أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - الوجه القبيح لليبرالية















المزيد.....


الوجه القبيح لليبرالية


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3752 - 2012 / 6 / 8 - 14:11
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


المراوغة و نصف الحقيقة و العداء للجموع

ان الليبرالية كما هو معروف حركة او مبدأ تطور على مر اربع قرون من القرن السادس عشر و خاصة انه كان تعبير على رفض سلطة الكنيسة وحروبها, و طبيعي ان الامر هو ينصب على شكل السلطة اذ ان التطور الاقتصادي ـ الاجتماعي ادى فعله التاريخي لرفض سلطة الدين و الاقطاع بما تحمله من قمع بربري و استغلال بشع للانسان و المجتمع بشكل عام من خلال سلطة كهنوتية مساندة الى سلطة مستندة للاقطاع و التخلف و الخرافة.

وطبعا لا ننسى ان نقيض آخر بدأ ينمو و ينضج داخل رحم ذلك المجتمع, الا وهو ظهور العمال و الطبقة البرجوازية الفتية التقدمية في حينها, و تناقض مصالحها مع مجتمع الاقطاع و الدين و العبودية لتبحث عن حرية اوسع لتحقق مصالحها الطبقية و كان ايضا لها تصورها الخاص بالحرية و الانسان و مصالحه الطبقية, أي صار اتجاه ونزعة تمرد على سلطة اللجم و القهر الاقطاعي و الديني المسلط على المجتمع, و الجموع هي التي ثارت على النظام و سحقت الاقطاعية لا فرد المقدس الهرقل, مًن اسقط نظام العبودية! الجموع هي صانعة التاريخ و التطور و التقدم و ليس الفرد الاستغلالي الوضيع !

لذا الليبرالية مبدأ يحاول تحقيق اصلاحات في المجتمع الراسمالي بشكل حركة تحقق نزعة الطبقة الصاعدة و افكارها الجديدة في حينها فهي قد ناقشت امر رضا المحكوم بالحكم كمصدر اساس في شرعية السلطة و اقرار الحرية الفردية, و لتتطور عبر اقرار العقد الاجتماعي و ابرز اسهامات مروجيها لكل من توماس هوبز و جون لوك و جان جاك روسو و ايمانويل و هي تحمل اختلاف و عدم انسجام افرادها اساسا, ففيهم السلطوي السياسي هوبز و الديمقراطي لوك وبثام النفعي الانتهازي, لكن تُبرر الاتجاهات على انها مشروعة طالما مبنية على امر ان الحرية و دافع الاختيار هو الاساس, و هو معتمد على الايمان بمركزية الفرد الانسان في الليبرالية!

و باختصار شديد الليبرالية تحكي رحلة التخلف من الماضي و التخبط و التطور العشوائي للوصول الى شكل ارقى لسلطة طبقية تعني بمصالحها اولا و اخيرا, و لتعبر بقوانين لصالح الطبقة المسيطرة و طبيعي ان الفرد كان هو المركزية الاساسية في الليبرالية و بالتحديد مًن ذلك الانسان الذي سيكون في المركز وهنا تكمن مأساة الليبرالية!
فأذا سحقت الاديان القيمة و الحرية الانسانية للفرد فان الليبرالية كانت رد فعل لاطلاق بربرية الفرد في الانانية و الاستغلال و نسيان دور الشعب كل الشعب باسقاط الاقطاعية و عزل الدين عن الدولة!

اذ المجتمع الطبقي سيطلق اليد للسيد البرجوازي و القوانين ستحقق الحرية الكبرى لهذا الانسان الفرد الحر المقدس و لتسن القوانين لصالحة, و اخيرا الاسطورة الخرافية و الوجه القبيح لحرية الفرد و الليبرالية ستاخذ وجهها الطبقي شانا ام ابينا. ليصبح التحول من السيد الاقطاعي الى السيد البرجوازي!
لكن العباقرة الحمقى الحالمين ام الذين على عيونهم غشاوة او في نفوسهم نزعة هوبز في التسلط سوف تميط اللثام عن خلل الليبرالية التي تقدس الفرد الفوقي المتسلط في المجتمع الطبقي لا محال, و بالتحليل الاخير فهي حركة ضمن ذات البعد الطبقي لسلطة الرأسالمال للدولة البرجوازية الاستغلالية ايضا, و لتصب في مصالح و ارباح الفرد المقدس الذي سيلتقي بفرد اخر مقدس في شباك الاسواق و شركات الاستغلال الراسمالي أي اتحاد رجال رؤوس الاموال الاحرار الجلازوة !!!

لكن البعض معجب بالنثر الجميل حول الحرية في المعتقد و احترام حقوق الفرد ( مركز الكون الفرد الاسطوري) و المساواة امام القانون وعلى عدم تدخل الدولة و انحيازها( اكذوبة اذ الدولة الراسمالية تخدم الاستغلالي الحر الاملس الجميل) لذا تحتًم وجود النقابات و الاحزاب اليسارية و الاحزاب الشيوعية للتثقيف بمصالح العمال و خاصة الاحزاب الشيوعية التي فضحت بفائض القيمة كيف يفرخُ راس المال و كيف يكون الاستغلال و السرقة و مص الدماء, يكره البعض كلمة سرقة و مص الدماء (لرفاهة حس البرجوازي الاملس الدموي الرقيع!). فماذا يصنع اولاد قراد الخيل, رامي مخلوف سورية ومدير مصرف بانكيا روي كارو الاسباني بل كل مدراء البنوك في الدول الراسمالية؟!!! والى اخره من الخرط الانشائي الواهي والوهمي الجميل فهو مشابه لنصائح و خرافات, مًن ضربك على الخد الايمن اعطه الخد الايسر, و الجنة و حور العين و انهار الخمور التي لا تقع الا في يد المؤمن بالدين الحنيف, لكن مع فارق واحد فلإيمان الخرافي هو تمجيد دين الليبرالية!!!

و سيكون شاهدا على ما اقول, اذ صار تنوع لاشكال الليبرالية و لتتطور عبر الزمن في الكفاح ضد خلل النظام الراسمالي المستعصي, و كونها مبدأ اصلاحي في محاولتها اليائسة في السيطرة على ذلك الاطلاق العشوائي لفكرة الانسان الفرد المقدس و المطلق الحرية في المجتمع الاستغلالي, فكما اوضح اصاحب و مناصري الليبرالية برجالاتها و تبريراتها من السلطوي الى الديمقراطي و النفعي الانتهازي, و هي خصائص المجتمع البرجوازي الذي يبيح استغلال الانسان للانسان . و هذا الانسان الذي تعلم و اتقن من قرون كيف يلوي عنق النص الديني و الشرائع و القوانين من اجل مصالحه فهل تقف الليبرالية الهشة الغير مدعومة من الكنيسة و الله امام الراسمالي الفرد الحر المقدس المحاط بالمافيا و المدجج بالسلاح, صامدة من جشع هذا الليبرالي و سلطة الاستغلال الراسمالية!!!

فالشاهد, صارت خطوات بعد مشاهدة استهتار الفرد المركزي الحر, و اليد الطولى للطبقة المُستغلة في المجتمع, بمحاولات اخرى ترقيعية اصلاحية لايقاف قذارة الفرد الانسان المتسلط بالليبرالية الجديدة.

و الى ظهور الليبرالية الاشتراكي و هي ايضا اصلاحية الهوى و الجذر لتخفيف شكل الفقر و الفوارق الطبقية التي اصبحت صارخة بعد الثورة الصناعية تحت رعاية المحروسة الليبرالية القديمة, اذ اتضح للناس عيوب الفرد الحر المقدس فهو حيوان اناني استغلالي ينبغي الحد من جشعه لحماية الناس من سلطوية الفرد الراسمالي المسلح بسلطة القوانين الطبقية التي اباحت استغلال الانسان للانسان باسم الانسان الفرد الحر, فهي رنانة الايقاع اذ الانسان محكوم بسلطة الدولة الطبقية وجشعها.
أذ انت فعلا حر في العمل و الاستثمار و الاستغلال الحر, وحين لا تملك راس المال فتُسلم الى سلطوية هوبز و جشع بنثام النفعي في الدولة الاستغلالية!

ان مزية النظام الراسمالي الاساسية المشوهة هي فوضوية السوق الرأسمالية وخاصة بعد الحرب العالمية ظهر ذلك جليا وفي محاولات مدروسة, صيرت الدولة نسبيا لتطوير استقلاليتها من خلال القيم الاجتماعية الجديدة التي تسللت عبر نشاط احزاب اليسار الاشتركية و الاحزاب الشيوعية في المجتمع لتعمل على انتزاع مكتسبات لصالح الشعب مما تطلب على ايجاد اجهزة مراقبة للتحكم النسبي لاقتصاديات السوق الراسمالية القديمة.

اما ما نراه من رفاه و ازدهار في المجتمعات الاسكندنافية فيعود الى توليفة الليبرالية البوستية و الكلاسيكية, نتيجة لنظام الضرائب المتصاعدة للقطاع الدولتي أذ يشكل الدخل الضرائبي مديات قصوى ليلاخذ حيز يساوي نصف الاقتصاد الكلي لجهاز الدولة أي محاولات للجم الثور الوحشي الحر الاناني كي لا يدمر المجتمع, فالليبرالي لا يتقيد بالانشاء و اللوائح الشفافة للمباديء الليبرالية بل يسير صوب مصالحه الانانية المحومة نحو الربح على حساب البشر.

فمراحل التطور التاريخية اخذت اشكال متعددة, ليصل الى الليبرالية الجديدة, و من ثم توليف ليبرالية بوستية وليبرالية كلاسيكية نمت وتتطورت اعتمادا على شكل مجرى الاحداث الاقتصادية للدولة الراسمالية و تحدد الليبرالية البوستية نقطة معينة ان النظام الراسمالي ليس متجانس و لا يصمد كأن يكون المرحلة الاخيرة للتطور التاريخي في شكل نظام الدولة الاقتصادية و السياسية, و بكلمة اخرى سيرحل يوم ما نتيجة الازمات و انتزاع الحقوق لصالح البروليتاريا, أي ان الفردية تصطدم بالحرية الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية لعموم الشعب.

لذلك ظهر الفكر الاشتراكي الثوري و جاء كارل ماركس بالنظرية الثورية, ليواجه بربرية اتحاد رجال رؤوس الاموال الاحرار! بشعار ياعمال العالم اتحدوا, التي تعتمد الحل الثوري على ازاحة الطبقة الراسمالية و مجتمع الاستغلال الطبقي للانسان من اجل الغاء التفاوت الطبقي للخلاص من عبودية راس المال و احلال النظام و المجتمع الاشتراكي محل النظام الراسمالي, كما ازاحت البرجوازية الثورية الاقطاع بالثورة البرجوازية ضد عبودية الاقطاع, بعد قرون من الصراع الطبقي!

لكن ينبغي القول ان كفاح الطبقة العاملة و احزاب اليسار و الشيوعية و خاصة في الدول الاسكندنافية و المانيا وفرنسا عملت على الضغط من اجل التطور في الحياة و الرفاهية, عبر انتزاع المنجزات لجموع الشعب أي بكلمة اخرى صار لجم ليد الفرد الاستغلالي و انتزاع كبير للحقوق من الأنظمة البرجوازية الليبرالية وعلى الصعيدين السياسي والاقتصادي، لصالح تحقيق حقوق الطبقة العاملة, و ازدادت بشدة عبر العصور لتفرض مفهوم جديد لحقوق الإنسان لتبلور صراع الانسان ضد القهر الطبقي من الحرب العالمية الثانية الى زمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. خير دليل على خطل افكار الاجداد في الاصل الليبرالي و تقديس الفرد لا الجموع قبل 400 عام!

و الى زمن الليبرالية الحالية الجديدة المتوحشة, و هذا والله ليس وصفي انه وصف المفكر الراسمالي الغربي أذ انه انسان اصلاحي طيب القلب, يحاول ايجاد حلول اكثر انسانية أذ هو يحب شعبه الفقير و لا يهينه و يخذله ابدا, خلافا للرجال العرب البدو المقدسين لا للأنظمة فقط بل لمبدأ او للحركة الليبرالية التي لا يفقهون كل كنهها, اذ هم كانوا حتى ممجدين و مقدسين لقائد الضرورة من المحيط الى الخليج, اذ الفرق بين المفكر الغربي و العربي المسكين الذي يقدس الليبرالية بعصبية قبلية, 400 سنة ضوئية, عفوا نضال ثوري اقتصادي و ثقافي و حضاري!!!

لكن رجالنا جاءوا الى وليمة الليبرالية الغربية متهافتون لكن جدا متأخرون, ولم يبقى في الماعون الا فتات بائس فعليه تحلقوا و خروا ساجدون لاعقون يتأملون الفنجان, عفوا الفكر الليبرالي الحر وهم صاغرون!
قالت يا ولدي لا تحزن فنحن لا نملك حتى دولة برجوازية و طنية بل جُل ما نملكُ سوى برجوازية قومجية طفيلية رقيعةُ عميلة للغرب. رحمااااااك.. علمني فن العوم..., و أخرجني من هذا اليم....!
فهل يعي و يفقه الأنبياء المتأخرون عفوا العصريون جدا جدا عن ماذا يتحدثون, و ما هي الليبرالية الجديد!
لا و الله فهم اعداء الثورة و منها يرعشون, اذ قامت البرجوازية الغربية بثورتها الجبارة و القت بالاقطاع الى مزبلة التاريخ, اما رجالنا فيمسكُ الامور من ذيل المراحل و التاريخ ويدعوا الى نبذ ايديولوجيا النضال, فلا ايمان بفن الثورة و صناعة التاريخ بل تقليدُ و ذيلية بائسة عمياء و تطبيل دًعيُ, دعها على الله و الغرب و امريكا فهم سيبنون الديمقراطية و الليبرالية من المحيط الى الخليج, اعربُ... انتم ابشرُ...انتم, بُكمُ عُميُ فلا فهمُ لسير التاريخ و مراحل التطور. هذا اشرف و ارحم توصيف,فهو لا يتهم بالتظليلية و التشويه!

مقتطف من ما كتبه عمار ديوب عن الليبرالية و مساوئها في سوريا !

عمار ديوب - كاتب وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح حول: ثورة الخبز والحرية في سوريا ضد سياسات الليبرالية الجديدة والاستبداد، دور ومكانة القوى اليسارية والتقدمية. المقتطف ادناه!

تفجر الثورة السورية جاء في إطار ثورات عربية لها الأسباب ذاتها، ولكن تميّز سورية يكمن في تطبيقها المتأخر للسياسات الليبرالية وقوانين السوق المنفلتة والانفتاح على تركيا والصين بصورة خاصة مع غياب أيّ شكلٍ سياسيٍّ للتعبير، وهو ما أزّم الأوضاع، وأوجد كتلة بشرية تصل لقرابة أربعين بالمائة من العاطلين عن العمل، وأجور شحيحة، لا تتناسب أبداً مع الأسعار العالمية للمواد في سورية، فالأجور محلية والأسعار عالمية؛ ولكن كذلك ليس بحدّة تأزم الأوضاع في مصر وتونس.
سيفسر البعض هذا الكلام بأنّه تلبيس الثورة ثوب الماركسية، إذ أن حجته في ذلك: لماذا لم يرفع الشعب المطالب العمالية والفلاحية والطلابية واضحة ومحدّدة وغيرها.

نقول: إن سورية حُكمت بخلاف مصر وتونس واليمن، بنظام شمولي سحق إيّ متنفس ديمقراطي أو حريات عامة، وبالتالي لم تبرز الاحتجاجات الشعبية أبداً، بل كان الاحتقان هو السائد. عدا عن ذلك، على أنّه في بداية الثورة، وجهت الاتهامات بصورة مباشرة لرامي مخلوف ولمحافظ حمص إياد غزال وذو الهمة شاليش، ولآخرين، وهؤلاء هم رموز للنهب المنظم للدولة وليس للفساد فقط، الذي مهمة الاستبداد بالمعنى الدقيق حمايته، فالاستبداد لا يفسر بالرغبة في القمع وحيازة السلطة فقط بل يفسر بالمصلحة منه. انتهى الاقتباس

ابرز هذا المقتطف فقط لتوضيح كيف يستهتر القرد عفوا الفرد الحر عبر الليبرالية باموال الشعب و الى أساءة استخدام السلطة و كل صنوف الفساد!

وطبعا سيقال ان سورية ذات نظام شمولي لكن لا تنسوا استهتار الشركات الراسمالية و تلاعبها بالضرائب و فضائح البنوك في الدولة الغربية الليبرالية و برلشكوني و ساكوزي و المياردير الروسي.

و اخيرا الفضائح المصرفية في اسبانيا و فضيح بانكيا و رجلها روي كارو فهو رامي مخلوف اسبانيا الذي يعمل الشعب الاسباني لتقديمه الى المحكمة مع كبار المصرفين, و هنا ايضا نرى الصفاقة للفرد الليبرالي الحر (أذ تطالب البنوك ب 23 مليارد اويرو) بمطالبة الدولة بدعم البنوك لتجاوز الازمة الراسمالية نظام الاستغلال للانسان الحر الرافض لتدخل الدولة في استثمار الانسان, انها النفاق الليبرالي الرقيع! الركض وراء الاباح مرة بعدم تدخل الدولة باسم الانسان الحر و اخرى التوسل لا بل الطلب من الدولة باعمال التقشف في الحياة الشعبية التي هي اساسا فقيرة من اجل مصاصي دماء الشعب اصحاب البنوك و الفضائح و الاستهتار بالجموع. يحيا الفرد الحر الوضيع!

وطبعا جربت الليبرالية في امريكا اللاتينية و اماكن اخرى في العالم.
وفي امريكا اللاتينية فان الليبرالية اخذت اتجاهات عديدة, خاصة لاخفاق الاقتصاد الدائم بسبب الازمات المستمرة و الفترة الواقعة بين عام 1990 و عام 2000 سببت ارتفاع معدلات البطالة, واتساع الفجوة الطبقية بين الفقراء والاغنياء لتقع الليبرالية تحت مطرقة الجدل و سندان النقد.

لكن البعض يتصور ان الليبرالية هي مجرد مبدأ و نثر جميل و اقراره, هو شيء مهم و فقط الايمان به ضروروي لاجل التقدم و التطور نظرية كن فيكون و المصباح السحري! وطبعا الامر ليس كذلك اذ هو طريق للبرجوازية و النظام الراسمالي لايجاد معالجات ترقيعية لازمة النظام الراسمالي, و اقرب مثل يفضح المنافقة للسلطة البرجوازية الرأسمالية, يتضح لما كان الاقتصاد بخير و الراسمالي له سيطرة كبيرة على السوق كان من دعاة الاقتصاد الحر و رفض تدخل الدولة في شأن الانسان الحر المُستثمر المُستغل العابث بمصير الملايين من البشر!
و يتجلى سفالة الفردية بنهب العراق عبر الحروب لسلطة جورج بوش المدلل الحر التي ضربت لوائح الامم المتحدة باكذوبة اسلحة الدمار الشامل, لا بل كل الحروب الاستعمارية ضد الشعوب و الان نراها في كل دول الربيع العربي!

لكن حين اجتاحت الازمة الاقتصادية العالم الراسمالي و ضربت جذورها القوية و ظهر العجز الكبير للشركات و البنوك الحرة المقدسة للفرد الحر, بدأ السيد الحر يذعن بل يتوسل لتدخل الدولة في الاقتصاد أي بكلمة اخرى أخذ الاموال من الدولة و التي هي اساسا ضرائب الشعب و الجموع الكادحة, من اجل سند الراسمالي الحر أي يريد اعادة انتاج قوته من اجل الاستغلال الحر, غوريلا ابن سطعش غوريلا, لكن على حساب الشعب و الطبقة البروليتارية, أي ان تكون الدولة في خدمة الفرد الحر المُستغل, وحين طرح اوباما مسالة تدخل الدولة بالاقتصاد هاجمه الحمقى الراسماليين بانه يريد يحول امريكا الى بلد شيوعي!

و السطور الاخيرة لهذا المقال وهي مقتطفة من مقال للزميلة مكارم ستفضح الليبرالية في بريطانية, ويحبذ قراءة مقالها!

اسهبت السيدة و الزميلة مكارم ابراهيم و في هذا الجزء المهم و الطويل, هو ما اتفق عليه معها تماما, في مقال لها بعنوان* الليبرالية الحديثة*. و اليكم المقتطف الهام!

"هناك جانب مهم في الليبرالية الحديثة هو ميول العولمة واهم ما يميزها هو التهرب من دفع الديون الدولية ودفع الضرائب والمراقبة او التفتيش"(1)
ومن اجل دراسة هيكلية التناقضات في البنية الاجتماعية للمجتمعات الراسمالية المعاصرة يتطلب ذلك دراسة المؤسسات الاقتصادية المسؤولة عن ذلك ويجب ان تكون دراسة تاريخية للرواتب في مختلف طبقاتها الاجتماعية ,دراسة النقابات العمالية, والاحزاب, وراس مال البنوك والبنك المركزي. هذه المؤسسات جميعا هي المسؤولة عن تفعيل عمل الراسمالية المعاصرة. اما ايديولوجيا فمن المفيد الاهتمام بالنقطة التالية وهي :كيف ان راس المال الذي هو نتاج تراكم العمل الذي يتحكم به رجل اخر؟. وهذا يحتاج لبحث خاص.

مااوردته هنا كان من دراسات مختلفة حول خلفية نشوء الليبرالية الحديثة في الغرب التي تدعم الفردية واقصاء الدولة عن حرية الفرد في مجال الاقتصاد .ولكن بتصوري الشخصي انه بعد الحرب العالمية الثانية اخذت الاحزاب الشيوعية والاشتراكية البروزعلى الساحة السياسية في الغرب ومحاولة الوصول للحكومة ولكن في كل محاولة يتم اقصائها .ولهذا نشات السياسة الليبرالية لتكون الجبهة المضادة للشيوعية والاشتراكية التي تؤمن بالجماعية والعدالة الاجتماعية.

فالفردية تقول بان الفرد ياتي اولا ويحق له ان يكون انانياً ويفكر بنفسه دون ان يفكر بالمجتمع ومن حوله من الناس, اما الجماعية فتقول ان على الفرد ان يفكر بالدولة والمجتمع اولا ثم يفكر بنفسه . وما يحدث اليوم من احتجاجات جماهيرية واسعة سواء في الشرق الاوسط او في لندن ومدن اخرى في بريطانيا ,اسبانيا, واليونان ماهي الا نتيجة لاستياء الجماهير من السياسية النيوليبرالية لحكوماتهم الراسمالية التي اعتمدت على الخصخصة التي اغنت السياسيين المرتبطة مصالحهم بمصالح رجال الاعمال ومسؤولي البنوك العالمية والكارثة انه رغم ما نسمع عن مديونية البنوك الا ان رواتب مدراء البنوك والمقربين تصل الى مبالغ مذهلة! وهذا مايسمى بالفساد بكل معنى الكلمة.
واخر الاحداث كانت في بريطانيا التي هي نتيجة للسياسة الليبرالية الجديدة التي يتبعها المحافظون التي عمقت اللا مساواة بين الاغنياء والفقراء .فحسب بيان لحزب العمال الاشتركي البريطاني "إن ال81 ملياراً التي تم اقتطاعها من الإنفاق العام بقرار من حكومة ديفيد كاميرون لا تعني سوى تشريد الآلاف من العمال و بالتالي تكديس آلاف العاطلين في المناطق المهمشة ؛ هذا لا يعني سوى تجمعات بشرية مطحونة و خدمات عامة مهترئة . و عند لحظة احتقان معينة لا يجد هؤلاء المهمشون الذين دُفعوا تلقاء الحائط سوى أن يستديروا لهذا النظام الناهب و القمعي و يردوا عليه الصاع صاعين في قتال شرس.انتهى المقطف !

المصادر
http://rudar.ruc.dk/bitstream/1800/474/1/oekonomi_oekonomisk_fornuft.pdf
http://www.teorier.dk/tekster/liberalisme.php
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270951
http://www.folketshus.dk/fd/Tekster/kategorier%20i%20kapitalen%20(ugi).pdf
http://www.denstoredanske.dk/Samfund,_jura_og_politik/Samfund/Statsl%C3%A6re_og_politisk_videnskabsteori/neoliberalisme_-_idstr%C3%B8mninger
*الويكوبيديا.
و شكرا للسيد عمار ديوب
كاتب وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح حول السياسة الليبرالية!
و شكر كثير للزميلة العزيزة مكارم على الجهد الكبير و المصادر الغنية!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرقع الليبرالي, أخطاء ستالين و الربيع العربي
- الدين السماوي سم مصفى
- توحد اليسار, منطلقات و اراء حول مبادرة الزميل رزكار عقراوي
- اغتيال الانتفاضة العربية و المصالح الامبريالية
- اختراق المتاهات
- 1 أيار, فكر و ضميرعباقرة التاريخ الانساني
- الدولة الصهيونية و القومية والامبريالية
- الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات
- سوريا الخيار و العقاب
- الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة
- المثقفون, الموقف و الافكار السياسية - قراءة في اوراق عبد الخ ...
- هم عقائديون أليس كذلك
- فامبير الطائفية ينهض من تابوت الدكتاتوريات المظلم
- يا كتاب الحوار المتمدن اتحدوا
- الهيجان في سوريا و الفيتو
- الشياطيون و الصداميون
- الستاليني فؤاد النمري و الصهيوني يعقوب أبراهامي
- الخرافة الديمقراطية
- أزمة الرأسمالية و الحراك الجماهيري
- الماركسية لا علم ولا دين


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علاء الصفار - الوجه القبيح لليبرالية