تَعّلموا مِنْ أورسولا فون دير

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

إذا كانتْ المُستشارة الألمانية " ميركل " ، متواضعة المنشأ ، وترعرعتْ في كنف ألمانيا الشرقية السابقة ، فأن وزيرة الدفاع الألمانية " أورسولا فون دير لايين " ، هي سليلة عائلة بارونات إرستقراطية عريقة . تنقلتْ خلال نشأتها ودراستها ، ما بين بلدها ألمانيا الغربية ، وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية . بمناسبة زيارتها الى أربيل قبل يومَين ، أدناه بعض المُلاحظات :
* أورسولا هي طبيبة أطفال بالأساس . أصبحتْ في عام 2003 ، وزيرة للشؤون الإجتماعية والأسرة والشباب . وبعد ذلك إستلمتْ حقيبة وزارة العمل ، ثم أخيراً وزارة الدفاع ( علماً أنهُ عُرِض عليها توّلي منصب رئاسة الدولة ، خلفاً للرئيس " كريستيان وولف " ، لكنها رفضتْ الترشيح ) .. لأن منصب الرئاسة شَرفي وهو الى حدٍ ما ، يعني نهاية الخدمة بالنسبة الى السياسي ، في حين ان أورسولا ، طموحة رُبما ، في السنوات القليلة القادمة ، الى ان تكون مُستشارة لألمانيا ، خلفاُ لإنجيلا ميركل ! .
* أورسولا ، معروفة خلال مسيرتها السياسية ، بالحزم والإقدام على إتخاذ قرارات حاسمة ، في مُختلَف المواقِف " بالعكس من ميركل ، الشهيرة بالتَرَدُد والبُطأ في إتخاذ القرارات ! " .
* لأورسولا سبعة أولاد وبنات ، من زوجٍ واحد .. وهي فريدةٌ في هذا المجال الى حدٍ ما .. فالشائع ، ان النساء ولا سيما العاملات في الشأن العام والسياسة ، لا يَميلَنَ الى إنجاب أكثر من طفلَين في العادة . لكنها طيلة مسيرتها ، كانتْ من دُعاة رعاية الأسرة وتشجيع الروابط العائلية .
.........................
ما يهمنا هنا في العراق عموما وأقليم كردستان خصوصاً ، ان زيارة وزيرة الدفاع الألمانية ، الى أربيل ، تزامنتْ مع وصول وجبةٍ من المُساعدات العسكرية للأقليم ، كجزءٍ من الدعم الدولي ، لمُجابهة إرهاب دولة الخلافة الإسلامية داعش .
1- بِغض النظر ، عن كمية ونوعية السلاح والعِتاد الألماني ، المُقّدَم لنا ، وتدريب بعض قوات البيشمركة .. أرى من الضروري الإشارة الى ان ، جيش ألمانيا يتكون من ( 185 ) ألف عسكري ، و ( 70 ) ألف مدني ، فقط . نعم .. حجم جيش ألمانيا ، الدولة العُظمى الكبيرة بِكُل شئ ، يبلغ رُبع حجم الجيش العراقي ! . نعم ، الجيش الألماني ، من [ ناحية العَدَد ] ، قريبٌ من عدد البيشمركة [ المُسجلين في قوائم الرواتب ] ! . بل رُبما ان عدد ضُباط البيشمركة ، يفوق عدد ضباط الجيش الألماني أيضاً ! .
2- بعض الضُباط الألمان بِزيهم الرسمي ، كانوا يُرافقون وزيرة الدفاع .. لم تكُد رُتَبهم العسكرية تَبان .. في حين ان ضُباطنا كانتْ نجومهم وسيوفهم ، تبرز من على مسافة عشرين متراً ! .
3- همسةٌ الى سياسيينا وقادتنا ووزراءنا : .. هل تمعنتُم في زيارة الوزيرة الألمانية ؟ .. هل لاحظتُم تواضعها الطبيعي ؟ بساطتها ؟ ثقتها العالية بنفسها ؟ . كفاكُم تفاخُراً فارغاً بالله عليكُم ! .. كفاكُم تظاهُراً زائفاً .. كفاكُم إدعاءات باطلة .. فلقد شبعنا من تعاليكُم الأجوَف .
4- همسةٌ الى المرأة العراقية والكردستانية ، من المُهتمات بالشأن العام : .. أورسولا .. طبيبة مُختصة ، وحائزة على شهادات في الإدارة / تُجيد عدة لُغات / متزوجة ولها سبعة أولاد وبنات . هل إسترعى إنتباهكُن ، بأنها لم تكُن تلبس أية حُلي ذهبية او ألماس أو غيره ، على الإطلاق ؟ أم بساطة ملابسها ؟ أو رشاقتها ؟ ورغم كونها " سافرة " ، فأنها كانتْ مُحتشمة جميلة راقية قوية ؟ .. هل رأيتُنَ ، كيف تفرض هيبتها على " الرجال " ؟ . باللهِ عليكُنَ .. قليلاً من التواضُع .. تعلَمنَ شيئاً من الرُقي من الوزيرة أورسولا !.

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل