أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هكذا قد يختفي العرب!














المزيد.....

هكذا قد يختفي العرب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4637 - 2014 / 11 / 18 - 21:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تستطيع "التحالف" مع خصومكَ (وأعدائكَ) ضدَّهم جميعاً؟ هذا هو سؤال السياسة الأشد تعقيداً لجهة إجابته؛ ويبدو أنَّ الولايات المتحدة قد عَرَفَت كيف تجيب عن هذا السؤال في الشرق الأوسط؛ فهي جَعَلَت لخصومها (وأعدائها) مصلحة في أنْ يَعْملوا بما تشتهي مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في هذه المنطقة.
لقد فَعَلَت الولايات المتحدة كل ما تستطيع (بعَدَم فِعْلها كل ما تستطيع) لِحَمْلِ (خصمها) إيران على التَّصَرُّف بما يَجْعَل قسم كبير من العرب (هُمْ في غالبيتهم من المسلمين السنة) يَنْظرون إليها على أنَّها مَصْدَر تهديد (استراتيجي ووجودي) متعاظِم لهم، دولاً ومجتمعات؛ وإنَّ بعضهم بات يَنْظُر إلى "التهديد الإيراني" على أنَّه أَشَر وأعظم وأخطر من التهديد الإسرائيلي؛ فإيران اقْتَطَعَت من "الوجود الديمغرافي العربي" جزءاً، مُعْظَمُه (لا كله) من "الشيعة (وأقربائهم في العقيدة الدينية)"؛ وهؤلاء يمكن تسميتهم الآن "عَرَب إيران"؛ وكان آخرهم "الحوثيون" في اليمن؛ أمَّا "الكتلة الديمغرافية العربية الكبرى"، ومعظمها من "المسلمين السنة"، وتتموضَع، على وجه الخصوص، في السعودية ومصر، فما زال "مصيرها النهائي" قَيْد الصُّنْع (في "الفُرْن الدولي").
ومع ذلك، نرى الآن بعضاً مِمَّا يُراد لها أنْ تكون عليه مستقبلاً؛ فهي في وَضْعٍ لا يَقُودها إلاَّ إلى مزيدٍ من الضَّعْف والوَهَن؛ وتُضْرَب وتُدمَّر من الدَّاخل بقوىً مِنْ ماهية "داعش"؛ ومحظورٌ عليها التَّحَوُّل إلى "قوَّة إقليمية"، كمثل إيران وتركيا؛ ينبغي لها أنْ تتبادَل العداء، ومزيداً من العداء، مع إيران و"عَرَبِها"، وغير مسموح لها، في الوقت نفسه، بالدَّوران في فَلَك "القوَّة الإقليمية الإسلامية الأخرى"، وهي "تركيا (أو تركيا أردوغان)"؛ ولا بدَّ لها، أخيراً، من أنْ ترى نفسها محاصَرَةً بمخاطِر (وجودية، مَصْدَرها إيران، و"عَرَبها") تُشَدِّد لديها المَيْل إلى التَّحالف (الذي هو أَقْرَب ما يكون إلى "التَّبَعَيَّة" في معناه وواقعه) مع إسرائيل، التي تُعِدُّ نفسها الآن لاغتنام هذه الفرصة الذَّهبية التاريخية؛ وكأنَّ الغاية النهائية لِمَا يُعْمَل الآن هي التأسيس لمستقبلٍ، سِمَته الجوهرية هي "العداء المُتَبَادَل" بين "عَرَب إيران" و"عَرَب إسرائيل"!
وهذا "الانقسام الإقليمي الجديد" سَيَجِدُ سَنَداً له في "انقسامٍ دولي مُوازٍ"؛ فإيران و"عربها" في اصطقاف مع روسيا والصين في المقام الأوَّل؛ وإسرائيل و"عربها" في اصطفاف مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقام الأوَّل.
ورُبَّما يكون "اليمن الحوثي (الإيراني)" هو "نقطة التَّحَوُّل (الإقليمي الاستراتيجي التاريخي)"؛ فسقوط مضيق باب المندب في القبضة الإيرانية، مع سَعْيٍّ إلى ضَمِّ مناطِق سعودية إلى هذا اليمن، قد يَدْفَع إلى قيام "تَحالُف ثلاثي (في المقام الأوَّل)"، يضم السعودية ومصر (المناوئتين لإيران وتركيا معاً) وإسرائيل (المناوئة لإيران، والتي لا تريد لتركيا أنْ تظل محتفظةً بوزنها الإقليمي الحالي).
إنَّه مُسْتَقْبَلٌ (يُؤسَّس له الآن) تَظْهَر فيه إلى الوجود "إسرائيل العظمى"، مع انقسام عربي تاريخي، يُعيدنا إلى ما يشبه زمن "الغساسنة" و"المناذرة"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاني الاستراتيجية لهبوط سعر النفط!
- إفراغ القدس من الحرم القدسي!
- الإنسان -مُمَثِّلٌ-.. هذه هي -حقيقته التاريخية-!
- -الربيع العربي- بميزان -التجربة العملية-!
- مَيْل عالمي إلى -القُوَّة الناعمة-!
- مواطنو -اللادولة-!
- عندما يُنْكِر السيِّد حسن نصر الله -مَذْهَبِيَّة- الصراع!
- بروزور مُزَوِّراً للحقائق!
- هكذا تكلَّم أوغلو!
- -النهضة- إذْ خَرَجَت من حيث دَخَلَت!
- عندما يتحدَّث السيسي عن مصر المُهَدَّدة في وجودها!
- ما هو -شكل- الكون؟
- تركيا وإيران.. لِمَ لا تتحالفا؟!
- في الجانب الخفي من الحرب على -داعش-!
- خَطَر عربي وإسلامي وتلمودي يتهدَّد القدس!
- -كوباني-.. ما بَيْن -الحقيقة الواقعية- و-الصورة الإعلامية-!
- استثناء -الحق- من -التَّفاوض-!
- المأزق التركي في كوباني!
- نتنياهو الذي استغبى العالَم في نيويورك!
- -سوريَّة- و-العربي السوري-.. أين هما الآن؟!


المزيد.....




- مصر.. كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميًا عن زوجته آن ...
- نانسي تنشر سحرها في جاكرتا وأنغام -صوت مصر- في موسم الرياض.. ...
- فيديو لـ-عبور رتل روسي فوق جسر الرستن لأول مرة منذ سقوط الأس ...
- انفجار سيارة قرب معلم سياحي في نيودلهي يقتل 8 أشخاص على الأق ...
- العراق.. رجل يضع صورته بدلا من صورة زوجته المرشحة للانتخابات ...
- تعويض قد يصل لمليار دولار .. ترامب يصعّد ضد بي بي سي
- لنساهم جميعا في خلق لجن الدعم لضحايا حراك جيل زد وعائلاتهم
- الشرع يغادر البيت الأبيض.. وواشنطن تجدد تعليق -عقوبات قيصر- ...
- انتخابات العراق.. الإعلام أمام اختبار محاربة خطاب الكراهية
- مقتل لبناني برصاص -مرتزق روسي- في باماكو


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - هكذا قد يختفي العرب!