أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قصص الأنبياء، والكائنات الرخوة














المزيد.....

قصص الأنبياء، والكائنات الرخوة


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4576 - 2014 / 9 / 16 - 07:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مَن هم نشطاء الانترنت؟ ليسوا من يسخدمونه لتحميل الكتب المهمة التي لا يجدونها ورقية لقِدمها ونفادها، أو لغلوّ سعرها، أو لعدم توفرها في بلادهم، و.ليسوا مَن يقرأون في صمت ويُثقفون أدمغتهم ليتعلموا، بل هم كائنات أخرى. ومن هم نشطاء فيس بوك وتويتر؟ ليسوا هم مَن ينشرون البوستات الذكية والمقالات الرصينة، ولا مَن يلتقطون اللقطات التي تمرُّ على سواهم، إنما هم كائناتٌ أخرى.
نشطاء ذلك العالم الافتراضي هم الأكثر تواجدًا في التعليقات مهما كانت. ولأنهم حريصون على "كَمّ" تواجدهم دون "كيفه"، فدائما يتعجلون. "يبصقون" تعليقاتهم ليعلنوا عن وجودهم، قبل أن يقرأوا أو يشاهدوا المادة التي يعلقون عليها! أنا أعلّق إذن أنا موجود. هم صيدٌ ثمين للمواقع التي تثرى من تزاحم المتصفحين "الكمّي" لأن كل "ضغطة" لايك، وكل "تعليق" مهما كان "عبيطًا" يدرُّ الدولارات على صاحب الموقع، تلك "سبوبة" كسب بغير جهد ولا موهبة.
تلك الكائنات الرخوة المنبطحة على شاشات الحواسيب مثل قناديل البحر الخاملة، تتكاسل عن القراءة، بقدر نشاطها في التعليق. لها أدمغة ضئيلة تكره التفكير والتعلم، وألسنٌ طولى متشعبة كالسياط. لم يعانِ أحدٌ من تلك المخلوقات مثلما عانيتُ أنا من بذاءات أولئك العاجزين عن القراءة رغم طول اللسان.
آخر سخافتهم معي كان الأسبوع الماضي. كنتُ في حوار تليفزيوني في ضيافة الإعلامية "مها عثمان" ببرنامجها "بين اتنين". سألتني عن طفولتي ومَن أثّر في حياتي، فحدثتها عن جدي الذي قرأت معه الشوقيات وأغاني الأصفهاني والشيكسبيريات، وعن أبي الذي حفّظني القرآن وحكى لي قصص الأنبياء في طفولتي، فأبهرني تجوال سيدنا موسى في صندوق الماء وحديث المسيح في المهد، ومكوث سيدنا يونس في بطن الحوت، وانفتحت أمامي عوالمُ ميتافيزيقية سوريالية مدهشة شجعتني على القراءة المبكرة. قلتُ للمحاورة إن قصص الأنبياء تحفّز مخيالَ الطفل أكثر مما يفعل كارتون والت ديزني. فاقتص قراصنةُ الانترنت هذا المقطع من الحلقة الطويلة وأعطوه عنوانا كذوبًا:[[فاطمة ناعوت ساخرة: قصص الانبياء في القران عاملة زي افلام الكرتون الامريكية]]! (لاحظوا أخطاء الإملاء الكثيرة وعجزهم حتى عن كتابة كلمة "القرآن" على نحو صحيح).
وطبعًا تصيّدت الكائناتُ الرخوة سالفة الذكر ذلك العنوانَ “المفرقع”. لأن نشاطهم الذهني يقتصر على قراءة العناوين وفقط، متكاسلين عن الضغط على زر play، وإلا لأدركوا أنهم ينشرون فيديو يطرح عكس ما يقول عنوانه المزوّر! لهذا أشكرهم على "شَرّهم" الذي أنصفني؛ فيما أرادوا إيذائي. هذا رابط الحلقة:
http://youtu.be/3G-YbkMQHPQ?list=UU5S_SWR7ZcoZdeJoicuFtWA
شاهدوه وتأسفوا معي على "نشطاء" الانترنت الكسالى، الذين يملأون فضاءاته بسمومهم.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مضيتَ يا سميح؟
- الأم تريزا، أم الغلابة
- العيون النظيفة
- حوار مجلة نصف الدنيا مع الشاعرة فاطمة ناعوت بعد فوزها بجائزة ...
- عروس النيل
- مصريون ضد الحزن
- هنا قناة السويس
- قَسَتْ أمي.... ودلّلني القراء
- نجيب محفوظ، هل سامحتني؟!
- إلا إيزيس يا داعش!
- محنتي مع المثقفين
- داعش أم الرسام الدنماركي؟
- حوار مجلة (حواء) المصرية مع الشاعرة فاطمة ناعوت
- الراهبات يا د. جمعة!
- المسرح في المستشفى
- الجهل، الحصان الرابح
- داعش أم دولة الإسلام أم عمعيص؟
- اقتلوهما كما قتلتم ابن رشد
- من أرض مشروع القناة
- من ينقذ كردستان الجميلة؟


المزيد.....




- إدانة متهمين بالتخطيط لهجوم يستهدف مئات اليهود في بريطانيا
- إدانة ثنائي بايعا داعش بتخطيط -أعنف هجوم- ضد يهود مانشستر
- هل يوجد حد الرجم في الإسلام حقا؟
- 121 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
- استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال شمال سلفيت
- بعد اتفاق تبادل الأسرى.. عمان تثمن الروح الإيجابية التي سادت ...
- شجرة الميلاد لم تشتعل في غزة.. المسيحيون يصارعون أنقاض كنائس ...
- شيخ الأزهر: القضية الفلسطينية بلغت حدا من الظلم لا يقبل الحي ...
- مصر.. حكم بالمؤبد والمشدد لـ5 رجال أعمال في تنظيم -الإخوان- ...
- شيخ الأزهر: حل الدولتين مجرد مناورات ولا يعكس مشروعا حقيقيا ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - قصص الأنبياء، والكائنات الرخوة