|
استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية بكل عنفوانها
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4648 - 2014 / 11 / 30 - 04:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استعدوا أيها العرب ، عودة الديكتاتورية العربية بكل عنفوانها ********************************************* الديكتاتورية والاستكبار ، الهيمنة والاستحمار ، السيطرة والاحتقار ، التسلط والاستعمار ، كلها مفاهيم ممجوجة ومكروهة من قبل الانسان السوي ، الانسان المتوازن ، الانسان المنفتح على الوجود ، التواق الى المستقبل . بما تعني لفظة المستقبل من معاني سامية كالتطور والازدهار والنمو والاضافة والاغناء والاثراء . لكن ما أصبح مؤكدا الآن هو دخول العالم العربي في نفق أسود كالح . وعودة المجتمعات العربية الى ماقبل سنوات الصراع حول السلطة في العالم العربي بعد الاستقلالات الصورية والشكلية . بما لايدع مجالا للشك ، ان القراءة المضمونة من قبل أجهزة الاستخبارات الدولية التي تعتمد على دراسات المعاهد المختلفة التي ترعاها لوبيات الاقتصاد العولمي ، قد وصلت الى نتيجة نعرفها جميعا . لكننا نتحاشى افشاءها حفاظا على نوع من الاستقرار النفسي المزيف الذي يعيشه بعض الأفراد من المجتمعات العربية . ومفاد هذه الدراسات أن العالم العربي مازال في طور الغيبوبة ، وعليه قبل أن يستفيق منها أن يجد نفسه في نفس الأنظمة التي انتفض وثار عليها ، وبنسب أكثر استبدادية وتحجرا وتحجيرا . وهو واقع للأسف تشهد عليه مختلف التراجعات عن آمال وسقوف الثورات والانتفاضات والحراكات الاجتماعية العربية منذ بدايتها سنة2011 . فالتراجع عن مجمل مكتسبات هذه التجارب واضح للعيان ، سواء في تونس أو في اليمن أو في المغرب أو في ليبيا ، أما سوريا فان تبئير الصراع الدولي حول المنطقة ، جعلها شبيهة ببالوعة تتجمع فيها جميع تيارات الاستقطاب والصراع الدولي لحساسيتها الجيوستراتيجية . المواطن مرفوض في الدول العربية اذن ، والرعية هو المطلوب ، الحر منبوذ في الجغرافيا العربية والعبد هو المأمول . فالمواطن والحر فرد خارج الدولة حسب تعبير بورديو . وهو ما ينتج رد فعل برفض هذا المواطن وهذا الحر للدولة . لكن في مجتمع بورديو لا يتم اخصاء الفرد واقصاؤه وتهميشه ومعاقبته . فالدستور والقوانين تحميه من أي شطط مؤسساتي وتصون جميع حقوقه رغم جدلية الرفض المتبادل . فالدولة لا تشخصن في المجتمعات الغربية ، بينما في مجتمعاتنا تأخذ الدول صفة الحاكم سواء كان ملكا ورث ملكه أبا عن جد ، أو رئيسا طارئا على سدة الحكم . وهو ما يسميه علماء السياسة بالدولة العميقة . ولكي تحافظ الدولة العميقة على امتيازاتها المكرسة بالحديد والنار ، فانها تشكل رأسا يخدم مصالهم جميعا . ولا علاقة له بالوطن أو بالمصالح العليا للوطن . والدليل هو العودة الى الممتلكات والثروات التي كشفتها الثورات العربية المجيدة ، بعد اسقاط رؤوس الشر ، وكشفت مدى النهب الذي مارسوه في حق ثروات الأوطان التي حكموها . بل ان رئيسا كعلي صالح باع أحد الموانئ ووضع مقابله المادي في حسابه الشخصي أي في جيبه . والأمثلة كثيرة طبعا ، فهذا القذافي الذي كانت مداخيل نفط ليبيا تمر مباشرة باسمه الشخصي . وهذا مبارك الذي كان يبيع الغاز لاسرائيل بثمن أرخص مما يبيعه للمصريين . وهنا في المغرب يكفي أن نطل على ميزانية القصر ، لنكتشف مدى العبث بمقدرات المغرب واستحواذ القصر وبعض المؤسسات على مجمل ميزانية دافعي الضرائب ، بينما معظم الشعب يعيش مخاضات معيشية مريرة وصعبة . وبتبريئ مبارك يكون معه عقد العودة الى الوراء القريب قد اكتمل ، وكأننا أمام مشاهد مسرحية متناغمة ومركبة تركيبا دقيقا . دعونا نربط المشاهد بعضها ببعض لتتضح الصورة أكثر : 1-التراجع عن اسقاط نظام بشار ، والاكتفاء بحرب استنزاف للمنطقة يخرج منها آجلا او عاجلا الجميع خاسرا . 2-اسقاط نظام مرسي عبر ثورة مضادة ، وعودة نظام مبارك ، مع ما استتبع ذلك من طغيان وبطش . 3- توفير غطاء دولي لسيطرة الحوثيين على جميع مؤسسات الدولة الهجينة في اليمن التعيس . 4- فوز حزب نداء تونس ، ووتصدر القايد السبسي للانتخابات الرئاسية . 5-عودة سلطة المخزن بكل ثقلها في المغرب عبر محاكمات صورية لنشطاء حركة 20 فبراير ، والتضييق على النشطاء الحقوقيين وجر الصحفيين نحو دهاليز المحاكمات اللاقانونية . هذه المشاهد في تركيبها واعادة تركيبها تعطينا صورة بانورامية وصادقة على عودة الدول العربية الى مربع الديكتاتورية بسرعة شديدة . بعودة نفس الأنظمة ، لكن هذه المرة بتوافقات أكثر خبثا كما يحدث في تونس ، وبمناورات أكثر انتقاء كما يحدث في المغرب ، وبقوة باطشة كما يحدث في مصر ، وبانقلاب ناعم كما يحدث في اليمن .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير الداخلية المغربي يحن الى زمن ادريس البصري
-
الفرق بين دولة السياسة ودولة القبيلة
-
أصلنا صفر
-
هل تتخلى قطر عن قوتها الاعلامية الجبارة ؟
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية -9-
-
نصوص تقابلية
-
هل يستطيع أوباما توريط ايران ؟
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -رواية-8-
-
الدولة ضد الوطن
-
مجتمع آخر أو مجتمع الجناكا -7-
-
المكون الوجودي في قصيدة -داروها لحروف وحصلت فيها المعاني - ل
...
-
قراءة أخرى لخطاب الملك محمد 6 بتاريخ 10--10--14
-
مجتمع آخر ، أو مجتمع الجناكا -6-
-
أمريكا تطيل عمر داعش
-
عالم من الألوان
-
كيف نستثمر ردع المقاومة لاسرائيل
-
في الرد على الشيخين
-
من يفرض شروطه هو المنتصر
-
هل يموت المطر
-
اسرائيل وشرط الردع
المزيد.....
-
وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع
...
-
تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
-
السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس
...
-
زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
-
الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا
...
-
الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
-
تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
-
أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
-
كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
-
تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|