أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7















المزيد.....

الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفي الوقت الذي كانت الانشقاقات تتعمق بحدة بين أرمن مصر، كانت القوات الكمالية والمجاعات والأوبئة تجتاح أقرانهم في قيليقية. ولذا ، أرجأ المجلس الملي بالقاهرة مصير الاتحاد القومي مؤقتا ونادي ب"ضرورة التوافق والعمل بدفعة قوية من اجل قيليقية. وفي هذا الصدد ، أعلن المطران توركوم كوشاجيان بان مسألة قيليقية ملحة. ويجب بذل أقصي جهودنا في بحثها وإيثار المساعدات لها" . كما أكد الوقت قد حان ل التضحية بالمبادئ والأفكار. ولا بد أن نتوافق جميعا في سبيل المصالح القومية العليا" .
ولهذا ، عقد المطران اجتماعا مع ممثلي الاتحاد القومي والأرمن الكاثوليك والأرمن البروتستانت وبعض الأعيان لمناقشة موضوع قيليقية المتوهج . واستهدف الاجتماع تحديد المسار الذي يجب أن تسلكه الجالية الأرمنية المصرية في هذا الوقت العصيب من هذه المحنة القومية.
وبعد سلسلة مداولات ، اقتنع الجميع بان واجب الجالية يتمثل في توفير السلاح والمؤن والأموال. وقرروا في 20 يونية تشكيل هيئة خاصة بتبرعات قيليقية مؤلفة من الاتحاد القومي والمجالس الملية. وأسفرت حملات التبرع عن "6200" جنيه مصري ، أرسلها أرمن مصر لقضاء احتياجات أرمن قيليقية الحيوية.

ثم تسلم المطران خطابا يدمي القلب في وائل أكتوبر 1920 من أرمن مرسين بقيليقية عن جلاء الجيش الفرنسي المرتقب من هذه المنطقة. وبعد مداولات مطولة في هذا الشأن ، أرسل مجلس ملي القاهرة في 11 أكتوبر 1920، ولكن عبثا ، احتجاجات إلي الدول الأوربية الكبري لصالح الشعب الأرمني المغلوب علي أمره في قيليقية كما أجمع المجلس علي بقاء الوفد القومي الأرمني بباريس لمطالبة بالأراضي الأرمنية الواقعة تحت الوطأة التركية خاصة قيليقية والأراضي الاخري التي لم تلحق بالجمهورية الأرمنية.
وبخلاف قيليقية ، اجتاحت القوات الكمالية الجمهورية الأرمنية في القوقاز . عندئذ، نشر المطران الأرمني بناء علي مناشدة الجاثليق، النداءات تلو الأخرى للشعب الأرمني في مصر علي صفحات الجرائد من أجل التبرع الجماعي: "... عاود العدو التركي غاراته علي أرض الوطن المقدس بهدف إبادة الشعب. عن الحياة الآمنة التي تسعد بها أيها المواطن والسلام الذي تنعم به علي أرض مصر لا يجب أن يغفلانك عن واجب نحو وطنك الأم الذي يعاني من المذابح . فقم واعط ولا تبخل عن الاشتراك في العمل السامي ؛ ألا وهو إنقاذ الوطن" . وفعلا ، استجاب أرمن مصر بحرارة لهذه النداءات ، ونظموا حملة تبرعات لإغاثة أقرانهم في الجمهورية سميت ب الصندوق الذهبي ، وقد تبرعوا خلالها ليس بالنقود فقط ، ولكن أيضا بالمشغولات الذهبية والحلي والخواتم وغيرها.
وبينما كان جمع التبرعات يجري بين أرمن مصر علي قدم وساق ، انخرطت الجمهورية الأرمنية في التيار السوفيتي ، وصارت جمهورية سوفيتية اشتراكية ، ولذا ، رفضت السلطات البريطانية في مصر إرسال أية تبرعات مادية وعينية إلي أرمينية . فعلي سبيل المثال ، اشتري أربعة عشر من الأرمن الأثرياء مع حزب الرامجافار الدستوري بعض الطائرات لإرسالها بمثابة هدية إلي حكومة الجمهورية الأرمنية. ولكن تبلشف أرمينية في 29 نوفمبر 1920 جال دون إرسالها حيث أبقاها الإنجليز لديهم بمثابة عهدة . وبعد فترة وجيزة، لم يعد لهذه العهدة أي أثر.
ولكن بانضمام الجمهورية الأرمنية إلي التيار السوفيتي وتسليم فرنسا منطقة قيليقية إلي حكومة أنقرة في 20 أكتوبر 1921 ، لم يعد أرمن مصر يهتمون بالقضية الأرمنية ، ودبت النزاعات بينهم علي اختلاف انتماءاتهم. وأعلنت المطرانية الأرمنية انفصالها التام عن الاتحاد القومي الذي اتخذ خطوات ضارة بالقضية الأرمنية. ولذا ، طالب مجلس ملي الأرمن بالقاهرة بطريركية الأرمن الأرثوذكس بالأستانة والوفد القومي الأرمني في باريس بضرورة حل الاتحاد. وفعلا ، اتخذت الجهات الأرمنية المسئولة قرارها بتصفية الاتحاد نهائيا في 25 أبريل 1921.
وفي نفس الوقت ، أجهضت رغبات الأرمن الوطنيين للعمل الإيجابي المتناسق بين الطوائف الثلاث ( الأرثوذكسية ، الكاثوليكية، البروتستانتية )لصالح القضية الأرمنية. فالكاثوليك مؤلفين من مزيج أشتات عناصر مختلطة غير مكترثين، والبروتستانت غير متوافقين فيما بينهم . زد علي ذلك ، تفاقم حدة النزاعات الحزبية.
وقد علق المطران الأرمني توركوم كوشاجيان علي ما وصلت إليه حالة الأرمن المصريين بقولة:" يجب ألا نصغر أنفسنا أمام الأغراب والحكومة ، وأن ننشر الصورة القاتمة الحزينة لمسائلنا أمامهم ."
وبينما كان أرمن مصر منقسمين ومتناحرين غير مكترثين ، كان المؤتمرون في لوزان (24 يولية 1923) يجتثون القضية الأرمنية من جذورها. هكذا ، يلاحظ أن أرمن مصر قد تأرجحوا في تفاعلهم إزاء القضية الأرمنية بين الإيجابية والسلبية منذ تدويلها في برلين 1878 وحتي تمويتها في لوزان 1923 . وقد سعت كل طبقة إلي حل القضية من وجهة نظرها وفي إطار مصالحها. ولكن أسفرت أوضاع الأرمن في الدولة العثمانية عن تبوء أرمن مصر مكانا رائدا قياديا بخصوص القضية الأرمنية. فبعد إبطال بطريركية الأرمن الأرثوذكس بالأستانة- محامي القضية الرسمي – أثناء الحرب العالمية الأولي وحتي من قبلها. أوكل جاثليق الأرمن المقيم بإيتشمادزين في أرمينية الروسية هذه المهمة إلي الصفوة الأرمنية في مصر ذات العلاقات الاقتصادية والتوجهات السياسية مع أوربا لا سيما بريطانيا وفرنسا.
وفي هذا الإطار، أخذت الصفوة الأرمنية المصرية علي عاتقها عبء حل القضية الأرمنية. ورغم أنهم ناشدوا الدول الكبري لإحياء المادة "61" الخاصة بالأرمن في معاهدة برلين 1878 واتخذوا الإجراءات في سبيل تحقيق الحكم الذاتي لأرمينية ن إلا أنهم لم يصلوا إلي نتائج محددة في هذا الشأن.
ومع أن الأرمن المصريين قد ألفوا فيما بينهم " الاتحاد القومي" لمتابعة مطالب الشعب الأرمني وحقوقه، إلا أن سياسته الانشقاقية لم ينجم عنها أية ثمار إيجابية.
ورغم هذا الإخفاق ، أسهم أرمن مصر بفاعلية شديدة في إغاثة أقرانهم العثمانيين المنكوبين وإنقاذهم ، فضلا عن الإسهامات البارزة في ميدان التطوع علي جبهتي القوقاز والشام. ولكنهم فشلوا في حل القضية الأرمنية بسبب الضغوط السياسية الدولية، وتطويق سلطات الاحتلال البريطاني لنشاطهم خاصة مع قيام الحرب العالمية الأولي.ناهيك عن انشقاقاتهم المزمنة.
وجديربالذكر أن المناحرات الحادة بين أرمن مصر لم تكن مقصورة علي كيفية حل القضية الأرمنية فحسب، بل ظلت نفس المناحرات تصاعدا وتعمقا ، فيما بينهم خلال رؤيتهم لجمهورية أرمينية الاشتراكية السوفيتية



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-6
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-5
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-4
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-3
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-2
- الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-1
- الجمعيات الأرمنية في مصر-5
- الجمعيات الأرمنية في مصر-4
- الجمعيات الأرمنية في مصر-3
- الأرمن في مصر ( 1896- 1961 )
- الجمعيات الأرمنية في مصر-2
- الجمعيات الأرمنية في مصر
- ضبابية الموقف الأمريكي إزاء الإبادة الأرمنية
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر - 3
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر-2
- نشاط الأرمن في الصحافة والأدب في مصر
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان-2
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر-ألكسندر صاروخان
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- المبدعات الأرمنيات وخصائص الف ...
- الأرمن والفنون الجميلة في مصر- أونيج آفيديسيان والأرمن السكن ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن المصريون والقضية الأرمنية-7