|
عُقداء وعُمداء
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4565 - 2014 / 9 / 5 - 14:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الحرب الدائرةِ ، منذ أكثر من شهر ، بين قوات البيشمركة من جهة ، وقوات ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية ، من الجهةِ الأخرى . سقطَ أكثر من مِئة شهيد ، من بين صفوف البيشمركة ، ومئات من الجرحى . والمُلاحَظ ، ان العديد من الشُهداء والجرحى ، يحملون رُتباً ، تتراوح بين الملازم أول ولغاية العميد ، بحيث ان نسبة مهمة من هذه الخسائر ، هُم من الضُباط . تفسير ذلك ، يقود الى إحتمالَين : الأول .. ان النظام المُتَبَع ، عند قوات البيشمركة ، يُحّتِم على آمر السِرية أو قائد الفصيل أو آمر الفوج أو اللواء ، ان يكون في خِضم المعركة ، وفي الخطوط الأمامية ، بحيث يكون إحتمال تعّرضه للإصابة كبيراً ، ومُساوياً لإحتمال إصابة البيشمركة البسيط او الجُندي . والإحتمال الثاني .. أن يكون عَدد حاملي الرُتَب العسكرية ، أي الضُباط ، كبيراً في تشكيلات قوات البيشمركة ، وان تكون نسبتهم عالية ، الى درجة ، أنه لا بُد أن يُصاب البعض منهم ، خلال إحتدام المعارك ، او التعرض لقصفٍ مدفعي ! . لا أعرفُ بالضبط ، " النِسَب المئوية المعقولة " للخسائر بين صفوف الضُباط ، خلال المعارك ، أي السَقف المقبول عالمياً ، والمحسوب وفق إحصائيات متراكمة ، حول الحروب في العصر الحديث . ولكن الذي ألاحظهُ هنا ، في الأقليم .. وخلال شهرٍ من المعارك ، ضد ما يُسمى دولة الخلافة الإسلامية .. أن نسبة الضُباط ، الشهداء والجرحى بصورةٍ عامة ، عالية ، ضمن الخسائر البشرية ، بل ان عدد الشهداء من حاملي الرُتَب العالية ، لايُستهان بهِ . حسب معلوماتي البسيطة ، ان إستشهاد عقيدِ أو عميد .. يُشكِل خسارةً كبيرة ، إذ من ( المفروض )، ان حامِل هذه الرُتبة الرفيعة ، يتمتع بخبرةٍ جيدة في مضمار عمله العسكري ، وأن الدولة ، صرفتْ الكثير من الأموال والجهود والوقت ، حتى يَصل الى هذه الرتبة . أنهُ من ( المفروض ) يُعتَبَر " كفاءة " أو " خبيراً " في مجالهِ . صحيح ان مَقتَل جُندي أو مَقتَل جنرال ، هي خسارةٌ في كُل الأحوال ، وهي جزءٌ من ضريبة الحروب التي ، لابُد من دفعها ، للأسف . ولكن نجاح عَدُوِنا ، في إصابة جنرال وإخراجهِ من المعركة ، هي إنتصارٌ معنوي للعدو .. وبالمُقابِل إحباطٌ جُزئي لقواتنا . وتأثيرُ ذلك ، يختلف كثيراً ، عن إصابة جندي عادي .. هذا هو الواقع ، رغم مرارته ! . ........................... * بدأت سلسلة الإنحدارات ، في المُستوى التعليمي ، عموماً .. في العراق ، منذ عهد الجمهورية الأول .. حيث اُبتُدِعَتْ ظاهرة [ الزَحف ] بمناسبة ثورة 14 تموز 1958!. * بعد 1963 ، وإنقلاب شباط الأسود ، تحّكَم البعث الفاشي وبعض الضُباط الفاشلين ، بمقاليد البلد .. وبعد منتصف السبيعينيات ، أصبحتْ الرُتَب العسكرية ، إلعوبة بيد السُلطة ، بحيث انه في الثمانينيات ، وُهِبَتْ مجموعة من أسوأ أصناف البشر ، وأكثرهم إجراماً ، من المدنيين البعثيين أنصاف الأمِيين ، أعلى الرُتب العسكرية : فغدا صدام فيلد مارشال ومهيباً ، وعلي المجيد وعزت الدوري ، يقودون فُرقا عسكرية .. وبعد ذلك ، تحكَمَ ولدَي صدام ، الأرعنَين ، قُصي وعُدي ، وأبناء عمومتهما ، بالحرس الجمهوري وغيرها من الفرق العسكرية . كُل هذه كانتْ مُقدمات ، للكوارث التي حَلتْ بنا ، أرضاً وشعباً ، طيلة ثلاثة عقود من الحروب العقيمة والهزائم النكراء ! . * بعد 2003 ، وبدلاً من تفادي الوقوع ، في الأخطاء المريرة السابقة ، تمادتْ الطبقة الحاكمة الجديدة ، في تكريس الإنحدارات ، في مُختلَف الميادين ، ومن ضمنها الجيش . حيث منحتْ الرُتَب والنياشين ، جُزافاً ، تحت عناوين لاعلاقة لها ، بالمِهنية أو الكفاءة أو الوطنية . وحتى في أقليم كردستان ، فان الأمر ، لم يختلف كثيراً ، للأسف . فمثل أشياء كثيرةٍ أخرى ، فأن ( الرُتبة العسكرية ) ، فقدتْ مدلولها الراقي ، ومُحتواها المهني . .................. بعد إنتهاء هذه المرحلة ، وطرد عصابات ما يُسمى بالخلافة الإسلامية .. من الضروري ، إعادة النظر ، في هيكلية قواتنا المُسلحة " البيشمركة " ، وإعتماد العِلم والمهنية والكفاءة ، وإحترام التراتبية العسكرية ، وإعادة الإعتبار لجيش كردستان . فليسَ معقولاً ، أن يمتلك البيشمركة ( نظرياً ) ، عُقداء وعُمداء ، أكثر من جيوشِ كثيرٍ من الدول الأكبر مّنا مساحةً والأكثر منّا نفوساً بكثير ! .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كِتابة أسماءنا بصورةٍ صحيحة
-
معزة الخالة شفيقة .. ورواتب الأقليم
-
هُنالكَ أكثر من - ديمتري - في جَبَلي بعشيقة وسنجار
-
مِنْ أجلِ عنقود عِنَب !
-
حذاري من الإنزلاق !
-
تُوّزَع مجاناً .. ليستْ للبيع
-
قَد تابَ وأنابَ
-
لماذا ولِمَنْ أكتُب ؟
-
شّتانَ بين ، معركة هندرين و ( لا مَعركة ) سنجار !
-
مأثرة ( قاسم ششو ) ورفاقه الأبطال
-
الإيزيديون .. حقيقة في مُنتهى القَسوة
-
إعادة البناء .. الترميم والإصلاح
-
أحزاب : العُمال / الديمقراطي / الإتحاد .. ليست إرهابية
-
من وَحي الكارثة
-
إصابة المالكي ، بإنهيارٍ عصبي
-
تحريرُ - مخمور - ، فاتِحةُ خَير
-
بَطَلَين مِنْ هذا الزَمان
-
حذاري من الوقوع في مُستنقَع الشوفينية
-
أحسنُ رَدٍ كُردستاني ، على داعِش
-
العَجز عن تفسير ما يجري
المزيد.....
-
ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
-
-الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت
...
-
روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم
...
-
-بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م
...
-
تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
-
البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ
...
-
-بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض
...
-
علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|