أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الجهاديون فك الكماشة الثاني














المزيد.....

الجهاديون فك الكماشة الثاني


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القراءة المنهجية للظروف التي أنتجت ما يسى "الاسلام الجهادي"، وبالأخص، الظروف التي اسهمت في جعله قوة مسيطرة بسطت ظلالها السوداءعلى مساحة الصراع في البلاد العربية التي شهدت ثورات شعبية تحت شعار الحرية، ينبغي تلمّسها من خلال الأحداث التي شهدتها هذه البلدان على مدى السنوات الأربع الأخيرة.
مثّل خروج المارد الشعبي منذ 17 ديسمبر 2010 مفاجأة صاعقة للنظام الرأسمالي العالمي بمراكزه وأطرافه، في حين كان منشغلا بمسألتين:
-الأزمة الاقتصادية البنيوية التي تضربه في العمق،
-والتجاذبات الدولية والإقليمية التي تمهد لتعدد أقطاب جديد على المستويين العالمي والإقليمي نتيجة تراجع دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة، وتقدم كل من الصين وروسيا وصعود تركيا وإيران.
إن خروج المارد الشعبي انطلاقا من سيدي بوزيد وصولا الى ميدان التحرير والانجازات الصاعقة التي فرضتها الانفاضات الشعبية في وقت قياسي ( سقوط نظامين أساسيين في المنطقة) فرض تقديم مواجهة هذا الحدث الصاعق على كل ما عداه من قضايا. وخصوصا بعد أن طرقت الانتفاضات بقوة أبواب العواصم العربية جميعا وأبواب غالبية العواصم الأوروبية وكل من نيويورك ولندن وموسكو وشنغهاي...
فكان الالتفاف على الثورتين التونسية والمصرية من خلال عمليات تسويق ديمقراطية الصناديق ومساعدة الاخوان المسلمين للوصول الى السلطة. ولكن هذا الخيار سرعان ما أكد فشله. في البحرين تدارك نظام رأس المال العالمي الأمر بسرعة وأرسل قوات درع الخليج فيما تولى النظام الإيراني تسهيل المهمة من خلال الترويج لدعم طائفي لثورة البحرين ساهم فيه حزب الله اللبناني ومؤيدوه.
في اليمن إضافة الى القمع الدموي الذي مارسه نظام علي عبدالله صالح بحق الثوار الشباب، اشتغل النظامان الاقليمي والدولي على إذكاء النزعات والنزاعات القبلية والطائفية وزج بالقاعدة لتضرب بقوة في مناطق الجنوب، ما جعل القبول بالوساطة الخليجية أمرا ممكنا.
وفي ليبيا كانت المبادرة للاعلام القذر ولعملاء المخابرات الأمريكية والأوروبية من قدامى معارضي القذافي في استجداء التدخل الأطلسي وتحويل الصراع الى قبلي وديني .. وحين استطاع اللواء عبد الفتاح اسماعيل توحيد الثوار وتنظيف صفوفهم من المرتزقة تم اغتياله قبيل التخلص من القذافي.
في سوريا كان بطش النظام فوق المعقول ورغم ذلك لم يرتد الشعب السوري عن ثورته التي فرضت على النظام التراجع السريع حتى باتت دمشق ومطارها قيد الحصار في نهاية عام 2011. لذلك تم زج الجهاديين في الصراع من نفس خندق الثوار. وفيما منعت أية مساعدات انسانية عن المتظاهرين السلميين الذين كانت تسحقهم آلة القتل الأسدية كما منعت اية مساعدات عسكرية من الوصول الى كتائب الجيش الحر، كانت كل التسهيلات متاحة أمام الجهاديين بما في ذلك تسهيل عبور الاشخاص الى سوريا وتسهيل التمويل الهائل والتسليح الحديث الذي يسمح لهم بالسيطرة على مناطق خرجت من تحت سيطرة النظام دون تمكينهم من تحقيق انتصارات تجعلهم خارج سيطرة الجهات الراعية.
كل هذا كان يتم برعاية وإدارة متخصصة من قبل شبكة استخبارية عالمية تتشابك فيها مخابرات إقليمية ودولية من أمريكية وصهيونية وأردنية وخليجية وإيرانية وروسية وصينية .. والتي كانت داعش آخر إنجازاتها في ضرب الثورات الشعبية من خلال القضاء على الشعوب نفسها حين لم يتم لها القضاء على إرادتها بالتحرر.
لقد وضعت الشعوب المتمردة بين فكي كماشة النظام الدموي الفاسد الذي استباحت قواته وأجهزته وأدواته كل شيء من تدمير منهجي للمدن والأحياء السكنية وتهجير واسع للمدنيين وحصار لتجمعاتهم حتى قتلهم جوعا وبردا وصولا الى استباحة تعذيبهم في المعتقلات حتى الموت، وقوى تسمي نفسها جهادية تسلطت على المناطق التي تخلصت من سيطرات النظم فسحقت كل فعل ثوري وحرّمت أهداف الثورة، ثم بادرت الى تدمير المجتمع نفسه من خلال تحطيم مكوناته البشرية بالقتل والتصفيات الجماعية والتهجير المنهجي على أوسع نطاق.
لقد استُغل الدين على أوسع مدى في ضرب وتدمير انتفاضات الشعوب وبأشكال متباينة كبدائل تتيح الانتقال من مستوى الى آخر حال فشل أي منها. هذه البراغماتية في تحضير البدائل (الاخوان، النصرة، القاعدة، داعش..) لا يتمتع بها سوى نظام رأس المال وقواه السياسية المسيطرة. في نفس الوقت كانت القوى الفاشية الدينية "النقيضة" ( أو المقابلة أو الموازية ) التي فرضها وجود نظام مافيا الملالي- البازار في طهران وحزب الها في لبنان حاضرة بقوة لتحفز استخدام وحوش "الجهاديين السنّة" الذين استحضروا من أربع جهات الأرض، غرباء عن الواقع الاجتماعي المحلي، قادرين على إراقة الدماء بكل دم بارد.
لقد كانت "داعش" بالفعل آخر ابتكارات أجهزة نظام رأس المال المافيوي العالمي والإقليمي للدفاع عن النفس في وجه إرادة الشعوب في إسقاطه من خلال سحق الشعوب ذاتها وتبديدها ماديا ومعنويا.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب وإعادة اغتصاب السلطة في لبنان!
- فيكتوريوس بيان شمس والجديد في قراءة مهدي عامل للطائفية
- ردا على فيكتوريوس بيان شمس
- الاسلام -المقاوم-، حزب الله نموذجا
- في عيد العمال العالمي
- لبنان والانتخابات الرئاسية: -بوتفليقة- لبناني أم الفراغ؟
- هيئة التنسيق النقابية: الدخول في المأزق
- -الخطة الأمنية- تستمهل المتورطين!
- لبنان: الشيعة والمقاومة ومافيا حزب الله
- الأحزاب الشيوعية العربية والواقع الملموس
- ثورة لكل الشعوب
- حصاد عام: رؤية ائتلاف اليسار وأخطاؤه
- محاصرة الثورة السورية بالقوى -الجهادية-
- مؤتمر إنقاذ أم مؤتمر أنقاض؟
- في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة
- مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار
- الثورة اليتيمة!
- اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري – خليل كلفت: الثورة المصرية ف ...
- الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الجهاديون فك الكماشة الثاني