أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال














المزيد.....

القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4625 - 2014 / 11 / 5 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أين يقف كل هؤلاء الشيوعيون الذين لم يترددوا في تبني وجهة نظر النظام الأسدي باعتباره النظام الممانع والعلماني الوحيد في الشرق، والذين تطوعوا للدفاع عنه إعلاميا في وقت كان ولا يزال يمارس أبشع المجازر بحق الشعب السوري الذي لم يطلب سوى بعض الحرية والحياة الكريمة؟
تتعرض مدينة القدس منذ مدة ويتعرض المقدسيون كما المسجد الأقصى لأوسع هجمة صهيونية عنصرية منذ استكمال احتلال المدينة في حزيران 1967، وعلى مرآى من الأنظمة والشعوب وفي ظل تغاض وتواطؤ كاملين من القوى السلطوية الفلسطينية والعربية.
وهنا تحضرني العبارة الشهيرة التي طالما رددها على مسامعنا كل الممانعين من الشيوعيين الذين حزموا أمورهم الى جانب النظام الأسدي الدموي في دمشق في مواجهة ثورة الشعب السوري بذريعة خرقاء تعتبر أنّ هذا النظام المجرم نظامَ ممانعةٍ في وجه أمريكا واسرائيل!
"كل بوصلة لا تشير إلى فلسطين مشبوهة!"
هذه العبارة رددها "الممانعون" بكثرة ردا على الانتفاضات الشعبية التي طرحت حقوق الشعوب في مقدمة الاهتمامات على مدى السنوات الأربع الماضية باعتبار أن هذه الانتفاضات لم تؤشر صراحة إلى القضية الفلسطينية التي طالما اعتبرت القضية المركزية للعرب.
لكننا لم نعد نرى أو نسمع تلك العبارة منذ مدة، اي منذ أن غرق ما يسمونه "محور الممانعة" وحزب "المقاومة" في الحرب على الشعبين السوري والعراقي وتواطئهما مع التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا والذي يدعي محاربة "داعش"، داعش الذي يستمر في توسعه في ظل الغطاء الجوي لنظام الأسد وللتحالف الدولي على حد سواء.
ولكن أين فلسطين اليوم من شعارات "الممانعين"؟ بل أين القدس والمقدسيين والمسجد الأقصى من قاموسهم المثقوب؟
لا شك أن الكيان الصهيوني يستغل كل ما يتيح له مزيدا من التوسع على حساب أهل الأرض وأصحابها، وخصوصا في القدس، بما في ذلك رفع منسوب العنصرية لدى المستوطنين وتشجيعهم على ارتكاب الجرائم بحق المقدسات لاستفزاز المقدسيين وجرِّهم الى أعمال عنف تبرر له سلوكه الاجرامي سواء بهدم منازل المقدسيين ودفعهم الى مغادرة مدينتهم أم بطردهم مباشرة منها أو لتبرير مزيد من بناء المستوطنات على أنقاض بيوت المقدسيين وفي أراضيهم، خصوصا أن هذا العدو يدرك تماما مدى اليتم الذي يعانيه هؤلاء في هذه المرحلة،على المستويات الرسمية وحتى الشعبية فلسطينيا وعربيا وأمميا.
ففي الوقت الذي يمعن فيه الاحتلال في قمع حركة الاحتجاج المقدسية وانتهاك المسجد الأقصى وقتل المحتجين، يطالعنا المسؤولون الأردنيون بعبارات من مثل: أن مثل هذه الأفعال تشجع الارهاب! وكأنهم يقولون، أنه لولا الارهاب لكان لا باس!
في حين تذهب سلطة محمود عباس الى مجلس الأمن ويعلن وزير الخارجية الأمريكي إدانته لحادثة "الدهس" التي قام بها مواطن مقدسي غاضب ردا على عملية الدهس اليومي التي يمارسها الاحتلال بحق أهله في مدينتهم!
لقد نجحت القوى السلطوية في الضفة وفي غزة في تقسيم الشعب الفلسطيني والضغط باتجاه جعل كل منطقة منفصلة في همومها ومشاكلها عن المناطق الأخرى بما ينسجم والسياسة الصهيونية الهادفة إلى تحويل المناطق الفلسطينية الى كانتونات منعزلة يسهل قضمها وهضمها. وقد نجحت عصابات السلطة في بلدان الوطن العربي في إلهاء الشعوب بما تمارسه من جرائم مروعة بحقها، فلم تعد قادرة على التعبير المؤثر عن تضامنها الفعلي مع الشعب الفلسطيني المسحوق. في حين يتلهى أدعياء الشيوعية بالشعارات الجوفاء التي لم يعد أحد على استعداد لسماعها، بدل أن يمارسوا الدور المطلوب منهم في الدفع باتجاه تضامن أممي مؤثر مع الشعب الفلسطيني يضغط على مراكز الهيمنة الامبريالية ويواكب نضالات الشعب الفلسطيني ويدعمها. لكنهم اليوم مشغولون بدعم مافيا حزب الله وقواتها المأجورة التي تخوض حربا دموية ضد الشعب السوري الذي يعرف طريق فلسطين وطريق القدس أكثر بكثير من أية قوة سلطوية أو مافيوية مهما رفعت من شعارات سياسية أو ارتدت من الوان دينية.
وهنا نعود لنذكر كل قوى التحرر وعلى وجه الخصوص قوى اليسار في العالم بدورها الذي يفرض عليها ممارسة كل ما من شأنه تحشيد الشعوب في حركة تضامنية واسعة مع الشعب الفلسطيني الذي يتم سحقه من غزة الى الضفة الى القدس الى النقب والساحل والجليل. فليس حرا ولا يسارا من يتخاذل عن القيام بهذا الدور للضغط على السلطات المركزية في النظام العالمي المعادي من اجل وقف العدوان الصهيوني المستمر وإحالة المجرمين الصهاينة الى المحاكم الجزائية الدولية لينالوا ما يستحقونه، مع علمنا بضعف استقلالية هذه المحاكم.
لا شك أن "بوصلة لا تؤشر إلى فلسطين هي بوصلة مشبوهة" ولكن لا بد لمن يطلق هذه العبارة أن يفهم أولا المعنى الحقيقي منها وأن يعرف الاتجاه الصحيح الى فلسطين.
فما من طريق الى فلسطين الا طريق وحدة وتحرر الشعوب، الطريق التي تفرض التخلص من كل أنظمة القهر والقتل والفساد والاستبداد. فما من مافيا حاكمة إلا ومردود سيطرتها يصب في طاحونة الكيان الصهيوني.
ليس للشعوب المضطهدة إلا أن تتآزر وتتوحد في مواجهة صلف الامبرياليين والصهاينة، إذ أن قوى السيطرة والهيمنة مركزيا وإقليميا وعصابات السلطة المحلية في كل مكان باتت في خندق واحد في مواجهة الشعوب وتمارس كل ما من شأنه سحقها وإعادة إنتاج تخلفها لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإعادة إنتاج أنظمة سيطرتها.
فيا يتها الشعوب المضطهدة اتحدي! لا تنتظري مخلصا ولا حزبا ولا قائدا ملهما ولا زعيما منقذا. فقد تهاوى الجميع الى خندق العدو وبتِّ وحدك المسؤولة عن إعادة إنتاج الحياة الحرة على هذا الكوكب!



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمييز ضد الطلاب السوريين في لبنان
- أبعد من داعش
- باستيل دموي بمقاس غزة!
- حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس
- الاسلام -المقاوم-، حزب الله نموذجا
- في عيد العمال العالمي
- لبنان والانتخابات الرئاسية: -بوتفليقة- لبناني أم الفراغ؟
- هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق
- -الخطة الأمنية- تستمهل المتورطين!
- لبنان: الشيعة والمقاومة ومافيا حزب الله
- الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه
- محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-
- مؤتمر إنقاذ أم مؤتمر أنقاض؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال