أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري













المزيد.....

العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* حلقة شيطان الطائفية و الخيانة الوطنية *

يسجل حسن العلوي امر تاريخي في كتابه الشيعة و الدولة القومية, وهو ما احاول فيه الوصول الى اسباب صعود الاسلاموية في العراق الان. فالكاتب كما معروف سياسي قومي عربي. فهو يعكس امر رؤيته و تجربته و تحليله الخاص فهو يساعدني في امر مهم الا وهو عدم اللجوء الى رجل ماركسي او شيوعي كي لا نتهم بالاحادية و رفض الاخر, والرجل صادق في تجربته السياسية, و يحاول ان يقدم ارائه و نقده الخاصة من الفكر القومي العربي الذي استند اليه حزب البعث!

المقتبس.. اذا كانت الثورة العربية قد استعانت بالانكليز لتحقيق اهدافها العربية, فقد كانت ثورة العشرين قد قاتلت الانكليز لتحقيق اهدافها.
وبما اشتمل عليه عام1920 بمصائب نزلت بالعرب اصبح في تاريخهم عام منحوس سيطر فيه الفرنسيون على سورية بعد مذبحة ميسلون, واحكم الانكليز نفوذهم على العراق و استعملت سياسة التطوير الصهيوني بشدة في فلسطين, و كانت خيبة انتفاضة مصر على الاحتلال في العام السابق, ما تزال شديدة المرارة في نفوس العرب في تلك الظروف تمت اخطر الثورات في العراق, ولم تكن رغم ذلك معادية لبريطانيا بمعنى ان الذي اهاجها محض عداء لبريطانيا. وانما كانت ثورة على الحرمان و الاستغلال و على فرض نظام الانتداب فرضا تعسفيا. وبهذا تكون الثورة كما يقول جورج انطونيوس, قد نجحت في ايقاف مبدأ الاْملاءات على الدول الذي رسخته معاهدة سان ريمو. انتهى الاقتباس!

الكاتب يحدد امر حاسم في ثورة العشرين فهي اجهاض لمشروع ولسون البريطاني بعدم تحقيق دولة عراقية, و تفتيت العراق. اذ كان يرى الكولونيل ولسن وكيل الحاكم البريطاني في العراق ان لا علاقة للعراق بالدول العربية. و لذا فكر ولسون تحويل العراق, بادارة سياسية ويكون من خلالها من احد محميات التاج البريطاني على شاكلة الدومنيون. لينهار ذلك الاتجاه في اغتصاب العراق!

وفي المقتطف ادناه يحاول هادي علوي تعزيز هذه الروئية. تقول المس بيل:
(( لم يكن يدور بخلد احد و لا حكومة صاحبت الجلالة, ان يمنح العرب مثل الحرية التي سنمنحهم اياها الان كنتيجة للثورة ...). انتهى الاقتباس!

نعم خاض الشعب العراقي صراع مرير ضد الاستعمار الانكليزي و تمكن الشعب الاعزل ان يقف امام بربرية و آلة حربية جبارة, و يحقق انجاز تاريخي ليبدأ منه التاريخ الحديث للدولة العراقية من سقوط الدولة العثمانية الى الاستعمار الانكليزي فثورة العشرين. ما اريد تأكيده ان البدايات كانت بعيدا عن الاحزاب العراقية الحديثة من حزب الامة او الحزب الشيوعي ام حزب البعث. كان المحرك لثورة 1920 هو العشائر و رجال الدين!!!

ليأتي انتصار ثورة الحديثة بعداكثر من 35 عام, في صبيحة 14 تموز 58 التحررية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم, وكان هناك ايضا قد تاسست جبهة الاتحاد الوطني التي تظم الحزب الشيوعي و حزب البعث و حزب الامة العراقية و غيرها من التجمعات و الشخصيات الوطنية.
كانت بداية مهمة لتحجيم الشكل العشائري في المجتمع و دور رجل الدين الطائفي في امر تحرير العراق, مكننا من ان نرى خطوات تقدمية عصرية في كل الميادين, من تشييد عمراني حضاري كالمنتزهات العامة و الجامعات و الى تطوير الصناعة النفطية و اهتمام بالعلم و التحضر و باختصار احترام الانسان العراقي و حقوقه. و تم سحب البساط من تحت اقدام العشائر و رجال الدين, كي لا تتربع على السلطة و المتاجرة بالتحرير, ليصبح عبأ تاريخي للمتاجرة السياسية الاسلامية في امر بدء تاريخ العراق الحديث!

تحول حدث التحرير الثوري من يومه الاول الى ثورة شعبية من خلال التفاف كل الشعب حوله و كل التنظيمات الشعبية و خاصة الحزب الشيوعي و الكثير من الشخصيات الاجتماعية المثقفة و التقدمية.
ليداهم خطر الانجازات الثورية مراكز الاستعمار و الرجعية العراقية و العربية. فالزعيم قاسم كان قد تجاوز التفرقة الطائفية و اعتمد على مبدأ الكفاءات في التعين و ليس على الولاء الطائفي او الحزبي. و الجنود البسطاء و الفلاحون صاروا القاعدة الشعبية. و ليتخندق الاقطاع و القومجي و الرجعي السلفي في الثورة المضادة. بعد البدء بتأميم النفط و صدور قانون الاصلاح الزراعي و قانون الاحوال الشخصية الذي ساوى بين الرجل و المرأة في الميراث, و الذي كان تعارض ثوري صارخ مع التشريع الاسلامي. لتعمل هذه الجرعات من الانجازات التقدمية المدعومة من احرار الشعب والحزب الشيوعي, الى انكماش جسد الاقطاع و الرجعية والاسلامية السلفية, لتبحث عن مخرج يدمر انجازات الثورة و زعيمها عبد الكريم قاسم و مناصرها الحزب الشيوعي.

فالاسلاموية الرجعية من سنة و شيعة حاولوا الخروج بامر يحسم الرفض او الانحياز للزعيم على الاساس الطائفي, ليصبح ذلك معضلة, ليًظهر ان الزعيم قاسم من اب سني و ام شيعية و رغم ذلك حاول البعض الاسائة للزعيم و اللعب على الوتر الطائفي بتسميته باسم امه الشيعية, ابن( كيفية), من قبل الرجعيين و الطائفيين. و ليتهم الزعيم بالتهور و الفوضوية و حتى الشيوعية و الإلحاد بتبني جمهوريته قانون الاحوال الشخصية.

عملت بريطانيا مباشرة على دعم الانقلابيين و خاصة القومجية, و ليصبح عبد السلام عارف رجل الانقلاب للثورة المضادة و لتقف معه مصر ناصر العروبة و مملكة الظلام السعودية السلفية والاردنية الهاشمية, و لتتحشد على حدود العراق الاردنية دول محور الشر بريطانيا والامبريالية الامريكية مع استنفار القاعدة الامريكية اسرائيل, و بهكذا تامر السافل تم اسقاط جمهورية الزعيم عبد الكريم قاسم بطل التحرير الوطني.

ليبدأ تاريخ مشئوم لجحافل الرجعية العراقية و من قومجية سفلة قتلة, و بتهليل دول الغرب الامبريالية البريطانية و الامريكية و الرجعية العربية السلفية لسقوط الثورة العراقية. انتصرت الردة القومجية و هللت القوى الاسلاموية بشقيها الشيعي و السني. التصفية الجسدية للزعيم قاسم شتت مكون الضباط الاحرار الذي لم يصبح حزبا ابدا. ليبدأ الهجوم على كل احرار العراق و خاصة الحزب الشيوعي, في بربرية 8 شباط عام 63 تفوق باضعاف بربرية بينوشت في شيلي عام 73 من القرن الماضي.

ليتكرس التخلف في العراق, برئيس دموي سافل عميل. و ليبدأ العد العكسي نحو سياسة الانكليز للسيطرة على العراق و بسياستها فرق تسُد, فاستغل عارف امر الدين, فالجأ الى علماء الشيعة الذين ناصروا الزعيم قاسم في البداية, فحصل على فتوى منهم تحلل دم الشيوعي اضافة الى اقرار الشيوعية كفر و الحاد. و بعدها بآن الوجه البشع الطائفي و الشوفيني للسلطة العميلة, إذ بدأ عارف اللبنة الاولى بالاستناد الى الولاء الطائفي السني.
و ليتربع البعث في عام 68 من القرن الماضي على السلطة, و في 80 نات القرن الماضي يصبح البربري الدموي صدام حسين رئيس السلطة للبرجوازية الطفيلية. لتمر المهازل في 4 عقود من الزيف و المتاجرة في الصراع العربي الاسرائيلي , ليترك ذلك شرخا عميق في ضمير الشعب. و ليتُم ضرب الشيعة بنفس البربرية بصعود صدام حسين للسلطة, و باعدام باقر الصدر الزعيم الشيعي العراقي, تركزت سلطة سنية واضحة المعالم في العراق,و ليلعق رجال الدين الشيعة قيح الذل و المهانة عقود عديدة

هذا هو الجذر الاساسي في تكالب الامبريالية الامريكية على العراق و ثورته التي بدأت التحرر الوطني الصحيح, فهي بعيدة عن الفكر القومجي الشوفيني و بعيد عن رجل الدين الطائفي, بخطواتها الرشيقة و الجريئة نحو علمانية اصيلة. بعد ان استلمت القوى القومجية السلطة في العراق صار المعادل في الصراع مع اسرائيل هو الفكر القومجي الشوفيني والدين, فركز البعث على ان الدولة الصهيونية, هي دولة قومية عنصرية و دينية سلفية. فأخذ منحى صراع سافل بين دولتين منحطة تعتمد القومية و الدين الفج. فكان صراع كلتا الدولتين الدولة الاسرائيلية الصهيونية و الدولة البرجوازية العروبية الطفيلية, رجعي و سلفي خياني الجذر و لخدمة المخطط الاستعماري في المنطقة!

العقود الخمسة الماضي انتجت دول عربية دكتاتورية محطمة الاقتصاد و متخلفة في جميع الميادين. وسقط صدام, بعد تورطه بسلسلة من الحروب الامبريالية في المنطقة, بالغزو الامريكي! و مات القذافي بقصف الناتو! و حسني صار خلف القبضان! أي عهرٌ سياسي و أي سفالة للجلاد و السيد الامبريالي. لا يربط السياسي السطحي المزيف المنافق بين تامر الامبريالية و التخلف في العراق, كالغبي الذي لا يعرف ان الجنين والولادة تاتي بعد المضاجعة الجنسية, فالوقت طو........يل بعد 9 اشهر!!!

يا بشر يا سادة عهرالانبطاح هل هناك شك في العلاقة بين المخطط الامبريالي وصعود الدكتاتورية في العراق كما يوضحه الاستاذ و الشيوعي اليهودي العراقي حسقيل قوجمان في مقاله من جزئين كتاب خارطة الطريق الامريكية ام لا, ام اني استعمل شماعة الامبريالية و الصهيونية لتعليق التخلف و التدهور في العراق!
الم يؤدي الزيف القومجي بعد ضرب جمهورية قاسم التحررية الى الغاء فرص التطور العلماني و الازدهار. فشكر صدام حسين للعرض الطائفي و القومي الشوفيني و على مدى عقود, في الخدمات الجليلة غلى المساهمة في بقاء اسرائيل و تطورها, هذا ما يقوله لسان حال الدولة الصهيونية لخونة الشعوب و الدكتاتورية من المحيط الى الخليج.

و ليكون دخول صدام الكويت و صوارويخ المتاجرة على اسرائيل سببا الى نهاية عقد العمالة, و مؤديا لازالت نظام صدام حسين من الوجود, و ليصبح طريقا لغزو و نهب العراق, كما يؤكد ذلك نؤام تشومسكي!

لفترة ليست بالقصيرة داخ اليسار و بصراحة الشيوعيين الذين ذاقوا العذابات من سلطة صدام, في امر العمل مع قوى الشيعة المضطهدة, و المعادية لنظام صدام الدموي, فادى ذلك الى إعادة النظر لمحاولة ايجاد قواسم مشتركة للنضال بين الفيلقين النقيضين. التاريخ لا يرحم و التجارب الخاطئة لها ثمن باهض. يقول البعض لا يوجد مستحيل في السياسة, و لا ينبغي التزمت والخ. اتمنى ان استوعب البعث و الاسلامجية الشيعية و السنية الدرس. فعدم التوحد و الخلاف مع اليسار و الشيوعية في العراق معناه السقوط في براثن القومجية و السلفية الوهابية و دولة الفقيه. و العودة الى افلاس حكومة عبد السلام عارف في التناحر الطائفي و القومي, الذي ابدع فيه الجزار صدام حسين. و اتصير تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي! أو كما يقول ماركس احيانا التاريخ يعيد نفسه ففي المرة الاولى مجزرة حقيقية دامية و في الثانية مهزلة دامية!

وبهذا تحقق اسرائيل مشروع امريكا بتفتيت لا العراق فحسب بل دولة الشيعة في ايران و كل الشرق الاوسط. فالامبريالية الامريكية يسيل لعابها, يا بشر و يا بقر السياسة فالذهب الاسود هناك! هذا ما يؤكده الصهيوني كيسنجر في طبول الحرب على الابواب و الاصم من لا يسمعها!

العراق بعد الغزو الامريكي هو بلد محطم من جميع الوجوه, و دولة هشة تنهش فيها المحاصصة الطائفية و الصراعات القومية و الفساد الاداري و فضائح الاختلاس, و انجرار بعض التيارات الى التآمر في العمل السياسي و التخندق الى اجندات السلفية الوهابية و القاعدة. و اخطر امر يواجهه العراق الان هو التركة الرهيبة التي خلفتها حروب الدكتاتور صدام القذرة. فمئات اللالوف من الارامل المحطمات في العوز و المرض و التخلف و مئات اللالوف من الصبايا و الاطفال المنكوبين و المهمشين و انتشار الامية و تدني الثقافة و القيم و الانجرار الى الخرافة في الدين, و حالة انعدام الاستقرار و الامان و الكهرباء و انتشار العمل الارهابي و التصفيات السياسية بين احزاب السلطة و انتشار الجريمة في المجتمع, باختصار خراب بشري هائل. أي شماعة أختار يا سادة التطبيل للدبابة الامبريالية و وداعة الصهيونية الشفافة!

بدايات انهيار القيم و القيح الفكري و الاخلاقي!
من زمن الحرب على ايران و حين طالت الحرب و هرب جندي صدام او اسر في ايران و تحول الى تواب, ليحقد على سلطة صدام. و ليتحول حقد عارم لا يخلو من مخاطر الانزلاق الطائفي رغم انه موجه ضد ظلم البعث, و التغريب الذي قاده وساقه صدام في اتون حرب بربرية و باسلحة فتاكة همجية ليجد نفسه في منفى إجباري في ايران. ليصبح امل الخلاص من صدام هو سقوط النظام بالحرب, أي انتهى الضمير الوطني و ليسقط العراق و ليحترق الشعب من اجل عودة الجندي الهارب الضحية. فصار الكثير لا يفاق المذياع و يعد ضحايا الحملات و سقوط الطائرات و الدبابات في امل سقوط النظام البربري لصدام. لنسمع الكلمات اللاذعة اتجاه الوطن و الوطنية و اليسار و السياسة و السياسيين و الناس اجمعين!

و بعد اندحار العراق في معركة الكويت و ازمة الحصار هرب الكثير من البعثيين ,المصيبة, بعد ان تحولوا الى مسخ حقيقي, و بعد ان خربوا البلد بولائهم الطائفي السني الانتهازي السافل الى منافي الغرب, و الكثير يحمل تداعيات الافلاس و السقوط و الكره للوطن. فالانتهازي بلا قيم لا يعمل في حزب الا ونصب عينية امر استغلال الفرص من اجل المناصب و الاثراء. ليرتفع غلو النفعية الى الكفر بالوطن وبيعه, فالوطن صار في ازمة و النفط صار لا ثروة للانتفاع من خلال التصفيق للجلاد صدام بل بالقتال في الحروب. أي ان الانتهازي يعمل في السياسة الرثة فهو اول من يستفاد و اول من يهرب و يخون قائد الضرورة و الشعب, انها الانانية الوضيعة للبرجوازي الطفيلي العراقي!

فعلى بعد الاف الاميال من العراق نجد شكلا اخر للخراب, فاذا القومجي الذي بقى في العراق و انخرط في جرائم العنف الصدامية او تحول الى انتهازي بإطالة اللحى و لبس الجبة كتعبير على الافلاس السياسي. نرى سقوط سياسي اخلاقي مريض للقومجي العراقي في الغرب, وينضح قيحا في ازقة المنافي البراقة و ليظهر مشهد الضابط العبثي الهارب للغرب و يتمثل بالكفر بكل شيء من وطنية و اعتزاز قومي نزيه, و ليمتد السخط على اليسار و الشيوعية و الناس اجمعين. و ليمجد دول الغرب و امريكا الغزو و النهب, إذ الامل صار بامريكا من جديد للعودة الى السلطة القومجية السنية من خلال الدبابة الامريكية. طبعا مع تقديس المساعدات الاجتماعية لاهله و ذويه في الدول الانسانية الغربية الليبرالية الامبريالية, التي باعت السلاح لصدام و نهبت و تنهب العراق, و ليطبل لها بانبهار رقيع. ليصبح كلب وفي على قارعة المنفى, لرامي العظمة!

شيء حول مخاض الثورات و الحروب, و اجد فرنسا و تاريخها الثوري الدامي يسقط ظل ايجابي, اذ ما اُسقط على الاحدث في العراق من سقوط الثورة الى حروب صدام. سُرقت الثورة الفرنسية من قبل نابليون فصارت حروب نابليون الاستعمارية. و لنختصر ونقول اغتال البعث الثورة العراقية وصارت حروب صدام لخدمة الاستعمار. و لتستمر الحروب الاستعمارية و الى انتهاء الحرب العالمية الثانية. فافرزت الحرب العالمية وأنتجت الكثير من العاهات الاجتماعية من أرامل و مشردين و جياع عاطلين عن العمل, و افرزت حالة من السلبية في وسط الكثير من المثقفين, و كان ابرزها ظهور كهوف الوجودية و انتشار المخدرات و الجريمة. لكن الفارق الحضاري و التطور كان كبير في فرنسا و الاعتزاز بالقومية و الوطنية حاضر في صفوف عامة الشعب والسياسيين و المثقفين. لذا استطاع الفرنسي وعبر موروث حرب التحرير الثورية ان ينتشل المهمشين و العاطلين, و يساعد في اجتثاث روح اليأس. من اجل بناء فرنسا و هو كان ايضا من ثمار نشاط الاحزاب القومية الشريفة و اليسار الشيوعي في مقاومة النازية لتقف فرنسا على قدميها شامخة من جديد.

المانيا النازية التي خسرت الحرب, و تحولت مدنها الى انقاض, استطاعت النهوض اذ الاعتزاز القومي الشريف و الانحياز للوطن لم يمت. و هكذا لتتحول المانيا في 90 نات القرن الماضي دولة باقوى اقتصاد في اوربا و تقود مشروع الوحدة الاوبية. ما اريد اقوله ان المثقف و السياسي الغربي يعتز بتاريخه الثوري و يحترم شعبه و لا يكره ابناء جلدته و لا يخون شعبه بل يضحي من اجل وطنه, وهو ضد الصهيونية.

مات الكثير من المثقفين و السياسيين و المفكرين و العلماء الغربيين من اجل ثورة التنوير, وخاصة في فرنسا, و لم تمجد الشعوب الا تجاربها و تاريخها الثوري. وادعياء التنوير العراقيين في المنفى قومجية طائفيين مفلسين, الا من معادة اليسار و الشيوعية و التصفيق لدبابة التحرير الامريكية في امل العودة بشكل السلطة الطائفة السنية, للقضاء على الشيعة و على الماركسية و قانون فائض القيمة لكارل ماركس. أية وضا..عة, يا الهي فد نفر كاهي!
و ادعياء التنوير يطبلوا لدبابة الغزو الامبريالية للعراق, و قصف الناتو لليبيا و اليمن و البحرين و لضرب ايران و سوريا. ليختفي بين طيات التطبيل لقصف الناتو وجه الصراع الطائفي والقومي الشوفيني القبيح في العراق, في وقت تتجبر الحركات السلفية و تفجيرات القاعدة من المحيط الى الخليج. فاهلا اهلا بملكة السفلس, اولاد قراد الخيل, فأي ثورة و نهضة تنوير تبتغون عبر الحروب.

فصار يوما احمد جلبي الامل. و الكثير من رجالات البعث الهاربة, صار تؤكد لامريكا وجود اسلحة الدمار الشامل بالوثائق و الصور و بالمؤتمرات الصحفية. لياتي الغزو في 2003, فلا اسلحة دمار ولا بطيخ. ليفضح تحول النذل القومجي في العمالة, فبدل العمالة لصدام صاروا عملاء للسيد جوج بوش الاب و الابن. هكذا ارتفع مستوى القومجي بمقدار قدم , حذاء, و ليتعرى ويسبح في حوض الوضاعة للحرية الامريكية و حقوق الانسان. فالحق للقومجي العراقي يتجسد بالنذالة و الانتهازية. الانتهازي العراقي يعيش الان في كهوف العهر السياسي في الغرب, بربطة عنق و ضيعة, و ليس في كهوف الوجودية العبثية للفرنسي الذي بقى يموت حبا بفرنسا!! يتمنطق القومجي العراقي في الليبرالية والدفاع عن حقوق البقر, مسلح باشعار بعرورية, كً ما كان على الله خلق ثلاث, و حول التخلف الجيني العراقي والتقدم الديمقراطي الصهيوني!

ان شعوب الغرب المتحضر تملك شكل وفهم اخر, اذ الانسان الاوربي هو من انتج التطور وحضارته عبر النضال وهو ملكه و فخره, و السلطة مبنية على اسس السماحة الديمقراطية الحديثة و اهمها النقد و التحديث المتواصل وليس على شاكلة عقلية القومجي الرجعي الذيلي المُمجد سليل الرقاعة في الخيانة الوطنية و معادات اليسار و الماركسية و عبادة اوثان الدكتاتور و لحس نعله لعقود!

الشعوب الاوربية, تخرج الشعب في كل مناسبة لرفض الحروب و السياسة الامبريالية العدوانية او سياسة اقتصادية خاطئة وضد أي صناعة ذرية حربية . خرج ملايين الشعوب الاوربية ضد الحرب في فيتنام, و تضامنوا مع شعب تشيلي, عملت احزاب اليسار والشخصيات الحرة الاوربية على فضح المخطط الامريكي لغزو العراق, بانه حجة لنهب العراق. هذه تكره التمييز العنصري, و تقرأ كارل ماركس و الدولة الراسمالية تحترم افكار الفيلسوف كارل ماركس في فائض القيمة, و تحاول استخدام الفهم العلمي الماركسي في الاقتصاد من اجل اصلاح و معالجة الازمة الاقتصادية للنظام الراسمالي!

الا ان المثقف القومجي العراقي لازال يميني و طائفي رقيع و رغم ربطة عنقه, كأي تيس لازال يشتم كارل ماركس و يكره فائض القيمة ككره الثور للراية الحمراء. المسخ العراقي في الغرب يهين الشعوب الاوربية بوجوده برشمة بعير صحراوي طائفي, فهو يسيء لتقاليدها و حضارتها بتصفيقه للامبريالية الامريكية. نست اوربا معادات الشيوعية, فكل الدول الاوربية لديها احزاب المحافظين و اليسار و اطياف الماركسية, وحتى الحزب الديني المسيحي. دبت جحافل صدامية ساقطة بشاربها الذي يذكر بعورة ابن العاص تتطفل على موائد الرجعية الاوربية من يمين و صهيونية, لتنفث سموم التخلف الطائفي المبرقع بالليبرالية, في مواقع الانترنيت فهي الوجه الاخر للسلفية السنية الوهابية. لتطبل للغزو و انسانية الدولة الصهيونية, من خلال عمل مقارنات جدا نذلة و منافقة من اجل تدمير أي عملية ديمقراطية في العراق من خلال الدس, في هجوم يومي على الماركسية و الشيوعية و بمهاجمة أي انسان او كاتب تقدمي ينتصر للفكر الحر الحقيقي و البعيد عن الخيانة و العمالة للامبريالية و الصهيونية.

السقط الجديد يحدثنا عن صدق الصهيونية و محبتها لشعبها, و ليصرخ نحن العرب لا نحب شعبنا و لا اعرف مًن هي هذه النحن و العرب المطاطية. أهي الكاتب القومجي المنحل ذاته ام ستلطه الرجعية القومجية الطفيلية الساقطة التي عاثت في الارض فسادا. فالطرح يحاول تجميل الصهيونية و الماسونية, التي تدفع بالدولار, من خلال مقارنات ديماغوجية بين العراق و اسرائيل بين ابن الشعب العراقي المحطم بالحروب و ابن بربرية اسرائيل الحربية. لينضح كل الحقد على الشعب الجريح, و دون أي استعراض للحقائق و تاريخ التآمر و الحروب و التصفيات الجسدية لمناضلية, و على عقود سلطة البعث الطفيلية العميلة, و بصراخ كلبي لا تلقي عجزنا على شماعة الصهيونية و الامبريالية و الغزو, فنحن لا نؤمن بنظرية المؤامرة!

على اليساري ايجاد كلمات اخرى حول الامبريالية و الصهيونية و التآمر إذ البعض صار يضيق ذرعا من كثرة ترديد كلمة المؤامرة و الامبريالية و ليزبد و يرعد و يصرخ لا مؤامرة, بل نحن اغبياء متخلفين. فاي جانب تختار جانب الوفاء للشعب, كما الفرنسي الذي احب شعبه وانتصر له ضد مؤامرة احتلاله ام الى جانب تعليق الاندحار و التخلف على شماعة نحن العرب لا نتطور جينيا, و بدون ذكر امر ضرب ثورة الشعب و تقدمه على يد الامبريالية و الرجعية العربية و دور خيانة الدولة القومجية الطفيلية التي تعاونت مع الدولة الصهيونية و لمدة 50 عام!

الان بعد هذه العقود و الدروس, يصور البعض نجاح الثورة الليبرالية ياتي من خلال قصف الغرب و الدبابة الامريكية كما تم قبل 60 عام بالاستعانة بالغرب لتحقيق اهداف الثورة, فانجبت الدكتاتورية,!!!
اكرر المقتبس للسيد حسن علوي, اذ التاريخ يعيد نفسه للتذكير!!!
.. اذا كانت الثورة العربية قد استعانت بالانكليز لتحقيق اهدافها العربية, فقد كانت ثورة العشرين قد قاتلت الانكليز لتحقيق اهدافها.انتهى الاقتباس

الاختلاف الحالي عن زمن الحرب على ايران, فقد كان لا تاثير للهارب القومجي القابع في ايران او في دمشق حيث لا اتصال واسع, لقوة تعتيم سلطة صدام انذاك و دعم امريكا له, و عدم وجود شبكة الانترنت. لكن اليوم مصيبة, فالعراق مخترق بعد الغزو من قبل القوى الاقليمية كما بالدبالة الامريكية و المخابرات الامريكية و الصهيونية, ويعمل السقط القومجي العراقي بالدولار في فضائيات الرجعية العربية في السعودية و الخليج, فباعوا قائد الضرورة هناك. وشبكة النت حولت العالم الى قرية و العولمة المريضة انتجت عناصر متحللة للهجوم على العراق فكريا. فصار الغزو تحرير وطريق لليبرالية, فهو انطلق من ارض الرجعية السعودية , فانقلب البعثي الهارب الى اوربا, عباس بيزة بقميص اصفر جمجم امريكي و حسنة مًلص في اوربا لبست الميني الامريكي, و دقت ساعة التشليح الانبطاحي بهز رُكًبة و ردح امبريالي امريكي و صهيوني اسرائيلي, و فخذ هنا و فخذ ابهصفحة و هجع ليبرالي للصبح!

اصالة العراقي و زيف العبثي القومجي الهارب المنهار!
اسقًطً الجزار صدام حسين الجنسية عن شاعر العراق الاكبر محمد مهدي الجواهري الجميل, ليحدث الألم الكبير و لتخرج قصيدة نابية صارخة, انحاز للكلمة النابية فيها, اذ لا توجد كلمة اخرى تصف صدام حسين و العملاء سوى الكلمات النابية من سافل و منحط و نذل. و كما الكلمات الحانية الرقيقية لوصف شاعر العراق الكبير بالبليغ والنبيه والنزيه.
يشكوا البعض من الكلمات النابية.آخ يابه عيني. اشكيلو ابدمع العين, ده حرام و له حلال. فالانحياز يحدد من انت!

أو أنت من خان العهـــــود لكي يدنسها الخنــــــــــــى لولاك يا أبــــــــــن الخيس ما حل الخراب بارضنــــا
لولاك ما ذبحو الولـــــــود من الوريد بروضنــــــــــا لولاك ما عبث الطغـــــات بأرضنا وبعرضنــــــــــــا
أنا وخيمتي علم يوطر درسنا علم يحي ما قد مات في وجداننا
أنا العروض أنا القوافي و القروض وما علا سل مضجعيك يا ابن الزنا أأنت العراقي ام أنا

يتفاخر المسخ العراقي لاكتسابه الجنسية الغربية أو الامريكية بشكل وضيع ليصفق للغزو و الصهيونية, فهنا يكمن الفرق بين الأصالة و الزيف بين الانحياز لحرية الشعب ام لدبابة الغزو الامريكية و العمالة !
يتفاخر اليهودي الشريف بانتسابه لشعبه و وطنيته كصديق صديق و الشيوعي اليهودي العراقي الكبير حسقيل قوجمان من كتاب الحوار المتمدن, و الذي كان المحفز بنزول عدد من المقالات التي تدين الرجعية العربية و الامبريالية و الصهيونية!

لا اعتذر عن كلماتي النابية بحق الجلاد صدام و الرجعية العربية و الصهيونية و سادتها الامبريالية, فهم اولاد القحبة من المحيط الى الخليج! فقط اعتذار عن الاخطاء الاملائية,التي هي احيانا حلوة فتثير حنق دهاقنة العمالة, من طائفي و شوفيني مثقوب بوضاعة فكرية و انتهازية مرتزق برشمة عنقه براقة في حرصه الرقيع على اللغة, ذا عورة فكرية شنيعة كعورة ابن العاص وكذيل قابوس الذي لا يخفيه كيس.
المصادر:
كتاب هادي علوي الشيعة و الدولة القومية.
مقال الاستاذ الكبير و الشيوعي اليهودي العرافي حسقيل قوجمان.
و قراءة في كتب نؤام جومسكي منها دول محور الشر و 501 عام و الغزو مستمر.
هنري كيسنجر حول الحرب على الشرق الاوسط من خلال ضرب ايران.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي و اسرائيل الصهيونية
- البهرجة السياسية و المسبار و الحضارة
- الصهيونية ربيبة الامبريالية
- الانتفاض العربي و المستقبل القادم
- الأحزاب القومية الى المزابل السلفية
- مذابح في سوريا, ونصف الموقف والنفاق السياسي!
- الأنبياء و الأديان و الحضارات القديمة
- إفرازات الربيع و جثة الدكتاتورية والنضال الثوري المؤجل!
- العداء الأمريكي للشعوب و مهام اليسار العربي
- الوجه القبيح لليبرالية
- البرقع الليبرالي, أخطاء ستالين و الربيع العربي
- الدين السماوي سم مصفى
- توحد اليسار, منطلقات و اراء حول مبادرة الزميل رزكار عقراوي
- اغتيال الانتفاضة العربية و المصالح الامبريالية
- اختراق المتاهات
- 1 أيار, فكر و ضميرعباقرة التاريخ الانساني
- الدولة الصهيونية و القومية والامبريالية
- الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات
- سوريا الخيار و العقاب
- الانحطاط الفكري و أزمة الحضارة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - العراق و الغزو, خراب سياسي و قيح فكري