أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية














المزيد.....

الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 20:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية
********************************
ان الاسترفاد والامتياح من أي منظومة ثقافية أو مرجعية معرفية لايتم الا في اطار الاكتمال والتطور المضطرد لسيرورة الفكر الذي تنتجه بتوافق مع سلوكات المنتج سواء كان هذا المنتج منظومة جماعية أو منظومة فردية . وقليل من المثقفين المغاربة من تماهى مع هذا الدور الريادي والطلائعي ، وأخلص له في مساره العلمي والمعرفي . من هنا جاء ضعف وقلة بل وانعدام مفهوم المدرسة أو التيارفي التجربة المعرفية المغربية .
في حين اذا ما تم مثلا الاحالة أو الاشارة أو الاستئناس بثقافة الآخر ، الغرب مثلا ، وهو الأقرب الينا ثقافيا ، والأكثر تأثيرا في قيمنا وسلوكنا وثقافتنا ، فاننا نعثر على أكثر من مدرسة و أكثر من تيار ، سواء تزامنيا أو تعاقبيا .
وهذا مؤشر واضح على ضعف التجارب الثقافية التي تتغذى على فروع مختلفة من الانتاجات الذهنية أساسا وتتشكل من منظومة معرفية متكاملة أو ناضجة ، كما هو حال مرسة فرانكفورت النموذجية مثلا . أو حلقية القطيعة الابتسمولوجية .علينا أن نعترف بهفواتنا ونقائصنا اذا ما أردنا تجاوزها وتداركها .
ما الذي سيضير اذا ما حاولنا تصحيح المسار من جديد . يبدو أنه كان هناك اتجاها قويا لترسيخ ثقافة الديمقراطية والانفتاح . لكن فجأة وبقرار سياسي توافقي تم كبح كل شيئ في بداية الطريق . كانت هناك وجهتان مهيمنتان في مسار الفكر المغربي . وجهة يمينية محافظة تقتات على الأصول والتقاليد والهوية الثابتة ، ويمثلهفي المسار السياسي كاطار عام حزب الاستقلال ، واتجاه حداثي تنويري لا يتنصل وينسلخ عن الأصول بقدر ما يحاول تجديدها وتطويرها وتثويرها ، وقد مثل ذلك عن جدارة حزب الاتحاد الاشتراكي قبل انخراطه في التجربة الحكومية لسنة 1998.
تم اقبار المشروعين اللذين يعتبران في الحقيقة مشروعا واحدا اذا ما استعرنا نظرية السالب والموجب الكهربية . ودخل المغرب في عهد محمد السادس دورة الخسوف والتراجع في حالة هستيرية مخيفة . وبسرعة كبيرة انحدر مؤشر المعرفة والفكر والثقافة الى هاويته السحيقة . في نفس اللحظة تم تثمين الهشاشة والضعف وانعدام الكفاءة ، باختصار تم تبني كل مظاهر السلبية والهجانة من قبل الدولة والنظام المغربيين . واقصاء الاجتهاد والتطوير والانفتاح .
هل تم اخصاء الفكر المغربي ؟ . الفكر لا يخصى . انه ينتقل . قد تنشأ ثغرة كبيرة وهائلة في أرض الفكر اذا ما استعرنا ترجمة مطاع صفدي لكتاب جيل دولوز وغاتاري . اذن ماذا يمكن أن نسمي هذا الكسوف للفكر المغربي الذي استطاع أن يحدث توازنا نوعيا على مستوى رقعة الفكر العربي مع المشارقة في أسماء كبيرة . وأخص بالذكر هنا ،محمد عابد الجابري على مستوى الفكر النقدي ، ومحمد بنيس على مستوى النقد الشعري وانتاجه. ومحمد جسوس على مستوى النقد الاجتماعي ، والطيب الصديقي على مستوى الابداع المسرحي ، ونورالدين أفاية على مستوى نقد الصورة . وهذه عينة من أسماء عديدة . كما لاننسى الاشارة الى الذين توجهوا الى الكتابة باللغة الفرنسية أساسا ؛ كعبد الكبير الخطيبي وعبد الفتاح كيليطو .
فماذا بقي بعد هذه الأسماء ؟ . ولكي أبتعد عن جاذبية العدمية ، وبايمان مكين بضرورة وجود جيل جديد من الرواد او من المقتنعين بضرورة الرفع من مستوى الثقافة المغربية بجميع أشكالها ، علي الاقرار بمواصلة بعضهم لتجربته الاشعاعية كالدكتور طه عبد الرحمان ، لكنها تبقى حالة فردية. و رهنت جيلنا وخاصة جيل العشرية الأخيرة ظاهرة خفوت مخيفة للأسماء الجادة ، أو تغييبا وحجبا مقصودا لهذه الأسماء . وهذه لعبة يتقنها النظام المغربي وله فيها باع طويل . خاصة ونحن نتابع رفعه من شأن كل رموز الامعية والانحدار والاسفاف والتخلف .
وعكس ما يقول ايهاب حسن "هناك ارادة وارادة مضادة للقوة الأكاديمية " ، فنحن شاهدون على انفراد القوة المضادة في المغرب بمسلكيات ومخرجات وترويج الفكر العدمي المنحط . انه سلوك دولة ، وغياب الارادة الحرة للمثقف المغربي الذي انكمشت رقعته وتقلص حجم اشتغاله الى درجة الغياب ، لايمكن أن يشفع له . وهنا لابد من تحميل المثقف مسؤولية التغييب ، فالثورة التكنولوجية جاءت كمنقذ من العدم وحداث نوع من موازنة الرعب اذا جاز التعبير ، ما دمنا في حقل صراع من طرف واحد .
ان التاريخ لا يرحم ، والتاريخ لا يشهد الا على العمل البناء ، ولا يدخله الا المبدعون والمكتشفون ومن لهم اضافات في النشاط الانساني المتعدد والمتنوع . فالقضية لا تخص شخصا ، مادامت الأمور قد شخصنت في المغرب الى درجة الالغاء والاقصاء بشكل مرفوض تماما .
الفجوة اذن صارت اضخم مما قد نتصوره ، بين جهد الأولين او الجيل الأول بعد الاستقلال ، وبيننا . وما لم نتصالح مع ذاتنا فان التطور البشري سيدوسنا وينطلق نحو الرحاب الواسعة بدوننا . دورة الفكر والجهد الذهني لا تقف عند سقف معين . والانتاج الفكري لا حدود له ولا عمر ، هو دوما في طور المراهقة واليفاعة . فاين نحن اليوم ؟ سؤال يجد مشروعيته في نوع الكتابات المغربية التي تخرج الى السوق . وفي درجة عمقها وتجديدها .
انه انقطاع زمني ، وهذا هو الخطير في الأمر . توقف العقل المغربي على الانتاج والمشاركة في تشكيل الوعي العربي والاسهام في الوعي الانساني . انه انقطاع السلالة الفكرية والروحية . فمن يتحمل المسؤولية ؟ .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية بكل عنفوانها
- وزير الداخلية المغربي يحن الى زمن ادريس البصري
- الفرق بين دولة السياسة ودولة القبيلة
- أصلنا صفر
- هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
- نصوص تقابلية
- هل يستطيع أوباما توريط ايران ؟
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-
- الدولة ضد الوطن
- مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
- المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل ...
- قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
- مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
- أمريكا تطيل عمر داعش
- عالم من الألوان
- كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
- في الرد على الشيخين
- من يفرض شروطه هو المنتصر
- هل يموت المطر


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - خالد الصلعي - الانقطاع الزمني ووأد السلالة الفكرية المغربية