أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - -ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة














المزيد.....

-ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4656 - 2014 / 12 / 8 - 13:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



صفعها لأنه وضيع. وقدّمته للعدالة لأنها جسورٌ ذاتُ كبرياء، مثقفةٌ تعرف حقوقَها، مستنيرةٌ ألقتْ بمِشعلها ليحرق جُبن النساء وخنوعهن أمام "ذكور" لم يصيبوا من "الرجولة" إلا غلاظة الصوت وضخامة الحذاء وإطلاق اللحى الخشنة.
"ذكرٌ" كهلٌ على مشارف الستين، لم يحترم سنَّه المتقدمة، ولا لحيته المُدلاة فوق صدره، ولا احترم الدستورَ المصريَّ الذي يُقرُّ باحترام الآخر، بوجه عام واحترام المرأة على نحو الخصوص، ولا احترم قانونَ السماء الذي أمر بالرفق بالنساء واحترام أجسادهن وعدم التحرش بهن. والتحرش، بمعناه الحقيقي، لا يعني المغازلة الجسدية وفقط، بل تندرج تحت خيمته أيةُّ محاولة تماسّ جسماني أو لفظي بغرض الإيذاء الجسدي أو المعنوي.
هذا الكهل المترخّص تطاول لفظيًّا على سيدة شابة، ووصفها بالمتبرجة، لأنها نبّهته لكيلا تصطدم سيارتُه بسيارتها وهو يرجع للخلف بسرعة عالية في موقف سيارات. فلما اعترضت على قوله أنذرها بأنه سيضربها، وبالفعل نزل من سيارته وصفعها على وجهها ثم بصق عليها، ثم دخل سيارته بهدوء وهمَّ بالمضي في طريقه كأن كارثة وجودية لم تحدث! إلى هنا، وقبل أن أمضي في سرد بقية الواقعة المخجلة، أتساءل: تُرى كم واقعة مثل هذه حدثت، وتحدث، وسوف تحدث، دون أن ندري عنها شيئًا، لسيدات وفتيات مصريات على يد بلطجية الذقون الذين يظنون جهلا وعماءً أن الله قد فوّضهم لتأديب الناس، بينما هم فاقدو أولى مبادئ الأدب والأخلاق، وليسوا إلا أكياسًا فارغة من خواء، تُحيط بخواء؟! ما كنّا سندري عن تلك الواقعة لولا أن تلك السيدة الجميلة كانت من الوعي والثقافة والاعتزاز بالنفس والإدراك بحقوقها كإنسان حرّ ومواطن في دولة محترمة، بحيث رفضت تلك الإهانة أن تمرّ، فتعلّقت بباب سيارته ورفضت أن يفلت بجريمته الرخيصة دون أن تقدّمه للعدالة. فما كان من "الذكر" إلا أن أمسك بكتفها وركلها في بطنها ثلاثًا، وهي بادية الحمل! وبوسعنا أن نستنتج بقية القصة التي سردتها الصيدلانية: "ماهي درويش" في برنامج "مصر الجديدة" مع الإعلامي معتز الدمرداش. أمام الضابط لبس المجرمُ ثوبَ الأب الحنون وراح يستعطفها لتصفح!
تمت تلك الواقعة الرخيصة قبل أسبوع في جراچ أحد مولات مدينة الشيخ زايد. ولما استنجدت الضحيةُ بفرد الأمن في المول، لم يبد احترامًا للسيدة، بل قال لها: “اِتْركني على جنب عشان نجيب لك حقك". فمثل هذا "الذكر" لا ينصر امرأة إلا تحت شرط واحد فقط. أن تكون المرأة من "أملاكه"، وأن يكون الخصمُ أيَّ ذكر سواه. بوسعي أن أجزم أن نموذج فرد الأمن هذا يهين نساءه: زوجته- شقيقته- ابنته- أمه، لكن شهامته تصرخ ورجولته تأنّ وتتجلى إن أهانها "ذكرٌ" آخر، "فإهانة كل امرأة شأنُ ذويها من الذكور"، في عُرف أولئك. لكن هذا الغضنفر لا يغضب إن أُهينت امرأةٌ لا تخصه، لأن نخوته مشروطة. ثم يأتي "الذكر" الثالث، الضابط الذي كتب المحضر في قسم شرطة أول أكتوبر، حيث رفض ذكر واقعة الضرب في المحضر، واكتفي بقوله "خناقة" بين اثنين من المواطنين!
هذه الصيدلانية العارفةُ حقوقها وقعت بين براثن ذكور ثلاثة، لم يصلوا إلى مرتبة الرجولة الناضجة بعد. لأن المجتمع الرخو تربةٌ خصبة لتلك الكائنات الرخوة. فهل نقبل أن نظل مجتمعًا رخوًا بعد تلك الثورات التي خضناها وتلك الدماء التي دفعناها؟ أختصمُ، كمواطن مصري، وككاتبة تنويرية، وكامرأة، وكإنسان، تلك الكائنات الذكورية الثلاث مع الدكتورة ماهي درويش، وأنتظر أن يُردُّ لنا حقُّها وحقي وحق كل مواطن مصري شريف بالقصاص من ثلاثتهم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح الخير يا صبوحة
- الذي رفض أن يكون إنسانًا
- الركضُ تحت المطر
- كأننا نتعلّم! (2) احتراق التلاميذ!
- -مؤشر السعادة- المصري
- كلمة الشاعر اللبناني شربل بعيني لتقديم الشاعرة فاطمة ناعوت ق ...
- يومٌ لجبران وفيروز
- كأننا نتعلّم! (3) الحاج -عبدة-
- لا تخاطر باسم الله
- احذروا حزب النور
- حربنا مع صهيون
- البُوق وال(بُقّ)
- قناة (مكملين) ايه بالظبط؟!
- نعلن الحبَّ عليكم
- العنصريّ في سلة القمامة
- رانيا وصاحبتها
- فتاوى تكسيح الأطفال
- كأننا نتعلّم (1)
- فاطمة ناعوت -كاتبةٌ صحفية وشاعرة ومترجمة مصرية - في حوار مفت ...
- أنا ابن مصر العظيم


المزيد.....




- شروط منحة الزواج التأمينات الإجتماعية وخطوات التسجيل عبر gos ...
- كاميرا مراقبة تظهر ذئبا مفترسا يطارد امرأة في الشارع.. شاهد ...
- مقتل امرأة حامل بقصف أوكراني لمقاطعة بيلغورود الروسية
- تنديد أممي بتزايد العنف الجنسي بحرب غزة ونزاعات أخرى في 2023 ...
- تزايد أعمال العنف الجنسي خلال النزاعات في 2023
- في تقريرها السنوي.. الأمم المتحدة تندد بتزايد العنف الجنسي ا ...
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - -ماهي- الجميلة والذكور الثلاثة