أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عديد نصار - من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني















المزيد.....

من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:41
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الحزب الشيوعي لا يمثل جمعية للنصح و الإرشاد يدل النظام الرأسمالي العالمي (و النظام الطائفي) إلى الأخطاء و ينبهه إلى السياسات التي تزجه في أزماته.
علينا أن نرتكز في تحليلنا لواقع و تطور النظام الرأسمالي العالمي المسيطر إلى القاعدة الراسخة التي تزودنا بها الماركسية و أن نستخدم أدوات المنهج المادي الجدلي كيما نتمكن من تحديد معالم خارطة الصراع و أطرافه و بالتالي نتبين موقعنا على هذه الخارطة و دورنا في هذا الصراع بمختلف ساحاته و تجلياته بما يتيح لنا أن نرسم برنامجا سياسيا متماسكا، محدد الأهداف و واضح الخطوات على الصعيدين المرحلي و الاستراتيجي. و بنفس الطريقة نتمكن من تبيان القوى التي نستهدفها بالصراع و أساليب هذا الصراع و كذلك القوى التي تقع ضمن دائرة التحالف المحتمل المرحلي منه و الاستراتيجي، محليا و إقليميا و أمميا.
لقد فقد النظام الرأسمالي العالمي كل ميزاته التقدمية منذ أن انطلق في حروبه الاستعمارية و الامبريالية في سبيل توسيع دائرة النهب و الاستغلال من جهة، و في سبيل مركزة الهيمنة و بالتالي قيادة هذا النظام عالميا ، من جهة أخرى، فكان أن تحول إلى قوة رجعية تزداد رجعيتها في كل مرة يحاول فيها تجاوز أزمته بشن المزيد من الحروب، إلى أن انفلت من كل عقال منذ أن بدأت علائم انهيار التجربة اللينينية و من بعد، انهيار المعسكر الاشتراكي تماما.
و في سياق هذا الكلام، لا بد من لفت النظر إلى أن هناك، من أدعياء الشيوعية و أدعياء اليسار، من يدّعي اليوم، تقدمية ما للنظام الرأسمالي ممثلا بالمشروع الأمريكي الصهيوني للهيمنة على المنطقة العربية، و ذلك حيال نماذج الدين السياسي و تحديدا الإسلام السياسي الذي نما و توسع في ثلث القرن الأخير. إلا أن هذا الكلام مرفوض تاريخيا و ماديا، و خصوصا عندما ندرك أن ضرورات و حاجات النظام الرأسمالي العالمي لفرض سيطرته، و أن ضرورات المشروع الأمريكي للهيمنة، فرضت هذه الظواهر. فالنظام الرأسمالي و أدواته هي المسؤولة مباشرة في غالب الأحيان، و بشكل غير مباشر في الأحيان الأخرى، عن نمو و توسع و انتشار ظاهرة الدين السياسي، سواء تلك التي تدعم المشروع الأمريكي في الهيمنة، أو تلك التي تقف بالضد منه.
و غني عن الشرح و البحث و التنقيب، أن هؤلاء الأدعياء يوجهون سمومهم و هجموهم المحموم باتجاه القوى الدينية التي تنخرط في مواجهة مشاريع الهيمنة و السيطرة الأمريكية الصهيونية، في حين أنهم يتغاضون عن القوى الظلامية التي تسير و ترتبط بتلك المشاريع. و هذا يؤكد التزامهم بالدعاية الأمريكية الصهيونية، عن جهل في حالات قليلة، و عن قصد في غالب الأحيان.
لم تعرف الساحة العربية و محيطها ظاهرة الدين السياسي إلا بعد أن وطئتها أقدام المستعمر و الامبريالي الرأسمالي و بدعم كامل منه و من أدواته و القوى المرتبطة به، ماديا و سياسيا و ثقافيا و إعلاميا.
إن رجعية النظام الرأسمالي تكمن في الأساس، في اتساع هوة التناقض بين عظم تطور وسائل الانتاج و شدة تخلف علاقات الإنتاج، التي تشبه في أحيان كثيرة و في مناطق كثيرة من العالم علاقات العبودية، و خاصة لدى عمال آسيا، و في تفشي ظاهرة الاتجار بالبشر... و تكمن أيضا في التشوه الكبير الحاصل على مستوى البنى الاجتماعية و خصوصا الطبقية على مستوى العالم. فكما أن عملية الاستتباع من خلال الاستعمار و الامبريالية، قد أعاقت و شوهت تطور البنى الاقتصادية و الاجتماعية في البلدان و المجتمعات المستتبعة، فإن هذا التشوه قد عكس نفسه أيضا على البنى الطبقية في بلدان المراكز الرأسمالية. فالنهب العظيم و الواسع و المتواصل لثروات العالم و عرق أبائه على مدى قرون، و انتقال الكثير من الصناعات تعقبا لليد العاملة الرخيصة، أدى فيما أدى، إلى ضمور كبير للطبقة العاملة في بلدان المركز، إجتماعيا و خصوصا سياسيا، مقابل توسع كبير في الطبقة الوسطى.
و عليه، فإن واقع النظام الرأسمالي اليوم، لا يمكن دراسته و تحليله ماديا إلا على مستوى عالمي بحيث لم يعد يقوم في أي بلد في العالم، سواء في المراكز الرأسمالية و ناهيك عن بلدان الأطراف، أي نظام رأسمالي وطني مستقل و متكامل.
يقوم النظام الرأسمالي العالمي اليوم على ثلاثة ركائز، بحيث أن اهتزاز أي منها يهدد هذا النظام بالسقوط:
- القوة العسكرية الضاربة للولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيس، و لحلف الناتو عموما، و المنتشرة في جميع القارات و البحار.
- النفط، و بخاصة العربي، و الذي لا يزال يمثل في المدى المنظور، عصب النظام الرأسمالي،
- العمالة الآسيوية و خاصة الصينية، و التي تنتج فائض القيمة الضروري لحاجات النظام الرأسمالي العالمي.
إن النظام الرأسمالي العالمي الموغل في رجعيته، و الذي يعاني أزمته الوجودية، و في غياب التبلور السياسي الواضح لنقيضه الطبقي الحقيقي، يشن حروبه في طول العالم و عرضه بكل وحشية و صلافة و صفاقة، مستعملا كل طاقات البشرية التي تحت سيطرته و كل ثروات العالم، لتأبيد هذه السيطرة، مبتكرا من أجل ذلك أسوأ و أقذر الوسائل في إشاعة الفتن و إشعال الحروب الأهلية الشرسة و الدموية و إذكاء عنصريات دينية و إثنية و مذهبية مستعينا بقدرات إعلامية و استخبارية لا سابق لضخامتها.
و هو، في هذا السياق، لا يرعوي عن التدمير المتفاقم للبيئات الطبيعية و الاجتماعية و الإساءة الممنهجة للقيم الحضارية و الانسانية التي بلورها الإنسان على مدى الأجيال و عبر تجاربه و في مختلف المجالات.
إننا، كشيوعيين نحمل فكر الطبقة العاملة، نتخذ موقع النقيض الطبيعي للنظام الرأسمالي العالمي بكل تجلياته و امتداداته و لكل الأنظمة و القوى المرتبطة به و لكل مشاريعه و استراتيجياته و ما يتصل بها.
و بهذا تكون خارطة الصراع قد اتضحت معالمها، و نكون قد حددنا موقعنا عليها.
و من هنا يمكننا الانطلاق في رسم خياراتنا السياسية الاستراتيجية و التكتيكية بكل وضوح و جدية و ثبات.
نحن في لبنان و المنطقة العربية، نواجه مشروعين كبيرين متقاطعين و متلازمين:
الأول: المشروع الامبريالي الأمريكي للقبض على المنطقة و السيطرة الكاملة على مواردها النفطية، ما يتيح لها الهيمنة الأكيدة على النظام الرأسمالي و العالم. و هذا المشروع يعمل على تنفيذه بكافة الوسائل و تشن لأجله الحروب من قبل أمريكا و حلفائها و المرتبطين بها من قوى و أنظمة حكم و كذلك بتفتيت المجتمعات طائفيا و مذهبيا و إثنيا و إثارة حروب أهلية دموية لا نهاية لها بينها. و الذهاب إلى أقصى حد في شن الحروب هنا و هناك مستهدفة كل القوى الممانعة التي تقاوم مشروعها.
الثاني: المشروع الصهيوني المتلازم مع المشروع الأمريكي والهادف إلى القبض على كامل فلسطين و استكمال طرد أهلها و تصفية قضيتهم بأي شكل و من ثم بسط نفوذ الكيان الصهيوني ما أمكن في ظل الهيمنة الأمريكية.
إن قراءتنا السليمة لخريطة الصراع العالمي تمكننا من تحديد القوى المعادية و القوى الصديقة التي يمكن التحالف معها.
و نحن نرى في جميع القوى الشيوعية العالمية نواة أساسية لقوتنا على الصعيد العالمي و تحديدا تلك القوى التي لا زالت تتمسك بفكر الطبقة العاملة و المنهج الماركسي و تحدد خياراتها تبعا لذلك.
أما الحزب الشيوعي العراقي المنخرط في العملية السياسية التي يقيمها الاحتلال الأمريكي في العراق، فإنه لم يعد حزب الرفيق فهد و رفاقه. إنه مجرد تجمع لفريق من الانتهازيين الوصوليين المتعاونين مع أعداء الطبقة العاملة، أعداء جميع الشعوب، لا بل أعداء الحياة على الأرض، لقاء مكاسب سياسية تافهة. و نحن، إذ ندين هذا النهج الانتهازي، ننزع عن هذه الجماعة صفة الشيوعي، و ندعو كافة الشيوعيين العراقيين إلى الانفضاض عنها و إقامة تشكيلهم السياسي الشيوعي الموحد و المستقل فيكونوا رأس حربة حقيقية في مواجهة الاحتلال وفي مقاومته، و التصدي مع كافة القوى المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني للمنطقة.
إن وحدة الحركة الشيوعية العالمية ضرورة ملحة من أجل بلورة النقيض السياسي للنظام الرأسمالي العالمي على مستوى أممي، و السير في استنهاض الطبقة العاملة العالمية و تشكيل أوسع تحالف طبقي يستطيع قيادة هذا الصراع و الوصول به إلى خواتيمه وصولا إلى إنزال الهزيمة النهائية بهذا النظام المجرم مرة و إلى الأبد.
أما في لبنان و المنطقة العربية، و بناء للقراءة الماركسية، فإن انخراطنا كحزب و كقوة سياسية لها موقعها على خارطة الصراع، نحدد مواقع القوى السياسية بالنسبة لعملية الصراع و بالنسبة لنا على النحو التالي:
- القوى المعادية: جميع القوى السياسية و العسكرية التي تحمل و تحمي المشروع الأمريكي الصهيوني و ترتبط به سياسيا و أمنيا و ماديا سواء كانت في السلطة أو خارجها. و هي تحديدا أمريكا و الكيان الصهيوني و الأنظمة المرتبطة عضويا بمشروعهما في الجزيرة العربية و مصر و الدمى و الأتباع في لبنان و العراق و فلسطين و الأردن و أنظمة القمع في المغرب و القوى السياسية و الإعلامية المرتبطة بها و المروجة لها.
- القوى الصديقة: جميع القوى الواقعة ضمن دائرة الاستهداف الأمريكي الصهيوني بغض النظر عن الخلفية الثقافية أو الدينية أو الأيديولوجية التي تحكمها، و سواء كانت سياسية أو عسكرية أو إعلامية.
التحالفات السياسية ضرورة ملحة في ظل استعار الهجمة المعادية و لا بد من إنجازها لتوحيد القوى المقاومة و تعزيز جبهة التصدي للمشروعين الأمريكي و الصهيوني. تتوقف إمكانية التحالف مع القوى الصديقة على مدى انخراطها في الصراع و ذلك يتحدد بظروف ساحة الصراع و شكله و الظروف الذاتية التي تحكم وضع أطرافه.
لا يمكن قيام اي تحالف سياسي أو انتخابي أو نقابي مع القوى الواقعة في دائرة الأعداء سواء على الساحة الأممية أو الإقليمية أو المحلية.
تتراوح أشكال و أساليب الصراع حسب ظروف كل ساحة، بين الكفاح الثوري المسلح و التحركات الاحتجاجية و السلمية و المشاركة في عمليات الانتخاب.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى
- الحذاء المدمّى
- أشواق
- ال-لايزال-
- حبيبتي مدينة..
- العماد رقم -3- .. نحن حزبك!
- حوار في ذكرى النكبة
- ذكرى 13 نيسان، لبنان ما بين حرب أهلية متفجرة و حرب أهلية كام ...
- زماننا.. زمان الحركة الثورية
- يتلهون بال - واحد - !
- تصحيح: أين أخطأ الشيخ إمام
- نص المداخلة التي وزعت و ألقيت في اللقاء اليساري التشاوري في ...
- حبي الوحيد
- النداء
- رد سريع / حوار من طرف واحد
- الأولى، دعوة الشيوعيين إلى التوحّد


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عديد نصار - من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني