أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - أنا ابن مصر العظيم














المزيد.....

أنا ابن مصر العظيم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4621 - 2014 / 11 / 1 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أنا ابنُ مصرَ العظيم، أنا ملكُ أعظم أمة علي وجه الأرض. سأقاتلُ، وأمحو من الوجود كلَّ من يفكر أن يعتدي علي مصرَ، أو يحاول الاقتراب منها ليؤذي شعبي العظيم. سأذِّلُ كلَّ أعدائي وأعداء بلادي ومملكتي؛ لتظلَّ مصرُ الأعلي، والأقوي، والأغنى، والأعظمَ علي وجه الأرض.”
كلماتٌ قالها "الجدُّ الأعظم"، كما سمّاه أسلافُنا المصريون، قبل ثلاثة وثلاثين قرنًا، وُجدت محفورةً بالحروف الهيروغليفية الأنيقة على جدارية هائلة: تصوّر ذاك الفارس، الملك رع مسيس الثاني، ابن الأسرة التاسعة عشر، أحد أهم وأعظم ملوك طيبة، وهو يدوس بخُفّه أحدَ أعداء مصر، بعدما طرحه أرضًا، بينما يصرع بحربته عدوًّا آخر يقف أمامه مدحورًا ذليلا. عاش جدنا الأعظم تسعة وتسعين عامًا، حكم مصر منها سبعةً وستين، قائدًا عسكريًّا لم يعرف التاريخُ مثله. وربما من تحصيل الحاصل التأكيد على أن ذاك الفرعون الفارس ليس، كما يُشاع، فرعون موسى المذكور في القرآن الكريم؛ لعديد الأسباب، منها أنه، كما أسلفنا، قد أوغل في العمر ولم يمت غرقًا، مثل صاحبنا الأشِر، كما كان له العشرات من البنين والبنات من خمس زوجات ملكيات وتسع عشر زوجة غير رسمية، بينما تقول الآية الكريمة في سورة القصص: “وقالتِ امرأةُ فرعونَ قرةٌ عيٍن لي ولك، لا تقتلوه عسى أن ينفعنا، أو نتخذه ولدا" بما يعني أن ذلك الفرعون وزوجته لم ينجبا؛ فكانا يرجوان أن يكون هذا الطفل النبيُّ عليه السلام، ولدًا لهما. وأدعوكم إلى قراءة كتاب: "قدماء المصريين أول الموحدين" للدكتور "نديم السيار"، لمراجعة عشرات الدلائل الموثقة على كذب هذا الزعم الباطل، وتحديد شخصية الفرعون المذكور في قصص الأنبياء، لنتبيّن أنه لم يكن مصريًّا بل كان من ملوك الهكسوس المحتلين ممن حكموا مصر ونالوا لقب "فرعون"، الذي كان يُمنح لكل من يحكم مصر؛ بصرف النظر عن عِرقه وجنسيته.
ولأنها حسناءُ، فاتنةٌ، على المستويين الجغرافي والتاريخي، فقد نُذرت منذ مولدها لأن تكون مطمعًا للغُزاة الذين راموا على مدار التاريخ أن يسرقوها، فكانت هي تسرقهم. فإما "يتمصّرون" ويذوبون في طميها ونيلها ويخضعون لهُويتها العريقة، أو تطردهم شرّ طردة، فيخرجون منها مدحورين. تلك هي مصرُنا الساحرةُ التي آذاها الجميعُ وما آذتِ الطيبةُ أحدًا. وكيف لا تكون مطمعًا، وهي تحتل تلك المكانة الرفيعة تاريخيًّا: أولى حضارات الأرض، ومعقل الفنون والعلوم والآداب والثقافة والتنوير! وكيف لا تكون مرمى الغُزاة وهي تحتلُّ هذا المكان الفريد جغرافيًّا: بحران ونيل وملتقى ثلاث قارات؟!
لكنْ، كما كتب الُله لها ذلك الحُسنَ الذي يُغوي، وكما قدّر لها الطامعين الذين يغزون، نذَر لها، من أبنائها في كل عصر، فارسًا جسورًا يزود عنها كيدَ الغُزاة، ويردُّ سهامَهم إلى نحورهم.
من الهكسوس للأشوريين للفرس للبطالمة للرومان للبيزنطيين للفرنسيين للإنجليز وصولا إلى صهيون، تقعُ الجميلةُ ثم تنهضُ من عثرتها حين يريدُ الشعبُ أن يتحرّر، فيَهِمُّ فارسٌ يقود معركة التحرير. أقول هذا لأذكرّكم ونفسي بأن معركتنا الراهنة مع الإرهاب، وإن كانت أشرس معاركنا لأن عدوّنا هذه المرة هو الأحطُّ والأخسُّ والأخونُ، سنخرج منها منتصرين كما عهدِنا مع التاريخ.
وللقائد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أذكّركَ بالحكمة الخالدة التي قالها حكيمٌ فرعوني لأحد فرسان مصر: "لا تخفْ يا بُنى. فالحاكمُ الذي قاعدةُ قوته تأييدُ الشعب، أقوى من ذاك الذي يعتمد على قوة السلاح."



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استلهموا هجرة الرسول
- أنا أعلق إذن أنا موجود
- ماذا نفعل بالإخوان؟
- أنا عاوزة ورد يا إبراهيم!
- عيد ميلاد دولة الفرح
- قرد فاطمة ناعوت
- لا تقربوا الصلاة!
- اطفئوا مشاعلَهم، نورُها يُعمينا
- هل لدينا محمد يونس؟ 2-2
- القطة التي كسرت عنقي
- قرّاء العناوين والصحف الصفراء
- رصاصة في رأس يفكر
- والدليل: قالولووو
- هذا قلمي بريءٌ من الدم
- محمود عزب، أزهرىٌّ من السوربون
- بيان حول الكلمات الثلاث التي أغضبت البعض
- بيان بشأن الذبح في عيد الأضحى
- بيان د. حسام بربر بشأن أزمة فاطمة ناعوت مع قضية الذبح
- ليس بالخروف وحده تدخل الجنة | بقم أمير المحامي
- لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - أنا ابن مصر العظيم