أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ذكرى 13 نيسان، لبنان ما بين حرب أهلية متفجرة و حرب أهلية كامنة














المزيد.....

ذكرى 13 نيسان، لبنان ما بين حرب أهلية متفجرة و حرب أهلية كامنة


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- كانت الحرب الأهلية في لبنان، التي انطلقت شرارتها في الثالث عشر من نيسان 1975، الرد الطبقي للنظام الطائفي للبرجوازية اللبنانية التابعة، على إمكانية التحوّل الاجتماعي التي مثلت للعيان عبر انتفاضات العمال و الفلاحين و صيادي الأسماك و الطلاب و المعلمين، و التي أوشكت على أن تقلب هذا النظام و تحدث تغييرا جذريا في البنى الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية في لبنان.
فمنذ 1969، بدأت التحركات الجماهيرية الطبقية و القطاعية تأخذ منحى تصاعديا تجلى بانتفاضات الطلاب و تحركات المعلمين و إضراباتهم و انتفاضات عمال المصانع و في مقدمهم عمال غندور و الريجي و مظاهرات مزارعي التبغ ثم الشمندر السكري، إلى انتفاضة صيادي الأسماك ضد بيع البحر لشركة خاصة حيث سقط النائب معروف سعد الذي شارك بنفسه في تظاهراتهم.
صحيح أن الواقع العربي و الدولي، و الوجود الفلسطيني الفاعل كان له دور مساعد في رفع مستوى التحدي الشعبي لنظام البرجوازية الطائفي، و أن وجود المقاومة الفلسطينية المسلحة شكل سندا هاما للتحركات الشعبية، خصوصا بعد أن اكتشف أبناء المناطق الحدودية قدراتهم في التصدي للإعتداءات المتكررة و الصلف المتواصل من قبل العدو الصهيوني، ما شكل دفعا معنويا باتجاه تصعيد التحركات الشعبية التي لم تكن منفصلة عن القضايا العربية و في القلب منها قضية الشعب الفلسطيني و أرضه السليبة، غير أن تفاقم الوضع الداخلي و الاستغلال الفاقع للطبقات الشعبية المنتجة و الاهمال المتواصل لمناطق اعتبرت حتى مطلع الحرب الأهلية مناطق تابعة ضُمّتْ إلى "لبنان*"، " كي يجد اللبنانيون ما يقوم بأودهم"** و هي مناطق البقاع و الجنوب و الشمال، هذه المناطق التي ظلت، و هي لا تزال، مناطق محرومة من أغلب الخدمات التي يفترض، أو كان يفترض، بالدولة أن تؤمنها لمواطنيها، ما جعلها مناطق طرد بشري لأبنائها باتجاه بيروت حيث شكلوا أحزمة بؤس زنرت العاصمة، و كانوا هم، أكثر الناس إخافة للنظام الذي بدأ، منذ مطلع السبعينات، يتحفز للرد على ما بدا له أنه ثورة اجتماعية سوف تودي به، شكلت الأسباب الحقيقية التي فجرت، ردا عليها، البرجوازية بتحولها إلى فاشية، الحرب الأهلية، بالشكل الذي تفجرت به.

- لا بد أن نفهم أن النظام الطائفي أو نظام التحاصص الطوائفي و الذي هو نظام سيطرة البرجوازية التابعة، لا يمكن له أن يستمر و أن يجدد لنفسه إلا بالاعتماد على التبعية للخارج و الاستقواء به. و من هنا، اليوم، و في ظل أزمته القاتلة، فإنه يعمل على ربط مصير الوطن بمصيره من خلال مزيد من الاستقطاب الذي لا يمكن أن يتوصل إليه إلا من خلال ضرب و تحطيم كل البنى الاقتصادية التي ينشأعنها، بالضرورة، توحيد للطبقات الشعبية، و بالتالي للبنى الاجتماعية الناظمة لمصالح هذه الطبقات كالنقابات و الاحزاب العلمانية، و بالتالي ربط رعايا الطوائف و المذاهب بمصالح هشة على غرار أنظمة من المساعدات الاجتماعية المرتبطة بقيام مؤسسات تربوية و صحية و ثقافية و أمنية خاصة بكل مذهب أو طائفة و تحويل هؤلاء الرعايا أتباعَ مستفيدين ماديا و معنويا، ما يجعل الحرب الأهلية دائما على الأبواب.
- و اليوم، حيث تتلاقى تماما، مصالح الديكتاتوريات الفئوية في لبنان مع المشروع العام الامبريالي للمنطقة، فإن لبنان يقف تماما على فوهة بركان حرب أهلية متجددة نموذجها العراق و غايتها إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة لتتناسب مع المصالح الامبريالية و الصهيونية ، لذا، لا بد من مسار صعب و معقد لاستعادة الشارع إلى قواعده الطبقية، قد لا يكفي في ذلك كل ما يمكن أن نفكر فيه من مقولات التوعية و التذكير بأهوال الحرب الأهلية، إذا لم تتجسد أمام اللبنانيين، المصلحة الطبقية الحاسمة لتغيير مسار الاستقطاب و العودة إلى القواعد الطبقية الموحِّدة التي تنتج القوى الاجتماعية و السياسية و التي بدورها لا بد أن تعمد إلى إنجاز التغيير الذي يحول تماما دون تجدد النظام الطائفي و ما شابهه، و يمنع بالتالي، و بشكل نهائي، كل إمكانية لتجدد الحرب الأهلية.
.......................................................
* لبنان = جبل لبنان أو بروتوكولية المتصرفية، و لم يكن ضم المناطق الأخرى إليه بمثابة توحيد أو تحرير أو بناء على استفتاء شعبي أو حركة تحرر وطني !! بل كان ضما قسريا أشبه بالاستعمار، و قد انعكس ذلك على مدى الاستغلال الجشع و الحرمان التام من كافة الخدمات على مدى عقود.
** من أقوال البطريرك الحويك إلى مؤتمر الصلح في فرساي لتبرير ضم الأقضية الأربعة إلى جبل لبنان ليتحول إلى " لبنان الكبير ".



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زماننا.. زمان الحركة الثورية
- يتلهون بال - واحد - !
- تصحيح: أين أخطأ الشيخ إمام
- نص المداخلة التي وزعت و ألقيت في اللقاء اليساري التشاوري في ...
- حبي الوحيد
- النداء
- رد سريع / حوار من طرف واحد
- الأولى، دعوة الشيوعيين إلى التوحّد
- رجلٌ .. علمٌ .. طوته المرحلة ...
- محكمة
- من يحاصر القطاع؟
- وحدة الحركة الشيوعية ثانيا و أبدا
- شعاع من عدن
- شاعرٌ … ألقى اليراع
- كتاب مفتوح (2) إلى العماد سليمان بمناسبة اختياره مرشحا وحيدا ...
- مساحة نأمل أن تسود
- الأمثولة
- خريف الحدائق
- كتاب مفتوح إلى العماد ميشال سليمان بمناسبةالتسابق على ترشيحه ...
- لن ندفع ديون لبنان الجائرة


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - ذكرى 13 نيسان، لبنان ما بين حرب أهلية متفجرة و حرب أهلية كامنة