أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عديد نصار - الحزب الذي يصنع المناضل المثال!














المزيد.....

الحزب الذي يصنع المناضل المثال!


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3616 - 2012 / 1 / 23 - 22:14
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الماركسية ليست علما فحسب، و الشيوعية ليست عملا سياسيا فقط، إنهما قبل هذا و ذاك، سلوك أدبي و ثورة في الذوق و الأخلاق.
و الحزب الماركسي هو مصنع للمناضلين و ليس تجمعا ميكانيكيا لعدد قل أو كثر من مناضلين مسبقي الصنع، ( كي لا أقول مناضلين سابقين .. )، فحسب.
و هو ، أي الحزب الماركسي ، ليس فقط أداة لممارسة العمل السياسي، و لكنه أيضا الإطار الذي ينتج المبادئ و الأخلاق و القيم الماركسية. تلك المبادئ و القيم التي تجعل من المنتسب مناضلا ، بل أكثر من ذلك، مثالا و قدوة طليعية يتمثل بها أفراد و قطاعات الطبقات الاجتماعية التي يعبر عنها فعلا هذا الحزب.
ليست الأخلاق و القيم و السلوكيات الثورية للمناضل الشيوعي كتابا منزلا. بل إنها تنبع من صميم الواقع الاجتماعي و بواسطة، و من خلال الممارسة النضالية اليومية للماركسيين في مجالهم الاجتماعي المحدد: المدرسة المصنع الجامعة الحي المزرعة المشغل ...
و هي بالتالي نموذج يعبر عن روح تلك القوى الاجتماعية و طريقة عيشها و طموحاتها و مطالبها و آفاقها الثقافية و مزاجها الفني و الأدبي و ممكنات تطويرها.
و هذا يعطي الحزب الماركسي ميزة إضافية و لكنها إلى جانب ذلك، مهمة على جانب كبير من الأهمية في الوسط الاجتماعي الذي يريد أن يعبر عنه و ليس فقط عن مطالب هذا الوسط الحياتيه أو طموحاته السياسية التي تكون بادئا غير واضحة و متضاربة في التوجه، و لكن مهمة الحزب الأساسية تكمن في صقلها و توحيدها و توجيهها الوجهة التي تخدم فعلا و حقيقة و من منظور هؤلاء الناس ، قضاياهم و طموحاتهم. هذه الميزة تتلخص في صناعة المناضل النموذج و المثال.
من هنا فإن غياب مثل هذا الحزب، أو وجود أحزاب نخبوية تفتقد إلى الصلة الثقافية بالناس، و إلى ميزة صنع المناضلين المثقفين إجتماعيا ، قد تحمل مخاطر عديدة خاصة إذا كان هناك ماركسيون و لكن لم يكن هناك من حزب ماركسي.
الماركسيون بدون حزب يتحولون بسرعة إلى نخب منعزلة عن الواقع الاجتماعي. و هنا يصبحون في كثير من الأحيان، بعيدين في قيمهم و سلوكياتهم عن المنطق الاجتماعي. و بالتالي قد، و يكثر هذه الأيام، أن يسيئوا بالغ الإساءة ، و معهم الأحزاب النخبوية، في أدائهم العام، إلى الماركسية كفكرة و إلى الشيوعية كنموذج، في أعين الناس، الذين سوف ينظرون إليهم كنخب غريبة عن الواقع و ذات اهتمامات و سلوكيات غريبة أيضا.
لقد أسهمت أحزاب الشيوعية التقليدية ، بعد أن توقفت و لزمن مديد عن صناعة المناضلين، في تحويل الشيوعيين إلى مجموعات نخبوية محصورة وإلى شلل معزولة، و بعيدة عن الواقع الاجتماعي تجتر مقولات الماضي و تعيش على أمجاد ( حقيقية أو موهومة )، بمن فيهم الشيوعيون غير المؤطرين أو الذين يعارضون قيادات الأحزاب أو حتى الذين يعارضون تلك الأحزاب. من هنا نجد أنهم لم يعودوا يعنون الناس بشيء حتى لو تطوعوا في حملات واسعة لحمل مطالب الناس و لو خاضوا المواجهات دفاعا عن مطالب الناس. قد يكونون محل احترام من الكثيرين. و لكنهم قطعا لم يعودوا يمثلون بالنسبة للآخرين القدوة و النموذج.
من هنا، و خاصة في غمرة التحولات الكبرى، فإن على الماركسي أن يعي أنه لن يقدم و لن يؤخر في مسيرة النضال المجتمعي العام، ما لم يسهم و بتفان و إخلاص و تواضع و نكران شديد للذات، في صياغة الأطار الحزبي الماركسي الذي يعمل على صياغة السلوكيات المشروحة أعلاه بما يتيح للماركسيين أن يشكلوا فعلا بالنسبة لمحيطهم الاجتماعي و للطبقات التي يعبرون عنها، النموذج و القدوة و المثال .. فبهذا وحده تخرج القوى الماركسية و يخرج الماركسيون من أزمتهم المزمنة.
نعم لحزب ماركسي من نمط جديد يدرك مهامه التاريخية و يعبر بالممارسة قبل القول عن صدقية التحامه بالجماهير المضطهدة و تمثيله لمصالحها و طموحاتها.
نعم لحزب ماركسي يصنع المناضل المثال.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول
- وحدة الشيوعيين لقيادة المرحلة مسؤولية تاريخية
- الحوار المتمدن واحة مفتوحة!
- الأخ عامر العبيدي .. دعني أجلد المصريين ايضا و ايضا و لكنْ ل ...
- الحذاء المدمى
- الحذاء المدمّى
- أشواق
- ال-لايزال-
- حبيبتي مدينة..
- العماد رقم -3- .. نحن حزبك!


المزيد.....




- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء
- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!
- لجنة من أجل حياة النساء وحريتهن: لا للحرب . لا لهجوم إسرائيل ...
- -ليس للرئيس الحق!-.. شاهد رد فعل بيرني ساندرز عند علمه بالضر ...
- م.م.ن.ص// دروس الحرب: اختراق الجدران
- قناة السويس ليست ممراً للعدوان.. أوقفوا مرور سفن أمريكا وإسر ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عديد نصار - الحزب الذي يصنع المناضل المثال!