|
العَرَب السُنّة الموصلليين
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4575 - 2014 / 9 / 15 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كنتُ قد تعرفتُ قبلَ سنوات ، على أحد الشخصيات المُحترمة ، والذي ( أضطرُ الى تعريفهِ : من " العرب السُنّة " ، حيث أجبَرَنا الوضع العراقي الكسيف ، لللجوء الى هذه التسميات ) ، وهو من الموصللين الأصلاء . في البداية إتصلَ بي عن طريق الهاتف ، ثم تواصَلنا من خلال الإنترنيت ، وقبل سنتَين إلتقَينا وجهاً لوجه ، في دهوك ، حيث كانَ قد شرعَ ، بتشكيل كيانٍ سياسي في الموصل ، وشاركَ بهِ في الإنتخابات الأخيرة في 30/4/2014 . وعلى الرغم من بعض الإختلافات ، في وجهات نظرنا ورؤانا في العديد من الأمور .. فأن الرجُل والحقُ يُقال ، من الشخصيات المُثقفة والمُعتدلة ، والتي كنتُ شخصياً ، آملُ فيها خيراً للموصل والعراق عموماً ، في حالة فوزهِ بالإنتخابات .. لكن ، كالعادة ، فأن ، إتجاهات الناس في التصويت ، مالتْ الى جانب ، الإنتهازيين وراكبي موجة الدين والطائفية والقومية ، ليس في الموصل فقط ، بل في العراقِ كُله . وبالتالي لم يَفُز صديقي . المُهم .. تتالتْ الأحداث سريعاً ، الى ان حّلتْ كارثة 9/6/2014 ، وسقوط الموصل بأيدي عصابات داعش . فكان صديقي ، ولنُسّميهِ ( ع ) ، وكما هو مُتوقعٌ منه ، قد إستطاع الإفلات من المُحتَل الداعشي الغاشم ، وإستصحبَ عائلته معه متوجهاً الى أربيل . .............................. إتصلَ ( ع ) بي البارحة ، وعّبَر لي عن شعورهِ المرير ، بالإحباط ، والتهميش والإهمال ، هُنا في الأقليم.. وقال ، بأنهُ مُتعاطفٌ بالكامل ، مع الإيزيديين فيما أصابهم من مآسي مُرَوعة ، وكذلك مع المسيحيين والشبك . ولكنهُ بالمُقابِل ، يطلبُ بعض التعاطُف أيضاً ، لنفسه .. أي للعَرب السُنة من أهالي الموصل ، الهاربين من جحيم داعش ، هؤلاء العرب الشُرفاء ،الذين لو كانوا مُؤيدين لداعِش ، لِبَقوا في المدينة ، وأعلنوا تأييدهم لِحُكم ما يُسمّى الخلافة الإسلامية ، وحصلوا على مكاسب وإمتيازات ضخمة .. لكنهم ، تركوا كُل شئ : بيوتهم / ممتلكاتهم / أعمالهم .. رافضين الخضوع لحُكم داعش .. وتوجهوا الى الأقليم ، الذي يعتبرونهُ واحةً للأمان والعدالة .. حيث حصلوا فعلاً ، على الأمان .. لكنهم يفتقدون العدالة ! . فلا أحد يلتفت إليهم ، ولا أحد يهتم بهم .. بل والأنكى من ذلك ، انهم عملياً أصبحوا ضحية ، فكرةٍ مُنتشرة بشكلٍ واسع : ان العرب السُنّة في الموصل ، مُتحالفون مع داعش ، وشاركوا في الجرائم المُرتكَبة بِحق الكُرد والمسيحيين والإيزيديين .. بحيث أنهم ، أي ( العرب السُنة الموصلليين ) المتواجدين في الأقليم .. باتوا يشعرون بالقَلَق ، بل بالخوف رُبما ، من تصرفات بعض ، المُتشددين الكُرد ، الرافضين لبقاء هؤلاء العَرب في الأقليم ، ويعتبرونهم خلايا داعشية نائمة ، في حين ان البيشمركة يضحون بأرواحهم يومياً في جبهات القتال في أطراف الموصل ! . ........................ قُلتُ لصديقي ( ع ) : هل إتصلتَ ب " بشار الكيكي " رئيس مجلس محافظة نينوى ، المتواجد في سهل نينوى ؟ . قالَ لي بأنه لم يفعل ، لكن له إتصالات مع أثيل النُجيفي محافظ نينوى " الذي بِدورهِ ، يشعرُ ببعض المرارةِ ، بسبب التهميش وقِلة الإهتمام ! " . فنصحته بلقاء الكيكي ، لطرح همومهِ عليهِ .. والتنسيق معه . ....................... ياصديقي .. ان الوضع البالغ التأزُم الذي نمرُ بهِ .. الملئ بالفظائع المُهّولة .. لا يُنتظَر منهُ أن يكون موضوعياً ، ولا عادلاً في أحكامهِ . فلم يكُن الألمان جميعاً نازيين هتلريين في الحرب العالمية الثانية ، لكن الجاليات الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ، خلال سني الحرب ، قد ذاقتْ الأمّرَين ، وحامتْ حولها الشكوك في كونها ، مُتعاطفة مع النازيين " على الرغم ، من ان العديد منهم كانوا ضد النازية وهاربين من حُكم هتلر " . ونفس الشئ بالنسبة الى الجاليات اليابانية في الولايات المتحدة الأمريكية . صحيحٌ ان بعض العشائر العربية ، في مُحيط سنجار ، قد رّحبتْ بداعش ، وشاركتْ في كُل الجرائم المُرتكبة بِحق الإيزيديين .. وصحيحٌ أيضاً ، ان قسماً من العرب السُنة في مدينة الموصل ، كانوا حواضن للمجاميع الإرهابية ، منذ 2003 ، ومّهدوا السبيل لداعش لدخول الموصل في 9/6/2014.. وصحيحٌ أيضاً ، ان بعض أهالي القرى العربية في سهل نينوى ، شاركوا داعش ، في نهب منازل وممتلكات المسيحيين والإيزيديين والشبك .. إلا ان كُل ذلك ، لايعني ، ان [ جميع ] العرب السُنّة في الموصل وأنحاءها ، داعشيون .. بل ان الفئة المُتحمسة لِما يُسّمى دولة الخلافة الإسلامية ، أقّلية وليستْ أكثرية . .......................... لستُ مُتنفِذاً .. ولا علاقة لي بالسُلطة بأي شكلٍ من الأشكال .. ولا أستطيع التأثير على مُجريات الأحداث بصورةٍ مُباشرة .. لكني أدعو حكومة الأقليم والإعلام ، للإلتفات الى مِحنة ، العديد من العرب السُنة الموصللين ، الهاربين من جهنم الخلافة الإسلامية .. وعدم نسيانهم .. بل ان الكثير من عرب الموصل الذين بقوا في المدينة أيضاً ، لايُريدون حُكم داعش على الإطلاق ، لكنهم مُضطرين للبقاء . في كُل الأحوال .. فأننا جميعاً ، سنحتاج ( بعد أن تزول هذهِ الغمّة ) ، الى أناسٍ ، مُحتَرَمين مُعتدِلين شُرفاء ، من العرب السُنّة .. لكي يُساهوا بفعالية في إدارة شؤون الموصل بعد تحريرها .. والعديد من أمثال هؤلاء متواجدون بين ظهرانينا .. فعلينا رعايتهم ودعمهم قدر المُستَطاع .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( شِلَيْلى كورَيْلى ، قَبولَيْلى ) !
-
الهاتف النّقال
-
أكسير الصراحة
-
عُقداء وعُمداء
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
-
إعادة البناء .. الترميم والإصلاح
-
أحزاب : العُمال / الديمقراطي / الإتحاد .. ليست إرهابية
-
من وَحي الكارثة
-
إصابة المالكي ، بإنهيارٍ عصبي
-
تحريرُ - مخمور - ، فاتِحةُ خَير
المزيد.....
-
زيلينسكي يوجه رسالة لقادة أوروبا قبيل الاجتماع المرتقب بين ت
...
-
خريطة للدول التي اعترفت بدولة فلسطينية وتلك التي تعتزم القيا
...
-
تقارير عن تحويل إسرائيل ملايين الدولارات من -أموال السلطة- ل
...
-
صندوق الثروة السيادية النرويجي يصعد الانسحاب من الشركات الإس
...
-
السودان: عودة القرود إلى أشجار جامعة الخرطوم
-
مقال ببلومبيرغ: إسرائيل تتجه نحو عزلة دولية لا تستطيع تحمّله
...
-
شاهد.. احتجاجات غاضبة بالمغرب على اغتيال صحفيي الجزيرة بغزة
...
-
هل تدفع تغيرات المناخ تركيا إلى مرحلة الانهيار المائي؟
-
وزير بحكومة جنوب أفريقيا يقترح مراجعة سياسات -التمكين الإيجا
...
-
مجوعون منهكون.. أطباء بغزة يعيشون على محاليل لإنقاذ المصابين
...
المزيد.....
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|