أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عديد نصار - مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية















المزيد.....



مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 03:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مجموعة " يســـــــــــاري "
ندوة حول تطورات الثورة المصرية
تقديم الدكتور هاني تمراز
13/1/2012
خاص مجموعة يساري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المداخلة:

يمكن قراءة أطراف الصراع السياسى والاجتماعيى الراهن فى مسيرة الثورة المصرية على النحو التالى: الطرف الأول وهو المجلس العسكرى الحاكم الذى تمكن من الاستيلاء على السلطة منذ الحادى عشر من فبراير بتفويض من المخلوع مبارك – ولو على المستوى الشكلى- والذى جاء صعوده محاولة لانقاذ ما تبقى من النظام السياسى لطبقة مهزومة أمام غضب شعبى هادر فى انتفاضة ثورية هزت أركانه وقوضت ذراعه الأمنى، ولم يكن تدخل المجلس العسكرى لحماية مصالح هذه الطبقة نابعا من أنه يمثل القيادة العليا لمؤسستها العسكرية عبر عقود فحسب، ولكنه كان يدافع عن مصالحه المباشرة باعتباره ينتمى لهذه الطبقة عضويا وربما كان من أبرز أركانها، فالمجلس يستحوذ على قاعدة استثمارية ضخمة من المنشآت الاقتصادية تمثل ما بين 25-40% من اجمالى الاستثمارات الاقتصادية فى مصر، وهذه الشركات التى لا تخضع لأى شكل من أشكال الرقابة البرلمانية أو التنفيذية أو المجتمعية يديرها جنرالات المجلس ويحصلون منها على امتيازات ضخمة، كما أن هذه الاستثمارات تستخدم عمالة غير مدفوعة الأجر من المجندين من فقراء الشعب والذين يتم تشغيلهم بنظام السخرة فى هذه الشركات والمحرومون من حقوق التمثيل النقابى وممارسة حقوق الاحتجاج كالاضراب.
كان للمجلس أيضا بعض التناقضات مع نظام مبارك فيما يتعلق بملف التوريث الذى يمثل تهديدا بسلب حق اعتبرته المؤسسة العسكرية مقدسا على مدى ستة عقود وهو الارتباط العضوى بين رأس السلطة التنفيذية –رئيس الجمهورية- وبين هذه المؤسسة باعتبار أن هذا المنصب هو الأهم على الاطلاق فى دولة طابعها الاستبداد والدكتاتورية، والتناقض الآخر كان محاولات نظام مبارك فى تضخيم جهاز الشرطة وتغوله على المؤسسة العسكرية والاعتماد عليه فى حماية النظام السياسى من خلال أجهزته القمعية وحماية سيناريو التوريث. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل أن سيناريو التوريث قد صاحبه صعود لشريحة من المشتغلين بالعمل السياسى من رجال الأعمال الذين يملكون استثمارات اقتصادية ضخمة، وكانت هناك تناقضات فى المصالح الاقتصادية بين هؤلاء السياسيين المستثمرين وبين المؤسسة العسكرية لعل أبرزها كان فى المنافسة على الاستيلاء على أراضى الدولة والتى تعتبر ركنا هاما فى عملية تراكم رؤوس الأموال للنسخة الأحدث من الرأسمالية المصرية. وبالتالى كان الاستيلاء على السلطة والتضحية برأس النظام بالنسبة للمجلس العسكرى يمثل عملا سياسيا وعسكريا يستهدف حماية النظام الحاكم المعبر عن مصالح الرأسماية المصرية وفى الوقت نفسه حلا لتناقضاته مع نظام مبارك وجماعة التوريث.
ولكن الأمر فى فبراير 2011 كان مختلفا عن سابقه فى يولية 1952، ففى الأخير تمكن مجموعة من ضباط الجيش أصحاب الرتب الوسطى من الاطاحة بالملك فاروق واسقاط نظام حكمه من خلال انقلاب عسكرى توجه لجماهير الشعب بشعارات وطنية واصلاحية وبعض الاجراءات السياسية التى تستهدف خلق التفاف جماهيرى حوله، أى أن شرعيته كانت مستمدة من العمل الانقلابى الذى لم يكن للجماهير الشعبية دورا واضحا فى انجازه، أما فى 2011 فقد صعد المجلس العسكرى للسلطة فى أعقاب انتفاضة ثورية شعبية حكمت بانقضاء نظام مبارك وانطلق هديرها فى كل مكان يطالبه بالرحيل، وحتى اذا اعتبرنا أن ماحث بعد ذلك كان انقلابا عسكريا من وجهة نظر البعض، فان المنقلبون هذه المرة لم يختاروا هذا الفعل ولم يحددوا توقيته ولكنهم أرادوا أن يحولوا هذه الانتفاضة الضخمة الى مجرد انقلاب عسكرى.
وهنا كان من الضرورى والملح أمام المجلس العسكرى أن يختار حليفا سياسيا مناسبا يصنع له بعض التأييد الشعبى ويمكنه من انجاز مهمات صناعة أدوات السلطة الجديدة، وكان على المجلس أيضا أن يرسخ موقف أن شرعية 25 يناير 2011 هى امتداد لشرعية يولية 1952 والتى اكتسب بعدها العسكريون حقا تاريخيا فى السلطة.
كان من المنطقى أن يكون هذا الحليف معبرا عن مصالح نفس الطبقة الاجتماعية التى يمثلها المجلس وأن يكون له رصيد سياسى فى معارضة نظام مبارك ودرجة عالية من الالتفاف الشعبى، وهنا اختار العسكر الطرف الثانى فى الصراع وهو تيار الاسلام السياسى لهذا الدور.



كانت جماعة الاخوان المسلمين هى الأكبر من حيث درجة التنظيم والأقدم بين هذا التيار، ومن المعروف أن قيادات هذه الجماعة يملكون استثمارات اقتصادية ضخمة، كما أنهم لم يعارضوا سياسات الليبرالية الجديدة فى عهد مبارك، ودافعوا من قبل عن تحرير العلاقة الايجارية بين الفلاحين وكبار ملاك الأراضى الزراعية وهاجموا بشدة الاضرابات العمالية فى أعقاب ثورة يناير، كما أن هذه الجماعة لم تطالب يوما باسقاط نظام مبارك بل اكتفت بالمطالبة ببعض الاصلاحات فى البنية السياسية والتشريعية بما يسمح لها بمساحة أكبر من النفوذ السياسى، وقبل 25 يناير 2011 رفضت الجماعة المشاركة فى الفاعليات والمظاهرات التى دعت اليها العديد من الحركات السياسية والشبابية واكتفت بطرح قائمة من عشرة مطالب تتعلق بالاصلاح السياسى ومطالبة نظام مبارك بتحقيقها، وبالرغم من لحاقها بقطار الثورة فى الثامن والعشرين من يناير فقد حافظت على الأبواب الخلفية للتعامل مع نظام مبارك من خلال الحوارات مع نائبه عمر سليمان. كما أن هذه الجماعة كانت التعبير السياسى الأهم عن المعارضة السياسية لمبارك طيلة عقود حكمه، وربما أستطيع القول فى هذا السياق أن مبارك قد اختارهم لهذا الدور للحد من ظهور معارضة ثورية وجذرية لنظامه، والدليل على ذلك أنه سمح لهم بالسيطرة على معظم النقابات المهنية (ولم يقوموا بأى احتجاج يذكر حول قضايا نقابية هامة مثل الأجور وحقوق التعبير والاحتجاج) كما اختارهم ليقودوا المعارضة البرلمانية فى انتخابات 2005 (الصفقة السياسية بين الجماعة والحزب الوطنى فى هذه الانتخابات تم الاعتراف بها بعد ذلك من المرشد العام للجماعة)، وبالرغم من أنها لم تخوض معارك سياسية مع النظام فيما يتعلق بالحقوق الاجتماعية والأجور والبطالة وتصفية الاقتصاد القومى فى برامج الخصخصة الا أن كل هذا لم يمنعها من اكتساب رصيد سياسى جماهيرى باعتبارها رمز المعارضة السياسية الأكثر وضوحا لنظام مبارك. وبالتالى كان اختيار هذا الحليف السياسى منطقيا لدى المجلس العسكرى الذى لم يكتف بهذا بل سمح لجماعات تيار الاسلام السلفى، التى لا تمتلك أى خبرة سياسية والتى كانت معادية للثورة فى بداياتها بل ووصمت الثوار بالكفر باعتبار أن هذا الفعل يمثل خروجا على الحاكم، بالتواجد فى المشهد السياسى وبناء أحزاب والدخول بثقل فى الانتخابات البرلمانية، كما سمح أيضا للتيارات الجهادية الاسلامية بالأمر نفسه، وأتصور أن هذا كان يستهدف استثمار التناقضات الموجودة بين تيارات الاسلام السياسى على المستوى الأيديولوجى لصالح المشروع العسكرى السلطوى والحد من طموحات الاخوان المسلمين السياسية.
الطرف الآخر هو مجموعة الأحزاب والقوى السياسية المسماة بالليبرالية، وهى فى مجملها تشكل تعبيرات سياسية عن مصالح الرأسمالية وتتبنى سياسات الليبرالية الاقتصادية وان كان بعضها يطعمها ببعض الاجراءات التى تحد من توحش السوق، كما أنها أيضا تعكس بوضوح التشوه البنيوى لهذه الطبقة والتى خضع نموها لقانون التطور المتفاوت والمركب، فعلى المستوى السياسى والثقافى كانت هذه القوى حائرة بين أفكار الحداثة وبين قيم التخلف، وظهرت هذه الحيرة فى برامجها السياسية حيث عجزت عن طرح أفكار علمانية للدولة والمجتمع والتعليم والثقافة وقدمت نموذجا مرتبكا وتوفيقيا، ولم تفلح هذه القوى فى بلورة تصور متماسك لبناء الدولة واكتفت بتعبيرات مطاطة مثل الدولة المدنية الحديثة الخالية من أى جوهر واضح، كما انضمت هذه الأحزاب لموقف المجلس العسكرى والاسلاميين المعادى للاضرابات العمالية. لم تستطع هذه القوى مواجهة التيارات الدينية فى مجتمع تسوده الأمية وتنتشر فيه الثقافة الاسلامية الوهابية منذ أربعة عقود، ذلك الانتشار الذى ساعد عليه انهيار المشروع القومى فى 1967 واستخدام نظام السادات للدين فى مواجهة معارضيه وموجات الهجرة الى السعودية التى خلقت جيلا متشبعا بهذه الأفكار وحالة عالية من الاستقطاب الدينى، وأيضا تمكنت القوى الاسلامية من استدراج الليبراليين الى صراعات جانبية والى الدخول فى حالة الاستقطاب الدينى المضاد الذى مارسته الكنيسة. باختصار أثبتت هذه الطبقة بكل تعبيراتها السياسية عجزها عن تبنى مشروع سياسى متماسك لتحول ديمقراطى حقيقى واكتفت بدور الطرف الذى يسعى لايجاد منطقة نفوذ مهما كان حجمها فى السلطة القادمة بأساليب برجماتية. وفى هذا الخضم كانت الحركات الشبابية الصاعدة والتى ربما كان أهمها حركة شباب 6 ابريل وحركة لا للمحاكمات العسكرية تمثل طرفا فاعلا فى معادلة الصراع، هذه الحركات فى معظمها تضم قطاعات شبابية من الطبقات الوسطى لديهم وعيا سياسيا ليبراليا ولكنهم لا يقدمون طرحا يتبنى بشكل واضح الليبرالية الاقتصادية، أى أنه يمكننا اعتبارهم دعاة حداثة، وهذه المجموعات أثبتت منذ 25 يناير وقبلها أيضا أنها مجموعات مناضلة وترفض لحدود كبيرة المساومات السياسية وتنحاز فى أغلب حركتها لمطالب الحركة الجماهيرية. والواقع أن وعى هذه المجموعات من الممكن جدا أن يتطور ويتجذر يسارا فى مسار العملية الثورية خصوصا أن أغلبها قد فقد الثقة فى الأحزاب والقوى السياسية التى ظهرت بعد الثورة ورفضوا الانخراط فى صفوفها.
أما عن حجم دور اليسار المصرى فى الثورة، فقبل 25 يناير كان اليسار على المستوى الرسمى يمثله حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى الذى كان يقوده رفعت السعيد، وكان التراث السياسى لهذا الحزب لاسيما فى السنوات السابقة على الثورة رديئا ورجعيا، فقد قام بالتحالف مع نظام مبارك وقبل الدخول فى مهزلة انتخابات 2010 بل وقبل نجاح أعضاء له فى البرلمان بالتزوير، ووصل الأمر برئيسه أن يعلن تضامنه مع الحزب الوطنى المنحل فى بلاغ للنائب العام ضد جماعة الاخوان المسلمين باعتبارهم تنظيما غير شرعى، أى أن زعيم الحزب يبارك نظام مبارك فى مصادرته لحق التنظيم لمجرد أن الأمر يتعلق بالاخوان المسلمين، وقبيل الثورة سخر رفعت السعيد فى أكثر من تصريح اعلامى من الحركات الشبابية الوليدة وتعامل معهم باعتبارهم غوغائيين وطفوليين، كما أعلن رفض الحزب للمشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وبعد انطلاق الثورة انضم السعيد الى قائمة المهرولين الى حوارات عمر سليمان، باختصار كان الموقف المعلن لقيادات هذا الحزب معاديا للثورة وقد أدى هذا الى حدوث انشقاقات ضخمة فى صفوفه ترك فيها العديد من المناضلين اليساريين صفوف هذا الحزب الانتهازى. وعلى المستوى غير الشرعى كان اليسار المصرى ممثلا فى منظمة الاشتراكيين الثوريين السرية وتيار التجديد الاشتراكى المنشق عنها وبعض الحركات الشبابية مثل حركة شباب من أجل العدالة والحرية والحركة الديمقراطية الشعبية (حشد)، وبالرغم من عجز هذه الأشكال عن تحقيق نفوذ جماهيرى واضح فى الأوساط العمالية والطلابية والشبابية يسمح لها بلعب دور طليعى فى حركتها، فقد نجحت فى تحقيق نفوذ سياسى داخل مجتمع الحركات الشبابية الديمقراطية وعبر وسائط الاتصال الالكترونى مثل الفيس بوك، والواقع أن هذا المجتمع الشبابى كان صاحب المبادرة الأولى فى انطلاق الثورة وقد وقعت كل هذه المنظمات والحركات الشبابية اليسارية على بيان الدعوة الى التظاهر فى 25 يناير، وبعض أعضائها كانوا فى ممثلين فى الائتلافات الشبابية للثورة. وهنا يجدر القول أنه بالرغم من أن الوجود السياسى لليسار فى الثورة كان محدودا الا أن حركة الثورة منذ بدايتها وحتى 11 فبراير كانت تتجه يسارا، فلم يتمكن أحد خلال اعتصامات ميادين التحرير خلال هذه الفترة من طرح أى شعار دينى أو طائفى، وكان المزاج العام فى الشارع علمانيا الى درجة كبيرة ولم تشهد هذه الفترة أى نزاعات طائفية أو اعتداء على دور العبادة، كما تصدرت شعارات العدالة الاجتماعية قائمة مطالب الثورة. والأمر الهام أيضا فى هذا السياق هو ظهور الحركة العمالية داخل المشهد الثورى بشكل واضح منذ التاسع من فبراير بعد أن بدأت الاضرابات العمالية فى الانتشار وربما كان هذا الأمر حاسما فى التعجيل بالاطاحة بمبارك. غير أن غياب التنظيم القادر على قيادة هذه الانتفاضة الثورية أو حتى لعب دور مؤثر فى مساراتها، قد أدى الى سيطرة العفوية على الثورة ومن ثم تباينت مساراتها قى أكثر من اتجاه. وبعد الاطاحة بمبارك بدأت عملية تنظيم اليسار المصرى وأسفرت عن تشكيل حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وظهور أحزاب تحت التأسيس مثل حزب العمال الديمقراطى والحزب الاشتراكى المصرى وحزب النداء الشيوعى بالاضافة الى اعلان الحزب الشيوعى المصرى خروجه من دائرة السرية الى العمل العلنى. وبطبيعة الحال تباينت مفاهيم اليسار المصرى حول تقييم حالة الانتفاضة الثورية وفهم سيرورتها، فهناك من اعتبرها ثورة ديمقراطية من حلقات الثورة البرجوازية وهناك من رأى فيها جوهرا اجتماعيا وسيرورة دائمة بهدف الاطاحة بحكم الرأسمالية، وهناك من اشترك فى عملية الانتخابات البرلمانية من منطلقات مختلفة تبدأ بممارسة ضغوط سياسية بهدف الدفع نحو تحول ديمقراطى من خلال الآليات البرلمانية وتنتهى بالدعوة الى المشاركة فى معركة سياسية هامة والعمل الدعائى لنشر برنامج اليسار، وهناك من قاطع هذه الانتخابات منطلقا من عدم شرعيتها فى اطار البيئة السياسية والتشريعية اللاديمقراطية السائدة ومن رفضه اعتبار المنتج البرلمانى المنتخب فى هذا الاطار معبرا عن الشعب. والواقع أن مجال مناقشة الأطروحات والمواقف السياسية لليسار المصرى يقع خارج دائرة هذه االسطور، ولكن ما يعنينى أن كل أطراف اليسار المصرى لم تستطع حتى الآن أن تصنع حشدا جماهيريا مناسبا خلف شعاراتها السياسية المختلفة.
يبقى الطرف الأهم فى هذا الصراع وهو الحركة الجماهيرية فى الشوارع والميادين والمؤسسات والمواقع الانتاجية، والواقع أننا لانستطيع أن نتفهم هذا الطرف الرئيسى فى الصراع دون التطرق الى تطور تركيبته الاجتماعية ووضعية أدواته التنظيمة الآنية. كانت التركيبة الاجتماعية للجماهير التى خرجت فى 25 يناير 2011 تتكون فى معظمها من قطاعات شبابية من الطبقة الوسطى تعانى من شعور عميق بالقهر والوقوع تحت نير حكم استبدادى يدعمه جهاز بوليسى قمعى أهدر كرامة الشعب المصرى ومارس ضده كافة أشكال التعذيب والابتزاز، كما كانت هذه الجماهير أيضا تعانى من شبح البطالة والتهديد الدائم بالانتقال الى خط الفقر، وقد تم حشد هذه الجماهير عبر مواقع التواصل فى الانترنت، أى أنها فى قسم كبير منها من الطبقات التى نالت قدرا من التعليم والقدرة على التعامل مع الكمبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة، وفى الثامن والعشرين من يناير وفى خضم معارك الثوار مع جهاز الشرطة برز قطاع مختلف فى وضعه الاجتماعى وهم فقراء المدن وقاطنى الأحياء العشوائية وأغلبهم من العاطلين أو الذين يمارسون عملا غير دائم، وهؤلاء يعانون الفقر المدقع وهم من أكثر الشرائح الاجتماعية التى دفعت فاتورة الليبرالية الجديدة وسياسات الخصخصة والنهب والافقار التى مارستها الرأسمالية الحاكمة ضد الشعب، كما أن هؤلاء أيضا هم أكثر من عانى من اضطهاد وقمع جهاز الشرطة وأكثر من تعرض لمطارداته وابتزازه الدائم، هؤلاء هم من استطاعوا قهر هذا الجهاز القمعى ودفعه الى الانسحاب من الشوارع أمام ثورتهم وغضبهم الهادر. كان هذا التغير فى التركيبة الاجتماعية لجماهير الثورة أمرا شديد الأهمية فى دفع الثورة الى الأمام وتمكنيها من تحقيق انتصارها السياسى الأول بالاطاحة بمبارك على أنقاض جهازه القمعى. وبالرغم من هذا الدور الهام الذى قامت به الجماهير الفقيرة ومن حجم الشهداء الذين قدموهم فى معارك الشوارع، فلم تحصل هذه الجماهير على أى مظهر احتفائى على المستوى السياسى والاعلامى فغابوا تماما عن التمثيل فى الائتلافات الشبابية واختفت صور شهدائهم من بوسترات الشهداء التى ملأت الميادين والشوارع وشاشات الفضائيات، والأكثر من ذلك أنهم ظلوا ومازالوا يواجهون الاتهامات الدائمة بالبلطجة والخروج على القانون من المجلس العسكرى والحكومة والعديد من القوى السياسية. الا أن تطور الأحداث فى مسيرة الثورة قد دفع بهذه الجماهير الى صدارة المشهد الاحتجاجى حين تمكنت من الافلات من صراعات السلطة بين العسكر والقوى السياسية وفرض أجندتها على الجميع. فى الثامن والعشرين من يونية حين كانت القوى السياسية تتصارع حول توقيت وآلية صنع الدستور الجديد، خرجت هذه الجماهير الى ميدان التحرير لتطالب بحقوق الشهداء والمصابين فى الثورة وشهد ميدان التحرير تظاهرات حاشدة ومواجهات جديدة مع جهاز الشرطة الذى منى بهزيمة أخرى على أيدى هذه الجماهير الثائرة وتطور الأمر الى اعتصام 8 يولية الذى اضطرت فيه القوى الاسلامية والليبرالية الى التخلى عن شعارات مثل الانتخابات أولا فى مواجهة الدستور أولا لتتبنى شعار الثورة أولا تحت ضغط جماهير الفقراء. وتكرر نفس السيناريو فى التاسع عشر من نوفمبر فى أعقاب المسيرة الحاشدة التى نظمها الاسلاميون ضد وثيقة السلمى للمبادئ الدستورية فى ميدان التحرير، وبعد انسحاب الاسلاميين من الميدان بقى الفقراء من المصابين وأسر الشهداء وحدهم يواجهون آلة قمع غاشمة استخدمت الغازات السامة والرصاص المطاطى والخرطوش لقتل المتظاهرين وفقأ أعينهم، واستطاع الفقراء مرة أخرى أن يقهروا القمع وأن يفرضوا أجندتهم على الجميع. هذه الجماهير استطاعت اسقاط حكومتين (شفيق وشرف) وتحويل مبارك وأبنائه الى المحاكمة وادخاله القفص أمام أعين الجميع والضغط على المجلس العسكرى للحد من تحويل المدنيين الى محاكم عسكرية.
العنصر الهام فى التركيبة الاجتماعية للحركة الجماهيرية هو حجم تواجد الطبقة العاملة فى قلب الصراع، كما أشرت سابقا كانت الاضرابات العمالية التى ظهرت فى التاسع من فبراير عنصرا حاسما فى الاطاحة بمبارك كما شهدت الفترة التالية لسقوط مبارك موجة واسعة من الاضرابات العمالية بلغت ذروتها فى شهرى سبتمبر وأكتوبر، وكانت هذه الاضرابات فى معظمها ترفع شعارات تدور حول ثلاثة محاور هى أجر عادل وحقوق للعمالة المؤقتة وهى مشكلة ضخمة فى الجهاز الادارى للدولة ووحدات الادارة المحلية والمحور الثالث هو تطهير المؤسسات وادارات الشركات من الفاسدين ورموز نظام مبارك. كانت هناك أيضا احتجاجات عمالية لاستعادة الشركات التى تم نهبها عبر سياسات الخصخصة لاسيما بعد صدور حكم قضائى بعدم شرعية هذا البيع قى ثلاثة من أهم الشركات (المراجل البخارية وطنطا للكتان وغزل شبين الكوم)، ولم تكن هذه الموجة الاضرابية منعزلة عن الموجة التى بدأت منذ عام 2006 ولكنها كانت امتدادا لها نظرا لاستمرار حالة تردى الأوضاع الاجتماعية للعمال وصغار الموظفين الذين لم يستشعروا تحسنا فى أحوالهم بعد الثورة، ولكن هذه الموجات لم تنجح فى أن تبلور برنامجا مطلبيا موحدا تتبناه الطبقة العاملة فى عموم البلاد مما يسمح بطرح شعار الاضراب العام كشعار قابل للتنفيذ على الأرض. والحقيقة أن الحركة العمالية تواجه تحديات كثيرة فى تطوير أدائها وتعميق تواجدها فى مسيرة الثورة، أولها أن الطبقة العاملة الصناعية، باستثناء المجمعات الصناعية الضخمة كثيفة العمالة فى المحلة الكبرى وحلوان ونجع حمادى وغيرها، تعانى من تفتت شديد فى منشآت صناعية ذات كثافة عمالية ضئيلة لاسيما فى المناطق الصناعية فى المجتمعات العمرانية الجديدة مما يؤدى الى صعوبة بناء تمثيل نقابى حقيقى لهؤلاء العمال وكذلك بناء حركة احتجاجية متماسكة، وثانيها أن هذه الطبقة قد شهدت امتدادا لتشمل عمال وموظفى الخدمات والجهاز الادارى للدولة وهذا القطاع ساهم بدور واسع فى موجة الاضرابات الأخيرة (اضرابات النقل العام والشركة المصرية للاتصالات والمعلمين) وهنا يجب التمييز بين هذه الشرائح وبين الطبقة العاملة الصناعية، أما الأمر الثالث فهو ارتباط العديد من العمال، لاسيما خارج المدن الكبرى، بأصولهم الريفية بل أن البعض منهم يمارس الزراعة الى جوار عمله فى المصنع وربما أيضا يكونوا من أصحاب الحيازات الصغيرة، أى أننا أمام حالة من الازدواجية الطبقية لقطاع ليس بالقليل من الطبقة العاملة المصرية.
وعلى صعيد التنظيم عانت الحركة العمالية المصرية من قصور مزمن فى القدرة على تطوير أدواتها التنظيمية النضالية التى تسمح لحركتها بالتطور الثورى، فكان اتحاد نقابات العمال الرسمى تابعا ذليلا لنظام مبارك ولأجهزته الأمنية وكان يقف موقفا معاديا للنضالات العمالية وساعيا دائما الى اجهاضها فى زمن حكم مبارك، وقبل 25 يناير كانت هناك نقابة مستقلة واحدة أسسها موظفى الضرائب العقارية اثر اضراب واعتصام شهير، وأثناء اعتصام التحرير بعد انطلاق الثورة بدأ الاعلان عن تأسيس نقابة المعلمين المستقلة واتحاد النقابات المستقلة، واليوم تجاوز عدد النقابات المستقلة 130 نقابة ولكن المعضلة أن العديد منها لم يتأسس فى غمرة اضراب أو احتجاج عمالى ولكن تم تأسيسها بشكل فوقى من مجموعة من الناشطين فى الشركة أو المؤسسة بعد اتباع الاجراءات القانونية اللازمة لعملية التأسيس، وهو أمر بالغ الخطورة، لأن ارتباط العمال بهذه النقابات وقدرتها على توحيد النضالات العمالية المختلفة وصولا الى برنامج نضالى مشترك لن يتحقق الا اذا شارك العمال بشكل واعى وفعال فى عملية بناء هذه النقابات وليس مجرد التوقيع على استمارة عضوية. وعلى صعيد العمل السياسى مازالت الطبقة العاملة أو حتى طلائعها الثورية عاجزة عن الانتظام فى صفوف حزب سياسى عمالى يحمل برنامجا ثوريا وتصورا واضحا لبناء سلطة المنتجين، وبرغم محاولات حزب العمال الديمقراطى وغيره من الأحزاب اليسارية للعب هذا الدور فمازال الأمر فى طوره الجنينى شديد المحدودية. وعلى مستوى الحركة الجماهيرية الشعبية فالأمر لا يختلف كثيرا، فقد طرحت فى بداية انطلاق الثورة الدعوة الى تشكيل اللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، وهى دعوة ثورية تهدف الى بناء أشكال ناظمة للحركة الجماهيرية وتصنع نواة السلطة الشعبية فى مواجهة السلطة العسكرية، غير أن الريح لم تأت بما تشتهى السفن، لأن هذه اللجان قد تم تشكيلها أيضا بشكل فوقى من مجموعة من الناشطين المسيسين فى أغلبهم، بينما كان من المفترض أن يتم تشكيل هذه اللجان من الطلائع الجماهيرية النشطة فى الأحياء والمناطق السكنية عبر اختيار ديمقراطى وأن تستمد هذه اللجان قوتها من الاحتشاد الجماهيرى حولها بما يسمح لها بلعب دور فى صناعة القرار فى مواقعها وممارسة ضغط جماهيرى فى مواجهة السلطات المحلية.
انتهج المجلس العسكرى نهجا برجماتيا فى محاولاته لتصفية الثورة وتفريغها من مضمونها، فبداية من 19 مارس استطاع بالتعاون مع حلفائه من التيار الاسلامى أن يعمق من حالة الاستقطاب الدينى فى المجتمع، من خلال استفتاء التعديلات الدستورية، ويطرح هذا الاستقطاب كبديل لأى استقطاب اجتماعى ذو محتوى ثورى.
وقد ظهرت معالم هذا الاستقطاب فيما بعد فى حوادث الاعتداء على الكنائس ومجزرة ماسبيرو التى حاول خلالها المجلس العسكرى من خلال جهازه الاعلامى أن يدفع جمهور المسلمين نحو ممارسات عدائية ضد الأقباط وانتهاء بنتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية التى أكدت مدى عمق هذه الحالة الرجعية الاستقطابية ومدى خطورتها السياسية.
وكانت سياسات المجلس تتأرجح بين المناورة السياسية وممارسات القمع واصدار التشريعات الفاشية، ففى الوقت الذى يحيل فيه مبارك الى ساحة القضاء تحت الضغط الجماهيرى، يصدر قانونا فاشيا لتجريم الاضرابات ويحاكم أكثر من 12 ألف مدنى أمام المحاكم العسكرية ويقتحم الجامعات والمصانع بمدرعاته لفض الاعتصامات ويدهس المتظاهرين فى ماسبيرو ويقتلهم ويفقأ أعينهم فى التحرير وشارع محمد محمود.
كان الهدف هو تصفية الحركة الجماهيرية والبدء فى خطوات بناء السلطة السياسية بالكيفية التى تسمح بالسيطرة الاقتصادية والسياسية للرأسمالية. ولم يكن الحلف العسكرى الاسلامى خاليا من التناقضات، فبالرغم من وحدة المصالح يبقى التنافس على مساحة النفوذ فى السلطة المرتقبة قائما، والواقع أن المناوشات واستعراض القوة التى شهدناها فى الأسابيع الأخيرة تؤكد على هذه الحقيقة، فالمجلس يدفع بالحكومة الى اصدار وثيقة للمبادئ الدستورية تكرس صلاحيات غير مسبوقة للمجلس العسكرى فيما يتعلق بميزانية المؤسسة العسكرية والتشريعات المنظمة لعملها ويمنحها أيضا صلاحيات التدخل المباشر فى الحكم بدعوى حماية الشرعية الدستورية.
وفى مواجهة هذه الوثيقة يحشد الاسلاميون مئات الآلاف فى ميدان التحرير لسحبها، وبعد ظهور نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية وحصول الاسلاميين على أغلبية المقاعد، يصدر المجلس تصريحات عبر اللواء ممدوح شاهين تؤكد على عدم أحقية البرلمان فى تشكيل الحكومة أو سحب الثقة من الحكومة الحالية. السؤال هنا هو هل نحن أمام مواجهة صدامية بين حلفاء الأمس: العسكر والاسلاميين؟
والواقع أننى أكاد أستبعد هذا الاحتمال تماما لعدة أسباب أهمها أن نجاح السيناريو الذى يتبناه المجلس العسكرى لتصفية الثورة واستكمال بناء أدوات سلطته الجديدة يعتمد أساسا على استمرار حالة الاستقطاب الدينى الحالية وعلى دعم التيارات الاسلامية له وضمان التأييد الشعبى من خلال هذه الحالة، السبب الآخر هو أن الاسلاميين لم يتعاملوا طيلة تاريخهم مع الحركة الجماهيرية باعتبارها طليعة نضالية تقود عمليات التغيير السياسى والاجتماعى، ولكنهم يتعاملون مع الجماهير باعتبارها أصوات فى صناديق الاقتراع فى المقام الأول، أو فى أفضل الحالات أدوات يستخدمونها فى الحشد الضاغط المحدود والذى يملكون آلية صنعه وتصفيته فى الوقت المناسب، لكن الواقع الثورى الراهن لا يستطيع فيه أى طرف أن يتحكم فى تطور حركة الجماهير أو التحكم فيها، وقد كانت مظاهرة 18 نوفمبر انذارا بالنسبة للتيار الاسلامى، حيث تطور الأمر الى حشود ومواجهات عنيفة بين الجماهير وقوات الأمن كان من الممكن أن توقف استمرار العملية الانتخابية وتبدد أحلامهم المتعطشة لكراسى الحكم.
فى النهاية لايمكن تصور حدوث صدام عنيف بين الحليفين وسيبقى المشروع السلطوى رابطا عضويا لهذا الحلف على الأقل فى الوقت الراهن. نحن أمام محاولة مستميتة لانجاز مشروع الحكم العسكرى المتأسلم فى أسوأ صوره وهو النموذج الباكستانى، ومن الخطأ أيضا تصور امكانية استنساخ النموذج التركى لأن الأفكار والثقافات العلمانية التى تحكم المجتمع التركى ومؤسسته العسكرية غائبة عن الواقع المصرى تماما.
من هذا العرض لواقع الصراع الاجتماعى فى مصر نستطيع أن نستنتج الملاحظات التالية:
1- من الخطأ التصور بامكانية كسر الحلف العسكرى الاسلامى أو اختراقه، لآن هذا الارتباط السياسى يعبر عن الوحدة العضوية فى المشروع السلطوى (آنيا على الأقل) والمصالح الطبقية التى يمثلها.
2- ان التسليم بأن المجلس العسكرى سوف يقوم طواعية بالتنازل عن سلطة الحكم والابتعاد عن ممارسة أى دور سياسى هو من قبيل الأوهام، لأن العسكر لن يفرطوا فيما يعتبرونه حقا تاريخيا لهم استمر لمدة ستة عقود.

3- تحقيق الاستقرار السياسى للسلطة القادمة يرتبط بقدرتها على طرح برامج تنموية اقتصادية واجتماعية قادرة على تلبية المطالبات الجماهيرية الملحة ولو فى الحدود الاصلاحية، وأستطيع أن أجزم أن هذه السلطة لن تستطيع تحقيق هذه المهمات اتساقا مع طبيعتها الطبقية، وبالتالى فان الحركة الجماهيرية العمالية والشعبية سوف تظل الطرف الأهم فى حسم هذا الصراع.
4- غياب القدرة التنظيمية الفعالة للطبقة العمالية ولحركة الجماهير الشعبية هى المفتاح الأساسى لتفسير تعثر مسيرة الثورة، وانجاز هذه المهمة هو الطريق الوحيد لانتصار الثورة، التنظيمات القاعدية مثل اللجان والمجالس الشعبية والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية هى أدوات السلطة البديلة وهى آلية بناء البرلمان الشعبى، والتنظيم السياسى أو الحزب الثورى القادر على استيعاب طلائع الحركة العمالية والجماهيرية الشعبية هو مهمة محورية فى هذا السياق.
5- الرهان على دور التيارات الليبرالية فى امكانية التصدى لمهمات التحول الديمقراطى هو رهان خاسر نظرا للتشوه السياسى والأيديولوجى لهذه التيارات والذى يعكس التخلف والتشوه البنيوى للطبقة الرأسمالية التى تعبر عنها.
6- الحركات الشبابية ذات الميول الليبرالية بالمعنى السياسى هى من التيارات السياسية التى لعبت دورا هاما فى مسيرة الثورة المصرية منذ انطلاقها ومازال أمامها العديد كى تقدمه، وهى تعبر عن قطاعات شبابية من الطبقة الوسطى وتحمل امكانيات تطور وعيها فى اتجاهات يسارية وجذرية.
7- الانخراط أو المشاركة فى سيناريو بناء المشروع السلطوى العسكرى المتأسلم هو موقف لا يصب فى صالح الثورة، هذا لا ينفى بالقطع النضال لفضح هذا السيناريو الفاشى وممارسة كافة الضغوط الجماهيرية لاعاقته مثل الاحتجاج على تعيين وزراء بعينهم أو اسقاط حكومة أو حتى اسقاط البرلمان.
8- الخروج من مستنقع الاستقطاب الدينى وابراز التناقض الاجتماعى بين الرأسمالية والطبقة العاملة والجماهير الشعبية باعتباره التناقض الجوهرى فى الصراع السياسى هو أمر حتمى لانقاذ الثورة، ان الوقوف فى وجه التمييز الدينى وكافة أشكال التمييز لن يكون فاعلا اذا استمر يدور فى دائرة شعارات ديمقراطية مجردة، ولكن انخراط العمال والفقراء من المسلمين والأقباط فى عمل نضالى ضد الاستغلال الرأسمالى هو وحده القادر على الخروج من دائرة هذا التمييز. كما أن التركيز فى الدعاية السياسية على حجم القيود المنتظرة على الحريات الشخصية والمدنية فى الحكم المقبل لن يكون كافيا لخلق رأى عام جماهيرى فى مواجهته، ولكن فضح الجوهر الاجتماعى لهذا الحكم والمصالح الاجتماعية التى يمثلها والمعادية للفقراء والمنحازة للمستثمرين ورجال الأعمال هو الآكثر أهمية فى تقويض دعائم هذه السلطة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,




الحــــــــــــــوار:

علي زين:
نشكر الرفيق هاني , لقد اخترنا الجزء الاخير من مقالته ليكون مدخلا لحوارنا الليلة , نرجوا من الرفاق الاطلاع على مضمونه لنبدأ الحوار , نرجوا منكم مواكبتنا عبر مداخلاتكم و أسئلتكم , الموجهة للرفيق هاني .
شمال علي:
تحية للرفيق هاني تمراز، حبذا لو أستطاع على قدر ما تسمح به مساحة الحوار هنا الحديث عن تجربة المجالس الشعبية، كانت هناك محاولات لتأسيس المجالس الشعبية في المحلات، ولكن أصبحنا لا نسمع عنها الكثير هذه الأيام، فكيف تسير الأمور بالنسبة لتلك التشكيلات الأجتماعية؟ وما هي معوقات نشاطها وتوسعها؟
علي زين:
رفيق هاني , لو سمحت واستنادا إلى النقاط التي أوردتها في المقال أعلاه , ما هي الطريقة التي تستخلصها لتفعيل دور الشباب اليساري وسط الجماهير الكادحة المصرية لنوصل لها هذه الافكار و إكسابها الوعي الطبقي .
هاني تمراز:
الرفيق شمال تحياتى بداية اول ما يمكن اعتبارة تشكيلا لمجالس شعبية كانت هى اللجان الشعبية التى تشكلت عقب انهيار الشرطة يوم 28 يناير واضطلعت هذه اللجان بمهام حفظ الامن وصدق او لا تصدق نجحت هذه اللجان ذات التسليح شبه معدوم و الخبرة المعدومة فى تحقيق نوع من الاستقرار الامنى لم يكن موجودا على يد الشرطة النظامية فى كثير من الاحيان وامتد الامر بعد ذلك لتولى هذه اللجان مسئولية تاميين الميدادين اثناء المظاهرات وكانت لها ادوار هامة للغاية ثم تطور الامر الى ما يشبه مجالس عمالية شعبية عرفت بالنقابات المستقلة واستطاعت هذه التشكيلات العمالية فى كثير من الاحيان تحقيق نجاحات كبيرة مثل شركة اطلس للمقاولات وهى شركه كبرى وعهد لها فى الماضى بمساعدة الجيش على بناء منصات الصواريخ اثناء حرب الاستنزاف مع شركات اخرى المهم ان مجلس نقابه هذه الشركة مثلا استطاع عزل مجلس الاادرة المتهم بالفساد واستطاعت النقابة ادارة مصنعها بتشكيل لجنه منها للادارة وايضا نضالات نقابات المصانع والشركات التى تم اعادتها للدولة بعد الخصخصة وهى غزل شبين وكتان طنطا والمراجل البخارية وغيرها كل ذلك كان تعاونا وتنسيقا مع مجالس شعبية شكلتها الطبقة العاملة بعد الثورة وتضطلع الان بمهام حماية العمال والبحث عن حقوقهم وهى فعلا تواجه معوقات من حيث اجراءات التاسيس مشاكل بيروقراطية ومعوقات رفض اصحاب العمل ذلك وتهديد العمال بالرفت والتشريد واستقطاب البعض ليكون مصدرا لتغييب وعى العمال وايضا استمرارية وجود جهاز امن الدولة بشكله الجديد فى التجمعات العمالية الكبرى وايضا لمشكلة الوعى المتناقض لدى كثير من العمال وايضا لتشتت بعض الصناعات على مصانع متعدده مما يؤدى لقلة عددها فى كل مصنع ويؤثر ذلك على قوتها المحصلة فى النهاية ولكن الان يبلغ عدد النقابات المستقلة مثلا حوالى 135 اينعم بعضها غبر فاعل وقليل العضوية لكن الجزء المتبقى يؤدى دورا رائعا
محمد الشافعي:
انا اؤيد جدا كلام الرفيق هاني وان كان لي تجربة اخرى اريد الاشارة اليها وهي اللجان الشعبيه للدفاع عن الثوره وهى ببساطه تكوين شعبي متواجد بالاساس في الاحياء العشوائيه المحيطة بالمدن المصريه الرئيسية وتقوم مهمة هذه اللجان في الاساس بالقيام بدور اعلام الثوره حيث تنظم عروضا لفضح انتهاكات العسكر وان كان ما يهمني في أداء تلك التكوينات هي انها تحاول الربط بين المطلب السياسي والمطلب الاجتماعي الاولي مثل نضالها من اجل حل مشكلة النظافه والصرف الصحي والخ
هاني تمراز:
رفيق على زين كما تعرف ان للثورة جسد وعقل وجسدها هو العمال والفلاحيين والمعطليين والمهمشين وباقى الفقراء والكادحين واما العقل فهم الطليعة الثورية المثقفة التى تستطيع حشد الجماهير خلفها وقيادتها لتولى السلطة معها وبها ..فى رايى الان نواجه مشكلة كبيرة وهى ان معظم هؤلاء الفاعليين والناشطين يغلب على ادائهم الطابع الحماسى والتحريضى ولكن للاسف دون وعى طبقى حقيقى لطبيعة الصراع وهو ما يؤثر سلبا على نتيجة الصراع وتوجهاته ويؤثرعلى تحديد الاهداف والاولويات فمثلا ترك الميدان بعد تنحى مبارك وتسلم العسكر الحكم كان لقله الوعى وهو ما دفعنا الى موقفنا الان من صراع مستمر واشد دموية وعنف من صراعاتنا مع مبارك المهم لابد اولا من تنمية وعى كل نشطائنا اليساريين بالطبع لان قيادة الجماهير فى الظرف الثورى بلا شك هى مهمة اليسار الثورى وبلا جدال والتاريخ يقول ذلك هذه النقطة والاخرى اننا يجب الا ننتظر نداء الجماهير لنا بل على العكس نحن الذين نناديها ونسعى اليها فلابد من النزول للعمال وكل فى مكانه لابد من النزول للمصانع والاحياء والقرى وكل اماكن الانتاج الاخرى وتوثيق صلتنا بالعمال والعمل على تغيير الوعى المتناقض لديهم وتوعيهم وكشف حقيقة الحلف العسكرى الاخوانى وكشف ان العمال لابد ان يكونوا فى صف الثورة لان هذا الحلف لو استمر بالحكم اول من سيقتله ويشرده هم العمال ولابد ان يعلم العمال ان كل مطالبهم او معظمها هى فى الحقيقة مطالب وشعارات اليسار الثورى اننا من ندافع عنهم وعن مستقبلهم ومستقبل اولادهم وانهم يجب ان يكونوا معنا ونكتسب ثقتهم حتى نستطيع حشدهم والتحرك من داخلهم وبهم لتحقيق النصر
علي زين:
إذا نحن نفتقر للكادر و للانتشار بين العمال و المهمشين , إذا هناك ضرورة لتجميع اليسار و بالتحديد اليسار الماركسي وبناء الكادر الذي يتمتع بالقدرات العلمية . من هنا ما هو دور الاشتراكيين الثوريين و باقي أطياف اليسار الماركسي المصري في خدمة هذا المطلب الملح ؟

هاني تمراز:
لدينا شعور الان ان الثورة تتجه يسارا وانه يجب على كل الثوريين ان يتحضروا لهذا الموقف بتنمية وعيهم وادراكهم والياتهم لبحث كيفية الالتقاء مع العمال لبدء الثورة الاجتماعية فى مصر لتكون نواة للثورة الاشتراكية العالمية فى العالم بعد ذلك
أحمد خالد صلاح
رفيق هاني شكرا لك لدي استفسار وهو حول انشاء المجلس الاستشاري من قبل المجلس العسكري الاعلى لكبح جماح الاخوان المسلمون من الاستئثار بالسلطة أليس المجلس العسكري الاعلى هو ضمانة لنقل سلطة مستقبلا وعدم استثار اي حزب بالسلطة؟
محمد الشافعي:
ولكن لي سؤال مطالب الاغلبية من العمال محصوره في المطلب الاقتصادي اعتقد ان الخروج من الاقتصادويه يمثل لنا نقطة الانطلاق الرئيسيه فكيف ؟ ثانيا اين الفلاحين من مما يجري في مصر ؟ ثالثا برز بوضوح في اخر 3 شهور دور طلاب اليسار في تحريك مظاهرات بالالاف في الجامعه كيف الاستفادة؟
هاني تمراز:
رفيق احمد خالد ...على وجه التحديد لا احد يعرف فى اطار يتحرك المجلس الاستشارى هذا لانه ببساطة ليست له اى صلاحيات محدده او سلطات يمارسها وعند الاعلان عن تشكيلة تم القول بانه جه تساعد العسكرى وانها للاستشارة وحلقة الوصل بينه وبين الثوار المدنيين ولكنه بعد مرور شهور على انشائه لم يظهر باى موقف ما باستثناء اللغط هنا وهناك من الحديث عن لجنه الدستور وهجوم وانسحاب الاخوان من اجتماعاته وعضويته عندما طرح هذا الامر لكن الاستشارى والعسكرى اعلنوا المرة تلو الاخرى ان وضع الدستور ولجنته التاسيسية امر خاص بالبرلمان المنتخب وفقط ...
وعليه هذا المجلس يمثل التفافا ما من العسكر على مطالب سابقة بمجلس مدنى للثورة وانه وسيلة للالهاء اكثر منه واقع سياسى ذو حضور وقدرة
أحمد خالد صلاح:
في إطار الحديث عن المستقبل ما الآلية لعدم استئثار اي حزب بالسلطة مثل ما حدث من قبل بالنسبة للحزب الوطني ونحن نعلم خطر الاخوان المسلمون؟
هاني تمراز:
الرفيق محمد الشافعى فعلا والامر ليس عند العمال فقط فكثير من اليساريين تمثل النزعة الاقتصادية الواجهة نضالية الاهم واحيانا لا يتجاوزها تحت دعوى ان ذلك اقوى اسلحة الحشد وهذا ايضا تناقض فى الوعى اذ ان اعتبار ان المحفز للعمال هو فقط زيادة مرتب وحوافز هو ما سيحشده اما الحديث عن سكن لائق ومستقبل لائق وتامين صحى وحياة كريمة لائقة له ولاسرته فلن يكون الحافز الاكبر والاعنف بالطبع لا يمكن....الخروج من الاقتصادية يحدث عند التقائنا كيسار ثورى مع الطبقة العاملة التقاء الاقتصادى بالسياسى لتحقيق الثورة الاجتماعية.....الفالحون موجودوم ومشاركون فى التظاهرات والفاعليات وايضا تنظيميا فى نقابات جديدة اعتقد تجاوزت ال5 نقابات حتى الان لكن للاسف اهتمامنا نحن بهم قليل ويجب زيادته وتفعيلة والارتباط بهم وبقيادتهم مثل ارتباطنا بكثير من القيادات العمالية ...
علي زين:
رفيق هاني ما هي إمكانية تشكيل جبهة لليسار الماركسي المصري تلتقي على سقف معين من المهام المرحلية و ذلك لتشكيل سد امام الاخوان و السلفيين ؟
هاني تمراز:
الحركة الطلابية مثلها مثل اى حركة لها اطر عريضة للحركة من تظاهرات وفعاليات سواء داخل امكنتها مدارس جامعات او خارجها ميادين احياء والحركة الطلابية الان فى مصر تمارس دورا رائدا فى حملة كاذبون مثلا لفضح ممارسات العسكر الدموية وهذا هو الوعى الحقيقى الذى يجب ان يقدم للناس وفى اماكنهم للطلاب حرية ما اكثر فى الحركة بالاضافة الى تجمعاتهم الكبيرة بحكم الدراسة وبالتالى وصولهم لاكبر عدد ممكن من زملائهم واهالى زملائهم تطبيقا لنظرية لينين فى نقل الوعى فى اعتقادى ان الحركة الطلابية يتم الاستفادة بها ولاحظ انهم كانوا يمثلوا الاغلبية فى موجه نوفمبر الماضية بشقيها محمد محمود والقصر العينى
رفيق على زين للاسف ما تطرحة من تشكيل جبهة لليسار الماركسى امرا قد تم الدعوة له عده مرات وفشل ايضا فى كل مرة وللاسف توجد تجربة مريرة لدى البعض من مثل هذه الدعوات وما قد تم احيانا فيها من لقاءات واتفاقات وفى النهاية ينسحب البعض هنا وهناك ثم تنهار التشكيلة كليا
رفيق احمد خالد لا توجد اى اليه الان يا رفيقى لمنع استئثار اى اغلبية بالحكم الا استمرار الثورة وتحقيق اهدافها ...المجلس العسكرى لدية مصالح وامتيازات لانه قد اصبح من اصحاب الاعمال وبخاصة فى ال30 عام الماضين وبالتالى هو سيحافظ على هذه المصالح بدعم اى تيار يتلاقى معه فى مصالحة ليتم الحكم عسكريا مستترا واخوانيا علانية
وبالتالى لن يتواجد من يردعه عن استئثاره هو اة غيرة من حلفائة بالسلطة سوى الثورة
ولن نتحدث عن اجراءات شكلية او تغييرات برلمانية لمنع ذلك فى اطار قانونى دستورى فهذا بالتاكيد وهم كبير لكن الرهان هو الرهان الثورى وبناء البديل الثورى القادر على حشد الجماهير خلفة ليحصل على السلطة والحكم
د علاء نظرا لضيق الوقت استعنت ببعض اسهاماتك الرائعة
تم التنوية لذلك على الصفحة الرئيسة يا د علاء مع الدعوة لك للمشاركة بحكم استاذيتك لى ولنا تحياتى
محمد الشافعي:
بخصوص الهجمه الشرسه على اليسار المصري وعدم وجود منبر اعلامي يساري حقيقي ما الحل ؟
علي زين:
طبعا الثورة ستستمر لان أسباب نشأتها ما تزال موجودة , ولكن الطبقة العاملة بحاجة إلى حزبها الثوري , ولكن هذا الحزب الثوري إن لم يتبلور و يقوى عوده في هذه اللحظات التاريخية ستقوم القوى الرجعية بتخدير الشعوب وحرف مسار ثورتها , ولكن يظهر من خلال غياب هذا الحزب الثوري القوي انها مهمة صعبة و طويلة , ألا تعتقد رفيق أن تشكيل جبهة تقدمية " و ليس يسارية ماركسية " تضم القوى الوطنية التقدمية و العلمانية قد تستطيع لعب دور مهم في الصراع في مصر ؟ خاصة و أن لا احد يأمن الاخوان و السلفيين , و أستغرب من هذا اليسار الذي تشن عليه الرجعية الدينية هجماتها و لا يتكتل ليواجهها , أمام هذا الوضع المؤسف أنا أرهن على ولادة يسار ماركسي من صلب هذا الحدث الثوري يقطع مع الماضي و ينبثق من الواقع .

هاني تمراز:
رفيق على زين بخصوص سؤالك حول الاشتراكيين الثوريين كما قلت لك كانت هناك تجارب مريرة يخصوص التجارب السابقة لتكوين جبهات وللاسف دائما ما كانت تؤثر على الكيان التنظيمى من جهه البناء لاا نشغال بمثل هذه التحالفات او الجبهات وللاسف كما قلت لك كثيرا ما يتم الاتفاق ثم ينسحب البعض وتنهار الجبهة بعد ذلك
رفيق الشافعى بخصوص ايضا سؤالك احب ان اقول ان الشيوعية شيئا لم يكن مجهولا قبل ماركس مثلا لا ببل هو شيئ انسانى تجده الان وتلقائيا فى صفوف الحركة العمالية ولكنه مختفى فقط هةو يحتاج الى من يتصل به ويرتبط به ليصبح معبرا عنه ومندمجا معه ومبتدئا كما قلنا بالنضال الاقتصادى ثم لا يسجن نفسه فيه والا تحول الى فكر اصلاحى بل يجب ان يتجاوز ذلك الى رحاب النضال السياسى والاجتماعى لتحقيق الثورة الاجتماعية الشاملة

محمد الشافعي:
اتفق مع كلام الرفيق هاني وان كنت اود ان اقول انه في مساحات الفعل الثوري " الجامعات - المصانع -المناطق الشعبية " هناك جبهات جماهيرية بين التكوينات اليسارية المؤثرة اقصد بصورة واضحة "الاشتراكيون الثوريون وحزب التحالف الشعبي " وان كنت اتمنى ان تنضم لهذه الجبهات الصغيرة تكوينات اخرى نشيطة مثل اتحاد الشباب الاشتراكي ولكني ارى في النهاية ان الطريقه التي يتم التنسيق بها في اللجان الشعبية بين فصائل اليسار المختلفة هي الطريقة المثلى في رأيي والمناسبة جدا للواقع المصري
علي زين:
رفيق هاني اود ان أسأل عن موقف الاخوان و السلفيين من إسرائيل و الغرب و الاتفاقيات الاقتصادية مع اسرائيل و عدم سماعنا عن أي تململ او إنتفاضة بوجههم على خلفية هذا الامر ,

هاني تمراز:
رفيق على ورفيق شافعى اعتقد ان السؤاليين الاخيرين مكملين لبعض اولا توفير منبر اعلامى لليسار امر صعب لارتباطه بالتمويل وامكانبات اليار الثورى الان لا تسمح بانشاء قناة مثلا او جريدة حقيقة لكن للاشتراكيين الثوريين مثلا موقع اليكترونى هام واعتقد من تجارب شخصية انه منتشر نوعا ما بين جميع الثوار ماركسيين وغير ماركسيين وبخاصة بياناته وتصريحاته اما المكتبة وباقى الافرع تقل نسبة القراءة بها....والهجمة الاعلامية بالتاكيد لها ما يبررها اذ ان اليسار الثورى هو من يرفض كل المساومات والتربيطات والتحالفات سواء لاجل كراسى او مناصب او مال ويناضل من اجل التغيير الجذرى والثورة الاشتراكية وطرح بديل كامل وجذرى للحكم والسلطة ونظرا لتعارض ذلك كله مع العسكر والتيارات الدينية فلابد ان يشتد الصراع وذلك نظرا لقوة المطالب وخطورتها على المصالح الطبقية لمن يحكم ...اليسار كما يقول منصور حكمت انه فى اللحظات الثورية اما ان ينطلق مسرعا ليمد جذورة فى الارض حتى لا تستطيع اى قوة اقتلاعه او يقف لكى تنقض عليه الثورة المضادة وتقتله وتصفيه نهائيا
المنبر الاعلامى هو نحن يا رفيق شافعى سواء فى مقراتنا وما نفعله من ندوات مع الدعاية لها وتكثيف الحضور قدر المستطاع وايضا من اصداراتنا ومطبوعاتنا التى نجتهد فى توزيعها احيانا مجانا واحيانا برسم رمزى وللاسف سنعتمد على ذلك كما اعتمد رفاقنا بالماضى حتى اشعار اخر
رفيق على ...نعم الان نحن بصدد تشكيل هذه الجبهة واعتقد ان الجميع الان يعرف مسئولياته المهمة ولاسيما فى اللحظة الراهنة والاتصالات واللقاءات مستمرة يين معظم التيارات الماركسية الان لتشكيل جبهة واتمنى ان تنتهى المناقشات قبل 25 يناير او حتى اثناء فاعلياتها
رفيق على زين ...هو موقف تناقضى يعكس تركيبة هذه التيارات فقديما كانت لهؤلاء صولات وجولات خطابية شديدة الكراهية لامريكا واسرائيل او الشيطان الاكبر والاصغر وخلافها من نعوت لكن كما تعرفون جميعا ان عدائها كان فقط شكليا صوريا ايديولوجيا وليس فهما ناقدا وكارها لطبيعة علاقة ونمط الانتاج الراسمالى وظلمه لانه هذه القوى الدينية هى بالاساس احد انتاجات هذا النظام الراسمالى فى احد اعفن اطوارة المنحطة
علي زين:
رفيق هاني ألا ترى ضرورة التقاء اليسار الماركسي العربي المنخرط في الانتفاضات الشعبية لمواجهة تحديات المرحلة و خاصة ان الثورة الممتدة أفقيا أظهرت أن العدو مشترك مع بعض التفاصيل المحلية لكل بلد ؟

هاني تمراز:
والان تقول هذه القوى الدينية ان المواقف غفى السلطة غيرها خارج السلطة ولاحظ تبدل المواقف سواء عند الاخوان او السلفيين الاخوان تفاهموا مع الامريكان واعطوا لهم ضمانات بخصوص امن اسرائيل وكامب ديفيد والقضية الفلسطينية ولم يكذب الاخوان الامر بل طالبوا وحسب الجارديان الانجليزية طالبوا حماس بوقف نشاطها المسلح والاقتصار على الجهد الدبلوماسى لحل الازمة بينما السلفيين تجاوزوا الامر بالحديث مباشرة الى الاسرائيليين سواء اذاعيا اعلاميا اوسياسيا ...لا حدث تاثير لذلك وعلى مستويين الاول شعبى بفضح انتهازية هذه القوى ومدى زيف شعاراتها التى تطرحها الاغراض ذاتية ثم تتبرئ منها عند تعارض المصالح والمستوى الاخر داخليا من انشقاقات لدى الاجنحة الاصلاحية بداخلها ان وجدت ومن قطاعرات شبابية واسعة بها
علي زين:
نعم رفيق هاني و لكني أستغرب سكون قواعدهم , يمكن للقوى الوطنية الاستفادة من هذه النقطة .
هاني تمراز:
والامر فعلا بحاجة لفضح هذه التناقضات وهذا هو دور النشطاء والفاعليين من اليسار بالتحديد لفضهحهم وتغيير الوعى لدى الجماهير التى لم تفطن الى الان الى طبيعة وحقيقة هذه التيارات
بالطبع يجب استغلال ذلك وان كان حتى من باب الدعاية المضادة
أحمد خالد صلاح:
رفيق هاني هل اذا سقط المجلس العسكري هل سيسقط الاخوان المسلمون..........بعبارة صريحة هل شعب المصري عموما والمنظمات سياسية في مصر تعلم الاتفاق القذر بين الاخوان والمجلس العسكري للستثار بسلطة من قبل الطرفان ؟.
هاني تمراز:
رفيق احمد بالطبع الجميع يعلم ذلك ولاحظ شيئ وهو نتيجة الانتخابات الماضية بالتاكيد تشوبها الشوائب وبخاصة بعد الحديث عن وجود 9 مليون صوت مزور باستخدام تكرارا الاسماء الرباعية وهذا شائع فى مصر والاخوان فعلا لهم قاعدة شعبية قوية ولكن بالتاكيد ليس بهذا الشكل ما اريد قوله ان استغراب الناس لهذه النتيحجة سببه ان الكثيريين منهم بالفعل لم ينتخب الاخوان وانهم اعتبروا ذلك نوع من التواطء مع العسكرى وسقوط العسكرى يسقط الاخوان سياسيا وليس شعبيا.
لى تعليق على اسئلة سابقة بخصوص الطبقة العالمة ودور اليسار الثورى واحب ان اضيف بان الطبقة العالمة لا تقف خلف من يحمل شعاراتها الاقتصادية فحسب لا بل تقف مع من يطرح نفسة بديلا ثوريا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا قادرا على الفوز بثقة العمال واحتشادهم خلفة حتى يحصل لهم على السلطة وللاسف هذه هى مشكلة يسارنا الان فحتى الان لم يطلع اليسار المصرى والعربى بذلك بل انه فى اغلب الاحيان يسعى لتغييرات هنا وهنا ك فى البنية السياسية للنظم الديكتاتورية طامحا فى مزيد من النفوذ والمناصب طبعا ليس كل اليسار ولكنى اتحدث عن الصورة العامة وهذه هى الازمة الفعلية فى نظرى ليست الطبقة العاملة بل فى من سيطرح نفسة بديلا عن النظم القمعية والديكتاتورية سواء عسكرية او دينية
والامر الاخر وهذا محزن ان كثير من اليساريين يورطوا انفسهم احيانا يطرح حلول للراسمالية وللنظام فى ازماته وهذا ليس دورنا دورنا هو تعميق هذه الازمات وتجذيرها واستغلالها لاسقاط النظم والاستيلاء على السلطة
أحمد خالد صلاح:
هل هنالك خلافات حادة بشكل عام بين أطراف اليسار المصري؟ وما مستقبل اليسار المصري من خلال اطلاعك على ساحة سياسية لمصر ؟
هاني تمراز:
رفيق احمد خالد نعم وللاسف معظمها لاسباب ذاتية ولخبرات سيئة من العمل المشترك واهتمام تيارات بالعمل على الارض وهذا الاهم فعلا واهتمام البعض الاخر بالنظريات والجدالات العقيمة.
بكل تاكيد مستقبل واعد لاسباب كثيرة منها اولا تلاقى المطالب الجماهيرية الان مع شعارات اليسار وبدء التعرف الجماهيرى على هذا التيار بشكل اعرض واعمق نوعيا وكميا والامر الاخر استمرار ذيادة الوعى بطبيعة الصراع لدى الجميع جماهير ونشطاء طبيعة اليسار فى حد ذاتها كتيار ثورى يرغب فى الاطاحة بالديكتاتوريات والقمعيات وبناء دولة العدل والخير والموساواة هذا ما يتفق مرحليا ونهائيا مع تطلعات الجماهير مدى قدرة وانتشار ونجاح اى تيار سياسى مرتبط ارتباطا قويا بمدى قدرته على حشد الجماهير العمالية خلفة واستطيع القول بان لا احد سيستطيع فعل ذلك مثل اليسار الثورى وبالتالى سيكون له الغلية الاكبر بحكم تواجد الجماهير العمالية معه .
يبقى لليسار سيئين الاول الاهتمام بتنظيمة وبتشكيل وتثقيف افرادة واعداد كوادره القيادية الحقيقية ونزولها لاماكن الانتاج وممارسة عملها والاهم تقديم اليسار بوجهه الحقيقى وطبيعته المستترة دائما بانه البديل الحقيقى للجماهير
واحسب انه ان لم يفعل ذلك ويطلع بدورة سيكون مثل الاشتراكيين فى بريطانيا تجدهم اول الناس فى الاضرابات هناك ويضربون ويعتقلون اكثر من العمال انفسهم ثم لا ياخذوا اى اصوات فى اى انتخابات عمالية برلمانية وذلك لان البيسار الذى لا يطرح نفسة كبديل لسلطة القمع لا يستحق ان تقف معه الجماهير وكما قلت الجماهير لا تقف خلف من برفع شعاراتها الاقتصادية فحسب بل ايضا والاهم لمن يقدم لها نفسة كبديل للحكم والسلطة
سهى أحمد جيفارا:
المشكله فى يسار العنجهيه والكبر المتملك من كل قادة اليسار الظانين انفسهم لامثيل لهم الذين يلعبون بالاشارات لاغراض شخصيه لهم هم مثال واكبر مثال للوصوليه والرأسماليه مثلا رفعت السعيد رمز يسارى سئ جدا جدا ومن الفلول عبدالغفار شكر زهدى الشامى كلهم وصوليين لايسعون الا لمصالحهم الشخصيه...واغراضهم اما العمل الميدانى فانساه

مجدي مشعل:
تحياتى لك دكتور هانى وعندي سؤال
هل تحالف الاخوان والعسكر اصبح اكيدا؟؟انا اعتقد ان هناك نية لانفراد العسكر بالحكم و بقاء الوضع عليه مع الاخوان ومع بعض القوى الاخر كما هو حاله من 60 سنه.
هاني تمراز:
الرفيقة سهى هؤلاء ليسوا بيسار وبالطبع هم خارج اطار المناقشة فهؤلاء اما عملاء لاجهزة الامن او انتهازيين قذريين .........
سهى أحمد جيفارا:
لم يوجد رمز يسارى بمصر حتى الان نفتخر بيه سوى مثلا ابو العز الحريرى كما ان احزاب اليسار بينهم عداء لم ارى له مثيل وليس لديهم قدره على التوحد اذا استمر اليسار المصرى على هذا الوضع فأنا اعتبره منتهى لابد وداخل مصر ان تتوحد جميع فصائل اليسار وان نجد المدخل القوى للمتأسلمين على الاقل نحاكى المتأسلمين فى تنظيمهم ويكون لنا صندوق دعم.
وهؤلاء ليس لهم اى دور الان ولا حراك يذكر وبالتالى غير موجودين فى الاجندة اليسارية للثورة
اختلف معك على اختيارك للحريرى كرمز لليسار واليسار به كثير من الرموز المشرفة عندك شيخ المناضليين كمال خليل وهناك احمد بهاء شعبان وغيرهم
رفيق مجدى نعم التحالف مؤكد وذلك لسعى العسكر لوجود حليف معه يستطيع حشد تاييد شعبى للعسكر وينجز له مهمات صناعة ادوات السلطة الجديدة ومساعدته على تمريرها بطرق دستورية وبرلمانية واختيار العسكر للاخوان تم لاسباب اولها الاخوان تيار له قواعد شعبية عريضة ثانيا لديهم باع ما فى معارضة مبارك وبالتالى تاييد اكثر شعبيا ثالثا توافق المصالح والميول المشترك وهو الحفاظ على الامتيازات والمصالح الراسمالية وكراهيتهم لكل ما هو متعلق بنضال عمالى باى شكل من اضرابات واحتجاجات وبالتالى حليف ممتاز.
علي زين:
رفيق هاني , أتعتقد ان الجماهير , وإذا بقي اليسار على حاله المؤسفة , تستطيع أن تفرز من داخلها من يحمل لواء التغيير و البديل الثوري ؟
هاني تمراز:
الامر الاخر انهم فى اطوار تحالفهم سيظهر المزيد والمزيد ولكن الظاهر الان هو سعيهم لقيادة عسكرية مستترة واخوانية علنية مع تركز امور الامن القومى فى يد الجبش والتشريع والبرلمان وتشكيل الحكومة فى يد الاخوان
تامر علي:
إن السبيل لاضعاف التحالف بين العسكر والتيار الديني هو ايضاح اهمية الفصل بين الدين والسيا سة وان ذلك لايتعارض وجوهر الدين الصحيح هذا ماسيعلي من قيمة اليسار على الساحة السياسية المصرية خصوصا اذاوضحنا ان التيارات الدينية لاتملك رؤية مجتمعية للمستقبل وان رؤيتها للاقتصاد هي نفس رؤية نظام مبارك المخلوع القائم على اقتصادالسوق الذي ادى لخلق فجوة طبقية كبيرة في المجتمع نتج عنها تزايد اعداد الفقراء والمهمشين في المجتمع حتى وصلت في بعض التقديرات الى حوالي 40%من الشعب فقراءو20%تحت خط الفقراي الفقر المدقع وعليه فان السبيل لهيمنة اليسار على الساحة السياسية لن يتم الابالنزول للشارع والالتحام بالجماهير والتفاعل مع مطالبها وهمومهابروشتة علاج قابلة للتحقيق ينتج عنها تقليص الفجوة الطبقية في المجتمع وخلق توازن اجتماعي يؤدي لسلام اجتماعي وامان حقيقي بالاضافة لتبني استراتيجية يكون الهدف منها اعادة توزيع الثروة على الشعب بشكل متوازن تكون نتيجته الاستقرار الاجتماعي والامني والاهم من هذا كله توحيد قوى اليسار في جبهة واحدة من ادناه الى اقصى اليسارلان تفتت القوى اليسارية سيجعلها مطمع لكل القوى السياسية الاخرى وعليه ستتبدد مصالحها ورؤها في تلك التجاذبات مماسينتج عنه ضعف اليسار بصفة عامة وستخسر القوى اليسارية جميعها وضعها وموقعها السياسي في مصر وجميع الاقطار العربية وبناءا على هذا انصح باعادة دمج الاحزاب اليسارية المختلفة داخل حزب واحد اوحزبين على الاكثر لان كثرة الاحزاب اليسارية لايعني التعدد الذي يؤدي لاثراء الفكر وتعددالاراء المؤدية للديمقراطية بل ربما يؤدي هذا التعدد لاصطدام الاراء مما يضعف الايديولوجية الاشتراكية واليسارية بصفة عامة...والله الموفق.
سهى أحمد جيفارا:
طيب اين اليسار كله من تجمعات المتأسلمين؟ اصعب شئ أواجهه كل يوم لما حد منهم يقولي لما تبقو عدد وتبقو صوت ابقو اتكلمو. التحالف الشعبى لم ينجح لانو الى ماسكو شوية هجاصين قاعدين على الكراسى وخلاص ادمنو شغل الكراسى تقدر تقولى فين العمل الميدانى هوى العمل الميدانى ساعة الانتخابات وخلاص اليسار محتاج لرجل حديد ولتحرق كل احزابه ويكون حزب واحد .....هو اليسار المتحد
هاني تمراز:
رفيق على ...الى حد ما الجماهير باستطاعتها ذلك واذكرك ان الثورة من الاساس لم يبتديها اليسار بل الجماهير واحسب ان الحراك الان ينبئ بشيئ وهو ان الجماهير احيانا تسبق النشطاء والفاعليين وان هؤلاء اصبح عليهم اللحاق بالجماهير وليس العكس ولكن الفرز الناتج جماهيريا بدون وجود اليسار احسب انه سيؤدى الى استمرار حالة العفوية او الاتجاه فى مسارات خاطئة او فاشلة ...احسب اننا بحاجة لليسار كبديل ثورى متفاعل ومعبر عن الميول اليسارية للطبقة العاملة ويحصل على دعمها وثقتها وعندئذ يستطيع فعل الاعاجيب.
علي زين:
عظيم رفيق هاني , إذا رهاننا على الشباب اليساري بأن ينتفض على قياداته . ثورة داخل اليسار الماركسي .
هاني تمراز:
رفيقة سهى بالطبع مكان اليار الحقيقى هو المصانع والحقول والاحياء والقرى ونحن نقول ان الانتخابات هى النضال الاستثنائى وليس العكس كما قال كاوتسكى ونحن من الاساس قاطعنا الانتخابات لاسباب التى اعلناها ولن اكررها هنا ولكن بعض التيارات اندمجت فى الانتخابات تحت دعاوى الدعاية والتواجد مع الجماهير ونسيت مقولة لينين عن قدسية العفوية وهى عفوية الجماهير فى وعى خاطئ ومسايرة ذلك وعدم فعل اى شيء لتغيير هذه المفاهيم وخضنا صراعا مريرا معهم انذاك وللاسف حدث ما كنا نتوقعه ولكن اهل النضال على الارض مستمرون ومتفاعلون وموجودون فى الميادين وكل مجالات النضال

سهى أحمد جيفارا:

اصدقائى فكر الدين لابد ان يفصل عن الدوله يجب ان يصدر تدريجيا وذلك لسبب ان الشعب المصرى متدين بطبعه ولم يدرك المعنى السياسى لهذه الجمله ....... قديما منذ ايام الفراعنه وقت ماكنوش يعرفو الهه صنعو تماثيل يعبدوها ودا المدخل الى لعب عليه التيارات الدينه ...اندفاعنا فى تنفيذ رغبتنا حرقنا وصورنا للمجتمع بأننا الفئه الكافره.......لازم نلاقى المدخل السليم للناس للشعب المصرى الى بيسيطر عليه اكبر نسبة جهل ...سياسة مبارك التجهيليه الى استغلها ارباب القنوات الدينيه المتطرفه .....هم عرفو يدخلو للناس دى بقا غلطتنا احنا ضعفاء بعدم توحدنا
هاني تمراز:
رفيق على نعم وهذا ما حدث بالفعل من انشقاق الكثير من الماركسيين الشباب عن قياداتهم واحزابهم والانضمام الى الحركات الحقيقية الفاعلة على الارض والتى تهتم فعليا بتوحيد اليسار على الاهداف وان حتى مرحليا
سهى أحمد جيفارا:
معلش انا عن نفسى فى التحالف ومش شايفه اى شغل ...وعظم الى متواجدين فيه بيرحو علشان يصطادو بنات انا اسفه انا كنت الاسبوع الى فات فى صدام مع احد الموجودين بالحزب لتكاسلهم ولتسبيطهم من همم الى حواليهم
هاني تمراز:
رفيقة سها هذه حقيقة والحل الوعى الطبقى للجماهير والوعى مثل الايمان ينقص ويزيد وعلينا الاجتهاد فى زيادته وتوضيح تناقضات العسكر والدينيين واهدافهم الحقيقية ومبادئعهم التى ستزيد الفقير فقرا والغنى غنا وعند ذلك لن يحدث ما تتخوفى منه
أحمد خالد صلاح:
ما اهم الاحزاب اليسارية التي له نفوذ كبير بمصر وهل تتوقع لبعض الاحزاب اليسارية التي لم تشارك او تخاذلت بثورة مصر ان تعود بقوة على ساحة سياسية؟
هاني تمراز:
التحالف ليس هو اليسار يا سهى واليسار اكبر بكثير
سهى أحمد جيفارا:
الاحزاب اليساريه مختلفه لاختلافاتها المذهبيه ياويلى لن ننجو الا بالعمل الميدانى والتوحد واقتلاع رؤوس اليسار الفاسده بعتذر لازم اغادر عندى امتحان بكره
هاني تمراز:
رفيق احمد خالد بعد الثورة تشكلت احزاب يسارية عديدة بالاضافة لحزب التجمع بقيادة المدعو رفعت السعيد اذا اعتبرت انه يسار اصلا ومنهم الشيوعى المصرى وكان موجودا لكن انتقل الى العلنية وهو مثلة مثل باقى الاحزاب الشيوعية العربية التى تحمل اسم بلدها ثم الشيوعى من سيطرة العجائز وخلل فى مفاهيم الديموقراطية المركزية والنزعات الستالينية لديهم وايضا الاشتراكى المصرى يتشكل من منشقين عن الشيوعى والتجمع وايضا التحالف الشعبى من منشقين التجمع وتيار التجديد الراديكالى وايضا حزب العمال وهو بالاساس من القيادات العمالية والطلابية والفلاحية ويساهم الاشتراكيين الثوريين فى فاعلياته لتشجيعه واستكمال بنائه.
من له نفوذ حقيقى الان هم اولا منظمة الاشتراكيين الثوريين وهى الحركة الاكثر فاعلية فى المياديين والمصانع وباقى اماكن الانتاج وتتعرض الان ومن قبل لهجوم عنيف سواء من العسكر او الدينين ويوجد الامر الان فى تحقيقات لدى النائب العام
وحزب التحالف باعتبارة يمثل روافد عده منها القومى والاشتراكى وجناح ماركسى
اما الشيوعى والاشتراكى فلا صوت لهم او بمعنى اخر هم احزاب انشائية اكثر منها فاعلة
مجدي مشعل:
طيب انا عندي تصور آخر
الحكم العسكري يعانى كثير من العنجهيه والكبرياء وطيلة ال60عام لا يحب احد ان يشاركه السلطه ممكن "التورته" لكن السلطه لا اعتقد فالرؤساء الثلاثه السابقين لم يكن لهم شركاء فى السلطه و اعتقد ان الالتفاف على مطلب واحد "يسقط يسقط حكم العسكر" وارد جداً بين القوى الطامحه والطامعه للحكم
و العسكر الان و منذ زمن يروج فكره الا بديل واعتقد انه ناجح فيها و نظره اشمل على الموقف الحالى تجد ان القوى الكبرى الان الطامعه فى السلطه هى الاخوان وتتقدم الى هذا الغرض فى منهجيه وثبات وسرعه (البرلمان)
الان يكثر الحديث على ان البرلمان غير صالح لان هناك ادله ثابته و مؤكده على التزوير و الانتهاكات التى تمت فى ظل الانتخابات البرلمانيه الغير نزيهه
اذاً مجلس الشعب لايصلح بديل
الحركات الثوريه تم تشويه صورهم بطريقه ممنهجه جداً اذا كانت حركات ثوريه لليبراليه او يساريه او حتى مستقله
الكل تم تشويه والكل تم ادانته
ووصلنا الان ولى اكون اكثر دقه سنصل الى الابديل قريباً.

علي زين:
باسمي و باسم إدارة مجموعة يساري أتوجه بالشكر للرفيق الدكتور هاني تمراز على إثرائه مجموعتنا بمقالته و مداخلاته و اجوبته على اسئلتنا و أتوجه له و لجميع الرفاق المصريين بأن يعتبروا هذه الصفحة منبرهم و بمخدمتهم, كما نشكر جميع من واكبنا في هذه الليلة .
Vicky Nana يسقط يسقط حكم العسكر .....احنا الشعب الخط الاحمر



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى
- الحذاء المدمّى
- أشواق
- ال-لايزال-
- حبيبتي مدينة..
- العماد رقم -3- .. نحن حزبك!
- حوار في ذكرى النكبة


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عديد نصار - مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية