أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - كُتُبٌ للنازحين














المزيد.....

كُتُبٌ للنازحين


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 14:14
المحور: المجتمع المدني
    


ثلاثة فتيات وفتى ، أعمارهم تتراوح بين الثالثة عشر والتاسعة عشر ، جاءوا الى بيتنا ، للمّرة الأولى قبل أكثر من شهرَين ، وكانوا يتكلمونَ العربية .. حيث طلبوا بعض الأواني والملابس . كانَ الخجلُ والإحراج بادياً عليهم بوضوح .. فلم يكونوا من النوع المُتعّود على السؤال .. بل ان ظروف النزوح ، أجبرَتْهُم على دَق أبواب البيوت . أجلَستهُم في الحديقة وناديتُ شريكتي لتُرّحِب بهم وتجلب لهم الماء والشاي .
معظم قطع كومة الملابس التي أحضرناها ، كانتْ أما أكبر أو أصغَر من مقاساتهم .. لكن إحدى الفتيات قالتْ ان عائلتهم تتكون من أكثر من عشرين فرداً ، وكل هذه الملابس سوف تفيدهم . أخذوا أيضاً بعض الأواني البسيطة وغادروا .
تكررتْ زياراتهم لنا بعد ذلك .. تأثرتُ عندما قالتْ أصغر الفتيات : .. عمو .. أنتَ والعّمة ، تُعاملوننا ببساطة ودون تكلُف ، لهذا فنحنُ نجئ ، حتى لو لم نكُن بِحاجة لشئ ، لانشعُر بالغُربةِ كثيراً عندكُم .. لكن أخشى أننا نزعجكم . فطمأنتُها وقلتُ لها مُمازِحاً : .. بسيطة ، عندما نصبحُ نحنُ نازحين ، فسوف نأتي عندكم في بعشيقة ونزعجكم بالمُقابِل ! .
شريكتي اُم العيال ، قالتْ لهم ، ان بإمكانهم الإستحمام عندنا ، لو إحتاجوا لذلك ، وبالفعل فلقد فعلوا بضع مراتٍ خلال الشهرَين الماضييَن . سألتَهم مرةً : كيف تقضون أوقاتكم في المدرسة التي تقيمون فيها ؟ وهل تريدون بعض الكُتب لتقرؤوها ؟ قالوا نعم .. فأعطيتهم مجموعة من الكتب المفيدة والممتعة المناسبة لأعمارِهم .. أعادوها بعد أيام ، وأعطيتهم وجبةً أخرى .. وهكذا . صاروا يأخذون في كُل مّرة مجموعة أكبر من الكتب المتنوعة ، وبهذا فلقد قامتْ مكتبتي المتواضعة ، بدورٍ بسيط ، في ترويج المعرفة لدى شريحةٍ من النازحين ! .
......................
سألَتْني إبنتي التي هي في عُمر أكبرهم : .. يا أبي ، لقد سألتُ أُمي ، هل هؤلاء البنات والفتى ، مسيحيين أم إيزيديين ؟ لكنها لم تكُنْ مُتأكِدة ، وقالتْ : إسألي والدكِ ! . قلتُ لها : .. صدقيني لا أعرُف .. فأنا لم أسألهم .. لأنه لايهمني ذلك على الإطلاق . ثم حتى بالنسبةِ لكِ .. ما الغرض من سؤالكِ ؟ سواء أكانوا إيزيديين أو مسيحيين أو شَبَك ؟ .. انهم يتكلمون العربية .. وحسب معلوماتي ، ان هنالك العديد من أهالي بعشيقة ، من الإيزيديين والمسيحيين ، يتكلمون العربية ، بتلك اللهجة الفريدة المحببة . بالنسبةِ لي ياعزيزتي ، ان تسأل أحداً عن دينهِ أو مذهبهِ أو حتى قوميتهِ .. فأن ذلك سؤالٌ سخيف ولا معنى لهُ ، خصوصاً في مثل هذه الظروف المأساوية ، التي أعقبتْ أحداث الموصل وسنجار وسهل نينوى . فهنالك شئٌ كبير ومهم ومُشترَك يجمعنا سوية : الإنسانية ! .. أما الصفات الأخرى الثانوية ، فلا قيمةَ لها .
قالتْ إبنتي : .. كانَ سؤالي بريئاً ، ولم أكن أدري أنك ستُلقي عليّ مُحاضرة ! .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروسٌ من الحَرب ضد داعِش
- بائع العِلكة
- حَلٌ مُؤقت لإيواء النازحين : القُصور والجوامِع
- مُستفيدون صِغار .. ومُستفيدونَ كِبار
- الصَبر .. ثُم الصَبر
- نِساءٌ .. ونِساء
- إلى متى ستصمُد كوباني المُحاصَرة ؟
- المصاريف الأمريكية .. وخضروات البيت
- - السهرات الإسطنبولية -
- ثلاثة رسائل من كوباني
- - أياكَ أن تقطعَ سِلك الحكومة -
- اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر
- - اُمَة مُحّمَد كُلّها تُسّلِم عليك -
- قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
- تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
- بينَ وادِيَين
- المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
- - كوبانى - تحتَ النار
- العَرَب السُنّة الموصلليين
- ( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !


المزيد.....




- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...
- صحيفتان بريطانيتان: قانون ترحيل اللاجئين لرواندا سيئ وفظيع
- قبالة جربة.. تونس تنتشل 14 جثة لمهاجرين غير شرعيين
- بعد إدانتهم بـ-جرائم إرهابية-.. إعدام 11 شخصا في العراق
- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - كُتُبٌ للنازحين