أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان














المزيد.....

الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4164 - 2013 / 7 / 25 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في الثاني والعشرين من آذار، جرت المشاورات الملزمة على عجل وفي السادس من نيسان تم تكليف النائب تمام سلام بتشكيل حكومة جديدة بعد حصوله على شبه إجماع نيابي لافت: 124 نائبا من اصل 128. ولكن تشكيل الحكومة كان أمرا متعذرا حتى الآن، واستمر وزراء الحكومة المستقيلة في تصريف الأعمال.
وحيث تعذر على مجلس النواب التوصل إلى إقرار قانون انتخابي جديد ضمن المهلة المطلوبة، وقبل انتهاء ولاية المجلس القديم، قضت فتوى سياسية بامتياز بالتمديد للمجلس القديم مدة سبعة عشر شهرا تعتبرها القوى السياسية النافذة كافية لإنتاج قانون إنتخابي جديد.
غير أن استحقاقات عديدة تنتظر تشكيل الحكومة يبقى التكهن بمستقبلها غير دقيق. فرئيس أركان الجيش سيحال حكما إلى التقاعد في 8 آب القادم ويليه قائد الجيش في 23 ايلول القادم.
أضيف إلى ذلك واقع قوى الأمن الداخلي حيث تعاني من شغور واسع على مستوى القيادة.
هذا إضافة إلى آلاف الوظائف الشاغرة على مختلف المستويات!
غير أن ما يثير الدهشة تعطيل المجلس الدستوري الذي دُفع أمامه بالطعن على قانون التمديد لمجلس النواب من قبل رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر بزعامة الجنرال ميشال عون. هذا التعطيل الذي وصفه نائب عن حركة أمل في البرلمان بأنه أنقذ البلاد!
كل هذا الفراغ المؤسساتي مرده إلى خلافات كبيرة بين القوى السياسية النافذة في النظام. ولكن، ما هي جذور هذه الخلافات وما هو مدى استعصائها؟
لنعرف ذلك لا بد أن نتخطى الصورة السطحية وأن ننفذ إلى الجذور الحقيقية للمشكلة والتي تقع في جوهر النظام السياسي – الاقتصادي الحاكم. حيث يتشكل النظام في لبنان بالأساس، وفوق المؤسسات الدولتية المعروفة، من قوى سياسية مافيوية تعتمر العمامة الطائفية وتشكل امتدادات عضوية في تبعيتها للقوى الإقليمية والدولية النافذة. بحيث تتجسد تبعيتها على مختلف المستويات: ابتداء من المال والاقتصاد والإيديولوجيا وليس انتهاء بالسياسة والأمن. وهذا في حد ذاته يمثل وجها أساسيا من وجوه أزمة النظام المافيوي التبعي بحيث تتحدد وظائف مؤسسات الدولة كافة بناء على ميزان القوى الداخلي الذي يخضع تماما لميزان القوى الخارجي وتأرجحاته. فيتحدد متى ينبغي تفعيل دور المؤسسات ومتى ينبغي تعطيلها بناء على مصالح قوى وأنظمة خارجية وليس بناء على مصالح داخلية.
ومن بين جميع القوى السلطوية التي تشكل نظام سيطرة الطبقة المافيوية في لبنان، استطاع حزب الله منفردا أن يحتفظ لنفسه بهامش عريض للمناورة من خارج السلطة، إلى جانب اختراقه وإمساكه لمفاصيل أساسية فيها يجعلها تعمل لصالحه. كان هذا ضروريا لمشروعه السياسي المرتبط أساسا بنظام ولاية الفقيه في طهران خصوصا بعد تراجع دور النظام السوري بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.
وهنا تتفاقم أزمة النظام بسبب هذا الخلل الكبير الذي ضرب التوازن بين أطرافه لمصلحة حزب الله. وحيث أن تعزيز دور هذا الحزب خارجيا بدون أن يتأثر جديا موقعه في السلطة يقضي أن تتعطل المؤسسات، فإنه، ومنذ تعقد الوضع السوري، بدأ بالفعل اتباع كل السبل التي من شأنها تعطيل مؤسسات الدولة وشلها إلى حدود قصوى، دون أن تسقط. كونها تبقى الغطاء "الشرعي" لما يقوم به كمافيا سلطوية إلى جانب كونه ذراعا سياسية وعسكرية وأمنية لمشروع ولاية الفقيه في المنطقة.
أما قوى النظام في الموقع المقابل، والتي ليس لها هامش المناورة ذاته، فقد اعتادت أن تستعين بقوى أخرى تتذيل لها أو تدور في فلكها لممارسة المناورات المطلوبة في أوقات محددة ثم تستغني عن خدماتها عند انتهاء المهمة. غير أن بعض هذه القوى الظرفية بدأ يستحوذ على دعم إقليمي مباشر وكبير منذ تحول الصراع في سوريا إلى صراع مسلح، متخطيا دور القوى النافذة محليا ما شكل مشكلة وهاجسا لهذه الأخيرة. ولكن هذا الدعم يبقى في حدود تجعلها تحت السيطرة كما حصل في حالة الشيخ أحمد الأسير.
وهنا يمكن أن نفهم حقيقة سياسة النأي بالنفس عمّا يجري في سوريا وكيف اخترقت بهذا القدر من قبل حزب الله بدون أن تتأثر مكانته في السلطة.
فحكومة نجيب ميقاتي التي يشارك فيها حزب الله وحلفاؤه بقوة، أعلنت منذ سنتين سياسة النأي بالنفس حيال ما يجري في سوريا. ولكنها لم تعلن ذلك لحماية مصالح اللبنانيين ولا السوريين، بل لأنها غير قادرة على اتخاذ موقف خاص بلبنان يعبر عن مصالحه الوطنية، فلجأت إلى هذه السياسة التي تشبه دفن الرؤوس في الرمال وهي تدرك أنه لا يمكنها منع أي من اشكال التدخل على جانبي الحدود مع سوريا. وكنا قد شهدنا منذ الأشهر الأولى وسمعنا صيحات القوى السلفية التي يحركها تمويل إقليمي وأجهزة إقليمية تدعي دعمها للثورة السورية، كما شهدنا استعراضات فلكلورية لتدخل هذه القوى في ريف حمص تحولت إلى مأساة بعد عودة جثث ما يقرب من عشرين شابا زج بهم على عجل في ساحة صراع مسلح لا قبل لهم به لا من حيث التدريب ولا من حيث الخبرة القتالية، كل ذلك من أجل حصول "مشايخ" و"علماء" السلفية في الشمال ورعاتهم الخارجيين على مزيد من الدعم المالي والسياسي والإعلامي.
وهنا لا بد من التمييز بين تدخل هؤلاء غير المنظم والمفتقر إلى كل شيء تقريبا سوى الأيديولوجيا السلفية، وبين تدخل حزب الله المنظم عسكريا ولوجستيا والذي لا يشبه سوى تدخل عسكري لدولة كبرى من حيث التنظيم والتسلح والخبرة القتالية.
لقد كان اسقاط حكومة ميقاتي وتعثر تشكيل حكومة سلام وتعطيل المؤسسات بما فيها التشريعية والقضائية والأمنية، ترجمة سياسية لاختلال ميزان القوى الداخلي بين قوى النظام المافيوية من جهة، وتعمدا مقصودا لهذا الفراغ الكبير في مؤسسات السلطة لإعطاء حزب الله وحلفائه فرصة واسعة لتنفيذ مطالب بشار الأسد في التخلي عن سياسة النأي بالنفس والانخراط الكامل إلى جانب النظام في سوريا في حربه على الثورة والكتائب المسلحة التي تعمل في إطارها من أجل إسقاطه.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري - نادر المتروك: ثورة البحرين ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: سورية : الحل و ...
- ربيع مارون الراس الدموي
- عن الأزمة الثورية و أزمة الثورة
- الجيش الحر والثورة السورية والكورد – مع قائد لواء “يوسف العظ ...
- عيد العمال العالمي؟
- - إن شرف الغاية من شرف الوسيلة!-
- الأزمة الثورية في سورية ومهام اليسار / حسان خالد شاتيلا في ح ...
- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين اللبنانيين واليسار اللبناني عموما
- رسالة مفتوحة موجهة إلى قيادات ومندوبي الأحزاب الشيوعية والعم ...
- مجموعة يساري - اللقاء الحواري الأسبوعي: النشاط اليساري الميد ...
- تحديات الثورة السورية، ودور اليسار في مواجهتها والتغلب عليها
- يسار الثورة
- مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفري ...
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...
- اللقاء الحواري الأسبوعي في مجموعة يساري: الحراك الشعبي في ال ...
- في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: الل ...
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و ...
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - الفراغ والتعطيل يزحفان ليحتلا مفاصل الدولة في لبنان