أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - زينب الغزاوي ،أو كم هي الحقيقة قوية ؟؟؟














المزيد.....

زينب الغزاوي ،أو كم هي الحقيقة قوية ؟؟؟


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 19:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



لا غرو أن يكون اسم الشمس يحمل صفة الأنثى ، فالشمس كانت ابدا في الميثولوجيات القديمة تحمل رمز الوضوح وكشف الأوهام كما هو حال أهل كهف أفلاطون . حيث لم يكتشفوا حقائقهم الا بعد انعكاس صورهم عبر نور الشمس. فهي مصدر الطاقة والقوة حسب الثقافات الهندية والمصرية والصينية القديمة .
وكثيرون يحسدون هذه المرأة الجميلة مورفولوجيا والشرسة فكريا ، خاصة وهي تدافع عن مبادئها وقناعاتها دون رهبة أو وجل .
شخصيا لم أكن أعرفها ، وأول مرة أشاهدها في هذا الفيديو المسرب من المنتدى العالمي لحقوق الانسان بعد تدخلها القوي أمام مستشار الملك ادريس اليزمي ، الذي تخلخلت جميع توازناته ، ومحت من تحت قناعه المكشوف كل مساحيق الدفاع أو تجسير منظومة حقوق الانسان في المغرب ، وهي أسطوانة مشروخة وباطلة . معظم الشعب المغربي أصبح مقتنعا بها اليوم .
زينب لغزاوي ، سردت فيما يقرب من ست دقائق أوجاع المغاربة وانتظاراتهم ، وحكت أحزان ما يربو من اربعين مليون مواطن مغربي ، ولخصت تراجيديا واقع المغرب في عهد محمد السادس . كل هذا وأكثر في ظرف وجيز ومختزل ، لكنه بليغ ومؤثر وفصيح .
قدمت نفسها بدءا باعتبارها ناشطة تنتمي لحركة 20 فبراير المجيدة ، الحقيقية طبعا، فالانتماء لمثل هذه الحركات اما أن يكون عضويا أو لايكون ، كاملا غير مجتزإ . بالاضافة الى عضويتها في جمعيات أخرى وتأسيسها لاحدى الجمعيات المسماة "مالي " .
شجاعة حد الادهاش ، جريئة الى درجة الازعاج ، مندفعة باعترافها الشخصي ، صريحة الى ما لانهاية . أسقطت أقنعة اليزمي جميعها بالتاريخ واللحظة والمكان ، نسفت كل شعاراته الحقوقية في دقائق معدودات ، وهو الذي حاول بناءها فوق رمال هشة منذ أزيد من عشر سنوات . فملف حقوق الانسان ملف شفاف ، اذا لم تحرص على وقايته وتجنيبه النطعات والأوساخ سرعان ما يصبح ملوثا وسخا .
ليس هناك قضية تسمى حقوق الانسان بالمغرب . انها الكارثة . فالتصفيقات تتعالى وكأن جميع الحاضرين يوافقونها الرأي . فلم صرف المغرب أربعين مليار سنتيم على منتدى يناقش موضوعة حقوق الانسان بالذات ؟ . انها من غرائب هذا الوطن الغني والثري بأبنائه الذين يريد النظام اخصاءهم .
ثورة حقوقية بالمغرب ، هراء ليس الا . الانتقال الديمقراطي ، شيئ يثير الغثاء . هيأة المصالحة والانصاف شعار من أجل الاستهلاك فقط. مدونة المرأة ، مجرد حبر على ورق . هيأة محاربة الفساد . ربما هي في الحقيقة هيأة تشجيع الفساد . لاشيئ من هذا تحقق في مغرب محمد السادس . انها العودة الكارثية الى عهد وزمن الرصاص ، تحت شعار حقوق الانسان هذه المرة .
اليزمي يحك أنفه ، ينقل أصبعيه الى مفرق حاجبيه ، ثم يتوكأ بوجهه على كفه اليسرى . انها حركات توحي بالانزعاج والاضطراب والارتباك ، الرجل يهتز بعنف .
تتابع المناضلة القوية تدخلها ؛ أمر على التعنيف ، أمر على الاهانة ، أمر على القتلى ، لكني أتهم السلطات مباشرة بقتل "كمال العماري " . اتهام مباشر ، في منتدى عالمي وكوني ، لكن النيابة العامة يبدو أنها في نزهة مفتوحة .
صدر الرجل ينتفخ ، ثم يتقلص ، الحركة بادية وواضحة ، يده ما تزال على وجهه . قبل قليل دون شيئا على كراسته . عاد الى وضعه الانهزامي .
تسرد المرأة القوية أفعال وأحداث تدينها جميع الشرائع بما في ذلك أصناف التعذيب التي يتعرض لها المعتقلون من جميع المشارب والتيارات بما في ذلك الاسلاميين . انهم يعذبون بالجلوس على عنق الزجاجات .
اليزمي يحرك رأسه على خيبته ، وعلى حجم الفضيحة التي وضعته فيها هذه المرأة الجسورة العنودة اللجوجة القوية الجريئة الشجاعة .
انتقلت فجأة الى السرعة القصوى ، انها تهاجم الملك ، فهو الرجل السابع على سلم أغنى ملوك العالم بعد ملوك وأمراء الخيلج الذين يتصدرهم كلك السعودية . فالملك موجود مهيمن في جميع القطاعات الاقتصادية الحساسة بالمغرب . انه للآن يمتلك ستين في المائة من رأسمال البورصة المغربية ، له حصص هائلة في العقارات وقنوات التواصل والفنادق ، والفلاحة والتأمينات ، انه موجود في كل مكان . وأنت مستشاره ، أي اختلاف بين نظام بنعلي التونسي وبين نظام محمد السادس ؟ . يصفق الحاضرون ، يهمس اليزمي لمنشطة الاجتماع . لكن زينب تواصل كلامها الحارق . بعد تسع ثواني مديرة اللقاء تطلب أن توجز زينب تدخلها . يبدو أنه همس اليزمي قد أتى أكله . لكن زينب شعرت أنها أفرغت ما في جوفها وأنهت ثورتها ووافقت على طلب مديرة اللقاء.
لكن ليس بعد تصفية جميع حساباتها . الدستور المغربي الجديد دستور غير شرعي ، فقد تم طبخه في قصر الملك من قبل ثمانية عشرة أفراد ، وقد كان اليزمي معينا من قبل الملك ، بما يجعله فاقدا لأي شرعية قانونية للمساهمة في تدبيج هذا الدستور ، الذي صوت عليه أزيد من 99 في المائة من المغاربة وهي نسبة تحيل على نظام كوريا الشمالية ، اذن لا تحدثنا عن الديمقراطية سيدي المستشار .
يعب السيد المستشار للمرة الثالثة في ست دقائق ونيف ماء ليجفف ريقه . خذا طبعا حسب ظهوره في الشاشة ، فقد يكون عدد الرشفات أكثر .علامة دالة على حرق الكريات الحمراء بسرعة قياسية . انه أمر لا يفعله الا مرضى السكري المرتفع .
سكتت القنبلة بعدما فجرت شظاياها العابرة للقارات والناسفة للاديولوجيات المتهالكة ، وتعالت التصفيقات لأكثر من دقيقة ، ربما لم ينل أحد في هذا المنتدى من التصفيقات ما نالته هذه المناضلة الحرة .
لايهمني ان أعرف من هي . بقدر ما يهمني أن أتابع شجاعتها ودفاعها عن مواقفها وسط عرين الأسد . للمغرب نساء تنحني أمامهن الأسود ؟



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية
- استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية بكل عنفوانها
- وزير الداخلية المغربي يحن الى زمن ادريس البصري
- الفرق بين دولة السياسة ودولة القبيلة
- أصلنا صفر
- هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
- نصوص تقابلية
- هل يستطيع أوباما توريط ايران ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-
- الدولة ضد الوطن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
- المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل ...
- قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
- أمريكا تطيل عمر داعش
- عالم من الألوان
- كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
- في الرد على الشيخين
- من يفرض شروطه هو المنتصر


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - زينب الغزاوي ،أو كم هي الحقيقة قوية ؟؟؟