أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة














المزيد.....

في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على الثوري ان يميز بوضوح بين قوى الثورة وبين قوى الثورة المضادة التي تظهر بقوة مع توسع الثورات واثر عجز سلطة النظام عن وقفها.
قوى الثورة المضادة ليست هي نفسها أذرع السلطة وأجهزتها القمعية التي تواجه الثوار. وهي ليست نفسها الميليشيات التي تشكلها أحزاب السلطة من مدنيين ( شبيحة وبلطجية ) لملاحقة المتظاهرين أو الناشطين وقتلهم أو خطفهم. انما هي قوى تظهر بين ظهراني الثورة، تلبس لبوسها وتصارع من خندقها وليس من خندق النظام. ولذلك، وهذا متعمد من قبلها، يشتبه الأمر ويختلط على الناس فتبدو وكأنها هي هي قوى الثورة الأكثر تنظيما وكفاءة وفاعلية وتقدما.
المهام الأساسية لقوى الثورة المضادة تتلخص بالقضاء على الثورة من داخلها عبر التعمية على الأهداف الحقيقية للثورة ومسبباتها المادية وعبر أنشطة وسلوكيات مسيئة للثورة ومحبطة للتوجه الثوري العام للجماهير. وبالتالي تعمل من خندق الثورة على تجريد قوى الثورة من الحاضنة الاجتماعية ومن الدعم الجماهيري داخليا وخارجيا. وتصل في تماديها إلى محاولات تشويه صورة المناضلين والكوادر القيادية وصولا إلى تصفيتهم وحرمان الثورة من خيرة قادتها.
وعلى الثوري أن يدرك تماما أنه كلما توسعت الثورة كلما ضاعفت قوى الثورة المضادة توسعها وتنوعت أنشطتها وتعددت أشكالها ومجموعتها العاملة على الأرض.
لذلك فإن توسع وتزايد حركية قوى الثورة المضادة يعتبر دليلا على توسع الثورة وتجذرها.
تمتلك قوى الثورة المضادة من الامكانيات والتدريب والقدرة على التحرك والاتصال والامكانيات الاعلامية والتسليحية والتمويلية ما يجعلها أكثر قوة وكفاءة وبروزا بكثير على ساحة الثورة من قوى الثورة ذاتها. فهي تحضى بكل الدعم والمتابعة والتغطية الاعلامية من قوى النظامين الإقليمي والعالمي كونها ترتبط بقوة بشبكات الاستخبارات التابعة لهذين النظامين وتتلقى كل الدعم منهما عبر شبكات لا يدركها حتى عناصرها أنفسهم. كل ذلك كون بقاء واستمرار سيطرة النظام يصبحان في عهدتها ورهن تفوقها.
وقد برزت قوى الثورة المضادة وانتشرت بقوة على امتداد الوطن العربي بُعيد ومع تفجر الانتفاضات الشبابية والشعبية التي انطلقت من تونس وامتدت في هذه البلدان مدعومة بتمويل هائل وتغطية اعلامية واسعة كان المقصود منها التعمية التامة على قوى الثورة الحقيقية وفعالياتها، واكثر من ذلك، التعمية على الأهداف الحقيقية لتلك الانتفاضات، والترويج لأهداف لا علاقة لها بالأسباب المادية للثورة ولكن من شأنها حرف الثورة عن مسارها وتحويلها الى حروب قذرة طائفية وإثنية وقبلية عالية التكلفة.
وفي سورية، كان التعاون تاما بين النظام المحلي وبين الرجعيات العربية والقوى الامبريالية عبر أجهزة المخابرات المتشابكة والتابعة لكل منها في إنتاج وتسويق قوى الثورة المضادة من ظلاميين وإرهابيين عبر إطلاق مجموعات ظلامية من معتقلات النظام ورفدها بمجموعات من خارج سورية وتزويدها بكل ما تريد من إمكانيات إضافة إلى التعمية الاعلامية التي مارسها النظام منذ اليوم الأول لمجازر درعا، ثم إطلاق الأبواق الاعلامية المتعددة من شتى البلدان لدعم تلك القوى تحت عنوان دعم الثورة السورية.
لا يمكن، وليس من الدهاء في شيء، أن يمارس النظام بفاشيته ودمويته ما تستطيع قوى الثورة المضادة فعله. كل ما يمارسه النظام من جرائم ودموية يرتد عليه تماسكا للجماهير وتصعيدا لقوى الثورة في وجهه. ولكن ما تستطيع قوى الثورة المضادة المتسللة داخل الثورة ومن وراء ظهور قواها المنشغلة في مواجهة قوى السلطة أن تؤمنه، يمكن أن يشوه وأن يظهّر صورا قبيحة عن الثورة، تماما كما تفعل اليوم جبهة النصرة ودولة العراق والشام وأشباههما من قوى. وكون هذه القوى ترتبط باستخبارات المراكز الإقليمية والدولية، وكون جماعات المعارضة المكرسة ترتبط بنفس المراكز، لذلك لا تجرؤ المعارضة المكرسة بكل تشكيلاتها على إشهار العداء والتشهير بما تقوم به تلك العصابات وتمارسه من جرائم، حتى لو طاولت كوادر وقيادات الجيش الحر والتنسيقيات الأهلية المنخرطة في الثورة.
إن أسهل الطرق لتمييز قوى الثورة المضادة وتعريتها تكمن في فهم الأهداف العريضة التي تطرحها كمهام. ويمكننا ملاحظة مدى الاستفزاز الذي تتعرض له كلما طرحنا وأصرينا على الأهداف الحقيقية التقدمية للثورة. كما يمكن كشفها حيث تعمل كل ما في وسعها لمنع توحيد قوى الثورة أو حتى التنسيق بينها.
إن كل توسع لقوى الثورة المضادة دليل على توسع وتجذر الثورة. لذلك على الثوري أن لا ييأس من تفشي ظواهر الثورة المضادة ثم يدير ظهره، بل عليه أن يصبح أكثر التصاقا بثورته وأكثر تجذرا في نشاطه الثوري، وأكثر إدراكا لمسؤولياته التاريخية.
إن الصراع مع قوى الثورة المضادة هو جزء من معركة التغيير التاريخية مع النظام وقواه الرجعية والفاشية. ولن تنتصر ثورة ما لم يفتح هذا الصراع على مصراعيه.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدرسة -جمول-: التضحية إيثار، لا اتّجار
- الثورة اليتيمة!
- اللبنانيون بين مطرقة النظام وسندان اللانظام!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري – خليل كلفت: الثورة المصرية ف ...
- الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - في ضرورة تمييز قوى الثورة المضادة