أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امين يونس - العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان














المزيد.....

العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4618 - 2014 / 10 / 29 - 14:29
المحور: حقوق الانسان
    


فَرقٌ ان تكونَ قريباً من الحَدث ، بحيث تكتوي بشرارات النار المُستعِرة .. أو ان تستمع الى الأخبار من بعيد . فنحنُ في أقليم كردستان العراق ، كانَ لنا ، قبلَ 9/6/2014 ما يُمكن أن نُسّميها " حدوداً " بَرِيةً بين الأقليم وبين الحكومة الإتحادية . صحيح كانتْ هنالك مشاكل في ما يخص المناطق المتنازع عليها وإشكاليات المادة 140 ، والتفسيرات المتباينة ، لبعض الفقرات الدستورية والخلافات النفطية .. إلا ان العراق الفيدرالي ، كان خيمةً يستظل بها كُل العراقيين ، رغم الصعوبات والعراقيل الجّمة . كان التواصلُ والتبادل التجاري ، قائماً ما بين الأقليم وبقية العراق وكذلك السياحة والتداخُل الاداري ، عبر الموصل وتكريت وديالى . إلا ان الأمور تغيرتْ بعد 9/6/2014 ، فلقد سيطرتْ داعش وحلفاءها ، ومن ثم ما تُسّمى بدولة الخلافة الإسلامية ، على جميع الطُرق التي تربط الأقليم مع بغداد . ولم تبقَ غير الرحلات الجوية بين مَطارَي أربيل والسليمانية وبغداد .. ومن البديهي ، ان حجم ونوعية العلاقات التجارية والإقتصادية وحتى الإجتماعية والسياسية ، قد تقلصَ بين الجانبَين بصورةٍ واضحة ، نتيجة ذلك .
أي بمعنى آخر ، ومن الناحية العملية ، فأن ما تُسمى بدولة الخلافة الإسلامية ، قد قّطعتْ أوصال العراق ، وأصبحتْ على الأرض كياناً ، يحدهُ جنوباً بغداد ، وشمالاً وشرقاً ، أقليم كردستان . بل ان " حدود " هذا الكيان اللقيط مع الأقليم ، تمتد لحوالي الألف كيلومتر ، من سنجار غرباً حتى جلولاء شرقا مروراً بالحويجة وسهل نينوى .
من تداعيات هذا الإحتلال الفاشي الغاشم ، نزوح أكثر من مليون مواطن ، الى أقليم كردستان . ولللذي لم يَمُر بمثل تجربة النزوح المريرة ، من الصعب عليهِ ، تَصّور حجم المآسي والمُعاناة المترتبة ، على النزوح والتهجير القسري ، من جميع النواحي : النفسية والصحية والإجتماعية .. الخ .
كما الهَدمُ أسهل وأسرع من البناء .. فكذا إحتلال داعش للموصل وتكريت والحويجة وسنجار وتلعفر ، لم يستغرق في كُلٍ منها ، سوى ساعاتٍ ، وبعيداً عن أسباب تلك الهزائم وخلفياتها وتشابُك الصراعات الأقليمية والمحلية ، والخيانة والتواطؤ والفساد ، فأن عملية تحرير المُدن المُحتلة وطرد العدو الفاشي الداعشي ، منها ، يستغرق وقتاً طويلاً ، وتضحيات بشرية ومادية جسيمة ، علاوةً على الوقت الإضافي المطلوب ، بعد ذلك ، من أجل إعادة البناء وخلق الثقة لدى المواطنين بالسُلطة ومدى قُدرتها على حماية أرواحهم وممتلكاتهم ، بحيث يعودوا الى دورهم التي هُجِروا منها .
...................
تكاد لاتوجد مادةٌ واحدة من المواد الثلاثين ، التي يحتويها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، لم تُنتَهَك بِفظاظة مُفرِطة ، مِنْ قِبَل السُلطات والأحزاب الحاكمة ، في طول العراق وعرضه ، طيلة العقود الماضية .. والتي طالتْ الغالبية العُظمى من الناس . بحيث ان ( مفهوم ) حقوق الإنسان ، يختلفُ عند شريحةٍ واسعة من العراقيين ( النازحين والمُهجَرين الذين يبلغون عدة ملايين منذ 2004 ولغاية اليوم ) ، عن المفهوم الأصلي . فالبنسبة للنازحين ، فأن جُل أُمنياتهم تنحصر ، حالياً ، في فقرةٍ أساسية ، والمُتمثلة بالمادة 3 من الإعلان العالمي : [ لكل فرد الحَق في الحياة والحُرية وسلامة شخصه ] . الحَق في الحياة والسلامة ، من أبسط الحقوق وأكثرها بديهية .. لكنهُ ليسَ في مُتناوَلنا نحن العراقيين في الواقع . فكُلنا تحتَ التهديد الجّدي في كُل وقت .. فبعد إحتلال داعش لسنجار وبعشيقة وسد الموصل ومخمور وجلولاء ، بداية شهر آب من هذه السنة .. كانتْ تفصلنا ساعاتٍ فقط ، من إحتمال وصول الفاشية الداعشية الى عقر أربيل ودهوك .. لولا تدارُك الأمر بتدخل الطيران الأمريكي وإستعادة البيشمركة لرباطة جأشهم ولجوئهم للمقاومة والصمود . وحتى بغداد ، قبلَ أن تلتقط انفاسها في الأسابيع الأخيرة ، لم تكُن بمنأى عن تهديدات داعش وحلفاءها .
ان معظم العراقيين ، لازالوا كما أعتقد ، بعيدين عن ( تَرَف ) مواد حقوق الإنسان ، المُتعلقة بحُرية الرأي والمُعتقَد والحُريات العامة والشخصية وصَون الكرامة والرفاهية .. لأنهم ما زالوا في طَور الحصول ، على حَق الحياة والسلامة فقط ! .
......................
في مُجتمعٍ مُنقَسِم كالمُجتمع العراقي ، تتفشى فيهِ الأُمِية الأبجدية ، ناهيكَ عن الأُمِية السياسية والثقافية ... فأن نَيل أيٍ من الحقوق البسيطة والبديهية ، يُعتَبَر مِنّةً وهِبة من السُلطات والأحزاب الحاكمة ، الإستبداديةِ والفاسدة عموماً .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كُتُبٌ للنازحين
- دروسٌ من الحَرب ضد داعِش
- بائع العِلكة
- حَلٌ مُؤقت لإيواء النازحين : القُصور والجوامِع
- مُستفيدون صِغار .. ومُستفيدونَ كِبار
- الصَبر .. ثُم الصَبر
- نِساءٌ .. ونِساء
- إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
- المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
- - السهرات الإسطنبولية -
- ثلاثة رسائل من كوباني
- - أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
- اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
- - اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
- قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
- تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
- بينَ وادِيَين
- المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
- - كوبانى - تحتَ النار
- العَرَب السُنّة الموصلليين


المزيد.....




- الضفة الغربية: نزوح جماعي وهدم واسع للبيوت في مخيمي نور شمس ...
- تبادل مئات الأسرى العسكريين بين روسيا وأوكرانيا
- ليبيا.. اللجنة الاستشارية تسلم تقريرها النهائي لبعثة الأمم ا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -اغتصب حدثًا واعتدى علي ...
- رئيس غانا يفرض عقوبات صارمة على وزرائه في حملة موسعة لمكافحة ...
- مسؤول في الجيش الإسرائيلي: -حماس- قد تصبح أكثر عنفا تجاه الأ ...
- قتلوا زوجي وثلاثة من أبنائي واختفى زوج ابنتي
- سوريا.. اعتقال عقيد سابق بالنظام المخلوع متورط بـ أحداث السا ...
- نظارة ذكية لمساعدة المكفوفين في تحسين حياتهم اليومية
- الاحتلال يمدد اعتقال الصحافي سعيد حسنين


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - امين يونس - العراقي .. و - تَرَف - حقوق الإنسان