محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4675 - 2014 / 12 / 28 - 10:35
المحور:
الادب والفن
استبدّ بي الملل ذات مساء. جلت جولة ثم أخرى في الفضاء الإلكتروني المتاح. لم يعجبني شيء البتّة. شعرت بأنّ ما يحيط بي هو فراغ في فراغ. انتظرتها في إحدى غرف الدردشة، ولم تأت في الوقت المحدّد. قلت لنفسي: ربّما أصابها مكروه. قلت: ربّما استبدّ بها الملل هي الأخرى ولم يعد يغريها هذا الفضاء.
انتظرتها ساعة. انتظرتها ساعتين. في تلك الأثناء، حاولت بعض نساء الدردشة اصطيادي فلم يفلحن في مسعاهنّ، لأنّني بالغ الإخلاص لمن وهبتها قلبي.
حينما لم تظهر، اعتقدت أنّها قضت شهيدة بسبب إحدى الغارات الجوّيّة على المدينة، أو ربّما اختنقت وهي نائمة بفعل تسرّب الغاز. تمنّيت ألاّ يكون ذلك قد وقع. اعتقدت أنّ الكهرباء انقطعت كما هو الحال كلّ يوم هناك، وتمنّيت أن يكون ذلك هو السبب.
فجأة، وأنا بين اليأس والرجاء بزغ اسمها من بين عشرات الأسماء. طلبت منها أن توافيني في إحدى غرف الدردشة، فاستجابت لي في الحال، وهناك مددت إليها ذراعين من رغبة واشتياق، وضممتها إلى صدري، وبقينا على هذا الوضع الحميم حتّى الصباح.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟