|
- كوبانى - تحتَ النار
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 11:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مايجري في منطقة " كوباني " من حربٍ شعواء ، تخوضها داعش ، على الكُرد ، وسط الصمت المُريب ، مِنْ قِبَل كُل الأطراف الفاعلة ، يستدعي التوقف عنده ، والتأمُل في المدى الذي وصلتْ إليهِ الأمور ، من نفاقٍ وكذبٍ وكَيلٍ بمكيالَين . * إنكشف للجميع ، رعاية تُركيا لعصابات داعش ، ودعمها بِمُختلَف الوسائل ، وأن داعش وجبهة النُصرة ، ما هُما إلا وسيلتَين لتحقيق المآرب التركية الدنيئة ، على الساحتَين السورية والعراقية ( ومسرحية الرهائن الأتراك التسعة والأربعين في الموصل ، لا تنطلي على أحد ، فأغلبهم ضباط مخابرات للتنسيق مع داعش منذ ماقبل 9/6/2014 ) . وبالفعل ، فأن من أولى أهداف داعش ، هو القضاء على الكانتونات الكردية في سوريا .. هذه الكانتونات ، التي وفرتْ الأمان للأهالي ، وأدارتْ شؤونهم بِقدرٍ معقول من الخدمات والإدارة المدنية ، والتي هي أفضل من بقية مناطق سوريا . داعش وبدفعٍ من تركيا ، تُريد إفشال هذه الكانتونات ، والتي هي نقيضٌ لهمجية داعش ونهجها التكفيري . * داعش ، نقلتْ معظم الأسلحة الثقيلة ، التي إستولتْ عليها ، بعد إنهيار الجيش العراقي في الموصل وتكريت وغيرها بداية حزيران .. نقلَتْها الى سوريا ، تحتَ مرأى من العالم أجمَع . التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها ، الولايات المتحدة ، والتي تكشف وتُراقِب من خلالها وبواسطة الأقمار الصناعية ، كُل صغيرة وكبيرة ، على الساحة العراقية والسورية .. هل من المعقول ، أنها لم تكتشف طوابير السلاح والعتاد ، المنقول الى سوريا ، وعلى مدى أسابيع عديدة ؟ .. لكن الحقيقة أنها تغاضتْ عن ذلك عمداً . وهذا النفاق ، هو جزءٌ ضئيل من السياسة الأمريكية الرعناء ، تجاه شعوب منطقتنا . فبالأساس ، ان أمريكا ، حتى إذا لم تكُن مُتورطة " مُباشرةً " في خَلق داعش ، فأنها كانتْ موافقة ضمناً ، من خلال عملاءها قطر والسعودية ، وبتنسيقٍ مع تركيا . وأيضاً .. من السذاجة ، تصديق ، ان الولايات المتحدة عاجزة عن إنزال ضربات جوية قاضية ، على كل مرتكزات داعش ، في العراق وسوريا ، وخلال فترة قصيرةٍ جداً . ومن السذاجة أيضاً ، تصديق ان الولايات المتحدة ، لا تستطيع تجفيف منابع داعش .. فأنها [ لو ] ، عَبَسَتْ بشكلٍ جدي ، بوجه دول الخليج وتركيا ، فأنها ستكف فوراً ، عن دعم وتمويل داعش ! . * مادامَ عدونا المُشترك ، حالياً ، هو : داعش ، فشئنا أم أبَينا ، فأن الوضع في أقليم كردستان ، مُتداخل مع الوضع في كردستان سوريا . لاسيما بعد مأساة سنجار في 3/8/2014 ، والدَور الذي قامتْ بهِ " وحدات حماية الشعب " . وأن وجود مُسلحي وحدات الحماية وحزب العُمال ، أصبحَ واقعاً فعلياً ، في منطقة ربيعة والمنطقة الحدودية المُحاذية لسنونى . لكن الفَرق ، ان البيشمركة ، لن يعبروا الحدود ، للوقوف الى جانب وحدات حماية الشعب ، ولن يُدافعوا عن قُرى كوباني التي سيطرتْ عليها داعش خلال الأيام القليلة الماضية . البيشمركة لن يعبروا الحدود ، لإعتبارات عديدة ، لعل أبرزها ، أنهم بالكاد يستطيعون الآن ، الدفاع عن حدود الأقليم ، ويتهيئون لإسترجاع سنجار والمناطق الأخرى التي سقطتْ بيد داعش . لكن البيشمركة ، في هذه الظروف العصيبة التي تمُرُ بها كوباني ، يستطيعون تشديد الخناق على داعش ، وتكثيف الهجمات عليها ، ولا سيما في ربيعة وزمار وسنوني ، وقطع الطريق بصورةٍ جدية ، بين قوات داعش في الموصل وتكريت ، وبين سوريا . لو فعل البيشمركة ذلك ، سريعاً ، فأنهم يُقدمون خدمة الى وحدات حماية الشعب ويخففون الضغط على كوباني ، ويرّدون لهم الجميل ! . * مع كُل أخطاء الإدارة في أقليم كردستان ، ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني ، خصوصاً في ملف العلاقات مع حزب الإتحاد الديمقراطي في سوريا . فأن حزب الإتحاد الديمقراطي ، ومن وراءه حزب العُمال نفسه .. ليسا خالييَين من السياسات الخاطئة وقصيرة النظر . وكان عليهما أن يكونا ، أكثر لِينا وإفساحاً للمجال أمام الأحزاب الأخرى أيضاً ، على ساحة روزآفا . * أثبتَتْ وقائع الأسابيع الماضية ، بما لايدع مجالاً للشَك ، انه لا يُمكن الإعتماد على تُركيا ، بإعتبارها [ صديقاً مُفترضاً لأقليم كردستان ] . لا من الناحية العسكرية ولا الإقتصادية والسياسية . بل من الأفضل ان يُحّسِن الأقليم علاقاته مع بغداد ، ويُطورها مع إيران ، ويُنسِق مع كُرد سوريا في نفس الوقت .. ويتجنب وضع كُل البيض الكردي في سّلة تُركيا . ................................. للأسف الشديد .. ان الهجمة الشرِسة التي تتعرض لها " كوباني " هذه الأيام ، من قبل العصابات الإرهابية لداعش . أظهرتْ ان كُرد سوريا ، ليسَ لهم مَنْ يُساندهم ( عملياً وفعلياً ) ، غير وحدات حماية الشعب . فحتى الأطراف التي طالما كانتْ تُزايِد برفع الشعارات القومية طيلة الفترة الماضية .. لاتفعل شيئاً غير التنديد اللفظي او التظاهُر .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العَرَب السُنّة الموصلليين
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
-
إعادة البناء .. الترميم والإصلاح
-
أحزاب : العُمال / الديمقراطي / الإتحاد .. ليست إرهابية
-
من وَحي الكارثة
-
إصابة المالكي ، بإنهيارٍ عصبي
المزيد.....
-
الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل
...
-
روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو
...
-
الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال
...
-
بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته
...
-
المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
-
ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
-
المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر
...
-
الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف
...
-
المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
-
أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|