|
قَلَم السُلطة .. يكتبُ جميع الألوان
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4591 - 2014 / 10 / 2 - 14:05
المحور:
كتابات ساخرة
" .. بداية الستينيات ، كنتُ في إبتدائية السلام ، القريبة من معمل قُمصان ( ألفا ) ، في بغداد .. وكانَ مُعّلمنا ، يملك قلم جاف يُؤَشِر بهِ على دفاترنا ، قلماً عجيباً في ذلك الزمان ، حيث يكتب بِلَونَين : الأزرق والأحمر ! . نحن التلاميذ لم نكُن قد رأينا مثل ذلك القلم من قَبل ، فكان حديثنا في الفُرَص بين الدروس ، يدور حَول القلم العتيد . في صباح اليوم التالي ، قال صديقنا سمير مُتفاخِراً ، أنه يملك قلماً ، يكتبُ عشرة ألوان ، وليسَ لونَين فقط مثل قلم الأستاذ ! . فضحكنا عليهِ وعلى كلامهِ المجنون . لكنهُ أصّرَ وقال مُتحدِيا ، أن القلم معه الآن ويستطيع أن يثبت ذلك . فأخرجَ من حقيبته قلم رصاص عادياً وورقةً ، وكتبَ : أحمر / أصفر / أخضر ... الخ . وقال ضاحكاً وساخراً : ألَم أقُل لكم أيها الأغبياء ، أن قلمي يكتب كُل الألوان ؟! " . ........................... الحُكام المُتربعين على السُلطة ، في بغداد وأربيل ، طيلة السنوات الأحد عشر الماضية ، يتصرفون معنا .. مثل مافعلَ سمير ونحنُ أطفال صِغار . نعم .. السُلطات تضحكُ على سذاجتنا وتسخرُ من جهلنا . صديقنا سمير ، كانَ مولعاً بالمقالب البريئة التي لا تُؤذي أحداً .. لكن حُكامنا يَدّعونَ ان ( قَلَمهُم ) يرسم قوس قُزَح بألوانهِ الزاهية .. فنكتشف لاحقاً ان ذاك القَلَم لايكتب إلا بالأسوَد الكئيب ! . المالكي ، طالما قالَ في خُطبهِ ولقاءاته وكلمات أربعاءه ، انهُ على وشك القضاء على الإرهاب وأنه وّجهَ ضربات ماحقة الى الفساد والفاسدين وأن إبنهُ أحمد سوبرمان .. لكن الواقع أثبتَ ، بُطلان كُل ماكانَ يتشدق بهِ .. وأن العراق تراجعَ في عهدهِ الميمون ، في كافة المجالات : الأمنِية والخدمية والإقتصادية والسياسية . وأن فترتهُ كانتْ أسوأ وأسوَدَ الفترات !. ورُبما كان المالكي يقصد ، إختصار العراق بطويريج والمنطقة الخضراء ، فوضعهما جيد ! . والشهرستاني ، قال قبل سنواتٍ ان العراق ، سوف يُصّدِر الكهرباء الى دول الجوار المسكينة .. وكما يبدو فأنهُ كان يعني : دولة الخلافة الإسلامية في الموصل وتكريت والفلوجة والحويجة .. فبالفعل ، ان العراق يُزّوِد الدولة الداعشية الجارة بالكهرباء ! . رئيس الأقليم ، قالَ قبل سنوات انه يقود حملةً للقضاء على الفساد بأنواعهِ ، في الأقليم .. وأنه سوف يُحاسب الفاسدين والمتجاوزين على القانون ، وقالَ بأنهُ مُستعِد أذا لم يُنَفِذ ما وعد بهِ خلال خمسة عشر يوم ، أن يظهرَ علناً على التلفزيون ويتحَمل المسؤولية . لكن يبدو أنهُ كان يقصد ( اليَوم .. في كوكب بَلفَلاتيا في طرف المجموعة الشمسية ، حيث " اليوم " يُعادِل عشر سنوات من سنيننا ) .. أي انه كان يقصد " خلال مئة وخمسين سنة " بعدَ عُمرٍ طويل ! . رئيس وزراء الأقليم .. خَطَ قبل مُدةٍ طويلة ، بقلمهِ الذي يكتب جميع الألوان .. انهُ سوف يجعل من الأقليم دُبَي وحتى أحسن من دُبَي ، وأيضاً .. كل مواطن ستكون له حّصة من واردات النفط . وكما يظهر ، فأنه لم يُحّدِد : دُبَي .. في أية سنة ؟ يُقال انهُ كانَ يقصد وضعية دُبَي في 1970 وليسَ الآن .. ومن الواضح ان أربيل اليوم أفضل كثيراً من دُبي قبل 44 سنة ! . كذلك ، فأنه كان يُشير الى ان : كُل مواطِن سيتحمل حصّته من نتائج السياسات النفطية والإقتصادية .. حيث بات يستلم راتبه الشهري ليس كُل ثلاثين يوماً ، بل كُل تسعين يوم ! . ........................ المُشكلة .. أنهُ ما زالَ الكثير من الناس السُذّج ، يُصّدقونَ ان السُلطة ، تستطيع رسم قوس قُزح جميل ، بواسطة قَلَمها الذي لايحتوي إلا على حبرٍ أسوَد ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير
-
بينَ وادِيَين
-
المرأة في كوبانى . والمرأةُ تحت حُكم داعش
-
- كوبانى - تحتَ النار
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
المزيد.....
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
-
NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال
...
-
فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11
...
-
الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|