أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!














المزيد.....

عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4624 - 2014 / 11 / 4 - 13:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
هكذا، وبما يشبه جَرَّة قَلَم، أنْكَر الأمين العام لـ "حزب الله (الشيعي اللبناني)" حسن نصر الله، وجود صراعٍ مذهبي بين السنة والشيعة في المشرق العربي (وفي سورية والعراق ولبنان على وجه الخصوص) مؤكِّداً أنَّ الصراع الدائر (وبالحديد والنار) هو صراع سياسي من أَلِفِه إلى يائِه، وأنَّ حزبه معنيٌّ بعدم تحوُّل هذا الصراع إلى مذهبي؛ ثمَّ جاء بـ "الدليل" إذْ تحدَّث عن الصراع الدائر في ليبيا ومصر وسورية، وعن الاعتداءات الإرهابية للجماعات التكفيرية على المسيحيين وسائر الإقليات في العراق.
أوَّلاً، ومن وجهة نظر المنطق المنطقي، إنَّ الإنكار "الذَّاتي" لوجود شيءٍ موجود في "الواقع الموضوعي" لا يلغي وجوده؛ ولو كان هذا الشيء هو مَرَضٌ ما فإنَّ إنكار (الطبيب أو المريض) لوجوده لا يلغي وجوده، ولا يفيد في علاجه، إنْ كانت الغاية هي العلاج؛ أمَّا اعتراف (وإقرار) بعض العرب بوجود هذا الصراع المذهبي المشين (البغيض والكريه) بين السنة والشيعة فيَجِب أنْ يُفْهَم ويُفسَّر على أنَّه جزء (لا يتجزَّأ) من سعي مُخْلِص وجاد للتخلُّص منه، وتحرير ضحاياه (من الطَّرَفَيْن) منه؛ فشتَّان ما بين مُعْتَرِفٍ به لتخطِّيه ومُنْكِرٌ له للإبقاء عليه!
الصراع الديني، أو الطائفي والمذهبي، الخالص، أيْ الذي مداره المُعْتَقَدات الدينية فحسب، هو صراع خرافي لا وجود له إلاَّ في عقول وقلوب ونفوس ضحاياه من العامَّة من الناس، والذين هُمْ عندنا العامَّة من السنة والشيعة، وقد زُجَّ بهم في هذا الصراع (الاقتتال والاحتراب) ليكونوا له وقوداً ليس إلاَّ؛ وهؤلاء "الشهداء (دائماً، أو على وجه العموم)" من الطَّرَفَيْن هُمْ الذين تستبد بتفكيرهم وشعورهم "الضرورة الدينية" للانتصار (دائماً) لـ "معسكر أبو بكر وعُمَر وعائشة.."، أو لـ "معسكر علي والحسن والحسين.."؛ لكنَّ انفجار هذا الصراع لا يعني أنَّ الأموات ما زالوا أحياء؛ بل يعني أنَّ الأحياء أموات. ولقد أَثْبَت تاريخ الصراعات الدينية (وبدماء ضحاياه) أنَّ الصراع الديني، ولجهة صلته بـ "السياسة"، هو "الشَّكْل" الذي ترتديه، أو قد ترتديه، مصالح فئوية ضيِّقة؛ وهو شكل من أشكال عدة لوعي الناس لصراعٍ واقعيٍّ ما؛ وفي مجتمعاتنا، لا أَيْسَر، ولا أسهل، من أنْ تعي العامَّة من الناس كل صراعٍ واقعيٍّ يخوضونه، أو يُزَجُّ بهم فيه، بـ "العقل الديني"، وأنْ يُعبِّروا عنه بلغةٍ ومفرداتٍ دينية صرف.
من حيث الجوهر، والمحتوى الواقعي، هو صراع سياسي ذاك الذي يدور الآن في المشرق العربي، وفي العراق وسورية ولبنان على وجه الخصوص؛ أمَّا من حيث الشكل والأدوات والوسائل.. فهو صراع مذهبي بين السنة والشيعة؛ وإذا كان من سؤالٍ يستحق التفكير مليَّاً في إجابته فهذا السؤال هو "لماذا اتُّخِذَ الاقتتال المذهبي بين السنة والشيعة (في العراق وسورية ولبنان..) شكلاً لهذا الصراع الآن؟".
لو أحصى السنة "شهداءهم"، أيْ قَتْلاهم على أيدي "المجاهدين الشيعة"؛ ولو أحصى الشيعة "شهداءهم"، أيْ قَتْلاهم على أيدي "المجاهدين السنة"، لخشي "المؤمنون" من أنْ تضيق بهم الجنَّة على رحبها؛ فهل يكفي بعد كل تلك الأنهار من الدماء، والجبال من الجماجم، أنْ يُخْبِرنا السيد حسن نصر الله، أو يكتشف لنا، أنَّ هذا الصراع سياسيٌّ من أَلِفه إلى يائِه، لا تشوبه المذهبية، التي بكثيرٍ من دوافعها وذرائعها (كالدفاع عن الأضرحة والأماكن الشيعية المقدَّسة) أُرْسِل مقاتلو "حزب الله" إلى سورية للقتال؟!
إنَّه يَدْعونا إلى القتال معه، ومع حلفائه، وفي مقدَّمِهم بشار الأسد، وحيث يُقاتِل، بدعوى أنَّ الصراع سياسي، لا مذهبي، تخوضه قوى المقاومة من عرب وعجم وبربر..؛ أمَّا أنْ يكون "حزب الله" شيعي القيادة والأعضاء والمقاتلين والجغرافيا والديمغرافيا.. واللباس والشكل؛ فهذا أَمْر أُقرب إلى "المصادَفَة" منه إلى "الضرورة"!
لو كان هذا الصراع خالِصاً من العصبية الدينية والطائفية والمذهبية لَمَا انتهينا إلى ما انتهينا إليه الآن: لقد فَقَدْنا "الأرض" ونحن نَقْتَتِل من أجل "السماء"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!
- هكذا تكلَّم أوغلو!
- -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟
- تركيا وإيران.. لِمَ لا تتحالفا؟!
- في الجانب الخفي من الحرب على -داعش-!
- خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
- -كوباني-.. ما بَيْن -الحقيقة الواقعية- و-الصورة الإعلامية-!
- استثناء -الحق- من -التَّفاوض-!
- المأزق التركي في كوباني!
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!
- لا تَتَلَهُّوا ب -الهدف النهائي- للحرب!
- حرب جوية تحبل بحرب برية!
- أَهذه هي حقيقتنا الاجتماعية التاريخية؟!
- استراتيجية بنكهة توراتية!
- فلاديمير بوتين وأبو بكر البغدادي!
- وفي رُبْع السَّاعة الأخير ظَهَرَ -البُعْبُع- وكان اسمه -داعش ...
- -الترسانة القانونية- لأُوباما!


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!