أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فاطمة ناعوت - هل لدينا محمد يونس؟ 2-2














المزيد.....

هل لدينا محمد يونس؟ 2-2


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4605 - 2014 / 10 / 16 - 13:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



حدثتكم الأسبوع الماضي عن عالم الاقتصاد البنجلاديشي "محمد يونس" الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، وكيف أنه اصطدم بفقراء من بلاده، أثناء المجاعة، تعوزهم مبالغ جد زهيدة تصل إلى أقل من دولار واحد، لعمل مشاريع صغيرة تكفيهم السؤال والمذلة أو الموت جوعًا. وحين واجهته تلك الحالات، شعر بهول الفجوة بين النظريات الاقتصادية التي تملأ قاعات المحاضرات والمؤتمرات الدولية في كل الدنيا، وبين الواقع الأليم الذي لم يستطع توفير تلك القروش القليلة لامرأة تودّ إطعام أطفالها، أو لهيكل عظمي لرجل بائس لا يجد قوت يومه إلا بمشروع متناهي الصغر لا يجد بضعة دولارات لتحقيقه. ما جدوى كل تلك النظريات المحترمة إن كان هناك بشر فوق الأرض ينتظرون الموت جوعًا ولا يجدون تمويلا قليلا لمشاريع بسيطة تسد رمقهم؟
دار يونس دورة واسعة على بنوك بنجلاديش لكي يقنعهم بإقراض الفقراء مبالغ ضئيلة جدًّا (20 دولارا مثلا) لتمويل مشاريع صغيرة، فرفضت البنوك إقراضهم بحجة ن الفقراء لا يمكن الوثوق بهم (!) ولن يعيدوا المبالغ للبنك. فقال لنفسه: “لماذا أحاول أقناعهم مادمتُ أنا مقتنع بنزاهة الفقراء؟! لماذا لا ننشئ مصرفًا مستقلا؟" وبالفعل، أنشأ عام 1983 بنك "جرامين" الذي يخدم الآن 46 ألف قرية في بنجلاديش من خلال 1267 فرعًا، و12 ألف موظف. أقرض هذا البنك أكثر من خمسة مليارات دولار على شكل قروض صغيرة تتراوح من 12- 15 دولارا. بل يقوم بإقراض المتسولين لمساعدتهم على التوقف عن التسول والبدء في العمل. كما يقدمون قروضًا لشراء منزل تبلع 300 دولار. قد ترون هذه المبالغ زهيدة ولكن دعونا نفكر في كيف تغير تلك القروش حياة بعض الناس. 500 مليون دولار كل عام تُقرض لما يقارب أربعة ملايين إنسان، معظمهم الساحق (96٪-;- ) من النساء.
حدث كل هذا التغيير الضخم في حياة ملايين الناس بسبب مشهد عابر شاهده البروفيسور محمد يونس لامرأة تصنع كراسي الخيزران بإتقان وجمال وفن. فبدأ في الدردشة معها، ليكشتف أنها تكسب 2 سِنت أمريكي كل يوم فقط (حوالي 15 قرشًا). اندهش أن يكون ذلك المبلغ التافه مقابلا مقبولا لامرأة تكد وتتقن عملها وتُنتج هذا المنتج الجميل من الخيزران، لكنه أدرك السبب حين اكتشف أن المرأة لا تملك المال الكافي لشراء الخيزران فتقترضه من تاجر (شاطر) يشترط عليها أن يشتري الكراسي منها بالسعر الذي يحدده هو، وهو الفتات، ليبعيه هو بعد ذلك بأرقام هائلة. فكأنه يشتري جهدها الثمين طوال اليوم بحفنة من قروش الطمع. ولما سألها كم يكلّف شراء الخيزران، ذهل حين عرف الإجابة. عشرون سنتًا (جنيه ونصف).
بعد ثورتي مصر الهائلتين، هل آن الآوان لأن تنظر حكوماتُ مصر وحاكمُ مصر المنتخب بمحبة المصريين، إلى المعدمين والفقراء وأطفال الشوارع والعاطلين الذين يملأون دروب مصر وأزقتها؟! هل تقوم الحكومة المصرية بما قام به العظيم "محمد يونس" فتنقذ أسرًا لا حصر لها من الموت جوعًا، أو الانحراف والخروج عن القانون، أو التسوّل؟
السؤال الثاني: كم رجل أعمال مصريًّا، يجب أن يكون "محمد يونس"؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطة التي كسرت عنقي
- قرّاء العناوين والصحف الصفراء
- رصاصة في رأس يفكر
- والدليل: قالولووو
- هذا قلمي بريءٌ من الدم
- محمود عزب، أزهرىٌّ من السوربون
- بيان حول الكلمات الثلاث التي أغضبت البعض
- بيان بشأن الذبح في عيد الأضحى
- بيان د. حسام بربر بشأن أزمة فاطمة ناعوت مع قضية الذبح
- ليس بالخروف وحده تدخل الجنة | بقم أمير المحامي
- لنذبح فاطمة ناعوت | بقلم أمير المحامي
- رجلان وامرأة
- بيان توضيحي بشأن اللغط المفتعل حول موقفي من الدم
- هل لدينا محمد يونس؟ 2/1
- أول كتاب قرأته
- أبناء مدرس الرياضيات
- حتى لا نؤذي عيون الأحرار
- زغرودة من أجل مازن
- تخريب برمجة الروح المصرية
- زهور على جبين 57357


المزيد.....




- سعر الريال السعودي أمام الجنيه في البنوك الان.. تحديث أخير
- إعلام صيني: أميركا تواصلت مع بكين لإجراء محادثات بشأن الرسوم ...
- الذهب عند أدنى مستوى في 3 أسابيع والنفط يتراجع
- ماذا بعد توقيع الاتفاق الاقتصادي بين واشنطن وكييف؟
- البنك المركزي العراقي يقرر بيع 2000 دولار بالسعر الرسمي لكل ...
- صعود كازاخستان الهادئ.. آفاق جديدة للاستثمار القوي
- الاقتصاد السعودي ينمو 2.7% في الربع الأول
- كيف تلغي الدول أو تستبدل عملاتها؟ ولماذا تنوي إسرائيل إلغاء ...
- اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن... لماذا تعد استراتيجية للم ...
- الدفاع الروسية: استهداف مطارات عسكرية ومواقع لإنتاج المسيرات ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فاطمة ناعوت - هل لدينا محمد يونس؟ 2-2