أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي















المزيد.....

لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4593 - 2014 / 10 / 4 - 17:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لنذبح فاطمة ناعوت..
حينما تداعى الى ذهنى ما مرت به مصر من مخاض شعبى انتج ثورة تحررت من فكر داعشى كاد ان يفتك بالبلاد لولا ان تحرك ابناء الوطن فى الوقت المناسب و انتجوا ثورة ابهرت العالم و كانت رسالتها الفعليه هى اننا امة رفضت التخلف و رفضت الوصاية..
و رفضنا الاحتكار..
و رفضنا ان يحكمنا تجار الدين الذين ليس لديهم اسهل من تكفير الناس لكى يثبتوا على مقاعدهم..
و من هنا بدات القصة..
قصة التحرر..
و تطلعنا الى صورة محورية تجمع ابناء الوطن تحت راية المساواة و العدل فى وطن لا يحتكر فيه شخص او ثلة من البشر تكفير الغير لاختلافه المذهبى او حتى الفكرى.
فالرسول الكريم قد اوصى المسلمين فى خطبة الوداع قائلا "أيّها الناس, ان ربكم واحد, كلكم لآدم وآدم من تراب, أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس لعربي فضل على عجمي الا بالتقوى. ألا هل بلّغت؟ اللهم فاشهد. فليبلّغ الشاهد منكم الغائب.
و من هنا التقط طرف الحديث لكى اتحدث عن "هوية الاحتكار" التى اصبحت هى النغمة السائدة فى تلك الايام و كان الدين قد صار حكرا على فئة و التدين صار فقط بمظهر خارجى سطحى لا يمتد لعمق ولا رؤية...و من عجب اننا و قد قمنا بدفن فكر الاخوان الذى يرفض الراى الاخر حينما قمنا بثورة اشاد بها العالم كله ..الا انه ومن اسف..تستقيظ " الداعشية" الخفية فى الصدور لمجرد ان احدهم عرض رأى او كتب ما يجيش بخاطره و طرحه امام الناس, وتحضرنى فى تلك المناسبة تلك الازمة المثارة بشان رأى الاستاذة الكاتبة فاطمة ناعوت و ما اثير حول تهكمها و سخريتها من "خروف الاضحية و كابوس سيدنا ابراهيم" و رأيها الرافض لما تراه و مذبحة سنوية تساق اليها كائنات بريئه..
و بمجرد طرح السيدة "ناعوت" لرؤيتها ورأيها الا و انهالت عليها الهجمات التى لا حدود لها و بلا فهم ولا وعى و بدا " المزايدون " ينعوتها بالكافرة و اخرون بالملحدة و بل وصل الامر الى ان البعض طرح فكرة تطبيق الحد عليها لانها و من وجهة نظرهم قد اخطات بحق الانبياء و السنة النبوية المطهرة ..
و رغم قيام الاستاذة فاطمة بتوضيح وجهة نظرها حيال الامر الا ان "دواعش" الرأى و سلاطين الفكر المتحجر اصروا على انها قد كفرت و انه لا عودة لها ولا توبة.
كنت اتابع سير الاحداث و ارقب عن كثب مجرى الامور و الى اى مدى سيصل الامر..فالمشكلة الاساسية يا سادة ليست فى "فاطمة ناعوت" ..
لم تكن فاطمة ناعوت فى يوما سوى شوكة فى حلق غلاظ القلوب و داعشى العقل و الرجعيين الذين يريدون مصر خاوية خاليه من الابداع و التطور..
لم تكن فاطمة ناعوت سوى سهم فى صدر الذين يؤمنون ان المراة قد خلقت فقط لكى تجلس بالمنزل لتربى الاولاد و تطعمهم و تقوم بتنظيفهم..
اليست تلك السيدة هى من كسرت "تابوة" المراة القاسى لكى تصنع صورة جديدة لمفهوم مشاركة المراة المثقفة فى المجتمع المصرى؟
ان كنا نختلف معها او نتفق فى بعض الرؤى..الا ان الحق يفرض كلمته فى انها قد كسرت حدود لم يكسرها اخرين و بهذا تكون فاطمة ناعوت "قضية" و ليست شخص..
اذن حينما نحاكم " فاطمة ناعوت " فأننا نحاكم عنوان مجتمعى و ليس مجرد شخص طرح رؤيته للعرض العام..
و حينما طرحت" ناعوت " رؤيتها لم تكن تقصد بها الاساءة او التقليل من شان الانبياء..
و لكن الذى ينظر دائما من خارج المشهد قد لا يجد ما يجعله على صواب..فلا يجد امامه اسهل من "تكفير " غيره..
و هنا القضية الاخطر و الاصعب...
بل لنقل اننا هنا امام لب القضية بمسارها الشامل..
فكرة الاختلاف النوعى فى الافكار ..هل ممكن ان تكون عاقبتها التكفير و عودة قتلة الراحل " فرج فودة" الى الحياة مرة اخرى؟
هل حينما يطرح شخص رؤية حول منظور دينى " ولا ننس اننا كما يشاع عنا اننا شعب متدين بالفطرة" و نختلف معه نقوم حينها بتكفيره لمجرد اننا وقعنا فى فساد المعنى المرغوب ايصاله؟
تعجبت للغاية وانا اشاهد تلك الاطروحات التى تناولت الموضوع على شاشات الفضائيات و كلها تطالب بمحاكمة "فاطمة ناعوت" و ايقاع الحد عليها" لاحظوا اننا سنعود مرة اخرى لقضايا الحسبة و تجار الدين و اوصياء المجتمع" فالكل يطالب الان برقبة ناعوت لانها استطالت على الدين و الشريعه و السنة بل و امتد الامر الى انها اصبحت مرتدة و كافرة و لا تستتاب ..الخ..
ما دام الامر هكذا..اذن "لنذبح فاطمة ناعوت"
نعم...لتكن " ناعوت" هى اضحية الافكار التى لا يمكن قبولها..و لتكن دمائها هى ثمناً لتكفيرها عن ارائها التى قد تتسبب فى "ردة مجتمعية " تعيدنا آلاف السنين الى الوراء..
نعم لنقتل فاطمة ناعوت فهى التى تصنع الخرافة و الجهل فى المجتمع و بسبب رؤيتها سينشا جيل باكمله قد يكون الالحاد مصيره, نعم فهى المسوؤله الان عن كل سلبيات المجتمع المصرى و تخلفه عن الركب الحضارى..
سحقاً لكم يا من تدعون التدين و فى باطنكم قبوراً سوداء..
سحقاً لكم يا تجار الدين الذين ما لبثت كلمات فاطمة ناعوت ان ايقظت الداعشى الساكن فيكم,و جعلتكم تنصبون المشانق لها فى كل مكان و كانها قد تعدت كل الحدود و كل الحواجز و كانكم قد تناسيتم ماضيكم ايها الافاعى الرقطاء؟
فكل تجار الفضائيات الان الذين يهاجمون فاطمة ناعوت " القضية" هم انفسهم كانوا يتاجرون مع الاخوان فى كسب عطف الشعب و التودد اليه..كل من يقذف فاطمة ناعوت الان بحجر كان يوما يتمنى نظرة عطف منها..
والان و قد اعتبروا ان رأى فاطمة ناعوت هو سقطة لا تغتفر..و اقام كل واحد منهم نفسه قاضيا و حامياً للدين فى مشهد مسرحى هزلى شاهدناه كثيرا من قبل ..هل تعتقدوا فى قرارة انفسكم انكم ستنجحون فى مخططكم؟
صدقونى ابداً..
فكلكم قد سقطتم فى الفخ "الداعشى" الذى يقوم على استبداد الرأى و عدم التروى ..كلكم جعلتم من انفسكم قضاة و انتم فى النهاية ما الابشر ضعفاء تسقطون فى اليوم الاف المرات و تحتاجون لمن يقومكم..
كلكم قد صرتم الان " حماة الدين " و حراسه الاقوياء و لم تنظروا لانفسكم و كيف حالكم عند الله جل شانه ..
يحضرنى الان ذلك المقال الذى كتبته فاطمة ناعوت عن ثورة المسلمين حول العالم حينما قام احد رسامى الكاريكاتير بنشر صور اعتبرها البعض مسيئه للدين الاسلامى و قامت المظاهرات تجوب انحاء العالم ضد ما حدث..و لم تهتز شعرة واحدة فى روؤس من قاموا بتلك المظاهرات حيال مذابح "داعش " فى العراق و سوريا و ليبيا .
أتعرفون لماذا؟
لانكم تجار دين..
تحللون ما ترونه حلال..و تحرمون ما ترونه حرام..و الامر فى النهاية يعود للمزاج..و احيانا للحاكم..
لم ار واحد منكم يقرر رأيه فيما يفتيه الداعشيون حول العالم من فتاوى تحث على القتل و سفك دماء الابرياء..
لم نشاهد "ذقن" منكم تقف بقوة امام سلطان جائر..
و حتى من ازال لحيته و صار نجما للفضائيات و ارتدى "السموكن" لم يبحث عن مساندة المبدأ بقدر ما بحث عن مزيد من الشهرة,.
ان خطا " فاطمة ناعوت " ايها السادة انها عبرت و قالت ما يتسق مع المعنى الوصف اللغوى الذى تراه مناسبا و يتسق مع وجهة نظرها فى معان لم تخرج عن الاطار الدينى السليم ..و هى لم تقلل من شان ابو الانبياء "ابراهيم"ولا اى من الانبياء عليهم السلام..لكن معيارية الروية اللغوية هى من جعلتها تكتب كلماتها و تتشبث بها..و صدقونى ان الاحكام الداعشية التى تبحث فقط عن الادانه جعلت الكثيرين يبحثون عن ثغرات فى حروف الكاتبة "فاطمة ناعوت"
فهى بالتاكيد حينما قالت عن سيدنا ابراهيم انه صالح فهى لا تنفى عنه النبؤة..
ولم تقلل من شأن رفعته و مكانته السامية عند الله سبحانه و تعالى..
فالصلاح عند الله منزلة تتسق و الفعل النبؤى المسبغ على الرسل عموماً
هل حينما قالت ان سيدنا ابراهيم شاهد كابوساً هل كانت تقصد معنى كابوس بالمعنى المتعارف عليه " nightmare "؟
الم يتساءل احد الدواعش و هو يصدر احكامه على ما كتبته " ناعوت" .ماذا ستستفيد لو انها قللت من شان ابو الانبياءابراهيم عليه السلام؟
هل ستتصدر هى موقعه عند الله جل شانه؟ حاشا
هل ستزداد شهرة فوق شهرتها؟
هل ستكسب مزيدا من المستضعفين الى جانبها؟
الحقيقة ان كل الاجابات ستكون بالنفى..بل و بالنفى المطلق..
نحن الان امام قضية وطن يسرقه دواعش يختبئون فى رداء الليبراليه المحافظة على الدين..
لانه بخلاف ان تجار الدين يهاجمون بضراوة فقد انضم اليهم الباحثون عن الشهرة لحجز مقعد فى وضع افضل
هل تعرفون ايها السادة ما هو الخطر القادم؟
الخطر القادم ان كل من سيحاول التفوه بمجرد الرأى سيجد الاف الدواعش التى تبحث عن منطلق لرغباتها فى تسميم المجتمع و تكفيره بل و سيجد نفسه غارقاً فى قضايا الحسبة التى ستضاعف و تضخم الثروة المالية لمن سينادون بها و كله" بما لا يخالف شرع الله"
القضية الان ليست راى فاطمة ناعوت..القضية هى ان عصر الردة الفكرية قد عاد و بقوة بعد ان وجد تجار الدين و طالبى الشهرة و من خلفهم من صغار الدواعش الفرصة الكبرى فى سقط مغنم بحجم فاطمة ناعوت..
فالوطن و ان كان يعج بمن يدعون انفسهم بالعلماء و المثقفين الا انهم و فى حقيقة الامر لا يبدو لهم من الاساس اى دور تنويرى فالشعب مازال بحالته لا يرضيه تجديد الفكر ويفت فى عضده اى لفظ و ان كان يخص صاحبه و تقوم ثورته ان شك مجر الشك ان هناك من يغامر بقلب ما تربت عليه افكاره و تركه له اجداده..
كلكم الان تودون ذبح فاطمة ناعوت على مذبح الثوابت التى نصبت من انفسكم كهنة لها دون قرار تفويضى من صاحب الشان الاعلى..و تناسيتم فى غمرة انفعالكم انكم بشر..
"ناعوت" تحولت من راى الى قضية..
اما و ان تم التضحية بناعوت الان فلزاماً عليكم ان :
تنسوا الابداع يا سادة..
ان تنسوا ان تبحثوا عن افكار ترتفع بنا الى فوق..فقد رضيتكم و دون ضغط او اكراه بقتل منبع تنويرى حارب فيما مضى و بكل قوته الفكر الاخوانى و من والاه دون خوف او ارتباك
فنحن و لله الحمد شعب متدين..نصفى عن البعوضة..و لكننا نستطيع امرار جمل بحجم تجار الدين الى قلوبنا و بيوتنا ..دون ذرة خوف.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجلان وامرأة
- بيان توضيحي بشأن اللغط المفتعل حول موقفي من الدم
- هل لدينا محمد يونس؟ 2/1
- أول كتاب قرأته
- أبناء مدرس الرياضيات
- حتى لا نؤذي عيون الأحرار
- زغرودة من أجل مازن
- تخريب برمجة الروح المصرية
- زهور على جبين 57357
- إن لم تجد بشرًا، اصنعهم
- قصص الأنبياء، والكائنات الرخوة
- أين مضيتَ يا سميح؟
- الأم تريزا، أم الغلابة
- العيون النظيفة
- حوار مجلة نصف الدنيا مع الشاعرة فاطمة ناعوت بعد فوزها بجائزة ...
- عروس النيل
- مصريون ضد الحزن
- هنا قناة السويس
- قَسَتْ أمي.... ودلّلني القراء
- نجيب محفوظ، هل سامحتني؟!


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي