أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة ناعوت - مصريون ضد الحزن














المزيد.....

مصريون ضد الحزن


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 15:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


قبل أعوام عديدة، وقبل ثورتين مصريتين كتبتُ في عمودي الأسبوعي بجريدة "المصري اليوم" بتاريخ 12 مايو 2008، في عهد الرئيس مبارك، مقالا عنوانُه: "انظرْ حولك في غضب!" (الرابط بالأسفل ) قلتُ فيه: "منذ غلاء الأسعار الأخير، لم يعد أحدٌ يبتسم. الشعبُ المصريّ المشهورُ باحتوائه المحنَ وتحويلِها كوميديا، الشعبُ الساخرُ الذي يجيدُ الابتسامَ وخلْقَ النكتة في أحلك اللحظات، الشعبُ الطيبُ السَّمحُ الجميل، لم يعد قادرًا على انتزاع البسمة من داخله. في الأيام القليلة الماضية راقبتُ كلَّ الوجوه التي اعتدتُها رائقةً باشّة؛ فوجدتُها واجمةً ساهمة. غضبٌ خبيءٌ وتحفّزٌ في عيون الكلّ، تجاه الكلّ!” (انتهى الاقتباس من المقال).
وبالفعل، أسفر ذلكما الغضبُ والتحفز، كما رأينا، عن ثورتين عارمتين أطاحتا بنظامين أحدهما قاس على الفقير، والآخر جاسوسيٌّ ظلامي خائنٌ قاس على مصر بتاريخها وحضارتها ووحدتها وعلى شعبها.
وحالُ الفقر، مازال هو الحال. وربما ازداد سوءًا بعد تهالك مصر اقتصاديًّا إثر ثورتين أكلتا الأخضر واليابس. وبعد أزمة الطاقة الطاحنة التي جعلت مصر تغرق في ظلام متقطع يتواصل ساعات عديدة كل يوم منذ عامين، بلغت مداها الأصعب الخميس الماضي حين انقطع النور، والمياه، عن مصر بكاملها تقريبًا يومًا كاملا عسِرًا، في سابقة لم تحدث منذ آماد طوال، تكبد المواطنون خلاله خسائرَ مادية فادحة، عطفًا على المعاناة النفسية جرّاء ارتفاع درجات الحرارة مع غياب مكيفات الهواء والمراوح، وغياب الماء أيضًا.
لكن، رغم كل ما سبق، فإن المصري استعاد ثقته بالغد، رغم أوجاع الغلاء والفقر ونفاد الطاقة. ربما لأنه، للمرة الأولى في تاريخه، بدأ يكتب مستقبله بيده كفاعل، لا كمفعول به. ربما لأنه يدرك جيدًا أن ما نعانيه اليوم سيسفِرُ عن رغد للأبناء، فلن يعانوا ما عانينا عقودًا وسنوات. ربما لأنه بدأ يشاهد مصر "تتحرك" وتنهض من كبوتها، ببطء لكن بثقة slowly but surly كما يقول الإنجليز.
فهل يحقُّ لي أن أنقضَ الآن عنوان مقالي القديم (انظر حولك في غضب)؟ أظنه من حقي، ومن حق كل إنسان أن يبدّل قناعاته حين تتبدل الظروف والمُدخلات. هذا شعبي لا يفتأ يثبتُ رقيَّه وتفرّدَه. رغم الفقر والغلاء والإرهاب وضعف دور الحكومة عن حلِّ أزماته اليومية، رغم الأوبئة تحاصره كلَّ يوم جوًّا وبحرًا وأرضًا، رغم قسوة ما-بعد-الثورات كما يعرفها التاريخ عبر مدونته.
يقول علماءُ الاجتماع إن تحضّرَ الشعوب يُقاس بقدرته على ضخِّ الحياة وقتَ النوازل. ونحن، على هذا، متحضرون بامتياز، رغم اللحظة التاريخية التعسة التي نمرُّ بها. ولكنْ، ما بالي أُدلِّلُ على جمال المصريين عبر مواقفَ تراجيدية تشارفُ المواتَ بقدر ما تنأى عن الحياة! أليس يتبدى جمالُهم إلا عبر المِحن، وحسب؟
أتذكّر الآن حفلا تراثيًّا شاهدته في دار الأوبرا قبل سنوات طوال. احتفالية تراثية يابانية-مصرية. قدّم اليابانيون فيها عرضًا راقصًا على شِعر الهايكو الشهير يتناول الفصول الأربعة: الصيف، الخريف، الشتاء، الربيع. وحينما اعتلتِ الفرقةُ المصرية خشبةَ المسرح دبَّتِ الحياةُ في المكان! تفوّق المصريون بلوحاتهم الأربع: الفرعونية والسكندرية والتراثية والفولكلورية، على اليابانيين بمراوحهم الواسعة وشرائطهم الملوّنة، في إشاعة هواءٍ دافئ حيويّ وحميم، لم تأته آليةُ الجنوب الشرق آسيوي. وهنا يحق لي أن أقول: "المصريُّ هو رجلُ الفصولِ الأربعة!"
لماذا أكتبُ هذا الآن؟ أكتبه لأنني كنت بالأمس في زيارتي الثانية لمشروع قناة السويس الجديد، ورصدتُ الفرح في عيون المصريين، فلاحين وعمال ومهندسين وزوار. أكتبه تماشيًا واقتناعًا بالحملة النفسية الرائدة التي دشّنتها "المصري اليوم" إعلاميًّا، قبل سنوات طوال وكان عنوانها: "مصريون ضدَّ الحزن".
والآن، أُعدِّدُ هنا العديد من "الضِّدَّات" التي يجبُ علينا كأبناء أعرق حضارات الأرض أن نجابهها بحسم رافض:
مصريون ضدّ الغضب،
ضدَّ العدمية واللامبالاة،
ضد العنصرية والطائفية،
ضدَّ الإهمال والتواكل والسلبية،
ضد التفريط والإفراط،
ضد الهدر،
ضدَّ الأنانية،
ضد التواكل،
ضدَّ القبح،
ضد الكسل،...،
والقائمةُ تطول؛ حتى يعودَ المصريُّ كسابق عهده جميلا عاملا نافعًا متحضرا.

رابط مقال “انظر حولك في غضب” :
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=104840



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا قناة السويس
- قَسَتْ أمي.... ودلّلني القراء
- نجيب محفوظ، هل سامحتني؟!
- إلا إيزيس يا داعش!
- محنتي مع المثقفين
- داعش أم الرسام الدنماركي؟
- حوار مجلة (حواء) المصرية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
- الراهبات يا د. جمعة!
- المسرح في المستشفى
- الجهل، الحصان الرابح
- داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
- اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
- من أرض مشروع القناة
- من ينقذ كردستان الجميلة؟
- تكبيرات داعش
- دافنينو سوا تحت الوصايا السبع
- الخوف من جائزة جبران
- انتفضوا للأقرع، وباركوا داعش!
- باليرينا في سجن النساء
- تكفيريون في ثوب الميري


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فاطمة ناعوت - مصريون ضد الحزن