ليس بالخروف وحده تدخل الجنة | بقم أمير المحامي

فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 18:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

أمير المحامي


-;-كنت اطالع صفحة الأستاذة الكاتبة فاطمَهْ ناعوت لكى استطلع ما قد خطه قلمها اليوم، و كأن ما ينتظرنى اليوم مما سأراه لديها يتسق تماماً مع تلك الروائح العجيبه التى تزكم الانوف بعد أن شاهدت بأمى عينى تلك الصفوف المكدسه من الخراف لدى الجزارين في شوارع المحروسة، و التى تنتظر هى اﻻ-;-خرى دورها في النحر احتفاء بعيد اﻻ-;-ضحى، كنت أتعجب في اعماقى عن تلك الفكرة التى اوصلتنا إلي ان نستورد بملايين الدوﻻ-;-رات تلك الكميات الرهيبة من الخراف رغم أننا نعانى بشدة من فراغ الجيوب و الشكوى المستمرة و التى ﻻ-;- تنتهي من الغلاء بكل صوره و.... و..كأن فاطمة ناعوت لها تلك القدرة الغريبة على قراءة ما يدور في حيثيات افكارى..فوجدتها و قد خطت بأفكارها " بوستا" موجعا و موجهاً. .. موجعا ﻻ-;-نه ضد أفكار قد تحتاج إلى تجديد فعلي، و خروج من اﻻ-;-طار الضيق لمفهوم النص القرآني ..فالكل وقت ثورته ضد شئ من وجهة نظره يخص الدين يتحول إلى " داعشي الفكر و الرؤية"...و قد يتمادى..فيسب.. او يجرح فكر غيره.. او قد يزداد الامر داعشية فيكفر من يختلف معه و هو جالس مستلقى على قفاه. . كان" بوست " اﻻ-;-ستاذة فاطمة يتحدث عن فكرة الرحمة. . الرحمة فقط.. فتلك الخراف التى تساق الي الذبح تطبيقاً لذكرى موقف صادف ابو اﻻ-;-نبياء سيدنا إبراهيم ، جعلت كل الدواعش تتحول و بكامل طاقتها الي الهجوم بلا رحمة على تلك الكلمات التى طالبت بالرحمة لحيوانات ﻻ-;- تملك فى الدنيا من شئ سوى " الانقياد" وﻻ-;-ننا أمة تؤمن بالانقياد و الخوف و الانقراض فقد نظر الداعشيون الي ان هذا الخروف الذي ينحر كل عام هو من ثوابت الدين و صحيحه..و بالطبع فإن من يختلف في اى رأى يراه الدواعش غير مطابق لرؤاهم فقد كفر..و خرج عن الدين. . كنت انظر للتعليقات التى تنهال كالمطر و التى تشبعت بالسباب و اللعان و كل ما يعف اللسان عن ذكره لمجرد أن فرداً من المجتمع قال رأيه بصدق..و برؤية ﻻ-;- تفتقر إلى رأى داعشي يتممها..إلا أن هذا البوست بالذات اسقط ورقة التوت عن الفكر الداعشي الذي حذرنا منه مرارا و تكراراً، قلنا من قبل ان داعش ليست في سوريا او العراق. .. داعش فى العقول يا سادة. . داعش لا تسمح بالرأي الذي يخالفها. . داعش تنحر من يتمرد على أفكارها. . داعش فكر متأصل في العقول التي تحجرت بفعل الهمجية الفكرية التى استطالت عبر مناهج التعليم الرديئة التى قتلت فكر الاجتهاد و أغلقت الباب أمامه، لم اتصور ان نشر خبر عن " خروف" يثير ذعر الدواعش الي هذا الحد!!! و بمناسبة حرصكم - أيها الدواعش- على التمسك بهذا التقليد القديم كنت أتساءل عن مدى تذكركم لشئ إسمه الوطن. .. عجيب ان نشاهد صراخ حناجركم من أجل الدفاع المستميت عن ذبيحة ابينا إبراهيم. .و لم نشهد صرخة واحدة منكم على من يذبحون في العراق و سوريا تحت راية الدوله الداعشيه هناك. .بل و تكبرون معهم تحت صراخ البشر الذين يذبحون بلا رحمة .. هل خدمتم وطنكم و عملتم من اجله مثلما كانت ثورتكم من أجل الخروف؟؟ هل انت متأكد اخى الداعشي ان الله يتقبل تلك المحرقات التى تاكلها و تتفنن في إيجاد المزيد من الطرق للتلذذ بطعمها و كأن بمﻷ-;- بطنك منها يغفر الله لك من ذنبك ؟ هل يا أخي الداعشي ﻻ-;- سبيل ﻻ-;-رضاء الله و طاعته في تلك اﻻ-;-يام المباركة غير تقديم الذبائح؟ ألا يرضى الله عنك ان احببت أخاك. .او احببت غيرك ممن يختلف معك رأياً أو دينا؟ أليس هذا بكاف ﻻ-;-رضاء الله تعالى من وجهة نظرك؟ هل الله ينتظر منك أن تذبح حيوان ﻻ-;- حيلة له في الأرض سوى انك تريد خلط مفاهيمك برغبتك العارمة في الوصول ببطنك لحد الإمتلاء ثم الصاق الامر برمته..إلي ارضاء الله بتقدمات و ذبائح؟ عزيزى الداعشي. .ليس بالخروف وحده. .تدخل الجنه.
-;-
-;-
-;-
-;-
-;-
-;-
-;-
-;-

-;-
-;-أمير المحامي
-;-

-;-

-;-Tarek Alatrozy

#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل