشيوعيين و البعث
- العولمة, العراق الضحية الدامية الاولى
- العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري
- الربيع العربي و اسرائيل الصهيونية
- البهرجة السياسية و المسبار و الحضارة
- الصهيونية ربيبة الامبريالية
- الانتفاض العربي و المستقبل القادم
- الأحزاب القومية الى المزابل السلفية
- مذابح في سوريا, ونصف الموقف والنفاق السياسي!
- الأنبياء و الأديان و الحضارات القديمة
- إفرازات الربيع و جثة الدكتاتورية والنضال الثوري المؤجل!


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!