أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مواطنو -اللادولة-!














المزيد.....

مواطنو -اللادولة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"مَنْ لا دولة لهم"، أو "أجيال بلا دولة"، هي قضية دولية قديمة، كانت الأمم المتحدة قد تعهدت بمعالجتها في اتفاقية صَدَرَت سنة 1954، وفي اتفاقية أخرى صَدَرَت سنة 1961، كانت غايتها "تقليل عدد مَنْ لا دولة لهم"؛ وتُقَدِّر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد هؤلاء (في العالَم الآن) بنحو 10 ملايين إنسان؛ وقد بدأت المفوضية (الآن) حملة لإنهاء مشكلة "مَنْ يعيشون بلا دولة"، في أرجاء العالَم، في السنوات العشر المقبلة؛ لكنَّ التجارُب السابقة للمنظمة الدولية في هذه القضية لا تدعو إلى التفاؤل.
لا جدال في أهمية وضرورة إقرار وضمان والتزام واحترام "حقوق الإنسان"، أيْ الإنسان "العام"، "المُجَرَّد"، والذي لا وجود له على أرض الواقع، وفي التاريخ، إلاَّ بصفة كونه كامِناً في "الإنسان الخاص (المُحَدَّد)"، أيْ المنتمي إلى عِرْق ما، أو لون ما، أو جنس ما، أو قومية ما، أو دين ما، أو دولة ما، أو طبقة ما؛ لكنَّ "حقوق الإنسان" تبقى حِبْراً على ورق، وكظِلٍّ لا جسم له، وفاقِدةً الأهمية العملية والواقعية، إذا ما كان الإنسان (أو ظَلَّ) بلا وطن، بلا دولة، بلا جنسية، بلا مُواطَنَة، وغير متمتِّعٍ بحقوق المواطَنَة كاملةً؛ فما هي أهمية "حقوق الإنسان" لأقلية عرقية مثل "الروهينغا" في بورما؛ فالمُنْتَمون إلى هذه الأقلية بلا جنسية (وبلا حقوق مترتبة على الجنسية)؟!
وما هي أهمية "حقوق الإنسان" لأطفال يُوْلَدون في مخيَّمات لاجئين، ولا يتمتَّعون بحق حَمْل جنسية الدولة التي وُلِدوا فيها، وهُمْ الذين، على وجه العموم، لا يستطيعون العودة إلى وطنهم الأصلي لطلب الجنسية؟!
وما هي أهميتها لنساء (في 27 دولة) لا يُسْمَح لهُنَّ بمنح أطفالِهِنَّ جنسياتهِنَّ (ظاهرة "أجيال بلا دولة")؟!
وما هي أهمية "حقوق الإنسان" لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيَّمات (في داخل، وفي خارج، فلسطين) منذ سنة 1948، والذين لا يُسْمَح بعودتهم إلى ديارهم في وطنهم، ولا بقيام دولة قومية لهم، ولسائر الفلسطينيين، ولو في جزء صغير من أرض وطنهم الأصلي؟!
أنْ تعيش في وطنٍ ليس وطنكَ، وفي دولةٍ ليست دولتكَ، ومن غير أنْ تَحْمِل جنسية، أو تتمتَّع بحقوق المُواطَنَة، فهذا إنَّما يعني (عملياً) أنْ تُحْرَم من الرعاية الصحية، ومن الحقِّ في التعليم، ومن الحقِّ في السَّفَر، ومن حقوق مدنية عِدَّة، ومن الحقوق السياسية كالحقِّ في التصويت؛ وإنَّ فَقْد الجنسية، مِنْ ثمَّ، أو عدم الحصول عليها، هو تقويض لأساس البُنْيَة المسمَّاة "حفوق الإنسانية (العالمية أو الكونية)".
وهذه المأساة العالمية لا تشمل 10 ملايين إنسان فحسب؛ فثمَّة عشرات الملايين من البشر (منهم ملايين اللاجئين السوريين) شُرِّدوا من أوطانهم، وأُكْرِهوا على العيش في مخيَّمات البؤس في بلاد أخرى، لا يتمتَّعون بشيء من "حقوق الإنسان" في أمكنة عيشهم الاضطِّراري الجديد، ولا يستطيعون، في الوقت نفسه، ولأسباب عِدَّة، العودة إلى ديارهم وأوطانهم؛ مع أنَّهم ما زالوا يَحْمِلون جنسيات دولهم.
إنَّها دُوَلٌ لا وجود فيها لحقوق المُواطَنَة، تُمَزِّقها حروب أهلية، وقودها كل تعصُّبٍ كريهٍ بغيضٍ، هي التي تَقْذِف الآن العالَم، بدءاً بجوارها الإقليمي، بملايين اللاجئين من مواطنيها وأبنائها، مؤسِّسةً لواقع ديمغرافي جديد فيها، وفي جوارها الإقليمي؛ ولن يبقى هذا الواقع زمناً طويلاً متعايشاً مع الخرائط القديمة!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!
- هكذا تكلَّم أوغلو!
- -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟
- تركيا وإيران.. لِمَ لا تتحالفا؟!
- في الجانب الخفي من الحرب على -داعش-!
- خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
- -كوباني-.. ما بَيْن -الحقيقة الواقعية- و-الصورة الإعلامية-!
- استثناء -الحق- من -التَّفاوض-!
- المأزق التركي في كوباني!
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!
- لا تَتَلَهُّوا ب -الهدف النهائي- للحرب!
- حرب جوية تحبل بحرب برية!
- أَهذه هي حقيقتنا الاجتماعية التاريخية؟!
- استراتيجية بنكهة توراتية!
- فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي!
- وفي رُبْع السَّاعة الأخير ظَهَرَ -البُعْبُع- وكان اسمه -داعش ...


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مواطنو -اللادولة-!