أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها















المزيد.....

طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها

غزو الشرق الأوسط تحطيم الشعوب وتدمير البيئة


العنوان أعلاه مشابه لعنوان, لمقال الصهيوني العنصري هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية الأسبق,* طبول الحرب العالمية الثالثة على الأبواب و الأصم من لا يسمعها*, ليؤكد عزم أمريكا في تدمير الدول العربية و فتح الباب الواسعة لتمدد إسرائيل و لتكون القوة الوحيدة و المسلحة ذريا لتساعد أمريكا في أبشع استعمار للشعوب, في نهب غزو العولمة الامبريالي البربري, و المعروف بتاريخه القذر في تدمير الإنسان و الطبيعة, سواء في اليابان بمجازر ذرية في هيروشيما و ناكازاكي, أم بالقصف البربري للشعب الفيتنامي الفقير و لعشرين عام بالنابالم و كل أشكال الأسلحة الكيميائية من عنقودية إلى كبسولات تسبب أمطار الفيضان المدمرة للبشر و الطبيعة و بولادة المشوهين للآن.

كانت فيتنام حقا البداية البربرية للهجوم على الشعوب بعد سقوط هتلر, أي أن الفراغ الذي تركه هتلر من اجل احتلال العالم سارعت أمريكا لسده و لتكون القوة العظمى البربرية الجديدة لتحطيم البلدان و البشر والطبيعة. و بهذا جرت الكثير من الجرائم بحق الإنسان و البلدان و الديمقراطية.

لقد كان الأسلوب الجديد و الأكثر خبثا للامبريالية الأمريكية, هو العمل لضرب البلدان التي تسعى لتحقيق التطور و التقدم الاقتصادي و الديمقراطي, و بهذا سلكت أمريكا طريق التحالف مع الدول الأشد رجعية في العالم, من مثل نظام اثيوبيا لهيلاسيلاسي و النظام الشاهنشاهي في إيران و نظام جنوب أفريقيا العنصري, و مملكة التخلف و الشر الوهابية في السعودية و التي اليوم مركز موجات الإرهاب لجند القاعدة, و لا ننسى الدولة اللقيطة العنصرية إسرائيل رأس حربة الامبريالية الأمريكية الموجه لشعوب الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

على مدى القرن الماضي تعاملت أمريكا مع كل الأنظمة الدكتاتورية الدموية السافلة, و كانت الطريق كما قلت الاعتماد على قلاع الرجعية من دول و أجهزتها القمعية, فكان ذلك من الخمسينات للقرن الماضي حيث قامت الامبريالية الأمريكية على ضرب الثورات الديمقراطية في الكثير من بلدان العالم و رسخت الدكتاتوريات الدموية, سأذكر بعض الأمثلة لتدمير الديمقراطية و الشعوب إذ السلسة رهيبة.

فمنها ضرب ثورة محمد مصدق في إيران من اجل الحرية في إيران, وقع الانقلاب على حكومة الزعيم محمد مصدق عام 1953، فاحتدم الصراع بين الشاه و مصدق في بداية آب عام 1953 حدى بهروب الشاه إلى إيطاليا عبر العراق و قبل أن يغادر و قع قرارين: الأول يعزل مصدق والثاني يعين الجنرال فضل الله زاهدي محله. فقام زاهدي آب 1953 بقصف منزل مصدق وسط مدينة طهران, و قام زوجت روزفلت ضابط الاستخبارات الأميركي والقائد الفعلي للانقلاب الذي أطلقت المخابرات المركزية الأميركية عليه اسماً سرياً هو عملية أجاكس!

فتم إخراج "تظاهرات معادية" لمصدق في وسائل الإعلام الإيرانية و الدولية. كما أوعز روزفلت لشعبان جعفري بضرب حركة الشارع و إطلاق العواء الرخيص للحط من هيبة الدكتور مصدق مع أعمال قتل لقيادات الجبهة الوطنية التي شكلها الدكتور حسين فاطمي الذي اغتيل في الشارع. حوكم مصدق أمام محكمة صورية استأنفها محاميه جليل بزركمهر و كشف أنها لم تكن تتمتع من أي شروط الحيادية. حَكَمَ نظام الشاه على الدكتور مصدق بالإعدام, ثم خفف الحكم لاحقاً إلى سجن انفرادي لثلاث سنوات؛ ومن ثم إقامة جبرية لمدى الحياة في قرية أحمد آباد، الواقعة في شمالي إيران ليترك الدكتور مصدق ليموت مع ذكرياته, و أرجعت أمريكا الشاه للسلطة.

ثم ضرب ثورة الشعب العراقي التحررية ذات التوجه الوطني الديمقراطي بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم في شباط عام 63 , الذي تم قتله بشكل بربري و دون أي محاكمة, و جئ بالعميل الأمريكي عبد السلام عارف التي عرفة بحكومة شباط الدموية و هي أول دكتاتورية في المنطقة و التاريخ الحديثو المقدمة لصعود البعث و صدام الفاشي.

ثم عملت أمريكا على دعم الانقلاب الذي جرى في اندنوسيا بمساعدة الدكتاتور سوهارتو لضرب ريس اندونيسيا الثاني أحمد سوكارن, فقاد بلاده لمدة تجاوزت الثلاثين عاماً 1967 – 1998 شهدت فيها اندونيسيا و حدثت اكبر مجزرة إذ قتل نصف مليون إنسان و ترك الجثث في الشوارع ليأكل فيها الحيوان لتركيع الأحرار, و حكم سوهارتو اندونيسيا بيد من حديد, وفي النهاية اجبر على ترك الحكم وتم توجيه تهم الفساد والقتل إليه.

وهكذا ساعدت بريطانيا (ماركريت تاتشر) وأمريكا (رونالد ريغان) المجرم بينوشت في التشيلي عام 1973 و تم قتل رئيس الحكومة الديمقراطية للجبهة الشعبية سلفادور إلليندي و سمع الناس عن جرائم مقتل الآلاف في ملعب سانتياكو حيث قتل الشاعر الشيوعي بابلو نيرودا و العازف الشيوعي فيكتور جارة.


و الجميع يعرف الكثير عن الثورة الإيرانية و هروب الشاه الإيراني ثانية, و مجيء الخميني و هجوم صدام حسين صديق جاك شيراك الفرنسي و رونالد ريغان و جورج بوش الأب و عميل أمريكا و إشعال الحرب, و كان طبعا في هذا الوقت أمر التعامل الأمريكي مع المملكة الوهابية و تأسيس حركة ضد نظام أفغانستان وليتم اختيار بن لادن كقائد للتمرد الإرهابي ضد الحكومة الشيوعية في أفغانستان, و بهذا الزمن جرت أبشع المعارك و المجازر سواء بتدمير أفغانستان و إقامة دولة طالبان البربرية, أم بدعم حرب صدام التي كانت لصالح أمريكا و عقابا للشعب الإيراني الذي ثار على الشاه العميل. و كان تجري اكبر الجرائم الكيمياوية في داخل العراق و في الجبهة على إيران, التي سكتت عنها أمريكا و كل الغرب الرأسمالي.

فقد كان كل العالم إلى جانب الدكتاتور صدام حسين فجميع الغرب باع الأسلحة الفتاكة و خاصة الألغام الفردية من السويد و التي للآن يموت فيها أطفال كردستان, ثم أسلحة القتل الجماعي الكيمياوي الألماني, الذي جرى ضربه على الجيش الإيراني و لم يحتج العالم الغربي العلماني و لا أمريكا زعيمة حرية الإنسان! و بل ليذهب صدام حسين أبعد حيث بقيادة علي كيمياوي قريب صدام حسين, تم ضرب مدينة حلبجة الكردية القريب من الحدود الإيرانية بالقنابل الكيمياوية, فراح الغرب وأمريكا و حتى رجالات سافلة في هيئة الأمم المتحدة السعي لرميها في رقبة إيران لتوفير المبررات بضرب إيران بالذري الأمريكي. لكن الشعب الكردي و أحراره كانوا بالمرصاد لفضح دولة صدام و حلفائها الغربيين و عرابها أمريكا, فأنكشف القناع عن كل الوجوه المنحطة و المؤازرة لحرب صدام القذرة.

و هكذا جاء زمن الغزو الأمريكي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و ليتحول العراق على مستعمرة أمريكية, و لتقوم الدولة التي قادها الجنرال بريمر بإعدام العميل بعد محكمة هزيلة و لم توجه لصدام حسين أي تهمة تخص جرائم الحرب إذ أن صدام حسين كان هو من شعل نيران الحرب في المنطقة سواء على الدول الجارة أم باستعمال الكيمياوي تجاه الشعب العراقي في كردستان و الأهوار. فلم يحاسب صدام حسين و لا قريبه علي كيمياوي لأمر جريمة استخدام الأسلحة الكيمياوية خوفا من تصاعد الدراما و لتوجه أصابع الاتهام إلى حلفاء صدام ( الغرب وأمريكا ) المتستر على مشعل الحروب و جرائم القصف الكيمياوي, و تسليح عميلهم بالأسلحة المحرمة دولياً و التي جرى استعمالها لعقد كامل وبعلمهم!!!

بعد أن شبعت الشعوب من ويلات الدكتاتورية و بربريتها و حروبها و زيفها و فسادها, حداها الظلم إلى الانتفاض و الثورة على الأنظمة الدكتاتورية, فانتاب الامبريالية الأمريكية القلق و الهوس. القلق من الحراك الجماهيري التواق للتحرر و الديمقراطية و التقدم, بعد فصول من جحيم الدكتاتورية من سجن و قتل و زيف و فساد إداري و نهب للمال العام مع أهانةا لكرامة الإنسانية.

فهكذا رجعت أمريكا إلى المملكة الوهابية دولة القمع و الموت و القهر للإنسان و مع كل دول الخليج الرجعي و أمير قطر عميلها حمد آل ثاني البترودولاري, لتوفير المال و دعم حزب الأخوان الإرهابي للوصول على السلطة بعد أن نصح اوباما عميله حسني مبارك لترك السلطة, و بدون إحراج لأمريكا, لتمرير الثورة المضادة لتركيع الشعب المصري. لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن, إذ أن ترتيبات الأمريكية لم تنجح وتضبط هذه المرة, و لم يستطع العمي لمحمد مرسي أن يضرب ثورة الشعب, إذ خرج 30 مليون إنسان ضد عميل أمريكا محمد مرسي. لا بد من التذكير أن حزب الأخوان حزب إرهابي اضطرت أمريكا رفعه من قائمة الإرهاب لتسليمه السلطة في مصر خوفا من وقوع السلطة في يد الشباب الأحرار, القوى الديمقراطية.

طبعا فكما كانت أمريكا تسعى لضرب الدولة الشيوعية في أفغانستان و تدريب رجالات القاعدة, وكانت تخطط مع نظام صدام حسين على الحرب على إيران. اليوم الفارق هو أن أمريكا حين كانت تراقب التغيرات في مصر و تحاول العمل على اغتيال الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في مصر, من خلال دعم الأخوان و عقد الصفقات مع دولة المرشد, كانت أمريكا تعمل مع السعودية و قطر بضخ قوى الثورة المضادة (الجيش الحر, جند القاعدة و جبهة النصرة أكلة لحوم البشر) إلى سوريا و أشراف أمريكا على تسليحها و تجهيزها بالمعدات المتطورة و حتى تمكينهم بالحصول على الأسلحة الكيمياوية.

لكن هزيمة حزب الأخوان الرجعي الإرهابي و دولة المرشد في مصر كان ضربة قاسية لحكومة اوباما الذي كان يحاول أن يكون الأسود الناجح بعد أن وجهت له شتى الاتهامات من خصومه السياسيين, من مثل مسلم, رجل ضعيف أو يريد أن يحول أمريكا لدولة شيوعية. فهكذا أن الصفعة التي وجهها الشعب المصري لحزب الأخوان الإرهابي و إسقاط دولة, أربك الامبريالية الأمريكية برئيسها الأسود التعيس,الذي كان يريد ترتيب إسقاط النظام السوري من خلال جحافل القاعدة و جبهة النصرة و الجيش الحر و أكلت لحوم البشر و غيره من قوى الثورة المضادة.

فأن الرد جاء سريعا من جانب أمريكا و بريطانيا, و قبل أن يفحص الخبراء الدوليين مواقع القصف الكيمياوي المحرم دوليا هههه شر البلية ما يضحك كما يقال, إذ أن السيناريو يتشابه اليوم مع أكذوبة الأسلحة المدمرة و الشاملة في العراق التي صارت سببا لغزو العراق في العصر الحديث و تحويله بلد أشباح و موت, لا أريد أفصل أكثر فالجميع يعرف الحال!

فهكذا صار التهديد السريع بالضربة التأديبية لنظام بشار الأسد للانتقام من حراك الشعوب نحو الديمقراطية في كل المنطقة, أن حكومة اوباما تعاني من ضغط رهيب من كل شعوب الشرق الأوسط, فالفشل في مصر و مصرع حزب الأخوان يعني, أن الخطر الحقيقي ( الديمقراطية) الذي دعي بالربيع العربي لازال في طريقه مستمر. و أن الشعوب العربية تقارع الرجعية العربية و الناتو والماكنة الحربية الأمريكية, أي أن الشعوب مصرة على أمر الحرية و الكرامة و لتحقيق دولة خالية من الفساد و خالية من التمايز الطبقي. فقد خرجت الشعوب بلا تنظيم سياسي و لا برنامج سياسي,و اختصرت الشعوب شعارها بكلمات بسيطة. فكانت الشعارات أرحل, و الشعب يريد إسقاط النظام و الشعب يريد حرية و كرامة لتسقط الدكتاتورية.

فهكذا نرى أن التآمر الامبريالي الأمريكي لازال يحمل كل ملامحه القذرة في قهر الشعوب و لتحطيم إرادة الشعوب التي تتوق للتحرر بكل أشكاله من سياسي واقتصادي و اجتماعي. و أن الحلفاء لازالوا أنفسهم من مملكة رجعية وهابية بؤرة للفساد و التخلف و الإرهاب و كذلك الدولة العنصرية لسليلي الهاجانة البرابرة في إسرائيل.

لكن اليوم يوجد شيء لا بد من الوقوف عليه و التطرق أليه.

لقد كانت الحروب الأمريكية في الهند الصينية و التشيلي و العراق حروب قذرة و قف العالم و الأحرار من يسار و شيوعيين ضدها و خرجوا إلى الشوارع و صورت الأفلام الوثائقية لجرائم أمريكا في الفيتنام, وجاءت صور قتلى الأحرار في العالم من إيرا نو العراق و أندنوسية و التشيلي, وخرج القادة اليساريين ضد العدوان الأمريكي على فيتنام, و كان أحد القادة المشهورين بمعادات الحرب أولف بالمة السويدي الاشتراكي الديمقراطي.

لكن اليوم نرى انحسار لمواقف اليسار الثورية,لا بل صار هناك انقسام بين صفوف اليسار إذ أمريكا استغلت حال الشعوب ضعف اليسار و انهيار الاتحاد السوفيتي و الأحزاب الشيوعية, فلعبت أمريكا دهائها في التآمر على الشعوب فعملت من أمريكا على ضرب العراق بعد أن تركت صدام يغزو الكويت, لتخرج من كل هذه الألاعيب على أنها محررة للكويت, لينتهي الأمر بغزو العراق بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل الذي لا تزال أمريكا تبحث عنها. رغم أن أيكاروس كان قد نفى وجودها!

خرج رغم كل ذلك الملايين من البشر و فقط في لندن مليون إنسان ضد الحرب الأمريكية لغزو العراق, لكن شارك في الحرب ضد العراق الدكتاتور حسني مبارك ليظهر بأنه معادي لغزو صدام للكويت! ثم قدمت السعودية أراضيها و كل الخليج قدم مطاراته و طبعا معهم العنصرية الدموية إسرائيل, الراقصة في كل الحروب الأمريكية ضد الشعوب العربية.

توني بلاير لم ينتظر ضرورة الحصول على الترخيص القانوني قبل حربه على العراق بل فشل في الحصول على موافقة المدعي العام الدستوري البريطاني اللورد غولدين سمث المتحفظ على قرار الحرب على العراق. لكن ليتراجع الأخيرعن موقفه ويسمح للحكومة بالسير قدما في الحرب, و ليؤكد كولين باور على و جود دليل لأسلحة الدمار الشامل في العراق و راح يهز قنينة صغيرة على شاشة التلفاز على أنها الدليل. لكن ليقدم اعتذاره بعد المجازر في العراق و يصرح بأنه لا دليل كان لدينا على ما دعي بأسلحة الدمار الشامل.

فيعود اليوم توني بلاير بوجهه البشع ليصرح بضرورة الحرب على سوريا, لكن بشكل جداً هزيل و سافل, إذ أكد على أشياء متناقضة بأن ضرب سوريا يعمل على ضرب الإرهاب الإسلامي و يؤكد بأن ذلك من مصلحتنا. و ليحاصره خصومه السياسيين, بضرورة التوضيح كيف أن ضرب النظام سيساعد على تدمير القاعدة و جبهة النصرة, ثم عليه ن يوضح تصريحاته بشأن مصلحتنا التي كانت جداً هلامية, مصلحة مَنْ؟

أهي مصالح الولايات المتحدة ؟ أم مصالح الغرب؟ أم مصالح بريطانيا؟ أنا أضيف أهي من اجل زيادة رصيده المالي عبر الحروب؟

فكر و ألاعيب جهنمية لجورج بوش و جدت صداها في دماغ السافل توني بلاير فتم غزو العراق بلا شرعية دولية, ليتم قصف العراق باليورانيم المنضب, فدمر التراب العراقي و لعقود مع ولادة للمشوهين و تحت ظل نظام مهزوز مخترق امنيا تجري فصول و مسلسل من القتل و الاغتيالات السياسية و التفجيرات التي راح ضحاياها يتصاعد عددهم بالألوف مع هروب 4 ملايين إنسان, ومع أكذوبة تحقيق الديمقراطية للشعب العراقي.

العالم اليوم, و رغم عدم الثقة لدعوة توني بلاير للتدخل العسكري في سوريا و لسخف مبررات أي تدخل في سوريا مع وجود المعارضون للتدخل, الذين ينتظرون بضجر جلسة الخميس 29 آب الجاري لمجلس النواب التي ستناقش موضوع التدخل العسكري.
و بشكوك رئيس الوزراء كاميرون وزير خارجيته هيك عن جدوى * إمطار صواريخ على سوريا* و بماذا سيساعد بشيء, إذ مرت عشرة سنوات على تجربة الحرب الغربية_ الأمريكية على العراق. فتوني بلاير يبقى حمار و لا يتعلم شيء في الحياة, و من يخت البليونير الأمريكي في الولايات المتحدة يطالب بريطانيا لمهاجمة سوريا.

أقول العالم اليوم, أكثر سلبية تجاه الحرب على سوريا و اليسار المراوغ الحثالة, صار لا يخجل من التطبيل للناتو و الحروب و في حالة من الضياع و سقوط القيم, و لا أي انحياز لقضايا الشعوب و السلام. للآن لم نسمع بالعمل لتحشيد ضد الحرب الأمريكية على سوريا

فمن كل ما تقدم أن حرب أمريكا هي من اجل مصالحها الامبريالية و موجه ضد الدكتاتور و الشعوب و في الآن ذاته, و الأمثلة عديدة و السلسلة طويلة من تونس و ليبيا و مصر و العراق تم تدمير الدولة و تحطيم الشعوب وعدم تحقيق أدنا شيء من الحرية بل جرى توريد الأخوان والقاعدة و جبهة النصرة كي تكون ثورة رجعية مضادة لتصفية الحراك الثوري نحو الديمقراطية, و لتكون دكتاتورية الأخوان و الإسلام السياسي هو البديل و العميل الأمريكي المقبل.

كلمة بتُ أًكررها! أن أخطر عدو لأمريكا هو الأنظمة الديمقراطية, وهي تأكيدات السيد نؤآم تشومسكي, فالكثير مما جاء في المقال هو من قراءاتي السابقة لمؤلفاته, و منها دول محور الشر و 501 عام و الغزو مستمر. لذا التاريخ يؤكد على أن أمريكا دولة حرب و عدوان بربرية كانت و لا زالت. و العراق كان البدايات و سوريا ليس النهاية!

قرأتُ مقالات رديئة مشجعة للحرب الأمريكية على صفحات الانترنيت و للأسف نشرت بعض مقالات على الحوار المتمدن تأيد الحرب على سوريا و قبلها على ليبيا و العراق, و كان آخرها مقال ينضح عنصرية لأحد الصهاينة العراقيين و الذي يدعي بأنه يسار صهيوني عراقي. هذا هو أحد تقليعات الحُثالات المتياسرة في العالم العربي التي تدعي بهاجمة الدكتاتورية و تبرر حرب الغزو الأمريكية للمنطقة الذي يهيئ الظروف لنشر الإرهاب للقاعدة و جبهة النصرة و الأخوان, أكلت لحوم البشر و بشيوخ تدعو إلى القتل العرقي و الطائفي و قمع المرأة, و فتوى نكاح الإرهاب!

معلومة عن توني بلاير الذي جر العالم اضرب العراق و بدون أي شرعية دولية.

توني بلير أصبح مليونيرا ليملك عشرات الملايين. تقله طائرة خاصة لأصحاب البلايين الأمريكان, يُحاط بمجموعة ساعدته بالعمل في أشهر البنوك جي مورغان الأمريكي وبدخل سنوي بملايين الدولارات.

بعد انتهاء من الكتابة جاء خبر بريطاني, ليقول أن الزمن ليس زمن الحرب على العراق, أي بريطانيا قالت لا للحرب على سوريا! كم هو سافل موقف اليسار المزيف العربي و الصهيوني العنصري الحُثالة المسخ! فدولة امبريالية رئيس وزرائها يقول لا للحرب, و اليسار المنحط يلوي رقبة الحقيقة و يبرر حرب غزو العولمة لنهب الشعوب!

مصادر المقال هي قراءة سابقة في كتب نؤام تشومسكي 501 عام و الغزو مستمر. قرائه في كوكل و الديلي ميل البريطانية للكاتب ستيفين غُلفر, الذي عرى توجهات توني بلاير رئيس الوزراء السابق بربري الحرب على العراق.




#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول
- منطلقات في الحرام و الحلال
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!
- أزمة اليسار بدايةٌ, و إلى ذنبٍ لا يخفيه كيساً
- الحركات الفاشية في التاريخ همجية
- النظام الرأسمالي في تدمير و تشويه الإنسان
- هولوكوست قرن 21 في الهواء الطلق
- البربرية, و بؤس الثقافة في العالم!
- في سوريا لا يفقس جنين السلفية أبدا
- لن تَعُد سوريا فريسة سهلة للغزو بل خازوق
- صمَتُ الزمهريرُ


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الصفار - طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها