أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الأحزاب القومية الى المزابل السلفية















المزيد.....


الأحزاب القومية الى المزابل السلفية


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3802 - 2012 / 7 / 28 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*ألوان وجه الرجعية العربية البشعة*

تربعت الاحزب القومجية منذ خمسينات القرن الماضي على عناق الشعب بعد ان بذلت الشعوب الغالي و النفيس من اجل الاطاحة بالاستعمار, دعمت هذه الشعوب بكل احاسيسها و جوارحها الاحزاب و القيادات القومجية, التي تشدقت باسم الحرية و الاستقلال, و استطاعت الاحزاب القومجية سحب البساط من تحت اقدام الكثير من الاحزاب الوطنية و اليسارية التقدمية بمغازلة الروح القومية و الحديث عن الصحوة القومية و الوحدة و النضال و البعث القومي للامة و التاريخ العربي, والى ما ذلك من النثر الواهي لكن المعسول لمناجاة العقل الجمعي للناس البسيطة و الساذجة و التلاعب بلغة العواطف الرنانة من اجل الاستحواذ على السلطة.

لقد نجحت الاحزاب و القيادات القومجية في اجتياح المجتمع العربي بالتضليل و المكر في سحب الناس الى جانبها و عملت جيدا على تركيز قوتها و سلطتها, لتبني الدولة البرجوازية الطفيلية القومجية من المحيط الى الخليج.
لقد كانت الشعارات القومجية بسيطة و حتى سهلة الحفظ و الدرخ و هي قريبة للدعاء و الترتيل الديني و كذلك مطاطة تداعب العواطف البسيطة للانسان العادي و قابلة للمحاججة الفجة و التأويل و الحذلقة الفارغة في جميع مناحي الفكر الثوري الاصيل فهي جاءت اساسا موازية لنسق الاحزاب الثورية اليسارية الاصيلة و خاصة الاحزاب الماركسية و الشيوعية.

وبعد ان استتب امر السلطة القومجية بالخداع مرة و اخرى بالارهاب و التعسف, خاصة بعد ان نجحت هذه الدولة القومجية من بناء الدولة المخابراتية الجبارة و المعتمدة على الخبرة الغربية و من ثم الامريكية في البناء و الاعداد لرجالات المخابرات اضافة الى التجهيز بكل الاليات وحتى اجهزة التعذيب. لقد كانت شعارات القومجية كما قلت بسيطة لكن تحمل ايضا في طياتها الافكار السوداء و العنجهية و الغباء السياسي. و لا عيب من ان نسجل بعض هذه الشعارات وتفحصها بعد هذه الفترة اقصد من يوم البدايات الى يوم سقوط الدولة البرجوازية القومجية الطفيلية و قياداتها المسخ و خاصة بعد رحيل الآباء المحررين للامة. لقد طغى شعار وحدة و حرية و اشتراكية و امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة, ردحا من الزمن يردده حتى الاطفال بدون أي خطأ, لكن كان ايضا هناك من الشعارات الصعبة و العصية على الاطفال و حتى على الكبار في الفهم و الهضم!
كما في هذا البيت الشعري المخزي الشعار! بعث شيدته الجماجم و الدم تتهدم الدنيا و لا يتهدم!
و بالروح و الدم نفديك يا........ و كل عربي يستطيع ان يضع اسم الجلاد القومجي و يملئ الفراغ!

ان من يتفحص الشعارات للاحزاب القومجية و الدولة البرجوازية الطفيلية, يرى كيف حاولت هذه الاحزاب التقرب الى الجماهير التي وعت على الفكر الاصيل العظيم من خلال الاحزاب الثورية العريقة التي عملت في النضال ضد الاستعمار و كانت صادقة اتجاه الشعب الفقير, و الذي كان يكن لها الاحترام و لاعتزاز كقوى مناضلة عملت لا على النضال فقط بل عملت على نقل الارث والافكار الثورية و التحررية و الاساليب و التقاليد النضالية الى المجتمع, وخاصة الوطنية و اليسار الماركسي و الاحزاب الشيوعية, التي الهمتها التجارب الثورية في العالم و خاصة الثورة الروسية و من بعدها ثورات الهند و الصين و كوبا و فيتنام ليطل اسم لينين و ماو و هوشي منة وغاندي و لال نهرو و ليجتاح فلم و صور جيفارا الثائر كل العالم و البلدان العربية ايضا!

ان شعبية الافكار الثورية و الاشتراكية اجتاجت كل العالم و صار اسم كارل ماركس كاسم شاري شابلن دخل ليس المدن الكبيرة فقط بل حتى القرى و الارياف النائية, لذا سارعت الدوائر الغربية الاستعمارية و الامبريالية الامريكية على المساعدة في دعم الاحزاب القومجية و رعايتها و من يوم التأسيس, كما حدث لميشيل عفلق ودعم بريطانيا في بناء حزب البعث القومجي و لياخذ الاسم المطعم بالاشتراكية(حزب البعث العربي الاشترتاكي) لمواكبة الموجة الاشتراكية التي اجتاحت المنطقة العربية. فاستطاعت هذه الاحزاب في تصفية الرجالات الثورية الحقيقية و من ثم ضرب القوى و الاحزاب الثورية بشكل دموي و شرس, لتنتج شكل من الدولة الارهابية و الفاشية ضد أي شكل من النزوع الوطني و التطور الديمقراطي, فلا حاجة كبيرة لاستعراض كل ذلك التاريخ النتن للدولة البرجوازية الطفيلية العربية و من المحيط الى الخليج, و ربما ساقاصر على الدولة البعثية القومجية العراقية أذ هي اشد صورة في الوضاعة و السفالة السياسية و اكثر كالحة في مجال القتل و الدماء و الحروب, و هي اكثر دولة في النفاق السياسي سواء في ادارة السلطة و الحروب الدموية القعقاعية و الانسحابات التكتيكية. و في انتاج المسوخ السياسية و حتى بعد سقوط الدولة و الجلاد صدام حسين.

ان ما ميز كل الاحزاب البرجوازية الطفيلية القومجية هو الزيف السياسي و الادعاء الوطني الرقيع و تضليل الشعب بامر الصراع المصري مع اسرائيل, ولكن في الحقيقية ان الاحزاب القومية للبرجوازية العربية كانت في الاساس ملغومة بعناصر و رجالات مدعومة من الغرب و الامبريالية الامريكية و كذلك صارت مرتع يبرز فيها قيادات في سياق العمل السياسي تعمل على خدمة المصالحة الغربية و الامبريالية الامريكية, و استطاعت النجاح في تصفية العناصر النقية سياسيا في داخل احزابها ليصعد الدكتاتور و يتربع تلك العقود المظلمة في القهر و القمع و الاضطهاد و الحروب كما حدث في العراق و مصر و صعود محمد انور السادات و في الجزائر و ليبيا قلت ساختصر و اركز على النموذج العراقي.

ان كل ما يجري الان في الساحة العربية من المحيط الى الخليج هو انتفاض شامل على شكل السلطة التي دمرت الاحزاب الثورية و التقدمية و كل مؤسسات الشعب الديمقراطية من حركة نقابات الى اتحادات طلابية و شبيبة وطنية و حدث و لا حرج عن تدمير المنظمات النسائية. ما اريد قولة ان نجاح الدولة البرجوازية القومجية في تصفية كل الاحزاب الثورية و التقدمية المعارضة كان يحمل في طياته الافلاس السياسي مما ادى الى تصاعد الازمات السياسية الى داخل حزب السلطة السياسية ذاتها, فهي عملت بشكل ماهر في القضاء على القوى التقدمية في الوطن من خلال التصفيات الجسدية و الزج في السجون ومن جانب اخر من خلال بث الافكار الرجعية و المتاجرة بالافكار القومية كالوحدة العربية و القضية المركزية عروس العروبة فلسطين!

لقد عمل بعث العراق على مراوغة كل الاحزاب السياسية و خاصة الحركة الكردية و الحزب الشيوعي العراقي و الحركة الاسلامية, فبعد اعلان الجبهة مع الشيوعيين عمل على ضرب الحركة الكردية و بعد ان انتهى من الحركة الكردية اندار على الحزب الشيوعي العراقي, و حتى صار تصريح الطاغية صدام حسين ان لا يبقى شيوعي واحد في العراق عام ثمانين!

جرى الصراع الدموي للحزب القومجي البعثي ضد الحركة الكردية و الحزب الشيوعي العراقي كله في السنين العشرة الاولى, أذ جاء البعث للسلطة و بالقطار الامريكي, حسب تصريح احمد حسن البكرالرئيس العراقي المقبور, في عام 68 من القرن الماضي ليشن حمل شعواء على كل الاحزاب الوطنية الكردية و العربية التي بدأت في عام 78 من القرن الماضي, و هكذا عمل النظام في البقاء على السلطة بالاحتكار السياسي بالحراب و الحروب المجنونة. و ان القصف الكيمياوي استعمل في كردستان و في جنوب العراق في الاهوار, و حلبجة صارت و صمة عار البعث التي تُلطخ كل تاريخة السافل!

اما الحرب العراقية الايرانية فهي ليست البربرية للسلطة البعثية القومجية فحسب بل هي بربرية الولايات المتحدة الامريكية التي قام صدام حسين بالنيابة عنها و بدعم ال السعود الوهابية و كل السلطنات الخليجة من قابوس صاحب الذيل الذي لا يخفية كيس كما يصفه مظفر النواب الى ال نهيان في الكويت و القزم العميل المخضرم حسين بن طلال و حسني مبارك و باختصار شديد كل خصيان الامة العربية الرجعية من القومجية المسخ الى السلفية الملكية في السعودية و الخليج!

ان السنين الطويلة المديدة من عقود الذل و الاهانة و البطش و الحروب و الدماء ألقت بظل كالح في ضمير الشعب و تركت بصمات كبيرة في اخلاقه و موروثه الثقافي و الحضاري, وأدت الى انتاج بشر لا يؤمن بشيء, مُغرب و هو في وطنه بلا كرامة مسلوب الارادة محطم أذ لا تنظيم يرعاه و يزوده بالفكر و التراث التقدمي الحضاري سواء الوطني ام الاممي, اذ حاصره حزب السلطة و سجنه و عزله عن العالم , و يكفي لا اقول لا ستلايت و لا كومبيوتر في العراق, أّذ قال عدي صدام ان الكومبيوتر بدعة امريكية, في زمن دولة صدام حسين. وطبعا انتج البعث العراقي مسوخ رهيبة في التفكير و الصلف و النفاق السياسي, ان البعثي العراقي نموذج رهيب في الانحطاط و الانتهازية, أذ ان صدام حسين كان نموذج رهيب في البطش و التصفيات السياسية, فان يكون المرء عضوا متقدم في حزب صدام حسين ليس بالامر السهل, فهم بشر بلا ادنا اخلاق بلا قيم باختصار شديد سفلة رعاديد مافيا سياسية, يبيعوا لا الفكر و القيم بل يبيعوا الوطن و الشعب!

كي اعطي صورة لأمر جدية ان يكون المرء بعثيا متقدم في حزب بعث العراق وكيف يكون محفوفا بالمخاطر, لاشك ان ذلك يعود الى شخص صدام حسين ذاته حيث تربع على جهاز المخابرات و طوره و من خلاله كان تجري عمليات الاغتيالات الحزبية, صفى صدام حسين عبد الرزاق النايف باغتياله في لندن و فجرت طائرة زوير الدفاع حردان التكريتي في رحلة الى الكويت سمم صالح مهدي عماش بعد ان ابعد من وزارة الداخلية الى بلولندا حيث عين سفير فيها, اعدم بما سمي مجموعة محمد عايش و هم خمسة من القيادات المخضرمة المساهمة في انقلاب البعث, اعدم شفيق الكمالي شاعر الحزب و صدام حسين عضو القيادة القومية اختفى منيف الرزاز و ابعد منظر الحزب عبد الخالق السامرائي و القائمة طويلة و رهيبة.

وهنا اسوق واحدة فقط, قصة رمي و زير الصحة و طبيب عائلة صدام و المشرف على ولادات زوجة قائد الضرورة صدام حسين السيد الوزير رياض حسين! إذ بان الحرب العراقية الايرانية لمس صدام حسين تململ من الحرب في داخل الحزب, حين طرح الخميني شرط انهاء فوري للحرب أذا ترك صدام حسين السلطة. فقام صدام اجتماع عاجل ليرى ردود الفعل على الرفاق الاشاوس, و حين قال ما رايكم بطرح الخميني. فلما كان رياض حسين طبيب و صديق العائلة تجرأ لثقته بالصداقة, ليقول انا ارى لو يقوم السيد الرئيس صدام حسين باستقالة كاذبة, فهنا جن جنون صدام حسين ليهاجم رياض حسين بتعنيف و زجر و شتائم, و لم يدع الزويرالمسكين يطرح فكرته العبقرية, اذ صدام كان على اتفاق مع عناصر المخابرات و بغمزة عين من صدام, سحل رياض حسين من صالة الاجتماع, ليصل صوت الرصاص مدويا من غرفة مجاورة للكل الوزاء المجتمعين بمصرع وزير الصحة و طبيب و صديق عائلة صدام حسين!!!

سقطت سلطة البعث العراقي التي جاءت بالقطار الامريكي بالقصف الناتوي و الغزو و الدبابة الامريكية, خرج صدام حسين من جحر الارض ليسلم العراق على طبق الخيانة الوطنية للسيد الامريكي جورج بوش, في حين حمى هوشي منه كل الشعب في انفاق الثورة و العلم و الكفاح الثوري و ليهزم اكبر بربرية في التاريخ, وقتل جيفارا الشيوعي في ساحة الصراع و الوغى التحرري في امريكا اللاتينية ضد الامبريالية الامريكية!

على مدى تاريخ الدولة القومجية الطفيلية من المحيط الى الخليج كان الاعلام السلطوية يهاجم الفكر اليساري و الثوري و الحزب الشيوعي, وخاصة في العراق و بعد تسلم صدام حسين السلطة السياسية شكليا عام 79 من القرن الماضي, أذ صدام كان في الحقيقية يدير الصراع في حزبه و صفى كل العناصر المناهضة له و ركز انصاره و خاصة من المدينة تكريت و اقاربه و عشيرته و وصولا الى العائلة و الابناء فصار الدولة شركة خاصة لعائلة صدام حسين الرقيعة ابن قرية العوجة في تكريت!

على ضوء ما تقدم نرى كيف الدولة البرجوازية القومية الطفيلية بنت سلطتها, و واضح انها بالتضليل السياسي في البداية ثم بالعسف الارهابي اتجاه احزاب المعارضة و الاغتيال في داخل حزب السلطة. هذا كله ادى الى انتاج بشر مرعوب و بائس أذ ان السلطة السياسية عبارة عن مافيا متسلطة بالحراب و الدماء. و في هكذا اجواء ترعرت الافكار المسمومة من النفاق و الجحود و الصلف السياسي في داخل حزب السلطة لتنتقل الى هذه السموم و النفاق السياسي و الانتهازية الى المجتمع, أي صار هناك تدمير و قتل لكل شيء من تاريخ نضالي ناصع و موروث ثوري اصيل و لغة و ثقافة شريفة تقدمية.

و هنا يحضرني امر مهم في سياق السياسة العراقية و الزيف للدولة و الدكتاتور الى ابعد و اخس الحدود في التقلب و التلون و المخادعة, وهو امر ترك ابعاد في ذات الانسان العراقي. فبعد ان تورط نظام صدام حسين في الحرب مع ايران كي تكون حرب خاطفة يقتطع مدن في الجنوب الايراني ليخرج بطل تحرير قومي, لتطول الحرب الى ثمانية اعوام بلا ادنى نصر. لكن ماذا جرى في تلك السنين, مصرع مئات اللالوف في الجبهة و اعدامات في الشوارع للرافضين للحرب قتل في الاحياء السكنية للجنود الذي تعبوا من سنين الحرب البربرية باحدث الاسلحة و الصواريخ و القنابل.

لاعود و اقول ما يحضرني. لقد مسك صدام حسين علم العراق ليكتب علية الله اكبر. فهنا الزيف و الدجل و المراوغة و المساومة في ابشع صورها, أّذ الاحراج صار كبير فعوض عن ان يحارب البعث و صدام حسين اسرئيل, يموت العراقي المسلم و الايراني المسلم في حرب لخدمة سادة البعث وصدام!

و من هنا صار البدايات للنفوذ الفكري للاسلاموية في العراق!
و صيرت صدام حسين قائد الضرورة!
و لتكتب الاقلام البعثية المأجورة و تخلق من صدام بطل التحرير القومي, لماذا لا اعرف!

من هذا التاريخ الوضيع للبعث و صدام حسين و رموزة و اقلامه بات ينمو المد الرجعي في المجتمع,و خاصة اعمال القتل للجنود الهاربين باتهامهم بالخيانة و العمالة لأيران ليظهر المد الاسلامي و يقوى امام جرائم صدام حسين سواء اتجاه الخصوم السياسيين من المعارضة الاسلامية ام اليسارية و الاعدامات للجنود الأبرياء التي اعيتهم الحرب الورطة, ام في التصفيات داخل حزب صدام ذاته.

رأينا كيف باشر صدام حسين الحرب على اليسار و الحركة الكردية و الحكم الذاتي و القضاء على الحزب الشيوعي بلا أي سبب سوى تحقيق الامر المنسوب و المملى عليه من القوى الامبريالية في تصفة اليسار و الشيوعية في العراق, وهذا طبعا كان نهج سارت عليه كل المنطقة و ليس البلدان العربية فقط, أّذ قام الشاه الايراني بالقتل للشيوعيين مع التساهل مع الاحزاب الاسلامية و قام انور السادات باطلاق صراح الاخوانجية و محاصرة اليسار و هكذا كل السفلة الجلادين السادة ممثلي الدولة البرجوازية القومية من المحيط الى الخليج!

كانت ايران اول دولة استفادت القوى الاسلامية من سياسة الشاه في المنطقة لاستلام السلطة, وبعدها استلم ال طالبان الدولة في افغانستان. ان تهاوي الدكتاتورية الان يحتضنه واقع جديد, فاذا كان الماضي وقت النضال التحرري في الخمسينات يحمل صدى ثورة اكتوبر و الثورة لال نهرو و فيدل و ماو وهوشي و جيفارا, قامت الدكتاتورية للانظمة البرجوازية الطفيلية على مدى تاريخها بتشوية الافكار الاشتراكية و الشيوعية اضافة الى العهرالسياسي في ذات افكارهم القومجية أذ الجميع و بلا اشتثناء صار يعرف ان الشعارات و القيم القومجية مزنيُ فيها وهي للمتاجرة فقط بعد التصفيات بالجملة و في داخل احزاب السلطة, ليضهر شكل حكم العائلة وراح الرئيس يسعى لتوريث الابن كما في سوريا و ليبيا و مصر و القائمة آه أه آه طويلة جدا!

ان الشكل و الأدارة للسلطة القومجية عمل على خلق شعوب محطمة فاقدة لاي ايمان و قيم خاصة في داخل احزاب السلطة و هو اخطر شيء يواجهه الشعوب من المحيط الى الخليج, اذ ان المسخ القومجي مُعد بشكل جيد في النفاق و الانتهازية و التلون و المراوغة, فأذا الرئيس يمسك العلم ليكتب الله اكبر, فحدث و لا حرج على اعضاء الحزب الرقيع فهي يوقع على كل سفالة متاحة, فالان يقفز رجالات الدولة و كذلك القاعدة الحزبية للاحزاب القومجية برشاقة القط الى السلطة, فكثير من القومجية العراقيين من هرب السعودية و باع لا قائد الضرورة و قعقعاعها بل باع الوطن و ليتعامل مع الامريكان, مات صدام حسين و بقى الزيف و المزيفون القومجية, فهم يهاجمون صدام حسين الان بحثا عن قعقاع جديد حتى و لو تعاملوا مع اللحى و الدشداشة القصيرة للوصول الى السلطة, فبالنسبة لهم موت قائد الضرورة ليس بشيء مهم, فالمهم الان العودة الى السلطة إذ لاقيم لديهم ابدا, لذا يتحول القومجي و يميل كراقصة داعر في أي حضن يدفع اكثر من اليمين ام من الدين السلفي الاخوانجي و هابي, صاحب البترودولار الخليجي و تحت ظل العم الامريكي اوباما الاسمر او العمة الشمطاء هالري كلنتون!

اليوم الوجه البشع للقومجي يتعرى بشكل واضح إذ كان لغطا كبير إذ بان الغزو للعراق فالسقط القومجي ركب الموجة سريعا و باع صدام حسين إذ اصبح حصان خاسر ليطبل للغزو و راح السقط الوضيع يسمي الغزو بالتحرير, رغم ان كل العالم الغربي و حتى الرجالات الامريكية تدعوه بالغزو, و ليس لهذا الحد فقط بل يدينه الغرب إذ انه فاقد للشرعية الدولية. هكذا هو رجل بعث العراق منافق مزيف منحط بلا ادنا قيم و اخلاق دموي ارهابي, و البعض يتباكى على ضحايا الامبريالية الامريكية لتحرير العراق, و يدعوا قولا وعلانا للديمقراطية و الليبرالية الغربية, وعملا هو ضد أي خير و تقدم ديمقراطي لا للعراق و حسب بل لكل الامة العربية من المحيط الى الخليج. فالسقط و الفلول تعودوا المتاجرة بالقيم, البارحة بالقضية المركزية فلسطين و اليوم بامر الغزو للعراق و اسقاط القذافي من اجل الديمقراطية عبر القصف و الدبابة الامريكية, ان السقط القومجي هو رجعي عربي و هو الوجه الاخر للعملة الرجعية السلفية الوهابية!

ان ما يفضح هؤلاء السادة السفلة الان من المحيط الى الخليج احتضان السعودية للدبابة الامريكية و جهاز القاعدة الارهابي الامريكي الصنع و القرضاوي مفتي فتاوي القتل للشعوب و المنساق وفق الدبابة الامريكية و مآربها, فقد أدان هذا المفتي انتحار البو العزيزي و حلل دم القذافي و القصف الغربي و ادنة خروج الشعب في البحرين و اليمن لخروجها على نظام الامير و الرئيس المسلم و سانده في ذلك كل دولة الخيانة في الخليج و على رأسهم المطية الجديد للامبريالية حمد ال ثاني. و اليوم الامر و الازمة السورية. نرى اليوم القومجي العربي من المحيط الى الخليج و على رأسهم السقط البعثي العراقي بصلف و مخادعة و مراوغة يتكالب مع السلفي الوهابي و يطالب بالقصف و الغزو الغربي و زحف جيش التحرير الامريكي لتحرير سوريا و اقامة الديمقراطية!!!

ان جيش البرجوازية الطفيلية يغير جلده و يزيف الحقائق و الاحداث بكل رقاعة و صلف كما قواد الضرورة المنهارين, ألم يحارب صدام حسين ايران ويصرخ ل 30 سنحرر فلسطين عبر تحرير المحمرة على البوابة الشرقية للامة العربية, الم يتاجر معمرالقذافي و حسني مبارك بالقضية القومية, فلا صاروخ طار نحو اسرائيل بل كانوا عملاء اشاوس للغرب و امريكا و حتى لاسرائيل!!!

و الان ليس امام الشعوب سوى هذا الخراب و الجنون السلفي و العبثي, فهو ليس امل بل هو النتيجة المنطقية لدور الدولة القومجية و احزابها الرقيعة في انتاج المسوخ داخل حزب السلطة و بالملايين من المحيط الى الخليج. و بعد انزواء احزاب اليسار و انحسار ظهور الثوريين الشرفاء في العالم كلينين وكجيفارا و كاسترو و هوشي منه و ماو و غاندي و عبد الكريم قاسم, و لتحل محل احزاب قوى التحرر الديمقراطية الحقيقية الدبابة الامريكية و الناتو و لتستلم القوى السلفية, بعد عملية 11 سبتمبر المفبركة و المعدة في البيت الابيض, راية النضال للدولة البرجوازية الطفيلية من الخليج الى المحيط يظللها شبح دولة طالبان السلفية ل بن لادن الامريكي, و بلا حياء يتحول القومجي البعثي مصفقا للدبابة الامريكية مرتميا في احضان السلفية الوهابية و حمد ال ثاني, وعار فتاوي القرضاوي يتقبله القومجي العبثي العراقي و يتمسح به, كبصاق لزق ثمنا للخيانة الوطنية المستمرة في مستنقع الوضاعة السياسية!



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذابح في سوريا, ونصف الموقف والنفاق السياسي!
- الأنبياء و الأديان و الحضارات القديمة
- إفرازات الربيع و جثة الدكتاتورية والنضال الثوري المؤجل!
- العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي
- الوجه القبيح لليبرالية
- البرقع الليبرالي, أخطاء ستالين و الربيع العربي
- الدين السماوي سم مصفى
- توحد اليسار, منطلقات و اراء حول مبادرة الزميل رزكار عقراوي
- اغتيال الانتفاضة العربية و المصالح الامبريالية
- اختراق المتاهات
- 1 أيار, فكر و ضميرعباقرة التاريخ الانساني
- الدولة الصهيونية و القومية والامبريالية
- الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات
- سوريا الخيار و العقاب
- الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة
- المثقفون, الموقف و الافكار السياسية - قراءة في اوراق عبد الخ ...
- هم عقائديون أليس كذلك
- فامبير الطائفية ينهض من تابوت الدكتاتوريات المظلم
- يا كتاب الحوار المتمدن اتحدوا
- الهيجان في سوريا و الفيتو


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - الأحزاب القومية الى المزابل السلفية