أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الصهيونية ربيبة الامبريالية















المزيد.....


الصهيونية ربيبة الامبريالية


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 03:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



*حركة رجعية سلفية عنصرية*

اختلف و يختلف المتفلسفين الجدد في سوق النخاسة الجديدة الذي جاء مع الدبابة الامريكية لغزو العراق لتسويق فلسفة الانبطاح بشكلها الاوسع, فصار تسمية الغزو للعراق, بتحرير و هو كان اول الغيث لهؤلاء السقط المتاجر من احزاب السلطة للبرجوازية الطفيلية العربية القومجية. لقد تاجر احزاب الدولة البرجوازية العروبجية على مدى اكثر من نصف قرن بالقضية المركزية عروس العروبة و حتى لم يطقْ بهم مظفر النواب ذرعا ليبدأ استخدام الكلمات النابية للزيف الرهيب لهذه الدولة القومجية و صرخ في ملوكها و رؤساءها صرخته الشهير اولاد القحب..ة الا استثني منكم احدى من المحيط الى الخليج!

ان كل المؤسسات الدولية و الهيئات العالمية ادانة الاستعمار القديم و نهب الشعوب مما ادى الى ضعف الامبروطورية البريطانية و انتصار حركات التحرر في اسيا و افريقيا و خاصة في خمسينات القرت الماضي احرز العرب امر الاستقلال السياسي و ليبقى النضال من اجل الاستقلال الاقتصادي معلقا, و ليكون صراع مرير مع دول الاستعمار القديم و شركاته و خاصة الشركات النفطية و التي كانت العامود الفقري في نهب الشعوب و السبب في عدم الاستقرار و الانقلابات الدامية الذي انتج دول عميلة كسيحة لتتحول الى غول يدعى الدكتاتورية القومجية. قام الغرب الاستعماري و خاصة انكلترا و الامبريالية الامريكية بدعم كل الانقلابات الرجعية, و بشكل صارخ في العراق.

ساختصر الامر ربما في العراق كي لا اتشعب و نضيع في خيانة الدولة البرجوازية الطفيلية القومجية من المحيط الى الخليج و لعل المطلع النزيه المحب لشعبه يفضح دور الخيانة و يدلوا بدلوه عن أي دكتاتور و ملك سفلس سلفي لم ياتي ذكره!

العراق احرز ثورته في 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم الثوري الاصيل, امتازة ثورة قاسم بالنقاء و النزاهة من البداية و بشخص قاسم ذاته اذ ان ثورته لم تاتي من تحت العباءة الاستعمارية و الامبريالية الامريكية, و سرعان ما تحول عبد الكريم قاسم الى زعيم وطني اذ التف الشعب العراقي حوله بعربه و كرده و كل الاقليات القومية. تخرج عبد الكريم القاسم من جامعات انكلترا و بتفوق و عندما قدم اطروحته اقترح علية ان يقدم في دراسته كيف يتم اقتحام بغداد و السيطرة عليها في ساعات. فكان رد عبد الكريم قاسم ان بغداد عاصمة بلدي و انها مدينتي, فلا ارغب ان تستباح مدينتي, لكن سيكون موضوع اطروحتي كيف اقتحام لندن و السيطرة عليها في ساعات, و يتم ذلك ويحصل على الشهادة العسكرية بامتياز, و حين يعود الى العراق وصل بشكل سري كتاب الى الملك فيصل, و ليخبره ان ضابط كبير ذو الهام نال شهادة من جامعة انكلترا و ينبغي الحذر منه. شارك عبد الكريم قاسم قبل انتصار ثورته في الحرب ضد اسرائيل!

دام حكم عبد الكريك قاسم اقل من اربع سنوات, لكن الانجازات كانت هائلة فالاعمار ازدهر من منتزهات كمنتزة 14 تموز في الكاظمية و المدارس تقدم الكتب بالمجان ووجبة طعام و بنيت الكليات و الجامعات و دور الارامل وسحب الفقراء من النوم في الشروع الى بيوت متواضعة و العمل على التأميم للنفط, باختصار طفر الشعب العراقي في هذه السنوات الاربع بشكل كبير, و لترتفع مساهمات العراق الدولية و يحضا الهيبة و الاحترام في العالم بسياسة التحرر و التقدم و السلام. فعلى الصعيد العربي قدم النظام جل المساعدات الى الثورة الجزائرية و صار الشعب العراقي متابع لثورة الجزائر و صفق الشعب لنضال جميلة بوحيرد, و للان يكن الشعب الجزائري الاحترام للزعيم قاسم و ثورته و شعب العراق. امتاز حكم عبد كريم قاسم بانه نظام سياسي بلا حزب لكن تحول الشعب الى جانبه و كذلك الحزب الشيوعي قام بمساندة كل الانجازات الثورية, و الامل يحدو الى تحويل السلطة الى سلطة دستورية برلمانية بعد استتباب الثورة و استقرار البلد!

ان شكل الثورة العراقية و مزية القائد عبد الكريم قاسم أرعبت القوى الاستعمارية كلها اذ حطمت الثورة الشعبية و زعيمها قاسم مطامع الغرب الاستعماري, في اخراج العراق من كتلة الجنيه الاسترليني و حلف بغداد الاستعماري اذ ابى الزعيم عبد الكريم قاسم ان يكون العراق اداة بيد الامبريالية لضرب شعوب المنطقة, كما ما تفعله الان الدولة الاستعمارية المنهارة دولة الناتو تركيا اتجاه شعوب المنطقة لتمكين الغرب و الامبريالية الامريكية في السيطرة على نهب الشعوب!

كل هذا جعل الغرب و العجيزة بريطانية و الامبريالية الامريكية الى شن الهجوم على السلطة الشعبية الواعدة في التقدم و التطور الوطني و الانساني و الحضاري في العراق, العراق الذي ارضه تجثو على بركة نفط اكبر من حجمه, فالى اي بلد سيتحول العراق بهذا الزعيم و هذا الشعب المعطاء, هذا ما ارعب الانكليز! و بالمناسبة لم يستطع الانكليز حكم العراق كما الدول المستعمرة الاخرى اذ النضال كان شرس ضد الحكم العسكري الاستعماري و سريعا جيء بالملك. اذ اخذت الصور للشعب الاعزل و هو يقفز على الدبابة الانكليزية بالمكوار( وهو عصا فوق راسها قير متحجر) يضرب فيها رؤوس جنرالات الاحتلال وصار شائعا اهازيج الثوار *الطوب احسن لو مكوار*!

في 8 شياط 63 قتل الزعيم عبد كريم قاسم على يد الجلازوة القومجية و البعثية و مثل في جسده الشريف و الدبابة الانكليزية و الامريكية على حدود الاردن متهيأ و على استعداد لدعم القتلة الانقلابيين, و ليبدأ تمزيق الشعب و تدمير العراق بشكل بربري وعلى مدى اكثر من نصف قرن!

ان سايكس ـ بيكو ليس فقط كان مشروع لتقسيم العرب( الحصص) بين المستعمرين و انتهى الامر و السلام ان الامر كان ابعد و اخطر من ذلك هو امر التركيع الدائم و السيطرة على المنطقة و الشعوب, وخاصة بعد ان رأت العجيزة بريطانية كيف يقفز الشعب العراقي نحو سماوات التقدم و التحضر, و اذا البنى التحتية تخطوا بقفزات و الحضور العراقي جميل في المحافل الدولية و ذا هيبة و احترام و التقدم العلمي يخطو خطوات سريعة. لذا جيء بالبعث و بصدام حسين بالقطار الامريكي للجم هذا الشعب و تدمير المنطقة.

وعلى الجانب الاخر كانت الامبريالية الامريكية تعمل على ذبح الثورة الفلسطينية و دعم الدولة الصهيونية التي كان لها الحضور في المنطقة من خلال التنسيق مع الرجعيات السلفية الملكية و الدولة القومجية للبرجوازية الطفيلية و الدولة الصهيونية تمتاز بالعمل السري و من خلال الجواسيس و العملاء و ارتباطها بالسفارات الغربية و الامريكية كما جرى في العراق و العمل على تدمير السلطة التقدمية في العراق!

اما مشروعية الدولة الاسرائيلية في الوجود ام لا فهو نقاش بائس الان, اذ الدولة قائمة من اكثر من 60 عام و على جماجم الفلسطينيين, و هي دولة صهيونية عميلة للامبريالية الامريكي مثلها مثل الدولة الملكية الوهابية لكنها قاعدة امبريالية متقدمة استيطانية لذا عني في امر تطوير بنائها و معالمها و تسليحها اذ هي في نفس الوقت منتجع للدول الراسمالية و الامبريالية الامريكية اذ انتقل اليها اصحاب الملياردات من اجل الاقامة و العمل هناك على البحر المتوسط هربا من شتاء اوربا المظلم و بجنسيتين غربية و اسرائيلية!

انصح الجميع على قراءة مقال السيد حسقيل قوجمان الشيوعي العراقي و اليهودي النبيل, اذ اني اتفق جملة و تفصيل مع ما جاء به و مقالي منسجما تماما مع تحليلاته! *مقاله خارطة الطريق الامريكية *و هو بجزئين على صفحة الحراو المتمدن!
فالسيد حسقيل قوجمان في مقاله يفضح كيف ساقت الامبريالية الامريكية و الغرب الشعب اليهودي المُضطهد من قبل الغرب و النازية الهتلرية ضمن مخطط شيطاني خاص ووفق مؤامرة سايكس ـ بيكو لتحويله من ضحية الى جيش مرتزق لخدمة المآرب الامبريالية باسم الوطن, لا ادخل في تفاصيل الوطن المزعوم, ان كان قومي شوفيني عنصري ام وفق التشريع السلفي المتزمت الديني فهو عقيم مثل نقاش البضية من الدجاجة ام الدجاجة من البيضة!

هكذا سار التآمر الغربي و الامبريالي الامريكي على التعاون و التنسيق بين الرجعية السلفية و البرجوازية الطفيلية و اسرائيل على اعاقة أي تقدم و أي تطور و في أي مجال سواء في الجانب السياسي او في جانب الامر الاهم, التحرر الاقتصادي و الانطلاق الحضاري. ان الدرس الذي وجهته الثورة العراقية التحررية كان شديد الوقع على الاستعمار البريطاني و ارعب الامبريالية الامريكية و الصنيعة اسرائيل, اذ يعرف الغرب و الامبريالية الامريكية ان اسباب التقدم و التطور و التحضر تكمن في التحرر السياسي و التحرر و التطور الاقتصادي, و بالبناء المستند على الخطط المنهجية و العلمية, اذ هذا كان هو دربهم في التطور. و كان عبد الكريم قاسم بدأ بسن قانون الاحوال الشخصية وهو الخطوة الاولى في مجال تحول العراق نحو العلمانية!

جاء البعث البرجوازي الطفيلي الى السلطة من تحت العباءة الامريكية المباركة و بقطارها المشئوم, و ليبدأ الزعيق القذر للدولة القومجية التي تصافحت في الخفاء و السرية مع الدولة الصهيونية في السفارات الغربية و على حدود الاردن و السعودية, زعيق العداء لاسرائيل المزيف, فسكتت العجيزة البريطانية و الامبريالية الامريكية و اسرائيل عن هذا النعيق, اذ ضرب الحبيب مثل ضرب الزبيب, كما يقال وهكذا كان الاتفاق بعد تصفية الزعيم العراقي الوطني الشريف ينبغي الصراخ الرقيع و المزيف الكاذب, و ان يعم المذياع و التلفاز و صحف البعث لتزيف الحقائق و التاريخ, أذ الهدف الابعد هو لجم التطور الحضاري في العراق!

و على مدى تاريخ الدولة البرجوازية الطفيلية القومجية في العراق جرى الارتباط الاكبر و الاكثر نحو الغرب و خاصة بعد ان سيطر البعث برجل المخابرات الامريكية صدام حسين, لتلغى معاهدة التعاون و الصداقة مع الاتحاد السوفيتي و يبدأ التسليح المتنوع كما بربره العميل, لينفتح العراق على السوق الغربية و الامريكية و خاصة الفرنسية في ثمانينات القرن الماضي. وليبنى المفاعل النووي في العراق من قبل الشركة الفرنسية و تبعث المعلومات الى امريكا و اسرائيل وبعد عامين من العمل و الدفع للشركة الفرنسية ملايين الدولارات, تقصف اسرائيل المفاعل النووي و ليستمر اللعب على العراق في زمن جنون الحرب و تسليحه, فتصفق اسرائيل وتهلل لانتصارات العراق على ايران!

ثم لتاتي فضيحة طهران غيث اذ رغم ان العميل صدام حسين شن الحرب من اجل ضرب العدو اللدود لامريكا الخميني كانت امريكا تقوم بتزويد ايران بافلام و صور تمركز الجيش العراقي ليتم ضرب القوات و المعدات العراقية ليشتري العراق المزيد من المعدات من السوق الحربية الغربية و الامريكية و حتى من اللقيطة اسرائيل وليستمر النزف الدموي!

و على مدى اكثرمن 30 عام من حكم البعث تم قهر الشعب و المعارضة العربية و الكردية و تم جلده ليس فقط بالحديد و النار الذي استخدمه كل عملاء امريكا و اسرائيل في الدولة البرجوازية القومجية الطفيلية بل صار القصف بالكيمياوي, و ناهيك عن السجون و بربريتها من آلات التعذيب الجسدي الغربية الى اسلوب التغذيب البدوي في ادخال قناني الزجاج في البشرالى تعرية الاحرار ليأتي كلب مدرب يعض على الاجهزة التناسلية!

تعامل الغرب المتحضر الليبرالي الديمقراطي الانساني صديق اسرائيل و حليفها مع هكذا دولة سافلة منحطة لمدة عقود و يعرف كل جرائمها بل و كان يساعدها على جرائمها على الشعب, فسكتوا عن نضال الشعب و عن وجود الالاف من الاحرار في السجون و لمدة 30 عام, سكتوا عن جرائم القصف الكيماوي على الشعب العراقي في مدينة حلبجة, التي راح ضحيتها 5000 انسان في ساعات بل و راحت الدوائر الامبريالية و الصهيونية العالمية المنافذة في المحافل السافلة, تعمل على التلفيق و رميها في رقبة ايران من اجل توسيع دائرة الحرب و الكره و الاحقاد في المنطقة, ظهرت أصوات حتى في الهيئة العامة الدولية, لحظيرة الخنازير الامبريالية من ينشر الزيف و الكذب الى ان ذهب الصحفيون و الاقلام الحرة, لتفضح جريمة صدام حسين عميل الامبريالية و الصهيونية العالمية مشعل الحروب في المنطقة, وليخرج صدام حسين سالما من هذه المعضلة البربرية و اللانسانية, و لم يتهمه الغرب بمجرم حرب كما الرئيس اليوغسلافي السابق سلُبودان ميلوفيتش و حربه في البوسنة, فهنا يكمن النفاق السياسي للامبريالية الامريكية و الغرب و الصهيونية العالمية صانعي الحروب و المؤامرات في المنطقة!

أسائلة كبيرة و كثيرة تطرح تصمت عنها الاقلام المأجورة!
هل كان هناك تآمر على ثورة عبد الكريك قاسم التحررية و على شعب العراق ام لا!
الم ياتي القومجية البعثية الى السلطة و يقتل عبد الكريم قاسم محرر العراق من الانكليز و بالقطار الامريكي!
الم تتعاون كل دول الغرب مع جرائم صدام حسين سواء ضد الشعب العراقي او ضد الشعب الايراني!
هل ممكن ان يحدث تقدم و تطور في العراق في أي مجال بمثل هكذا دولة بربرية و عدوانية منحطة!
من خدم صدام حسين على مدى سنوات الحرب على الشعب العراقي و الايراني!
الم تتآمر اسرائيل على العراق و بخبث و بتكرار مرة بتمكين البعث لضرب الزعيم قاسم و مرة بضربها المفاعل النووي و مع الغرب في لعبة استنزازف العراق ماديا, فالعراق تطور كما اوضحت في زمن عبد الكريم قاسم و بدون اسلحة اوربا الغربية الهمجية للقتل و النهب, فالعراقيين براء من هكذا سلاح. و اخيرا بوقوف اسرائيل الصهيونية الى جانب الغزو الامريكي للعراق و بدون الشرعية الدولية!
هذه هي السياسة الصهيونية!

بعد ان اوضحت كل ذلك التاريخ هل يوجد شك في ان التقدم و التطور في العراق اغتيل على يد المخابرات الغربية و الصهيونية العالمية و الامبريالية الامريكية, وهل الشعب العراقي غبي من يوم الولادة ام التدمير السياسي و الاقتصادي و الحروب البربرية هي من دمرت الشعب العراقي, ففي الخمسينات و بفترة ابع سنوات طفر العراق بخطوات كبيرة نحو الانعتاق و التطور, و ما ان ارتبط العراق, عراق البعث بالعجلة الامبريالية الامريكية, بدأت الحروب المجنونة و تحول العراق الى سجن معزول عن العالم و كنتيجة طبيعية لثقافة الدكتاتورية و الحروب تدنى الشعب الى اسفل سلم التطور. و بدبابة الغزو الامريكية صار العراق كراج سيارات حسب التعبير البربري للجيش الامريكي.

وما علاقة اسرائيل الصهيونية هنا, قد يسأل سائل خبيث, اقول ان الادوار موزعة بشكل منظم بين الرجعية السلفية الملكية الوهابية كزعيمة للرجعية العربية, ومن ثم صعود صدام حسين بدعم الامبريالية و الاخيرة هي الحليف الداعم للصهيونية في قيام الدولة الاسرائيلية, فاسرائيل تعاونت مع الرجعية السلفية لضرب اليسار و التقدم ,و لازالت تتعاون معها و حين ضرب الغرب و الامريكان حكومة عبد الكريم قاسم كان ذلك بمخالب الصهيونية و عملائها في السفرات الغربية و خاصة الامريكية, و بحراسة الدبابة الغربية و الامريكية في الاردن و برجالات العمالة العربية. ارجع الى ما علاقة اسرئيل الصهيونية بكل الذي جرى في العراق و هو مستنسخ على كل شكل و هيكل الدولة البرجوازي الطفيلية القومجية من المحيط الى الخليج, قلت ان امر التحرر الاقتصادي كان يرعب الغرب و الامبريالية و اسرائيل الصهيونية!

أن وجود دولة عربية واحدة كما دولة عبد الكريم قاسم ذات التوجه التحرري و خاصة في مجال التحرر الاقتصادي الذي كان يسعى اليه الزعيم العراقي كان تهديد لا فقط للمصالح الغربية و الامبريالية الامريكية بل هو تهديد للوجود الصهيوني في اسرائيل, اذ ان البلدان التي تحررت اقتصاديا كما الصين و ما جرى من تطور في الخطط الخماسية الاقتصادية حولها الى دولة عظمى الان, لذا لا يسمح للعراق او أي دولة عربية او اسلامية في المنطقة ان تقفز الى مصاف الدول المتقدمة و هذا هو جوهر الصراع العربي الاسرائيلي و بقياد الامبريالية الامريكية!

نجح الغرب الراسمالي و الامبريالية الامريكية و اسرائيل في تمكين البعث القومجي العميل و الدكتاتور صدام حسين من ضرب زعيم الشعب العراقي التواق الى الحرية و التقدم, و ليحل زمن الحروب و الخراب و التخلف و لتنبري الاقلام المأجورة الان و تمجد اسرائيل و نهضتها العلمية و الحضارية التي قامت على اشلاء الشعب الفلسطيني اولا ثم لتتحول الى يد ضاربة من اجل تحقيق المخطط الامبريالي الامريكي في تركيع الشعوب العربية من خلال الانقلابات الرجعية و صعود الفاشيات الدكتاتورية القومجية و التعامل معها وبث اللاستقرار و الحروب البربرية الان!

ان الشعب العراقي و هو هو ذاته ذلك الشعب المحب للحرية و التقدم و العطاء و كما الشعب المصري التواق للتحرر و الانعتاق و كذلك الشعب التونسي و السوري و الليبي, مثل كل البشر الاخر لو سمح لهم بالحرية و التقدم لأبدعوا كما الجنس الاصفر في الصين, و الذي كان يضحك منه الغرب و يقول دعه نائم. فاليوم نحن نرى حجم الكارثة بعد زوال الدكتاتورية التي دامة نصف قرن و راح البعض يقارن الان في ما بيننا وبين اسرائيل و راح البعض يتهم العرب و العراقيين بالغباء ليسطر اسماء العلماء اليهود و غياب حضور العراقيين في المسابقات الدولية.

نعم شاغل الغرب الاستعماري و الصهيونية و الامبريالية الامريكية العرب و العراقيين وعلى مدى نصف قرن, فبان الهزال لهذه الشعوب و ليبرز الجبروت لاسرائيل اذ ذلك كان هو هدف الامبريالية الامريكية الاول, و توجهاها الهادف الى نهب الشعوب العربية. و الدليل على ما اقول تحولت الصين الى قوى عظمى بعد التحرر الاقتصادي, و نزلنا الى الدرك الاسفل بعد النهب الاقتصادي عبر العقود المجحفة في كل ميادين الاقتصاد و خاصة النفط, من ثم الدخول في حروب الامبريالة الامريكية.

و عبر السجن و القتل للاحرار, كما حصل لزعيم العراق, و تشريد العقول العلمية تحول العراق الى صحراء قاحلة فجاءت اسراب الجراد عفوا الدبابات الامريكية الزاحفة, لتكمل و تبدأ مشوار اخر في الحرث في روح و ضمير الشعب العراقي. ان التخلف و الغباء هو ليس امر جيني او عنصري كما راح البعض من الاقلام المأجورة للصهيونية يُنظر له و يصرخ بعواء الدجل القومجي الساقط, و ليهاجم الشعوب العربية من خلال جمل مطاطية عامة سائبة العله فينا نحن اغبياء!

نعم انت صادق كل الصدق اذا كنت تعني الاقلام المأجورة الرخيصة فهي ليست فقط غبية بل تحمل الكثير من الصفاقة و الدناءة أذ * فوق الحمل تعلاوة* كما يقال, فبدل من الاشارة الى حجم المأساة التي خلفها الدكتاتور الجلاد المتخلف صدامهم و ادانتها و الاشارة الى كيف ازاحة هذه التركة, يهين الشعوب من المحيط الى الخليج هؤلاء الرهط المُتساقط على أحذية الامبريالية و الدبابة الامريكية من جديد, و يحاول الزعيق العبثي بلحن سافر وضيع ويصفق للصهيونية و غزو العراق!!!

ان الذي يصفق للصهيونية الان هو يتشفى لجراحات للعراق الدامية و كذلك الذي يصفق للجندي الامريكي الذي استباح العراق فهة يهين تاريخ العراق أذ عيد التحرير للعراق هو 14 تموز عام 58,و ان من يصفق للصيونية يهين كل اليهود الشرفاء الذين ادانو الصهيونية و هو مشابهة تماما لمن يصفق لجرائم صدام حسين الان من الصداميين, فهو أهانة لكل شرفاء العراق الاحرار الذين تصدوا له ولكل ضحايا القصف الكيمياوي في جلبجة و حروبه تحت المظلة الامريكة!

سقطت اليابان في الحرب و تحولت الى خراب هائل و ارتعد الشعب من هول الخراب و الماساة, فلم يجلد المثقف الياباني او القيصر ذاته, فقد قال القيصر الذي يحب شعبه, لا تنظر الى الخلف انظر الى الامام!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاض العربي و المستقبل القادم
- الأحزاب القومية الى المزابل السلفية
- مذابح في سوريا, ونصف الموقف والنفاق السياسي!
- الأنبياء و الأديان و الحضارات القديمة
- إفرازات الربيع و جثة الدكتاتورية والنضال الثوري المؤجل!
- العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي
- الوجه القبيح لليبرالية
- البرقع الليبرالي, أخطاء ستالين و الربيع العربي
- الدين السماوي سم مصفى
- توحد اليسار, منطلقات و اراء حول مبادرة الزميل رزكار عقراوي
- اغتيال الانتفاضة العربية و المصالح الامبريالية
- اختراق المتاهات
- 1 أيار, فكر و ضميرعباقرة التاريخ الانساني
- الدولة الصهيونية و القومية والامبريالية
- الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات
- سوريا الخيار و العقاب
- الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة
- المثقفون, الموقف و الافكار السياسية - قراءة في اوراق عبد الخ ...
- هم عقائديون أليس كذلك
- فامبير الطائفية ينهض من تابوت الدكتاتوريات المظلم


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الصهيونية ربيبة الامبريالية