أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - علاء الصفار - قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين















المزيد.....


قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين


علاء الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 4386 - 2014 / 3 / 7 - 13:35
المحور: بوابة التمدن
    


قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين

عواء طائفي متخلف, و وعيٌ طبقي يختمر

التلافيف الفكرية ( الدينية ) ضمن أنتاج الدين و الثورة و آثار اهتزاز السلطة الطبقية لتجار قريش و ظهور الحركات الثورية في العراق. لقد أحدثت أو جلبت الثورة المحمدية, و باستقطابها جموع المهانين العبيد لتنتصر على ارستقراطية قريش, سلطة التجار المتهرئة. فتحقق شيء من الانجازات للعبيد, إذ صعد الكثير من المضطهدين ( العبيد وقود الثورة عبر التاريخ) على السطح السياسي, و لتتشكل الطوائف و الثورات و لأول مرة في التاريخ في شبه جزيرة العرب.

فبانتصار النبي محمد تلوى جسد سلطة قريش ورجالها التي تزدري ظهور العبيد المُلتفة حول النبي, التي عادت تطرح حضورها الصريح على الملء من خلال الجموح الثوري للتحرر من قبضة الأسياد. تجسد بحضور بلال الحبشي في قراءة الآذان عشية الانتصار المبين, كإشارة و علامة واضحة لبداية حقبة جديدة في تاريخ جزيرة العرب, لينطلق حقد المهمشين العبيد من محاولة النبي محمد في جر سواد الشعب ( العبيد ) لضرب سلطة التجار وتشيد دين التوحيد و إقامة دولة حديثة على أنقاض سلطة التجار. و لكن لمعرفة النبي و قلقه بأن رجال سلطة قريش ستعمد على المقاومة و التمرد, فحاول أغراء وتحييد من يمكن تحييده و كسبه للدين الجديد, فبهذا جاء من دخل بيت ابو سفيان فهو آمن.

و كما استطاع النبي محمد احتواء ردة الفعل و حقن الدماء, عمل ابو سفيان كداهية من سلطة قريش السياسية أن يحتوي مبادرة النبي. فكان دخولاً بالدين الجديد. هكذا حمل الدين الجديد بذرة لنسف قبضة الثورة الدائمة على رجال السلطة المهزومة. إذ أساسا الثورة المحمدية هي مترافقة بمحورين أساسيين. ثورة أحلت دين التوحيد ( الإسلامي) مع ترافق بضرب سلطة أسياد القريش الفاسدة, و التي كانت تمثل بربرية عبودية متوحشة جرت البشر للحرب بين القبائل نتيجة الجوع بما عراف غزو القبائل و هي طريقة في العيش واردة في كثير المجتمعات البدائية, عبر التاريخ والجغرافيا سواء في أمريكا الهنود الحمر أم حملات هولاكو و جنكيز خان أو غزوات الفيكينك للسويد وغيرها من الأمثلة.

لقد استطاع رجال سلطة قريش التكلس كعصيات السل في رئة مريض. فهكذا هو دائما شكل الثورة المضادة سواء في التاريخ القديم أم الحديث. لقد كان موت النبي المبكر و عدم تركيز الفكر و الدين و أعرافه بشكل عريق مؤدياً إلى ظهور الخلاف مباشرة بعد موته, ثم صعود العناصر الارستقراطية بدل صعود العناصر الثورية التي أرادت الابتعاد بمشروع الثور لتحقيق المنجزات لصالح السواد الأعظم ( العبيد). فهكذا بعد عثمان و قميصه الذي دخل تاريخ العرب.

لقد تم إرساء البدايات لتشكيل الدولة الأموية, بعودة تجار قريش للسلطة. التي عملت على تبني الدين الجديد و إلغاء الثورة والسلطة الفتية و صياغة الدين بالشكل الذي يخدم رجال السلطة المنهارة, أي نجاح الثورة المضادة التي عملت إحلال الظلم الماضي و صياغته بحلية الدين الجديد, الذي تم تحريفه ليتوافق مع سيد قريش التاجر. فكانت اكبر عملية احتيال تاريخي, مما أدى إلى تردي الدولة الإسلامية بعد انحرافها السافر في ضرب رجال الثورة المحمدية و بكلمة أخرى لتأكل الثورة أبنائها في جزيرة العرب, فهكذا تم القضاء على الكثير من الرموز الثورية, كعلي ابن ابي طالب و عمار ابن ياسر و أبا ذر الغفاري.

و كان تصفية الحسين ابن علي هو الخطوة الجبارة للخلاص من أفكار الانتصار للرعاع العبيد.و الذي بدئه النبي و سار على نهجه الأمام علي الذي دفع حياته ثمننا لطموحه في تثبيت سلطة أكثر أنصافاً بالعبيد. لكن التاريخ لا يرحم الحالمين و لا الحكيم الشريف. إذ لم يكن أمام الثورة المحمدية والسلطة الإسلامية إلا الانحناء أما سلطة يزيد ابن معاوية, إذ أن القرار يسكُه حكم التاريخ الذي لا يرحم, إذ مرحلة العبيد يجب أن تبقى و تستمر لقرون إذ لم توجد سوى طبقة الأسياد والعبيد. إذ لم تُخلق بعد القاعدة المادية و البنية الطبقية التي تحفر قبر سلطة الأسياد, البرجوازية الوطنية الصناعية للعصر الحديث.

فهكذا كما كان الدين الإسلامي الجديد ثورة احدث الاهتزاز في جزيرة العرب, فوجدت الدولة الإسلامية أمر التوسع للخلاص من المشاكل الداخلية بإخلاء الجزيرة من الثوار العتاة وتحويلهم إلى جند الله, في نشر الإسلام في ارض الجوار لتفريغ الساحة أو الجبهة الداخلية من الثوار, لتركيز دولة الثورة المضادة و عودت رموز قريش و تجارها.

بهذا استطاعت سلطة يزيد ابن معاوية بالتوسع و ضرب كل رفاق الدرب في حزب الله, للنبي محمد. فكم يتشابه هذا الشكل و ينطبق على شكل الكثير من سياسة الإمبراطوريات, و على شكل الكثير من الدول الحديثة للخلاص من المشاكل الداخلية بإحداث حرب على الجوار, و حتى على دولة البعث بقيادة صدام حسين. اذكر فقط حروب صدام حسين في الخليج الأولى و الثانية ثم الصدام مع ولي النعمة أمريكا, مما أدى إلى سقوط ليس السلطة فحسب بل إلى انهيار شكل الدولة العراقية كمؤسسات و جيش و شرطة, و ما جلبت من تداعيات و حروب عرقيه وقومية و طائفية.

فحين أفلت الإمبراطورية الإسلامية العفنة صار العراق ولاية عثمانية, ثم ليتحول العراق في العصر الحديث مستعمرة بريطانية وبسقوط دولة البعث الفاشية صار العراق مستعمر أمريكية في عام 2003.

و على الجانب الآخر نرى أن دخول الإسلام إلى بلدان الحضارات القديمة المتطورة في شكل التقاليد و الثقافة و الأخلاق و الآداب و الإدارة للدولة, كما العراق وإيران و مصر و سوريا. فكان دخول الثور الأموي أو العباسي الهائج إلى معقل العقل الحضاري, ليتم تهشيم العقل البدوي لارستقراطية قريش على مر الزمن و تحويل بدو السعودية إلى حضر في العراق, لكن بقت السلطة بيد الوالي الحجازي و تعمل بالسيف. فالعملية كانت عبارة عن صراع دامي و يتخلله التسلل الفكري و الثقافي و الفلسفي و الحضاري من اجل الانتصار إلى الجانب الثوري في الدين الإسلامي. فقد تجسد الدور الثوري في العراق بشكل واضح و مبكر, كأول احتكاك بين رجال ارستقراطية قبلية متلبسة بدين تم فلترته من ثوريته ليكون دين أسياد جزيرة العرب المُصدر للجوار.

فكما احتوى رجال سلطة قريش, متمثلة بانتصار يزيد ابن معاوية, الفكر الديني و نزعوا منه فتيل الثورة على السلطة. فجرى في العراق ظهور احتواء للدين للانتصار لصالح العبيد الجدد, الذين صاروا بشكلين من الاضطهاد رغم إسلامهم. فرجال ارستقراطية قريش أحلت الفكر السلطوي, و قهرت ثوريي الشعب في الجزيرة ومن ثم لتخرج على العراق, بكونها قوة غزو بربرية تزدري الشعوب رغم إسلام هذه الشعوب. إذ أن شكل سلطة الدولة الأموية عاد إلى جذره الأساسي في تقديم القبيلة و وئد أعراف الثورة الإسلامية التي وحدت قبائل الشعب في جزيرة العرب وتحقيق بعض الحقوق للعبيد في كيان الدولة.

و هكذا دخل جيش الدولة الأموية إلى العراق كشكل مرعب للسلطة. فبعد تخلي البشر عن الدين السابق وجد شعب العراق نفسه أمام اضطهاد جديد, ألا وهو الطعن بالعرق والقومية و اللغة و الأديان الموجودة في العراق. ثم ليقوم بإلغاء كل أشكال حياة الحضارة و تقاليدها. و هو المنطق الذي لا بد أن يحدث, إذ أساسا رجعت القبلية العصبية في ذات المركز, ليتم القضاء على لغات موجودة في العراق إذ لغة القرآن صارت أمل الشعوب المستعمرة, إذ هي لغة الدين الجديد ثم من اجل إيجاد علاقة تفاهم مع الغازي الجديد.

بعد استيعاب الفهم للدين وآياته قام شعب العراق بالتعامل مع الوضع الجديد, إذ عرف مكامن الضعف و القوة سواء بالدين الجديد, أم في توصل شعب العراق إلى ممثلي الفكر الحر في الإسلام الذي يقف معارض لفكر أسياد قريش الأموية المتمثلة بعثمان, مرسي النفوذ و ارستقراطية الأمويين. فسريعا استطاع شعب العراق أن يكتشف في الإمام علي كرجل ثوري في الدين الإسلامي, لنقل مَثلَ اليسار الإسلامي أمام عثمان بن عفان, بتعصبهم القبلي المقيت, و كأسياد برابرة بلبوس الدين. إذ الإمام علي سار بمبدئية لتحقيق العدالة.

فوَجدَ موالي العراق, من مسيحيين (كيلدان و آثوريين) و نبط و إيرانيين و صابئة في مقولات الإسلام الثورية خير ملاذ لإحراج ارستقراطية إسلامية مشبعة بازدراء الأقوام في بلد حضارة وادي الرافدين. وكان من تلك المقولات, مثل * لا فرق بين عربيٌ و أعجميٌ إلا بالتقوى *. و من الآيات اختاروا * أنا خلقناكم قبائل و شعوب لتعارفوا * وغيرها من اجل مواجهة طغيان الدولة الأموية التي تعتمد عصبية قبلية في قمع و أهانت البشر.

فالتشيع صار بداية للتحرك و خاصة في الأعوام القليلة الأربعة للأمام علي ابن ابي طالب. فإذا تم تحول الكثير من البشر إلى الدين الإسلامي بحد السيف, فكان التشيع اختياراً. إذ بقى معيار القبلية لأرستقراطية الغازي تهتم بأمر أدارة الدولة في العراق, ليتعدى الأمر إلى ازدراء العرب الفقراء ( العبيد ) الذين تشيعوا, مما أدى إلى الغلو في أمر النظر إلى الشيعية على كونهم غير عرب. لقد عادل شعب العراق أمر فرض الدين, باختيار التشيع لاحتوائه منفذ للتحرر من القهر البدوي الأموي.

ليمتد شكل الصراع التاريخي في حقب تاريخية عديدة, تجسد بصراع الفرس و العثمانيين في العراق, انتهى الأمر إلى أن يكون العراق عثماني بعد هزيمة الدولة الصفوية. بهذا صار انتصار تام لسلطة جزيرة العرب في العراق, بعد معارك دامية كانت أساسا ضدَ ُسيف الدولة الأموية الغاشم و ليس ضد القومية العربية, المتمثلة بالقبائل العربية التي عاشت في العراق واندمجت لتكون نسيج العراق الحديث عبر التاريخ.

هكذا صار جبروت الدولة الأموية ليقمع كل حركات الحرية في العراق, و حدث الاستسلام للواقع القهري أي ظهور المتملقين للوالي الأموي ( الانتهازي بلغة العصر ). فحاول البعض أن يستعرب و يكون أكثر عروبة من القبلي سليل آل أمية, تحت وازع الإفادة من منافع السلطة.

الوضع في العراق الحديث, اخذ أبعاد ذلك الصراع و تجسد بضروب أشكال الانصياع للسلطة أو التمرد على الموروث الكالح للقرون من اجل تحقيق شيء نحو إلغاء الحيف عن سواد الشعب. فهكذا ظهرت مفردات جديدة لنسمعها اليوم و هي تطوير لغة سلطة أموية في ازدراء أبناء شعب العراق, في اعتماد العشيرة و ليس دولة المواطنة.

أن القدر العراقي يكرر نفسه في ظهور الجمهورية العراقية الوطنية( غير عروبية ), بزعيمها الراحل عبد الكريم قاسم ببقائه مدة 4 أعوام, الذي حاول إرساء دولة المواطنة و العلمانية الأولى في العراق, الذي اغتالته مملكة الوهابية و كل الرجعية العربية المتحالفة مع الامبريالية العالمية. و هذا يقابل حضور الإمام علي وبقائه في الحكم لمدة 4 أعوام حيث كان رحمة لشعب العراق من برابرة بني أمية, كيزيد ابن معاوية و ابو العباس السفاح.

طعن الوالي الأموي بحكم الإمام علي لأنه تجاوز عقل القبيلة و أنغمر في صراع الانتصار للعبيد رغم تسلمه للسلطة, أي لم يفسد, كما أنحط آل معاوية. أذكر أمراً بسيط يعكس الكثير عن شخصية هذا الوالي المسلم الثوري. لقد توجهت امرأتان, أحداهما من موالي العراق مسيحية الجذر و أخرى عربية الجذر, للأمام علي لطلب المعونة من بيت المال. فقدم الإمام نفس القدر من المال للمرأتين, فاحتجت العربية بكونها من آل قريش. فكان رد الأمام و الله لم أجد فرق بين نسل إسماعيل أو نسل إسحاق. فهنا يكمن مربط الفرس في تشيع عباد العراق من موالي مقهورين و عرب عبيد فقراء, أنه انحياز حضاري أصيل لشعب وادي سومر و البابليين في الانتصار للمساواة والحرية.

لقد تطور مصطلح الموالي في العراق ليحل مكانه مصطلح الشعوبي, و هو نظرة الكثير من العرب التي تشكلت سواء في أمر السياسة أم في أمر الثقافة, وهو امتداد لذلك التاريخ المقيت في اللغط و له أبعاد طبقيه و عشائرية و لم يصل إلى مستوى الفكر القومي الحديث. هكذا تم وقوف اغلب رجال و أحزاب القومجية العشائرية ضد جمهورية عبد الكريم قاسم التي وصمت بكونها شعوبية و بتلفيق صفيق, التي أسقطت مملكة آل فيصل عميل الانكليز سليل آل الحجاز.

فهكذا كان وجه الماضي الكالح حاضراً في الحدث السياسي اليومي, ليتقيأ على الحاضر و بلغط عصبية عشائرية تلغي الإنسان و تشوه انحيازه سواء الطبقي أم الانتصار للتحضر و الحرية. فعلى هامش الحاضر و الأمس القريب توجد آلاف الأمثلة في اجترار الماضي ليؤكد شكل العنجهية و تسلط الأسياد السفلة من بدو الحجاز على رقاب الشعب وعلى أحراره. يحضرني الكثير من الأمثلة, تعكس شكل توارث الأفكار السقيمة العشائرية و قيم القومجية الفظة التي لم تنتج حتى دولة برجوازية متحضرة. أقدم المثال أدناه و هو يعكس شكل الصراع الحديث.

لقد ألتقي ساطع الحصري القومجي ذا الجذر التركي, الشاعر محمد مهدي الجواهري و عرض عليه أمر تعينه في وزارة في الدولة العراقية, فسأله عن أصله القادم للعراق منذ فجر التاريخ فأجاب الجواهري أن جنسيتي تقرأ إيراني الأصل. فطلب ساطع من محمد الجواهري, أن يكسب الجنسية العراقية لكي يكسب الوظيفة. هكذا عمل الشاعر الجواهري على كسب الجنسية العراقية. لكن كان الجواهري دائماً تحت ضغط الصراع السياسي و الثقافي في العراق.

فما أن يكتب الجواهري قصيدة حتى تبدأ التقييمات من الحاقدين, لمكانته العملاقة في الشعر العربي, أو الكارهين للتوجه اليساري الذي يعطي الولاء للشيوعيين. فهكذا نال الجواهري الخصومة من القومجية الأدباء من مثل معروف الرصافي الذي يزدري الشعوبية و يحتقر كل موالي التاريخ العراقي و ليصطف على جانبه القلق المتقلب بدر شاكر السياب. و ليتم وفي أواخر حياة الجواهري, بسحب الدكتاتور صدام حسين, سليل أبن العاص في عهر الأصل, جنسية الشاعر العراقي الكبير, باتهامه بالشعوبية و الخيانة القومية. ليرمي الجواهري, صدام حسين بقصيدة في الصميم
* سل مضجعيك يا ابن الزنا أأنت العراقي أم أنا * لمن يريد التمتع!أضرب عنوان القصيدة في غوغل!

إلى أن سقطت جمهورية الرعب للدكتاتور صدام حسين حليف آل وهاب في الحرب على إيران و حليف أمريكا في تدمير الشعب العراقي من عرب و سنة و شيعة و أكراد و مسيحيين و صابئة و يزيديين و فيليين و إيرانيين, عاشوا في العراق منذ فجر التاريخ.

هكذا ضربت جرائم صدام حسين بحرب كيميائي حلبجة و الأهوار, وتهجير الفيليين و الإيرانيين, إذ كل هؤلاء هم شعوبيين ( وفقط الشيعة هم بنسبة أكثر من 65% في العراق) سليلي الموالي المتشيعين للأمام علي و أنصار كل الثورات الفوضوية من ثورة الزنج و قرامطة و ثورة عبد الكريم ضد الانكليز و تمرد اليسار و الشيوعيين على السلطات الفاسدة , فكل هؤلاء لا يستحقواالرأفة, إذ هم عبيد الحجاج ابو العباس السفاح و صدام حسين ابن العوجة, ذو النسل الرقيع.

لقد بقى الصراع الطبقي في كل دول العرب يتلبس بالقبلية و الطائفية, و كما كانت ارستقراطية قريش يسوقها يزيد ابن معاوية قديما من اجل تركيع شعوب الإمبراطورية الإسلامية. ففي العصر الحديث تكون اليوم السعودية الوهابية قد ذهبت بالدين إلى حضيض الزيف و الأعمال الإجرامية, إذ لم يعد دين إمبراطورية تهين الشعوب و تستغلها لصالح قبلية بل بكون السعودية الوهابية مملكة خيانة وطنية و انحراف ديني سافل يعتمد على توريد الموت لكل دول الجوار, و على أساس أنهم شعوب موالي ليسوا عرب بحجة أنهم شيعة علي في العراق أو فاطميون في مصر أو فينيقيون في لبنان و سوريا.

رغم أن الشيعة في العراق هم عرب قح أو بشر ربما كردي أو إيراني أو نبطي أو سرياني الجذر صار مسلم بالإكراه أو شيعي بمحض إرادته. فكل هؤلاء يحملون ثقافة و لغة عربية و قد فقدوا أي ارتباط بدينهم السابق من أكثر من ألف عام, بعد التعرف على العربي الأمام علي و انحيازهم لمعركة كربلاء و تعاطفهم لاستشهاد الحسين, جيفارا (العبيد الموالي الشيعة) أمام سلطة القهر ليزيد أبن معاوية ( سلطة الأسياد الأموية ).

هكذا نرى حجم الانحراف الذي قامت عليه الدولة الأموية. و لتكون اليوم تعاليم الدين الوهابي تمثل الجانب الأشد والأكثر إرهابية المرتبطة بالامبريالية الأمريكية, الذي تقوده المملكة السعودية زعيمة الخليج العربي الغائر في الفكر السلفي و الذي لا يعي أي شكل للحياة الحضارية, و للان بوعي الانتماء للقبيلة و التاريخ الرقيع لأرستقراطية يزيد. فاليوم بمليك وهابي يحمل قرون و بمفتي قرضاوي ذا ذنب لا يخفيه كيس.

فبقاء هذه المملكة و كل الإمارات في اقتصاد متخلف وحتى حين ظهر النفط لم يكن إلا سوى اقتصاد ريعي, فبنفاذ النفط سترجع هذه البلدان إلى حظيرة الصراع الطبقي للانتصار إلى الفكر الثوري أي التحول من السلف الطالح يزيد و السفاح وابن العاص و السفاح وبن ذي الحوشن, إلى تبني أفكار الثورة و التغني بثورة الحسين. أي القيام من نقطة الصفر التي بدائها شعب العراق من زمن يرجع لأكثر من ألف عام في الصراع من اجل المساواة و الحرية.

العراق اليوم في مخاض من اجل إيجاد دولة علمانية بعيدة عن دولة المحاصصة المقيتة و خاصة أن التراكم التاريخي العريق للانتصار للمساواة بين العرب و الأكراد و المسيحيين و كل الأقليات القومية له عمق أكثر من ألف عام, و بظهور ثورة الحسين و القرامطة ثم قيام ثورة عبد الكريم الوطنية البعيدة عن التعصب الطائفي و القومي, ثم انقشاع حزب صدام وهزيمته التاريخية, هو البداية الأولى في عزل القهر التاريخي لدولة العصبية القبلية المنحازة للرجعية العربية و السلفية الوهابية.

فسقوط الدكتاتورية العسكرية و هزيمة البعث الصدامي الذين انحدروا سريعا في أحضان الوهابية, الأصيلة النسب وفق معاير سوق عكاظ الذي أنتج يزيد ابن هند الحرة, المعادية لموالي العراق من شيعة علي ومسيحيين وأكراد و صابئة, والتي تراثها جرائم الحجاج السفاح. وصولاً للحرب التي قادتها أمريكا لتدمير شعب العراق, من أرض مملكة حرامي الحرمين.

فكل الشخصيات و الأحزاب التي اتهمت بالشعوبية صارت قريبة للفكر اليساري و الحزب الشيوعي العراقي. هكذا عندما بزغ الفكر الماركسي في العراق تميز الحزب الشيوعي العراقي بالأممية ليترك الشعب العراقي بصمته الأصيلة في تحرره من النظرة القومية ليعكس عمق الوعي لشعب العراق في الاندماج الثقافي و السياسي و الحضاري عبر التاريخ.

فهل يستطيع الشعب العراقي أن يتجاوز الأدوار القذرة للسعودية في رفد إرهابيي القاعدة سليلي قبائل القتل البربري ودور تركيا في رغبة التسلط العثماني الذي يسري في عروقها,و كل إمارات الخليج التي تعاضدت مع صدام في حربه ضد إيران, ليموت نصف مليون عراقي في الحرب ثم تعاضدت مع أمريكا من اجل تحطيم العراق, ليموت أكثر من مليون إنسان عراقي.

هل يصحا شعب العراق لنداء تاريخه العريق و إلى عنفوان ثواره الأحرار من اجل الحرية. فالحسين لم يخرج بقوافل أذرع اللطم بمليونية حفاة خانعة, و لم يُضيع وقته في مواكب العزاء و التمن والقيمة و الهريسة و شاي الدارسين, بل صرخة في الجموع (هيهات منا الذلة) فتقدم الجموع و استل سيفه من اجل نشر العدالة و انتزاع حق عبيد العراق من والي دولة فسادة.

هل سيعي الشعب العراقي لذاته في الانتصار للمساواة والانصهار في التاريخ الثوري,و نبذ الطائفة و العشيرة والعودة للكفاح من اجل الكرامة برفع سيف الثورة على دولة فساد و محاصصة عشائرية_ طائفية جلبها الأمريكان.

هل يعي الشيوعيين العراقيين أهمية انتزاع راية النضال و جر شعب ذا نزعة تمرد من اجل الحرية, و للكفاح ضد القوانين الجائرة لدولة الفساد, والتي كان آخرها قانون زواج الأطفال من البنات الذي يعد ضربة لمكاسب قانون الأحوال الشخصية النافذ عام 1959المرقم 188 التي تسري أحكامه على الجميع, دون نظرِ لمذهب أو دين و قومية, و الذي يعد من القوانين المتطورة في صحراء بداوة بنو قريضة لآل سعود. لقد تصدى الشعب لبربرية ظلم دولة فاسدة طائفية. فلا طريق! إلا التمرد و الانتفاض أمام الشيوعيين لقيادة المضطهدين المتعطشين لعنفوان ثورة الحرية.

و الانتصار لكل شعوبيي العراق الفقراء من (سنة و شيعة عرب) وأكراد و مسيحيين و صابئة و يزيديين و فيليين وإيرانيين مجوس من شيعة علي, توحدهم أفكار التسامح و انتزاع الحق الطبقي لكل حفاة عراق العصر الحديث, في أرض النفط و الثراء و الحضارة, في دولة علمانية تضمن الحياة الكريمة لكل البشر, في وطن حر و شعب سعيد.



#علاء_الصفار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دين رغم انف التاريخ
- انهيار الأحزاب الشيوعية, الحزب الشيوعي السوفيتي مثال صارخ
- فحيحُ القيعان
- ضياع العراق صدى مدوي في الوجدان
- هزيمة الإخوان, و ضرورة الفكر الماركسي الآنية
- مع الشعب السوري, و ضد قوى الإسلام السياسي
- الإسلام السياسي, هزيمة و إفلاس فكري و أخلاقي
- طبول الحرب على سوريا و الأصم من لا سمعها
- الحراك الثوري المصري و استمرار الثورة
- الأنصار الشيوعيين لا يتقاعدون أبدا
- مصر انتفاض و مخاض عسير
- اليسار, الأحزاب الشيوعية و الانتفاض للشعوب
- التطور الحضاري الأمريكي و السقوط الحضاري العربي
- الربيع العربي ضربات موجعة و تأثير في الجوار
- الشعب, الاضطهاد الطبقي, اليسار العراقي و ما تقوله التجارب
- الأرضُ… النخلُ و الخيول
- منطلقات في الحرام و الحلال
- ضلال الاعتداء الجنسي ضد المرأة
- الدين يلتهم الصراع الطبقي مرة ثانية!
- صحة الرئيس, الفرد و دوره في التاريخ!


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - علاء الصفار - قيح إسلامي بإفراز دولة محاصصة, تاريخ دفين