أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ربيع مارون الراس الدموي














المزيد.....

ربيع مارون الراس الدموي


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4092 - 2013 / 5 / 14 - 15:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان ذلك منذ عامين. ( 15 أيار 2011 ) وفي ظل المد الشبابي والشعبي الذي انطلق فجره من سيدي بوزيد، حيث تساوت حياة المهانة والإذلال والإفقار والتهميش مع الموت، فأشعل محمد البوعزيزي جسده ليغدو الشعلة التي ألهبت جذوة الشباب، فانطلق يقتحم المستحيل المتمثل بأدوات القمع الكثيرة وأجهزة السلطة ومؤسساتها لا يلوي على شيء سوى إسقاط النظام الذي أغلق كل المنافذ والآفاق في وجهه، في ظل كل ذلك، وفي مثل هذا اليوم الذي يمثل بالنسبة للشعب الفلسطيني والشعوب العربية كافة يوما للنكبة التي يفترض أن تتحرر من وطأتها ومن مسببيها المتمثلين بالكيان الغاصب وبالأنظمة العربية التي أمنت له الديمومة والتوسع والتفوق المضطرد، وتلبية لدعوات منظمات فلسطينية وقوى سياسية محلية، انطلق عدة آلاف من الشبان والشابات والكهول وحتى العجائز، محمولين على حافلات وبواسطة السيارات ووسائل نقل مختلفة، باتجاه مارون الراس، رمز المقاومة على مدى العقود التي شهدت استنبات الكيان الصهيوني في أرض فلسطين.
وصلنا إلى مارون الراس بعد رحلة طويلة شاقة، وقد زاد من مشقتها، رحلة أخرى كانت مقررة ومنظمة من قبل " قوى المقاومة" وفي مقدمها حزب الله، رحلة وزيارة لـ"أمير المقاومة" حمد أمير قطر، الذي جاء يدشن مشاريع إعادة الإعمار في القرى التي دمرتها حرب 2006 والتي تعهد هذا الأمير بإعادة بنائها. يرافقه عدد من المسؤولين اللبنانيين وقيادات حزب الله وحلفائه. وما رافق كل ذلك من تحضيرات لمهرجانات محلية في تلك القرى وحفلات خطابية متنقلة من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة. فعلى طول الطريق أقواس نصر ولافتات وصور وأعلام تتعانق: أعلام قطر ولبنان وحزب الله. وجنود وآليات تابعة للجيش اللبناني تنتشر تأمينا للطريق.
وصلنا إلى مارون الراس. كان كل شيء يوحي أن أمرا ما خطيرا سوف يحدث. الجو العربي العام: سقوط بنعلي، سقوط حسني مبارك، استمرار وتصاعد الحركات الشبابية والشعبية وتوسعها لتشمل اليمن والبحرين وسوريا والمغرب... حماس منقطع النظير لدى شباب في عمر الورود لا يمكن تحديد مساره العفوي، وغياب أي سيطرة أمنية لا رسمية ولا حزبية ولا محلية!!! ( خلا تواجد متواضع جدا للجيش اللبناني ).
وبمجرد وصول الجموع الغفيرة، واكتمال ظروف التغرير والدفع والاندفاع، اندفعت مجموعات متوالية من الشبان باتجاه الشريط الشائك الذي يفصلنا عن فلسطين المحتلة. حيث جنود الاحتلال يتربصون بين الأشجار خلف السياج بكامل جهوزيتهم. وبدأ إطلاق الرصاص!
وبعد أن كانت الحناجر الطلقة تصعد الهتافات الثورية والوطنية، هدأت لترتفع بعد ذلك، إلى جانب الهتافات، صرخات الوجع والبكاء! وتساقط الجرحى والشهداء!
عشرة شهداء سقطوا على الشريط الشائك! وما لا يقل عن 112 جريحا. مجزرة لم ينتظرها أحد! ولم يعمل على تفاديها أحد!!!
هل كانت هذه المجزرة مطلوبة لتؤكد للشباب أن اندفاعتهم لن تؤدي إلا إلى مجازر ترتكب بحقهم وبحق شعوبهم؟ هل كان المطلوب إيصال رسالة للشباب العربي كله أن انتفاضته فعل عبثي مجنون وأنه لن يكون بمقدوره، رغم إسقاط بنعلي ومبارك، أن يحقق أي تغيير حقيقي على الأرض، وأن بنعلي ومبارك لم تسقطهما الانتفاضات ولكن إرادات عليا لا طاقة لهؤلاء الشباب ولا لشعوبهم أن يبلغوها؟
في ذكرى النكبتين دعوني أقول:
إن إرادة النظم المعادية للتغيير في الاستمرار وإدامة سيطرتها تقترن بوعي مؤسساتي للظروف وبقدرات هائلة على الإحاطة بالمقدرات وتحريك الإمكانيات. لذلك، فإنه لزاما على قوى التغيير أن تطور وعيها وأن تتسلح بالكفاءة اللازمة في التنظيم لمواجهة كبرى ومصيرية تتفوق فيها على خبرة وتنظيم وأساليب الأنظمة وأدواتها كي تتمكن من تحقيق أهدافها.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...
- اللقاء الحواري الأسبوعي في مجموعة يساري: الحراك الشعبي في ال ...
- في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: الل ...
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و ...
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...
- لماذا فشلنا في اسقاط النظام الطائفي في لبنان
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حو ...
- الحزب الذي يصنع المناضل المثال!


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يصافح بوتين في ألاسكا وبدء الاجتماع بينه ...
- شاهد لحظة لقاء ترامب ومصافحته بوتين قبيل توجههما لعقد قمة أل ...
- -80 ألف جندي قيد العلاج-.. انتحار نقيب إسرائيلي يكشف -أزمة ص ...
- دعوة إلى الرفيقات و الرفاق للمشاركة ب”: “أسطول الصمود العالم ...
- لحظة لقاء ترامب وبوتين ألاسكا قبل قمة تاريخية حول أوكرانيا
- 8 مزايا يمنحها تمرين -البلانك- لجسمك في شهر واحد فقط
- انطلاق قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين على وقع مخاوف أوكرانية أو ...
- رويترز: جنوب السودان يناقش مع إسرائيل تهجير فلسطينيين إلى أر ...
- دكاترة تونس.. مسيرة علمية طويلة تنتهي على قارعة الطريق
- -هدد بالمغادرة-.. أبرز تصريحات ترامب قبل قمة ألاسكا مع بوتين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ربيع مارون الراس الدموي