فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 13:53
المحور:
الادب والفن
عروس النيل
إلى: زينب صالح سليم
الجميلاتُ
يقفنَ على أطرافِ أصابعِهنّ
من وراء سورِ الحديقةِ
كي يختلسنَ النظرَ إلى الوسيمْ
الذي يذيبُ قلوبَ البناتِ
فيما يدخّنُ الغليون.
تخطو بنتٌ
نحيلةٌ
تتعثّر في خَفَرِها
وجدائلِها البُنيّة الطويلة
وفستانِها القصير،
تخطفُ قلبَه
فيلكزُها،
ترمقه بنظرةٍ غضوبٍ
وتمضي
بعدما تدسُّ قلبَه العصيَّ
في خِبائِها.
سيطيرُ الفتى إلى السماء
بعدما يترك في شُرفتِها عصفورين آسرين
يتعلّمان الشدوَ،
فتقفُ على ضفّة النهرِ تناديه
كما نادتْ إيزيسُ أوزوريسَ
وقبلما تسمع وجيبَه آتيًا من عمقِ الماءْ
تُلقي على صفحة "حابي"
زهرةً حمراءَ
وتهمسُ:
لا تخفنَ يا بناتِ مصرَ
أنا آخرُ عروسِ نيلٍ
وهذي وردتي
قربانًا أقدِّمُها
للنحيل الآسرِ
ذي الأنفِ القيصريّ
الذي أشعل الشموعَ السوداءَ
لكي ينيرَ
قلبَ الفتاةِ الخائف.
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟