أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!














المزيد.....

عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
تَفْهَم الولايات المتحدة "حل الدولتين"، الذي تبدو نصيرة ومنتصِرَة له، على أنَّه الحل الذي لن يأتي للفلسطينيين بدولة (مجاوِرَة لدولة إسرائيل) إلاَّ من طريق واحدة لا غير هي طريق المفاوضات بين الطرفين، والتي ستطول، وتطول، وتظل متعثِّرةً، متعسِّرةً، عبثيةً، غير مُجْدية، إلى أنْ يستخذي المفاوِض الفلسطيني الضعيف، والمحاصَر، في استمرار، بمزيدٍ من أسباب الضعف، لشروط ومطالب المفاوِض الإسرائيلي القوي، الذي يزداد قوَّةً؛ فإنْ استخذى لها تماماً قد يحصل على دولة هي شكل جديد ليس إلاَّ للاحتلال الإسرائيلي في جوهره وأساسه. وإلى أنْ يستخذي، وحتى يستخذي، يستمر التفاوض؛ لكن بصفة كونه مزيداً من الوقت تكسبه إسرائيل لمزيدٍ من الاستيطان والتهويد، ولمزيدٍ من الهدم والدَّمار لمقوِّمات قيام دولة فلسطينية تشبه، ولو قليلاً، "الدولة"، مفهوماً وواقعاً.
وتَعْلَم الولايات المتحدة أنَّ لدى الفلسطينيين، ولدى "دولتهم" المُعْتَرَف بها دولياً الآن على أنَّها عضو مراقِب في الأمم المتحدة، من "الحقوق المشمولة بالشرعية الدولية" ما يُفْسِد (ولو قليلاً) مساعيها ومساعي إسرائيل للقضاء على البقية الباقية من القوَّة التفاوضية الفلسطينية، فزجَّت (مع إسرائيل) بقواها الدبلوماسية والسياسية والمالية في معركة عَزْل المفاوِض الفلسطيني، وإبقائه معزولاً، عن قواه السياسية والقانونية المُسْتَمَدَّة من الشرعية الدولية التي تتمتَّع بها القضية والحقوق والمطالب الفلسطينية، مُحْبِطَةً كل سعي فلسطيني للزج بمجلس الأمن الدولي في معترك مفاوضات السلام مع إسرائيل، بدعوى أنَّ هذا السعي الفلسطيني يُفْسِد المفاوضات، ويُراد له أنْ يأتي بنتائج ينبغي للمفاوضات نفسها أنْ تأتي بها، ويَخْرِق، من ثمَّ، ما تعتده الولايات المتحدة وإسرائيل "قانون" السلام، ألا وهو "قانون": "لا حلَّ، ولا دولة للفلسطينيين، إلاَّ من طريق المفاوضات، ومن طريقها وحدها".
وفي وقت تبدو الولايات المتحدة محتاجة إلى مزيدٍ من التعاون العربي معها في الحرب (الدولية التي تقودها هي) على "داعش"، رأيناها تتصرَّف وكأنْ لا أهمية تُذْكَر لموقف عربي رادِع لها عن المضي قُدُما في حملتها على الفلسطينيين الذين تجرَّأوا على الاستنجاد بالأمم المتحدة والشرعية الدولية؛ فهدَّدت الفلسطينيين بقطع معونتها المالية السنوية لهم إنْ هُمْ لم يتخلُّوا عن سعيهم لنيل العضوية في محكمة الجنايات الدولية، وإنْ بدت غير راضية عن قرار إسرائيل تجميد تحويل عوائد الضرائب (الشهرية) إلى السلطة الفلسطينية، والذي سيتسبب بأزمة رواتب في القطاع الفلسطيني العام.
الولايات المتحدة تعرف أنَّ الأمم المتحدة قد اعترفت بدولة فلسطين على أنَّها عضو مراقِب فيها، يحقُّ له نَيْل عضوية هذه المحكمة، وتعرف، ايضاً، أنَّ هذا السعي الفلسطيني يتماشى تماماً مع الشرعية الدولية؛ ومع ذلك، قرَّرت أنْ تُعامِل السلطة الفلسطينية كما تُعامِل منظمة إرهابية؛ وكأنَّ الفلسطينيين يزاولون الإرهاب بسعيهم إلى نَيْل حقوقهم الدولية بصفة كونهم عضواً مُراقِباً في الأمم المتحدة!
وتتوقَّع الولايات المتحدة أنْ تُصيب مقتلاً من الإرادة السياسية للفلسطينيين من طريق الضغوط المالية التي تمارسها مع إسرائيل على السلطة الفلسطينية؛ وكأنْ لا خيار لدى الفلسطينيين إلاَّ أنْ يشتروا "الرواتب" بثمنٍ باهظٍ هو عودتهم إلى مفاوضات غير مجدية، وقبولهم استمرار الاستيطان والتهويد في الوقت نفسه؛ أمَّا الدول العربية فلا خيار لديها، على ما تعتقد الولايات المتحدة وإسرائيل، إلاَّ خيار القول والفعل بما يُكْرِه الفلسطينيين على الأخذ بذاك الخيار!
قطاع غزة يُحاصَر بدعوى أنَّ "حماس" المسيطِرَة عليه تمارِس "الإرهاب"؛ والسلطة الفلسطينية تُحاصَر مالياً؛ لأنَّها مارَسَت ما يشبه "الإرهاب" بالتجائها إلى الأمم المتحدة، وتوقيعها معاهدات دولية!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تكلَّم أوباما!
- هل تورَّط الأردن؟
- سياسة بعيون ميثولوجية!
- انتهازية أخلاقية!
- -يهودية الدولة-.. مشروع نتنياهو الانتخابي!
- نهاية ثورة!
- دولة لليهود فقط!
- هكذا قد يختفي العرب!
- المعاني الاستراتيجية لهبوط سعر النفط!
- إفراغ القدس من الحرم القدسي!
- الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!
- -الربيع العربي- بميزان -التجربة العملية-!
- مَيْل عالمي إلى -القُوَّة الناعمة-!
- مواطنو -اللادولة-!
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!
- هكذا تكلَّم أوغلو!
- -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يصبح اللجوء إلى المجتمع الدولي إرهاباً!