أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - باستيل دموي بمقاس غزة!















المزيد.....

باستيل دموي بمقاس غزة!


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4556 - 2014 / 8 / 27 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




" بعد 45 يوما من الحرب على غزة
اصبح القصف عاديا
هدم البيوت عاديا
قتل الاطفال عاديا
اصبحنا نعد القتلى والجرحى... كأننا نعد النجوم.. الدقة غير مطلوبة!
غزة مدينة الفقراء الرخيصة ارواحهم ومعاناتهم." (جنين مصطفى: على صفحتها على الفايسبوك)

عندما قرّرَ آرييل شارون رئيسُ الوزراء الاسرائيليّ الأسبق، تفكيكَ المستوطناتِ جميعِها في قطاعِ غزةَ والانسحابَ النهائيَّ مِنها، لم يكن في واردِ تركِ الشّعبِ الفلسطينيّ، المكتضِّ فيها، للحريةِ والعيشِ بسلام.
فغزةُ التي تعد من أكثر مناطق العالم كثافةً سُكّانيةً، لن تغرقَ في البحر كما تمنّى اسحق رابين رئيسُ وزراءِ العدوِ الأسبق، كما لم يكن بالامكان إغراقُها بالاستيطان كما رغب بذلك كبارُ القادة الصهاينة. وظلّت المستوطناتُ السبعةَ عشْرةَ التي أنشئتْ في غزةَ على مدى ثمانٍ وثلاثين سنة، والتي لم تكن تشبه الا الثكناتِ العسكرية، محاصرةً بالعمليات الفدائيةِ التي أنهكتْها وأنهكتْ معها قدرةَ الاحتلال على تفادي تلك العمليات.
من هنا كان قرارُ شارون ، الانسحابُ الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك تفكيكُ جميعِ المستوطنات هناك وبعد أقلّ من خمس سنوات على الانسحاب المُهينِ من جنوبيّ لبنان، قراراً فوجِئَ به العالم. وأُعطيَ الكثيرَ من التفسيرات والتبريرات.
ومعروفٌ أن شارون أحدُ كبارِ مجرمي الحربِ الصهيونية على العرب، في فلسطين كما في لبنان. لذلك لا يمكن أن يُلبسَ لِباسَ رجلِ السلام أو أن تُعتبرَ خطوتُه مؤشّرا على نوايا صادقةٍ حيالَ السّلام مع الشعب الفلسطيني بعد مقاومةِ عقودٍ وصراعٍ مديدٍ وانتفاضتين مَشهودتين لم تكسرْهما كلُّ محاولات الالتفافِ والتطويقِ بأشكالِ وألوانِ التفاوضِ غيرِ المُجدي، رُغمَ انْحدارِ القوى الفلسطينية الرئيسية في منظمة التحرير إلى هذا الدِّرْكِ ورُغْمَ انتظاراتٍ حكمتْ بعضَ المُترددين حيال خياراتِ الثورة والمقاومة في ظلّ حصارِ الأنظمة العربية والقوى الدولية وتزايدٍ ملحوظٍ لِقوى الإسلام السياسيّ والجهاديّ لمَلء الفراغِ الناشئِ عن تراجعِ دورِ القوى الوطنية الفلسطينية (العلمانيّة) في المقاومة المسلّحة والمَدنية، والتي ذهبتْ باتّجاهِ البحثِ عن سلطة موعودة موهومة، جنباً إلى جنب مع، بل تحتَ جناح الاحتلال.
اذٍ، لماذا كان الانسحابُ وتفكيكُ المستوطنات من غزة؟
تؤكد لنا الوقائعُ خلال السّنوات التسعةِ المنصرمةِ أنّ الهدفَ من هذا الانسحاب لم يكن الا لتحويلِ غزةَ الى باستيل كبير تحت حصارٍ تامّ يتحكم فيه الاحتلال الذي يُديرُ معابر التنفّسِ التي تفصل غزة عن سائر فلسطين، وبحيث يكون وضعُ معبرِ رفح الذي يصِل القطاعَ بمصرَ تماما كوضعِ معبر كرم أبو سالم مثلا الذي يصِل القطاعَ بفلسطينَ المحتلة. أي تحكمُه نفس شروط الاحتلال ومصالحُه.
وعليه كان المطلوبُ من خطة شارونَ التخلّصُ من التواجد الدائم في القطاع كي يُمكِنَ الاطباقُ عليه والتضييق التامّ على المقيمين فيه إضافةً طبعاً إلى جعلِه عُرْضةً للحربِ الدائمة التي تتصعّدُ بينَ وقتٍ وآخرَ ليصبحَ القطاعُ مكاناً غيرَ صالحٍ للعيش!
فالصّراع في غزةَ ليس صراعاً على أرضٍ ولا على موقعٍ استراتيجيّ ولا على ثروات، ولكنّه حربٌ صهيونية الهدفُ منها جعلُ الفلسطينيين المقيمين في غزةَ عاجزين عن الاستمرار.
وقد جاء الانقسام السياسي بين سلطة أوسلو برئاسة محمود عباس وبين حركة حماس التي سيطرت على القطاع ليحققَ للاحتلال هدفاً كبيراً في تسهيلِ فَصْلِ القطاع عن باقي فلسطين وبالتحديد عن الضفة الغربية سياسياً بعد أن تمّ عزلُه جغرافيا.
وبعد أن تفاقمت أزمة كلٍّ من سلطة محمود عباس في الضفة الغربية وسلطةِ حماس في غزةَ، كان شرطُ التوافقِ على "إنهاء الانقسام" والعمل على تشكيل حكومة موحّدة ضرورياً لكلا الطرفين، ولكنّه كان أمراً يتهدد خطةَ الاحتلال في تأبيد الانفصالِ بين الضفة والقطاع. فكيف تجلّى التوافقُ المُعلَنُ في ظل الحرب الأخيرة التي تُشنّ على غزةَ إثرَ ذلك التوافق؟ وماذا قدّمتْ سلطة أوسلو للمقاومة الفلسطينية التي تواجه الدمارَ الشاملَ على أيدي قوات الاحتلال هناك؟ هل تخلّت عن التنسيق الأمني مع الاحتلال؟ هل دافعت عن الحراكِ الشبابيّ والشعبيّ في الضفة الغربية الذي يُحاول إشغالَ المحتلّ، في تضامنه مع غزة؟ هل واجهت قطعانَ المستوطنين الذين يواصلون تحرّشهم واعتداءاتهم على الشباب الفلسطيني الذي يحاول إطلاق انتفاضة جديدة تحرج الاحتلال؟
لم تكن مظاهرُ قمعِ المتظاهرين الفلسطينيين على أيدي أجهزة سلطة أوسلو مستبعدةً طالما أن التنسيقَ الأمني مع المحتل لا يزال قائماً وطالما نعرف لأي هدف أنشئت تلك الأجهزة ودُرّبَت.
وليس غريبا أن تُمارسَ السّلطة التي يتزعمُها محمود عباس دورَ الوسيطِ بدلَ أن تمارس دورَ المقاوم المدافع عن الشعب الفلسطيني الذي يتكرّر العدوان الهمجيّ عليه في غزة، وتُدمّرُ المباني فوق رؤوسِه بما في ذلك مدارسُ الأنوروا التابعة للأمم المتحدة.
ولا أخفي أن توقّعي لانتفاضة في الداخل الفلسطيني المحتل منذ 1948 وبمشاركةٍ يهودية واسعة كان أكبر من توقعي لانتفاضة مؤثرة تحصل في الضفة الغربية نتيجة الظروف السياسية وخاصة الأمنية (التنسيق الأمني). من هنا كانت الدعوة الى أن لا يتّخذَ الصراعُ بين المقاومة الفلسطينية وبين الكيان الصهيوني المُحتل طابعاٌ طائفياً أو دينياً أو قومياً ضدّ اليهود لأن تفكيكَ الكيان الصهيونيّ كدولة عنصرية مُحتلة لن يكون إلا بمساهمة فِعلية من المقيمين اليهود أنفسهم، وتحديداً تلك الطبقات أو الشرائح التي تكتشف يوماً بعد يوم حقيقةَ هذا الكيان ووظيفته.
أما قطاعُ غزة، السّجنُ الكبير الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني المقيم هناك، بالنسبة للدولة الصهيونية ينبغي أن يلعب دورَ بُؤرةِ التوترِ الدائم والفزاعةِ الأبدية للمقيمين اليهود في الداخل الفلسطيني كي يستمروا في لعب دورِ الوقود للوظيفة العدوانية الدائمة لهذا الكيان.
ولكن المقاومة في غزةَ تستمرّ وتتطور رغماً عن كل ذلك، وعليها أن تتطورَ باتجاه دفعِ مزيدٍ من اليهود للتحرّر من العُقدة الصهيونية العنصرية وباتجاه الانقلاب على الكيان العنصري الذي لن يؤمّن لهؤلاء اليهود لا الأمنَ ولا السلام.
وفي ظل الهدنة التي استجدت اليوم أقول:
السّلام لذكرى من سقطوا والتأسّي والعزاء لغزةَ الجريحة، والمجد للمقاومة الثورية الحرّة!
أما موضوع التفاوضِ المُرتقب فلنا في هذا المجال تجاربُ معروفة مع الكيان الغاصب.
لن يتحرّر القطاعُ الا بتحرير كاملِ فلسطين. فلتكن استراتيجية المقاومة بمقاسِ كلّ فلسطين، وليس بمقاسِ فتح معبر من هنا وتسوّلِ سلطةٍ مُرتهنة من هناك.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس
- الاسلام -المقاوم-، حزب الله نموذجا
- في عيد العمال العالمي
- لبنان والانتخابات الرئاسية: -بوتفليقة- لبناني أم الفراغ؟
- هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق
- -الخطة الأمنية- تستمهل المتورطين!
- لبنان: الشيعة والمقاومة ومافيا حزب الله
- الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه
- محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-
- مؤتمر إنقاذ أم مؤتمر أنقاض؟
- في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة
- مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار
- الثورة اليتيمة!


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - باستيل دموي بمقاس غزة!