أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و استمراريتها و آثارها على الشارع العربي















المزيد.....



الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و استمراريتها و آثارها على الشارع العربي


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 23:48
المحور: مقابلات و حوارات
    


الثورة المصرية واستمراريتها وآثارها على الشارع العربي
مداخلة تمهيدية
باسم شيت
عام مضى على انطلاقة الثورات العربية، عام مضى وهذه الانتفاضة لم تهدأ بعد، تصعد وتهبط، تتوسّع وتنحسر، ولكنها لا زالت مستمرة. استمراريتها هذه تؤكّد لنا شيئا أساسيا وهو أن الثورة ليست نقطة في الزمن تبدأ وتنتهي بعد سقوط ديكتاتور أو تحقيق بعض المطالب، بل إنها صيرورة، صيرورة ثورية تدفع بها التناقضات إلى سطح الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومن ضمن هذه الصيرورة تنطلق شرارات لأنواع صراعات مختلفة، وتنطلق فيها أيضاً مسيرة من التحوّلات الاجتماعية على مستوى الوعي والنسيج السياسي وعلى مستوى موازين القوى.

ومن هذا المنطلق علينا أن نفهم هذا التحوّل الثوري ومساراته المختلفة، ومسألة انتشاره وتأثيره على المنطقة العربية والعالم أيضاً. فعندما انطلقت الجماهير المصرية في صراعها مع النظام، لم تغيّر هذه الجماهير واقعها المحلي فقط، ولكنها أيضاً أطلقت صمام تحوّلات على المستوى العربي والإقليمي والعالمي حتى.

منذ عام على الأقل، كانت الصورة النمطية التي يبثها الإعلام السائد حول العالم عن العالم العربي، إن هذه الشعوب العربية تكره الديمقراطية، وإنها متخلفة، تسكنها الرجعية والإرهاب، وأنها بحاجة لمن ينقذها لأنها لا تريد إنقاذ نفسها، هذه هي الحجة الأساس التي من خلالها برر النظام الأميركي حربه على العراق وما قبلها أفغانستان، هذه هي الحجة التي تستعملها السلطة الصهيونية من أجل إقناع الرأي العام العالمي بما ترتكبه من إجرام وقتل ودمار بحق الشعب الفلسطيني خاصة والشعوب العربية عامة، ومن هذا المنطلق تبني الصهيونية نفسها كالواحة الوحيدة للديمقراطية والحريات في الشرق الأوسط.

ولكن مع خروج الجماهير العربية إلى الساحة الواسعة للصراع السياسي والاجتماعي، جميع هذه الحجج بدت ساقطة، ولقد بان واضحاً كيف أن الرأي العام العالمي بدأ ينظر ابعد مما يقول له حكامه من ترهات حول الشعوب العربية، ولذلك سمعنا من ويسكونسون المتظاهرين يرددون الشعارات التي أطلقها الثوار العرب، وفي بريطانيا من الأحياء الفقيرة سمعنا كيف يقول الشباب هناك: "لقد فعلوها في سوريا وفي مصر، لماذا لا نفعلها نحن".

من هنا فإن نظرتنا إلى مسألة الثورات العربية لا يمكن أن تنحصر في بعض المعادلات السياسية التي تفرضها الأنظمة الديكتاتورية القائمة كبين 14 و8 آذار في لبنان أو ما بين أنظمة "ممانعة" ومعتدلة على مستوى المنطقة، المسألة الأساس التي تطرحها هذه الثورات أن المعادلة تغيّرت، فاليوم المسألة ليست مسألة اختيار إي نظام قمعي نريد، بل هي الاختيار ما بين الانحياز للجماهير أو للأنظمة ولا مكان ما بينهما.

وهذا الأثر الأكثر تجلّياً على الساحة العربية، بالطبع هناك الانتهازيون، وهناك قوى تريد تقويض هذه الصيرورة والمسار الثوريين، وهذا طبيعي في أي واقع ثوري، ولكننا كيساريين ثوريين علينا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي، بمن نضع ثقتنا بالزخم الجماهيري؟ أو ببعض القوى الرجعية التي تريد ركوب قطار الثورة؟ أو بالأنظمة وكذبها ونفاقها؟

ولذلك فإن انتصار شعب عربي على نظامه وإكماله في مسيرته من اجل إنجاح الثورة، هو فعلياً فعل يضمن استمرار وتتطور الحراك الثوري في إنحاء أخرى في المنطقة العربية، وان تضامن هذه الشعوب فيما بينها هو الذي يحصنها أمام الهجمات من الأنظمة القائمة، وبنفس الوقت تقطع الطريق أمام التدخلات الأجنبية، وكما تشكّل الأسس التي يمكن الارتكاز عليها من اجل صدّ الثورات المضادة التي تبني نفسها اليوم من خلال شرعية المال والعلاقات الدولية، وقدرتها التنظيمية، وهنا أيضا يطرح سؤال آخر، ما هي الشرعية؟ أهي شرعية الحركة الجماهيرية ومساعيها الثورية أم هي شرعية قدرة بعض الأحزاب تنظيمياً ومالياً وطبقياً من السيطرة على نتائج الانتخابات؟


A deed Nassar _ الرفيقات و الرفاق ..
دعونا بداية نرحب بكم و بضيفنا الرفيق باسم شيت الذي طرح مداخلته للنقاش و سيرد على مداخلاتكم و أسئلتكم بما يتعلق بالموضوع.
و هنا اسمحوا لنا أن نقسم موضوع البحث إلى ثلاثة محاور يدور فيها النقاش:
- الأسباب المادية للانتفاضات العربية، و التي من خلال بحثها نتمكن من فهم كنه هذه الانتفاضات و تحديد أهدافها.
- صعود التيارات الإسلامية في الانتخابات التي تخللت هذه الانتفاضات
- الصيرورة الثورية و استمراريتها و آفاقها.
و هنا ننبه أنه لا بد من الالتزام أولا بالموضوع المطروح ، و ثانيا بالمحور الذي نناقش. و سيتم حذف كل سؤال لا يخدم الحوار، و سيتم إرجاء كل سؤال خارج عن المحور الذي نناقش إلى أن يحين دوره.
نتمنى من الجميع المشاركة المفيدة ، كما نرجو أن يسهم هذا الحوار في بلورة الرؤية التي ينبغي علينا كيسار ثوري أن نمتلكها كي نتمكن من لعب الدور التاريخي المناط بنا.
أهلا و سهلا ....

Bassem Chit _ مرحبا جميعاً وأشكركم على هذه الدعوة وأتمنى أن يكون نقاشنا الليلة مفيدا.

محمد عليان نرحب بالرفيق باسم شيت ..
بالبداية ..ألا تعتقد رفيقي بأن التهويل المستخدم حاليا من صعود الحركات الإسلامية ..فيه بعض ألمبالغه ؟؟..وانه صار يستخدم كفزاعه تحذيريه للشعوب بأن لا تثور وإلا كان مصيرها بأن تحكمها حركات إسلاميه ؟؟
أليس الأحرى و الأجدى من الحركات أليساريه بأن تركز جهدها على الشارع و وضع سياسات وبرامج واضحة للجمهور على أن تشتت جهدها و وقتها من التحذير من المد الإسلامي ؟؟؟
نقطة ثانيه ..لماذا نصدر أحكام مسبقة على الحركات الإسلامية؟ ..لماذا لا نعطيها فرصه و نرى ماذا ستقدم للمجتمع ..ونحكم عليها من خلال انجازاتها ؟..وان فشلت ..يتم حسابها عبر الانتخابات ألمقبله ..إذا كان هناك بديل يساري جدي لها؟


Bassem Chit الرفيق محمد: اجل هناك الكثير من المبالغة في اثر وقدرة الحركات الإسلامية على العمل السياسي، ومن يتابع الشأن المصري والعربي عموماً يعرف أن الجماعات الإسلامية هي الأكثر تنظيماً وبالطبيعي انه لديها القدرة على التأثير السياسي في المراحل الأولى من الفراغ السياسي الذي ينتجه ؛ آي واقع انتفاضة شعبية ؛ المسألة هي أن صعود الحركات الإسلامية كان نتاجاً لواقع تاريخي أساسي أتى في فترة الانحسار للحركات اليسارية وخاصة بعد سقوط المشروع الوطني البرجوازي الذي كان ذو صيغة تغييريه ولكنه في واقع الحال أعاد إنتاج واقع الانطمة العربية نفسها، وفي هذا التراجع، كانت ارضاً خصبة لصعود الحركات الاسلامية لتملي الفراغ، وهي بطبيعة الحال بسبب بنيتها الطبقية لا تستطيع الاجابة عن الكثير من الاسئلة الاقتصادية والاجتماعية ؛ من هنا فإن صعود الحركات الاسلامية هو دليل على "ضرورة" ان يقوم اليسار بحالة تنظيمية "ثورية" تستطيع ان تستفيد من الزخم الجماهيري وان تدفعه الى الامام، وهذا اساسي في بناء القدرة التأثيرية لليسار الثوري على الجماهير والعمل معها على بناء حركة عمالية تستطيع ان تعمّق مستوى الحراك الثوري، وان تظهر التناقضات الاساسية للنظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، الذي ان بقي كما هو سوف يستعمل لاحقاً لضرب الطبقة الحاكمة واليسار ؛ المسألة ليست معركة فئوية مع الحركات الاسلامية بل هي معركة سياسية، اي انه علينا كيسار ثوري ان نستقطب جمهور هذه الحركات، ونثوّره، ولأن هنا مسألة الشرعية البرلمانية ليست اهم من شرعية الجماهير في ما تصنعه من حالة ثورية على الارض

Asmaa Ahmaedd Guevara
اريد ان اعرف من وجهة نظرك استاذ باسم هل الثوره المصريه قد وصلت لشئ ام انها لازالت فى فترة المخاض العسير؟؟؟؟

Bassem Chit الرفيقة اسما: الثورة المصرية مستمرة، في كانون الثاني من العام 2011 كان هناك حوالي 27 اضراباً عمالياً في شباط 2012 كان هناك أكثر من 300 إضراب، واليوم في مصر بعد عام من انطلاق الثورة نرى المزيد من الاضارابات اليومية، تكاد تكون دائمة ومنتشرة على الاراضي المصرية عامة، وهنا تكاثر للحركات السياسية والاجتماعية كالحركات النسائية، والحزب العمالي الجديد، ونرى ايضاً حركة استقطاب واسعة إلى جهة اليسار ؛الجماهير تتحرك ايماً ولكنها اياماً اخرى بحاجة إلى إعادة تنظيم نفسها ف قوالب سياسية جديدة وثورية وهذا ما يحصل اليوم، هناك حالة من التصوير في واقع الجماهير المصرية، آي نقل الوعي من مرحلة الغضب إلى مرحلة تحمّل المسؤولية من اجل بناء نظام جديد نظام ثوري ؛

Hazim Os تحياتي رفيق باسم. هل ترى أن الأسباب المادية الاقتصادية الاجتماعية لا تزال الدافع الرئيسي لاستمرار وتطور الحراك الشعبي أم أنه انحرف عنها نتيجة الانعكاسات السياسية للانتخابات والاصطفافات سياسية...؟

Bassem Chit الرفيق حازم، في الستينات من القرن الماضي كان أغلبية سكان المنطقة العربية والشرق الأوسط خصوصاً يعيشون في القرى، بينما اليوم ومن تسعينيات القرن الماضي نرى أن الأغلبية الساحقة تعيش في المدن، ونرى أيضا انحساراً للمزارعين المستقلين، وكثرة من الأيدي العاملة، الظروف المادية تغيّرت وان واقع النظام الحالي يقف أمام ضغط طبقي هائل، ولكن ما زاد من قوة اندفاع الثورة هو الأزمة الاقتصادية العالمية، التي لا تزال تتفاقم، الظروف مادية موجودة، ولذا نرى أن الحركة الثورية تتخذ حيّزا طبقيا واجتماعياً أكثر من كونه مسألة صراع على من يترأس السلطة، وهذا دليل أن الحركة دافعها الأساسي منطلق من النقاشات الطبقية والاجتماعية القائمة والتي بدأت تتناقض مع نسيج القوى السياسية طبقيا وسياسياً.
من جهة أخرى علينا أيضا بقراءة التاريخ الثوري للمنطقة العربية، وخاصة إذا ما نظرنا إلى هذا الواقع بشكله التاريخي، نرى هناك حركة دائمة وتطور في النهج السياسي لها، فكما الجماهير تعلّمت من التاريخ ورأت انه لا يمكن التعايش مع هذه الأنظمة على اليسار الثوري التعلّم من الجماهير وان يصعد بخطاب يواجه النظام على كامل وجوهه ويطرح مساراً استراتيجياً ثورياً من اجل بناء نظام بديل .

Asmaa Ahmaedd Guevara لكن هناك نوع من القمع الداخلي تجاه جموع الثوار....واعتلاء المتأسلمين لكراسي السلطة ينبئ عن مولد واقع لانعرف مصيره وخصوصا أن أهدافهم هي الوصول إلى السلطة ..ليس أكثر أو اقل...؟؟؟وما دور اليسار في تلك الفترة والواجب عليه أن يفعله؟؟؟؟
خصوصا أن هناك محاوله جديدة مثل الماضي السحيق لمحاولة تشويه صورة اليسار من جهة الإسلاميين ؟؟؟؟؟ولقد نجحوا في أن يبتلعوك الحكومة والبرلمان وهى تعتقد أن البرلمان الحالي الذي يعتبر في حالة ولادة سينجح ويستمر فتره ..أم انه لن.. بدأ أصلا ؟؟؟؟

Bassem Chit رفيقة اسما: البرلمان هو في تكوينه أداة لبسط هيمنة طبقية، ونرى من خلال الانتخابات في آي دولة أن النواب هم بشكل أساسي ينتمون إلى طبقات معينة، فلا نرى مثلاً عمالاً ومزارعين فيه إلا لمن كانوا مرتهنين للسلطة، من هنا فإن البرلمان الحالي هو انعكاس للقوى الأكثر تنظيماًن لا يمكننا أن نعرف المستقبل ولكن علينا أن نرى كيف تتطور حركة الشارع، البرلمان سيستمر لفترة، حتى تتكون قناعة عند الناس أن شرعية البرلمان زائفة، وخاصة عندما لا يستطيع الإجابة عن المشاكل في الشارع المصري كالبطالة وانحدار مستوى المد خول والقضايا العمالية قضايا المرأة، حينها سيعرف الشارع المصري أن هذا البرلمان لا يعبر عن مطالب الثورة بل يعبر عن من استفاد من الثورة ليعزز مكانته من الحكم وان يستطيع أن يحافظ على النظام القائم كما هو تحت شعارات كاذبة تعد بالالتزام بالثورة ولكنها تريد تقويضها وكسرها، وكما عبّر احد أعضاء البرلمان من السلفيين قوله: "أن الثورة انتهت" ولكن كان الرد ب 25 كانوا الثاني 2012 آي البارحة.

Amal Chann بالرغم أن الثورة مستمرة ... لكن مع ذلك هل تعتبر هذه ثورة طبقية بامتياز ؟؟

Bassem Chit رفيقة أمل: الواقع الطبقي ليس خياراً سياسياً انه واقع اجتماعي، المسألة هي أن الثورة ستستمر إما أن تتحول في خطابه السياسي إلى خطاب طبقي ثوري أو أن تهرّب اليسار والقوى الثورية من مسؤوليتهم يمكن أن تتحول إلى صراع فئوي وتنحرف حينها عن ثوريتها لتقع بمنطق الفئوية وربما الطائفية، المسألة تعتمد على القوة السياسية وجه وزيتها وإصرارها على استمرار الثورة في مسارها الاشتراكي..

Houssien Mardini أن ظهور الحركات الإسلامية في وطننا العربي، ليست هي بمحض الصدفة ظهرت، ولا هي تطور طبيعي للثورة الإسلامية الغابرة... إنما هي أعيد إنتاجها من قبل الاستعمار الامبريالي، كمضمون ديموغرافي لخارطة سايكس بيكو الجغرافية للمنطقة، وكان هذا لهدف تشويه مفهوم الثورات التي حصلت آن ذاك، ولتغيب الوعي الاشتراكي العلمي، وخوفاً من حدوث هذه الثورات اليوم...


Bassem Chit الرفيق حسين مارديني، اجل استفادت الامبريالية من الحركات الإسلامية ولكنها لم تخلقها هي، الحركات الإسلامية كانت نتيجة من جهة قصور اليسار العربي عن طرح المسألة الاجتماعية من بابها الواسع ومنطق مهادنته للكثير من الأفكار السائدة في المجتمع، وهذا ما يعرف بمنطق الأولويات الحصرية أو المرحلية، فالتزم اليسار مع البرجوازية الوطنية في مشروعها الرجعي الاجتماعي والاقتصادي من اجل التحرير ولكن اليسار اكتشف لاحقاً ومتأخراً أن هذه البرجوازية لا تستطيع أن تصنع تحريراً ولا تحرراً وهذا ما نراه من أنظمة القومية العربية التي ادعت التحرير ومن ثم قامت إمام بحراسة حدود إسرائيل كما في سوريا إما بالمهادنة المباشرة كما حصل في مصر. كل هذا أدى إلى صعود الحركات الإسلامية، وهذا ما رأته الامبريالية ظرفاً مهماً لتهميش القوى الثانية والدفع بأن تكون هذه الحركات الإسلامية هي الواجهة الأساسية للمنطقة العربية ؛ هذا مارأيناه من السلطة الصهيونية عندما طرحت يهودية الدولة الإسرائيلية محاولة منه إلى استفزاز هذه الحركات الإسلامية ووضعها في المواجهة المباشرة مقابل تهميش القوى الأخرى، وهذا ما تفعله أيضا البرجوازية العربية في حين تصوريها أن واقع الشارع العربي هو أما هذه الأنظمة القائمة أو الإسلاميين؛

Asmaa Ahmaedd Guevara ماتفسيرك لما يفعله المصريين الآن في ميدان التحرير ؛ وكيف تعقب على ردة فعل المرشد العام للجماعة وإصداره الأوامر بتوجه شباب الإخوان في المحافظات المجاورة للميدان ؛هل تعتقد انه سيخفقون في محاولة تهديم الثورة وتفكيك جموع المصريين من الكادحين ومن جموع الشعب ؛ ويسيطرون على الوضع؟؟؟؟؟؟؟

Bassem Chit الإسلاميون اليوم بمشاركتهم في الميدان هم فعلياً يرضخون للضغط الشعبي وأظن أن كثير من الشباب الإسلامي الذي سيشارك في الميدان وفي الثورة سوف يكون أما خيار صعب إما البقاء في الإخوان المسلمين وخيانة الثورة أو الخروج عنهم والذهاب إلى القوى الثورية في الشارع المصري.

Amal Chann وهل تعتقد أن اليسار جاهز أو لنقل عنده الإمكانية لتحمل هذه المهمة؟ ... وكيف ممكن تطوير إمكانياته؟؟



Bassem Chit الرفيقة أمل: أظن بأنه هناك حالة انتعاش يسارية، اليسار قادر وهناك الكثير من المجموعات والتنظيمات اليسارية المنخرطة في الحراك الثوري بشكل جدي كالاشتراكيون الثوريون مثلاً ؛اجل هناك أمل، ولكننا لا يجب أن نكتفي بالأمل، وعلينا بناء اليسار الثوري ليس فقط في مصر بل في لبنان، ليستطيع اليسار الثوري هذا والحركة بمجملها أن تتنفس وتتعمق فهي بحاجة إلى بيئة شعبية عربية مناصرة لها وثورية.


Asmaa Ahmaedd Guevara لكن ما يفعله المتأسلمون الآن هي لعبتهم....القديمة في محاولة إيصال فكرة أن الاشتراكيين الثوريين ؛إرهابيين ؛ومخربين ؛.وهم يتكاتلون الآن على الثوار بكل جموعهم وقواهم ؛ ونحن ليس لدينا ألقدره على الوصول للشارع المصري مثلهم..

Bassem Chit
اظن أن الشارع المصري بات يعرف من هم الاشتراكيون الثوريون أكثر من قبل، ونرى أن الاشتراكيون الثوريون الذي كانوا دائماً منظمة في أغلبية عملها سري اليوم أصبحت كثيرة العلانية، ولا ننسى أيضا انه هناك الحزب العمالي الجديد الذي يضم عشرات الآلاف من العمال ولديه الكثير من العلاقات النقابية والاشتراكيون الثوريون منخرطين فيه، شبكة الامتداد للاشتراكيون الثوريون اتسعت مع الثورة، ولا أظن أن الإسلاميين قادرين على التخلّص منهم بسهولة وخاصة أن وحتى أن أرادوا مواجهتهم سيقعون في كثير من الإشكاليات وخاصة أن هناك قوى اجتماعية ستدافع عنهم لأنهم كانوا من المواظبين على العمل النقابي ولا سيما غزل المحلة 2008 والحملات المنادية بالإصلاح وبإسقاط مبارك وحركات الدعم لفلسطين وللثورات العربية وغيرها من الأشياء، اليوم المسألة ليست مرتكزة فقط على أعداد المنظمين داخل الاشتراكيون الثوريون بل على قدرتهم على التأثير السياسي بالتزامهم بالمسار الثوري وهذا ما أراه يحصل فعلاً.

Aadeed Nassarr
شهدنا في اليومين الماضيينُ، و تحديدا في مصر كيف أن الصيرورة الثورية التي انطلقت من سيدي بوزيد لازالت مستمرة، تتوسع و تتجذر برغم سقوط مبارك و رموز سلطته ، برغم حصول استفتاء على بعض التعديلات الدستورية ، برغم الانتخابات ... الصيرورة مستمرة ..... و القوى السياسية للإسلام السياسي من إخوان و سلفيين يحشرون في الزاوية كونهم غير قادرين على إنتاج آي تغيير ملموس في الواقع الاجتماعي و الاقتصادي و حتى السياسي يلحظه شباب الثورة و كافة الشعب.
هل تعتقد معي أن ذلك سيكون له تأثير واضح على تطورات الحراك الشعبي في سورية مثلا بحيث يتراجع دور القوى الإسلامية فيه نتيجة اتضاح موقعهم من الثورة في مصر؟ و من سيملأ الفراغ؟


Bassem Chit أن انتصار الثورة في مصر سوف بالتأكيد يؤثر بشكل مباشر على تطوّر الحراك الثوري في سوريا، وان صعود حركة الشارع بوجه الإسلاميين والمحافظين في مصر، سوف يضرب الحجة الأساسية للنظام السوري الذي يقول أن إذا ذهب النظام سيأتي الإسلاميين وتغرق سوريا في الإرهاب رغم أن النظام ألبعثي هو فعلياً وعملياً العنصر الأكثر إرهابا في واقع الحراك الثوري السوري. بالإضافة إلى ذلك استمرار الثورة في مصر سوف يضرب المخططات العربية والامبريالية في قتل الحراك الثوري من خلال الاعتراف بالإخوان المسلمين كممثلين للطبقة الحاكمة الجديدة، قاطعين الطريق أمام نشوء حركات ثورية جديدة، وهذا يعطي زخماً طائفياً للحراك الثوري العربي، ومن هنا ضرورة مواجهتهم سياسياً وفضحهم، من اجل الحفاظ والدفاع عن الثورة وفي نفس الوقت قطع الطريق أمام الامبريالية في محاولتها للحفاظ على مصالحها في المنطقة
ولكن هذا لا يعني تخوين المسلمين، أو الإسلاميين كقاعدة بل هو تبيان زيف قياداتهم وخطابهم السياسي، وهنا مثلاً على اليسار أن لا يقع في فخ ذمّ المحجبات ومن يلبسن البرقع، بل عليه استقطابهن من خلال فضح المواقف السياسية لقيادتهن في مسألة كونهم سوف ...يقومون بالتطبيع مع إسرائيل وأجندتهم الليبرالية الاقتصادية، وفي مسألة الحقوق الاجتماعية والفردية وحقوق المرأة. المسألة في موضوع الحجاب مثلاً هنا هي انه لا يحق للأوروبي أن يقول للمرأة بان تخلع حجابها ولا يحق للإسلامي أن يقول للمرأة أن تلبسه، ومن هنا يجب أن ينطلق مفهومنا للحرية والتحرر.

Vicky Nana ولكن البرقع رمز للتخلف ولعبودية المرأة !!

Bassem Chit رفيقة فيكي البرقع اجل هو رمز للتخلف، ولكن محاربة التخلف تأتي من خلال إقناع من يلبسن البرقع بالتخلي عنه وليس من خلال نعتهم بالمتخلفين، وهنا مسألة أساسية، إذ أن على اليسار تثوير وتحوّيل المجتمع إلى حالة متقدمة وليس من خلال ذم من يتبعون عادات رجعية، هذا لأن الأفكار السائدة في المجتمع هي أفكار الطبقة الحاكمة، فالبعض مقتنع بالبرقع لأنه/ها لم تعرف يوماً بديلاً عن هذا الخطاب الديني والاجتماعي.

Samer Nile رفيق باسم ، هل تعتقد أن اليسار العربي قصر في معالجة الرجعية الاجتماعية ؟ آي أن معركة اليسار مع الرأسمالية و الامبريالية كانت في معظمها معركة اقتصادية و سياسية ؟ و بل التالي لم يخترق المجالات المحظورة إلا وهي الدين و التقاليد الاجتماعية ؟

Bassem Chit
رفيق سامر، اجل اليسار قصّر في المسألة الاجتماعية والاقتصادية معاً، فمثلاً نرى في أن الحركة الوطنية في لبنان تخلّت عن الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية تحت حجة الصراع من اجل التحرير، ولكن ما رأيناه فعلياً أن هذا اثّر على أن اليسار انحسر في مسألة المقاومة مثلاً ومن ثم تم تهميشه، ولم يعد لديه القواعد الاجتماعية والاقتصادية لينطلق منها من جديد، مقاومة اليسار يجب دائماً أن تكون شاملة وعلى كل الصعد، وهذا ما يفرقه عن الحركات القومية, والتي بطبيعتها لا تريد تخطي الواقع الطبقي للمجتمع والنظام، بالإضافة إلى ذلك اليسار تراجع لكونه أصبح حليفاً غير نقدياً للبرجوازية القائمة فبدل أن يسعى إلى بناء قوى مواجهة للمعادلة الحاكمة التي يسعى إلى دخول المعادلة من خلال مهادنته للبرجوازية نفسها، وهذا ما حصل لليسار التقليدي في كامل المنطقة؛ والحجج الأساسية التي استعملتها هي أن المجتمع غير جاهز (وكأن المجتمعات تجهز تلقائياً نحو خطاب ثوري) أو أن المعركة اليوم هي ضد الاحتلال وتحت هذه المسائل تدفن جميع القضايا الثانية ؛ المشكلة هنا هي أن أولا إذا لم يستطع اليسار من أن يبني مقاومة اجتماعية واقتصادية للواقع المعاش، هذا سيعني تدمير البنى الاجتماعية والسياسية لصالح البرجوازية والتي سوف لاحقاً وكما نرى تضرب القدرة الاقتصادية والاجتماعية في استمرار مواجهة.الامبريالية، آي بالتخلّف عن النضال الاجتماعي وكما يقال من يموت جوعاً لن يستطيع أن يحمل البارودة للقتال ضد العدو. فالتخلّف عن المسألة الاجتماعية والاقتصادية يؤدي إلى حصار الطبقة العاملة التي هي تضمن استمرار المواجهة ضد الامبريالية آي أن هي التي لديها الأسباب الموضوعية في الدفاع عن نفسها، بينما البرجوازية باستطاعتها نقل أموالها والاستثمار في مكان آخر وهذا ما حصل في حرب تموز.
المسألة الأساسية هنا هي تلازم مسألة مواجهة الامبريالية والصراع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي معاً، ولا يجب فصلهم، لأنه بفصلهم نحن فعلياً نعطي الفرصة للبرجوازية بضرب القاعدة الاجتماعية التي نستطيع أن ننطلق منها نحو التغيير والثورة.

Samer Nile رفيق باسم وهل تعتقد فعلا أن اليسار يستطيع أن ينقد الدين الإسلامي؟ باعتبار أن حديثنا اليوم يتعلق بل الإخوان المسلمون . هل نستطيع القول مثلا أن الرجال ليسوا قوامون على النساء؟ هل نستطيع أن ننتقد القران ؟


Bassem Chit رفيق سامر، اجل نستطيع ذلك وهذا يحدث فعلاً ولكن المسألة ليست مهاجمة القرآن، بل هي التأكيد على مسألة المساواة، لأن الناس سوف تقتنع بالمساواة كونها مطلب طبيعي في المجتمع، فالمدخل هو مسألة اجتماعية، وليس مسألة أن كان الله موجوداً أو لا، هذا يأتي كنتيجة.


Hazim Os
رفيق باسم، كما نعلم أن الأنظمة العربية متشابهة بجوانب كثيرة، والظلم الذي تعانيه الشعوب العربية واحد وتردي الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية موجود في كل الدول العربية (برغم فوارق وخصوصيات في بعض الدول الخليجية خصوصا)، ولذلك انتشرت الانتفاضة وتوص...ع إلى العديد من الدول العربية. في ظل الطابع العربي للصراع بين الطبقات الشعبية والأنظمة الحاكمة ، وبظل وجود مساندة ودعم من قبل الأنظمة لبعضها البعض (سياسيا وعسكريا وماديا)، ألا ترى أن هناك حاجة لربط القواعد الشعبية المنتفضة بطريقة ما توحدها بصراعها ضد الأنظمة؟ وكيف يكون شكل هذا الرابط، وكيف يمكن لليساريين كإفراد خدمة هذا الصراع العربي الواحد؟

Bassem Chit
رفيق حازم، اجل هناك ضرورة للربط ما بين نضالات الشارع العربي، ولكن هذا الربط ليس عليه أن ينطلق من شكل مركزي، بل يجب أن يبنى عضوياً من خلال حركات التضامن والدعم لهذه الصيرورة الثورية، وهذا التضامن يصبح المنصة التي منها تنطلق حالة عربية سياسية... تستطيع أن تترابط فيما بينها استراتيجياً من اجل استمرار عملية التغيير، وهذا عملياً يمكن البدء فيه من خلال النشر المشترك للقاءات التضامنية المؤتمرات التي تنقل الخبرات ما بين الحركات الثورية وتؤكد الدعم ولكن برأي الأهم هو ربح المعركة الداخلية السياسية من اجل توسيع حركة التضامن الشعبي مع الثورات ومن اجل الدفع نحو نشوء حركات ثورية في كل بلد عربي.

Asmaa Ahmaedd Guevara برأيي تحرر المجتمع ليس بالعرى ولا بارتداء البراقع هذه الأشياء حرية شخصيه ؛التحرر يبدأ من الذات والفكر ؛ وليست كل من ترتدي البرقع أو الحجاب رجعيه ؛إنا شخصيا محجبة ...ومعظم الرفيقات الو اعرفهن محجبات ؛ هذه النقاط التي نتحدث فيها طوال الوقت ...وتركنا للقضايا المحورية هو من جعلنا لقمه سائغة في أفواه الإسلاميين والقوى المضادة لنا ..

Bassem Chit
هنا المسألة التي يجب أن نعالجها وهي أن ننتقد الإسلاميين ليسوا لأنهم مؤمنين، بل ننقدهم بما يقولون في السياسة وفي القضايا الاجتماعية والاقتصادية- وعندما نستطيع تعريتهم سوف يلجئون إلى الدين حينها تنتقد الدين ولا تذمه، آي انك ترى فيه تعبيراً عن مرحلة تاريخية، ولكن المجتمع والتاريخ تخطى هذه المرحلة وهناك الكثير من العلماء المسلمين الذين يتبنون الخطاب النقدي والتاريخي للقرآن، ومن هنا فإن المعركة ليست ما بين متدين وغير متدين، لأن إذا دخلنا المعركة هكذا سوف يتم ضرب خطابنا بالقول فقط إننا ملحدين، ما يجب أن نفعله أن نطالب بالحقوق وبالقضايا وان لانقع في فخ ذم الدين لأن هذا بالضبط ما يريده الإسلاميين، فمثلاً في مسألة المساواة أن قلت لأي احد أن المرأة يجب أن تتساوى حقوقها مع الرجل لن يستطيع فعلياً معارضة ذلك منطقياً لأن واقع الأمر أن اغلب النساء المسلمات يعملن وهم مشاركات فعليات في المجتمع، إذا ما لجأ هذا الشخص إلى الدين عندها يمكن فعلياً مقاربة المسألة الدينية من منظور مادي وتاريخي؛ فالمسألة الدينية سوف تأتي لاحقاً ولكنها سوف تأتي عندما نستطيع أن نربح جزءاً كبيراً من الخطاب الحقوقي ومسألة المساواة والعلمنة والعمل النقابي الخ.. لأنها مسألة ايدولوجية تاريخية، وعلينا معرفة كيف نقاربها بشكل نستطيع فيه أن نربح الناس إلينا لا... أن نبعدهم عنّا - وهنا الفرق ما بين الدين والإيمان، كون الشخص مؤمن لا يعني انه/ها بالضرورة تريد الإبقاء على المؤسسة الدينية في قيمها الرجعية (من فرض الرأي وعدم المساواة والج..) فالمعركة هي مع المؤسسة الدينية بشكل أساسي وليس مع المتدينين والمؤمنين.مشاهدة المزيد
ويجب أن لا ننسى المسألة الطائفية أيضا والتي هي تبدو اليوم من الأسلحة الأكثر استعمالاً لضرب الحركات الثورية في المنطقة العربية؛ وبالإضافة إلى كون الدين نفس القوت أفيون للشعوب ولكنه أيضا قد يكون في كثير من الأحيان منطلق للتعبير ضد الاضطهاد والقمع في حال عدم وجود بديل فعلي ليستوعب حركة الشارع. من هنا فإن اليسار يربح المعركة ضد الإسلاميين والحركات الدينية والطائفية باستقطاب قاعدتها بإفراغ قدرة الأحزاب هذه على الاستقطاب، لأن هذه الأحزاب تستقطب فعلياً في خطابه الشعبوي، والدين يستعمل فقط لضمان الانضباط الاجتماعي والسياسي وليس من اجل الاستقطاب؛ فانضمام مثلاً كثير من الناس إلى الإخوان المسلمين منطلق من كونهم كانوا معارضين وينتقدون الفقر والعوز والخ.. وليس فقط لأنهم مسلمين، كذلك حزب الله كانت أدواته الاستقطابية الأساسية هي أدوات اقتصادية كالمعونات وخزانات المياه في الضاحية والخ... الدين يستعمل بعد الاستقطاب لضمان انضباط الأعضاء واستماعهم إلى قياداتهم من خلال إنشاء تراتبية مسقطة ما بين عالم وتابع، ما بين شيخ وعبد.

Fadi Amireh
شكراً للكاتب على المقال المهم والطرح العميق..
أود أن أداخل حول مسائل أراد الكاتب أن يشير إليها في مقاله، وهي:
- إن المعيار الحقيقي لنجاح الثورات العربية هي في تحقيق المطالب المعيشية الأساسيّة، الإقتصادية والاجتماعية، وحل المشاكل العميقة ا...لتي يعاني منها القطاع الأساسي من الشعب الثائر.
بمعني أن النجاح الحقيقي، والعميق والجذري للثورة الشعبية العربية -والعالمية- يتمثّل في تغيير النظام الاقتصادي الاجتماعي الاستغلالي الذي أفقر البشر وأذلهم لعقود -ودفعهم أخيراً للثورة- إلى نظام بديل يحقق العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة للشعوب المنتفضة إلى جانب الحرية والديمقراطية والتحرر من كل أشكال الاستبداد والقمع والتجهيل.. وليس فقط تحقيق تحولات سياسية شكلية، لا تغيّر من الواقع المعاش على الأرض.
- إن نجاح الثورة المصرية في فرض بديل جذري سيدفع شعوب العالم أجمع ويشجعها على تبني الخيار الثوري من أجل حل أزمتها..
إن انتصار الثورة المصرية، انتصار لشعوب العالم أجمع.
المهمة الملحة لليسار الثوري هو إيجاد الطريق والبحث في سبل الوصول لهذا الهدف الأممية.

Adeed Nassar
أعتقد أننا ابتعدنا قليلا عن صلب الموضوع ، فالمسألة ليست في وجود أو في غياب قوى الإسلام السياسي التي ارتبط وجودها في الأساس بمصالح القوى الغربية و بأجهزتها الاستخبارية.
غير أن ابتعاد قوى التغيير اليسارية ( الأحزاب الشيوعية و اليسارية الرسمي...ة ) عن المهام و الأهداف التي طالما رفعتها ، و التحاقها بالنظام الرسمي على مدى عقود و ابتعادها عن نبض الشارع، أفسح في المجال لقوى الإسلام السياسي التي طالما عانت الاضطهاد و التي استطاعت أن تكون أكثر التصاقا بالقاع الاجتماعي ذي الثقافة الدينية و الذي يشاركها ميزة الاضطهاد .. حتى رأى فيها المعبر الواقعي عن قضيته في مواجهة السلطة.
و حتى بعد أن تجاوز القاع الاجتماعي في انتفاضته الجميع بمن فيهم اليسار و الإسلاميين .. التحقت قوى الإسلام السياسي بالشارع و كانت أقدر ، في كثير من الأحيان ، على الالتحام به، في حين أن قوى اليسار ظلت تشكك بحركة الشارع و تأخذ مسافة غير قليلة منها ..
هنا تكمن المشكلة ..
صحيح أن قوى الإسلام السياسي لن يكون بمقدورها أن تقدم التغيير اللازم، الذي يزيل أسباب ثورة الجماهير المفقرة و البائسة، و صحيح أيضا أن قوى اليسار التقليدي لن تستطيع أن تأخذ دورا .. و لكن الصيرورة التاريخية لهذه الثورة سوف تنتج من رحم الانتفاضات القوى الجذرية التي تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها ..
و يمكننا ملاحظة كيف أن الكثير من الشيوعيين من قواعد الأحزاب بدأ ينفض عنها و يلتحق بالشارع .. و هذا يسهم بشكل حقيقي في تشكل القوى الجذرية التي سوف تفتح على استمرارية هذه الصيرورة كما نلاحظ اليوم في مصر.


Bassem Chit وهذا فعلياً ما يجب أن يحصل، المسألة هنا أن الحزب أداة للثورة، أن لم يستطع هذا الحزب أن يلتصق بالجماهير الثائرة، على أعضائه إما أن يدفعوه باتجاهها أم أن ينتجوا الأطر الثورية التي تستطيع أن تواكب الثورة.
وهنا مسألة أساسية على اليسار تخطيه وهي مسألة الفئوية والفتيشية الحزبية، أن كان الحزب غير قادراً على العمل الثوري، فلا ينبغي الدفاع عنه من خلال تسخيف حركة الجماهير بل يجب تخطيه من اجل حالة ثورية جدية، وهذا ما وقع فيه مثلاً الحزب الشيوعي الألماني الذي تخلّى عن الشراع في مقابل الحفاظ على مكانته والحكم الذي أدى لاحقاً إلى صعود النازية وضرب الحركة اليسارية بمجملها وهذا خطأ لا زال اليسار الألماني يعاني منه حتى اليوم ؛ وهذا ما استطاع البلاشفة مثلاً النجاح به وهو انطلاقتهم إلى خارج حزب الاشتراكي الديمقراطي والانفصال عن المنشفيين، والتزاماً منهم بحركة الجماهير، وخاصة مع صعود السوفيتيات التي كانت الشكل التنظيمي الثوري للطبقة العاملة، فتخطو المسألة الحزبية وانطلقواً إلى إطار أكثر ثورية وهو الحالة البلشفية، والتي ضربت بعدها مع صعود التيار الستاليني وعملية ضرب السوفيتيات وإفراغها من محتواها العمالي والثوري.

Aadeed Nassarr نشكر للرفيق باسم شيت مشاركته إيانا هذا اللقاء الحواري المفيد .. نشكر للرفيقات و الرفاق مساهماتهم .. و على أمل لقاءات أخرى تسهم في تسليط الضوء على واقعنا المتحول و في تغييره باتجاه الأفق الاشتراكي الذي نريد.
أحييكم باسم إدارة المجموعة و إلى اللقاء.

Bassem Chit شكراً لإدارة الصفحة وشكراً لجميع المشاركين والمشاركات على النقاش الرائع اليوم، تحياتي لجميع الأصدقاء والرفاق، وأمل أن نكون جميعاً في ال2012 مشاركين فاعلين في الدفع من اجل حركة ثورية جدية كل في بلده ومدينته. تصبحون على خير.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...
- لماذا فشلنا في اسقاط النظام الطائفي في لبنان
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حو ...
- الحزب الذي يصنع المناضل المثال!
- مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى
- الحذاء المدمّى


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و استمراريتها و آثارها على الشارع العربي