أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!














المزيد.....

-النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
تونس (الخضراء) وبثورتها، "ثورة الياسمين"، التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين، سنة 2011، دشَّنَت ثورات "الربيع العربي"؛ وكانت ثورتها مُلْهِمَة للشباب الثوري العربي التَّواق إلى الحرية، ومَثَّلَت لهم "قُوَّة المثال"، قَبْل أنْ تتضافَر قوى من الداخل، ومن الخارج، على تسيير الرياح بما لا تشتهي سُفُن الشعب للتغيير الديمقراطي والثوري في مصر وليبيا وسورية واليمن.
زين العابدين حَكَم تونس بما جَعَل "ثورة الياسمين" ممكنة واقعياً؛ لا بَلْ ضرورة وحتمية؛ ولَمَّا كان نزول الشعب إلى الشارع طَلَباً للحرية (وفي هذا يكمن الجوهر من ظاهرة "الربيع العربي") عفوياً على وجه العموم، لا على وجه الإطلاق، تَيَسَّر على "الإسلام السياسي"، المُنَظَّم في "حركة النهضة (الإسلامية)" على وجه الخصوص، والمُتصالح، من قبل، مع بعضٍ من الثقافة الديمقراطية الأوروبية، أنْ يَقْطُف ثمرة الربيع التونسي، فتَصَدَّرت "النهضة" المشهد السياسي التونسي بعد انتخابات المجلس التأسيسي الذي تولَّى مسؤولية صياغة دستور جديد للبلاد، وتزعمَّت حكومة ائتلافية، تضم، أيضاً، حزبين علمانيين هما "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي يقوده الرئيس المؤقت المرزوقي، و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"؛ لكنَّ "النهضة" أُرْغِمَت (في بداية السنة الجارية) على قبول تولِّي حكومة تصريف أعمال حتى إجراء هذه الانتخابات البرلمانية التي جاءت بأوَّل برلمان مُنْتَخَب بعد خَلْع زين العابدين، وأنْهَت، من ثمَّ، "المرحلة الانتقالية".
زين العابدين حَكَم، واستبدَّ بالحكم، بما أسَّس لإجماع شعبي على ضرورة إطاحته، فكانت "ثورة الياسمين"، التي كان قَطْف "النهضة" لثمرتها هو الخيار الممكن والأكثر واقعية لأسباب شتَّى؛ وإبَّان حُكْم "النهضة"، في "المرحلة الانتقالية"، تهيَّأ من الأسباب والظروف ما أَحال الوحدة الشعبية انقساماً، وأَكْسَب خصوم "الإسلام السياسي" من العلمانيين واليساريين والقوميين مزيداً من الثِّقَل السياسي والشعبي؛ وكان في مقدَّمهم حزب "نداء تونس"، العلماني التَّوجُّه، برئاسة رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي، والذي يحظى بدعم "الاتحاد العام للشغل" وبعض رجال الأعمال؛ وكأنَّ "النهضة" ما كان في مقدورها أنْ تحكم من غير أنْ تستثير وتُقوِّي، في الوقت نفسه، معسكر خصومها هؤلاء، والذين اعتدَّهم الرئيس المؤقت المرزوقي "أنصار الثورة المضادة".
"النهضة" أَقرَّت بهزيمتها، وهنَّأت الفائز، وهو حزب "نداء تونس"، وقَبِلَت نتائج الانتخابات البرلمانية (الحُرَّة الديمقراطية) التي شارك فيها مرشَّحون كانوا مسؤولين في النظام السابق، ونحو 60 في المئة من 5 ملايين ناخب تونسي، ودَعَت إلى تأليف حكومة ائتلافية جديدة بمشاركتها التي لم يستبعدها الباجي قائد السبسي.
مِنْ تونس وثورتها، "ثورة الياسمين"، جاء "الإلهام (الثوري الديمقراطي)"، و"قُوَّة المثال"؛ ومِنْ خَلْع العسكر في مصر لأوَّل رئيس مدني (إسلامي) مُنْتَخَب جاءت التجربة المتناقضة في إلهامها لـ "إسلاميي ليبيا" و"إسلاميي تونس"؛ فإسلاميو ليبيا جنحوا للتطرُّف في تبادُل الخصومة مع خصومهم؛ وإسلاميو تونس جنحوا للاعتدال في ذلك؛ فهل يأتي المثال التونسي الآن بإلهام جديد؟ حركة "النهضة" أجابت، قولاً وفعلاً، بما يسمح بالتأسيس لهذا المثال الجديد؛ وبقي أنْ يجيب "الفائزون"، قولاً وفعلاً، الإجابة نفسها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟
- تركيا وإيران.. لِمَ لا تتحالفا؟!
- في الجانب الخفي من الحرب على -داعش-!
- خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
- -كوباني-.. ما بَيْن -الحقيقة الواقعية- و-الصورة الإعلامية-!
- استثناء -الحق- من -التَّفاوض-!
- المأزق التركي في كوباني!
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!
- لا تَتَلَهُّوا ب -الهدف النهائي- للحرب!
- حرب جوية تحبل بحرب برية!
- أَهذه هي حقيقتنا الاجتماعية التاريخية؟!
- استراتيجية بنكهة توراتية!
- فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي!
- وفي رُبْع السَّاعة الأخير ظَهَرَ -البُعْبُع- وكان اسمه -داعش ...
- -الترسانة القانونية- لأُوباما!
- إذا ما بادَرَت روسيا بضربات جوية على -داعش- السوري!
- أوباما يعود إلى سورية من طريق -داعش-!
- -داعش- في -وظيفته التاريخية-!


المزيد.....




- مقتدى الصدر يهاجم صدام حسين: -أمر نجليه بقتل والدي وحكم شعبه ...
- تونس.. تعرض منزل رئيس أسبق للسرقة للمرة الثانية في بضعة أشهر ...
- قوات الأمن السورية تعتقل أمين عام -الجبهة الشعبية لتحرير فلس ...
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. زاخاروفا تطالب بحماية الصحف ...
- تجمع حاشد في طوكيو لدعم -يوم الدستور الياباني- (فيديو)
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات الفيديو المثير للجدل فوق كوبري أ ...
- لافروف يدعو إلى تسوية الخلافات بين الهند وباكستان بالوسائل ا ...
- الجزائر.. إيداع المؤرخ بلغيث الحبس المؤقت عقب بث قناة لحوار ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا لا يرتبط بالانتخابات ...
- واشنطن بوست تكشف السبب الحقيقي وراء غضب ترامب وقراره إقالة و ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!