أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاطمة ناعوت - هل لدينا محمد يونس؟ 2/1














المزيد.....

هل لدينا محمد يونس؟ 2/1


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 12:02
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قال محمد يونس: “قبل 25 عامًا، كنتُ أُدرِّس الاقتصاد في جامعة بنجلاديش، التي كانت تعاني من المجاعة آنذاك. فكنتُ أشعر بالأسى، إذ أدرّس النظريات الاقتصادية المحترمة للطلاب في الصف، متحمسًا بشهادة الدكتوراه التي حصلتُ عليها من الولايات المتحدة، ثم أغادر الفصل لأرى حولي هياكلَ عظمية لبشر ينتظرون الموت. فتأكدتُ أن كل ما تعلمته وكل ما أدرّسه عبارة عن قصص ملفقة لا أثر لها على حياة الناس. وبدأت اكتشاف كيف يعيش الناس في القرية المجاروة لحرم الجامعة. أردت معرفة إن كان باستطاعتي أي عمل يؤخر الموت، ولو لإنسان واحد. تركتُ نظرة الطائر الذي يرنو إلى الأشياء من علٍ، وتبنيت نظرة الدودة التي تتلمس الأشياء وتخترقها. ثم حدثت واقعةٌ فتحت لي الباب. قابلتُ امرأة كانت تصنع كراسي الخيزران، وبعد نقاش اكتشفت أنها تكسب 2 سِنت أمريكي كل يوم. أدهشني أن شخصًا يجتهد ويصنع منتجات بمثل هذا الإتقان ثم لا يحصل إلا على فتات. المرأة لا تملك المال الكافي لشراء الخيزران فتقترضه من تاجر يشترط عليها أن يشتري الكراسي بالسعر الذي يحدده هو. هذا سرُّ البنسين! المرأة كانت "محجوزة" لصالح ذلك الجشع. سألتها: كم يكلّف شراء الخيرزان؟ أجابت: حوالي عشرين سنتًا.
فكرتُ حينها؛ هل من المعقول أن يعاني الناس بسبب عشرين سنتًا، وألا يكون باستطاعتنا القيام بشيء يساعدهم؟! اصطحبتُ تلميذًا لي وتجولنا في القرية عدة أيام وأعددنا قائمة تتضمن اثنين وأربعين اسمًا مثل تلك المرأة. حسبتُ الملبغ الذي يحتاجون إليه وصُدمت: كان المبلع لا يتجاوز سبعة وعشرين دولارا! وشعرتُ بالعار لانتمائي لمجتمع لا يستطيع تأمين سبعة وعشرين دولارًا لاثنين وأربعين من العمال المُجدّين المهرة. ولكي أمحو ذلك العار أخرجت المبلغ من جيبي وأعطيته لتلميذي وقلت له: "خذ هذا ووزعه على من قابلناهم وأخبرهم بأنه سُلفة يردونها عندما يتمكنون، وأن بوسعهم بيع منتجاتهم بأفضل سعر. أخذوا المال وابتهجوا ما دفعني للتفكير فيما بوسعي أن أفعل.
فكرتُ في فرع البنك الذي يقع في حرم الجامعة، وذهبتُ إلى المدير واقترحتُ عليه أن يُقرض الفقراء الذين قابلتهم في القرية بعض المال. ذُهل المدير وقال: “أنت مجنون؟ هذا مستحيل! لا يمكننا إقراض المال للفقراء؛ لأنهم غير جديرين بالدَّين. قوانيننا لا تسمح؛ لأنهم لا يستطيعون تأمين ضمانة القرض، كما أن قدرًا قليلا من المال كهذا لا يستحق الإقراض". قررتُ مقابلة موظفين أعلى منه في مركز المصرف في بنجلاديش. وتلقيتُ الرد نفسه. فقدمتُ نفسي ككفيل ووقّعتُ على أوراق الضمانات، وأخذتُ المال وأعطيته للفقراء. حذروني أن الفقراء لن يعيدوا المال. وكانت المفاجأة أنهم أعادوا كلَّ بنس اقترضوه. ذهبت للمدير قائلا: “أرأيت؟ لقد أعادوا المال!” فقال: “يخدعونك. وإن أعطيتهم المزيد لن يعيدوه.” فأعطيتهم المزيد، وأعادوا. فقال: “نجح الأمر في قرية، ولن ينجح في قريتين.” وجربناه في قريتين ونجح! ثم في خمس قرى ودائمًا كانوا يعيدون المال. وبدأ ما يشبه المباراة بيني وبين موظفي البنك الذين نشأوا على الاعتقاد بأن الفقراء لا يمكن الوثوق بهم. ولم أكن مثلهم في هذا الاعتقاد. وأخيرًا خطرت ببالي الفكرة التالية.”
الأسبوع القادم أخبركم- من كتاب "العادة الثامنة" للأمريكي "ستيفن كوڤ-;-ي"- ماذا فعل هذا البنجلاديشي العظيم: "محمد يونس"، بروفيسور الاقتصاد، الحاصل على نوبل للسلام عام 2006.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول كتاب قرأته
- أبناء مدرس الرياضيات
- حتى لا نؤذي عيون الأحرار
- زغرودة من أجل مازن
- تخريب برمجة الروح المصرية
- زهور على جبين 57357
- إن لم تجد بشرًا، اصنعهم
- قصص الأنبياء، والكائنات الرخوة
- أين مضيتَ يا سميح؟
- الأم تريزا، أم الغلابة
- العيون النظيفة
- حوار مجلة نصف الدنيا مع الشاعرة فاطمة ناعوت بعد فوزها بجائزة ...
- عروس النيل
- مصريون ضد الحزن
- هنا قناة السويس
- قَسَتْ أمي.... ودلّلني القراء
- نجيب محفوظ، هل سامحتني؟!
- إلا إيزيس يا داعش!
- محنتي مع المثقفين
- داعش أم الرسام الدنماركي؟


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فاطمة ناعوت - هل لدينا محمد يونس؟ 2/1