خبرة الخروج من الجسم

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4614 - 2014 / 10 / 25 - 12:57
المحور: الطب , والعلوم
    

ملاحظة هذا المقال هو استمرار للمقال السابق (المريض رقم صفر) راجع:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=438430
لايحاول العلم فقط ايجاد علاج لمرض ما لمساعدة المريض للتخلص منه و التمتع بحياته بدونه بل ايضا العكس تماما: تطوير و توسيع الامراض خاصة العصبية و النفسية منها للاستفادة منها في تطبيقات صحية و بدنية اخرى و فتح افاق جديدة للخبرة البشرية و جميعها تستند على تصورات العقل البشري و استجابة الجسم البشري لها و الحس بها اي تخص تأثير تصورات الدماغ على الجسد او خلط العالم الافتراضي مع العالم الحقيقي.

لربما تستطيع تصور هذه الطريقة عندما تكتب بالقلم و تحس و كان القلم جزء من يدك و هذا ما يشعر به لاعب التنس عند اعادة ضربات الكرة بكثرة و بسرعة لدرجة يتهيأ له ان المضرب جزء من يده و يحس به هكذا ايضا اي ان التصور ينشأ عند التكرار و الادمان و التركيز على شيء لدرجة ان العقل يتصوره جزءا من جسم الانسان و يستجيب الجسم لهذا التخيل ليتوسع او يضاف له اجزاء اخرى او يعوض ما فقده الانسان عند بتر اليد او الرجل او اي جزء اخر من الجسم و يتهيأ لك الرجل الصناعي و كانه رجلك الطبيعي او طاقم اسنانك (اسنانك الاصطناعية) او باروكة رأسك و هكذا.

طبعا لا نقصد هنا ان ترقد(ي) على الاريكة و تتصور(ي) مجامعة فتاة / فتى احلامك بل ايضا الحس الجسدي تمام مثل بعض الاحلام التي تظهر حقيقية اكثر من غيرها و تشعر بالراحة او الالم الجسدي عندما تستيقظ او بعبارة اخرى يمتزج العالم الافتراضي بالعالم الحقيقي و هنا لم يذكر خبيرالاعضاء الاصطناعية و استاذ جامعة مستشفى جنيفBlanke Olaf اي شيء عن المرض النفسي depersonalisation الذي ينشأ من وراء ارهاق نفسي و عصبي كاسير الحرب او عند العيش في مجتمع قاس كالمجتمع الشرقي اضافة الى النزعة الوراثية عندما يتخيل المريض واقعه كفيلم و يتفرج على نفسه دون ان يفقد اتصاله بالعالم الحقيقي (راجع مقالي السابق عن هذا الموضوع على هذا الموقع).

يجد الانسان نفسه هنا بين مكانين او مساحتين: مكان يحتله جسمه حسب حجمه و يتفاعل مع الخارج بحاساته و مكان اضافي ينشأ في التكرار و الاعادة في الدماغ. يستطيع الانسان بهذه الطريقة الخيالية حتى الخروج من جسمه لينظر اليه و كانما يشاهد فيلما او يحول نفسه الى شخص في عدة اجسام او اي شيء اخر اذا اراد و يستطع بهذه الطريقة تخفيف الالام الجسدية و لو بصورة مؤقتة او بعبارة اخرى:

كلما حسيت بانانية الاعضاء الاصطناعية كلما دمجها الدماغ في جسمك لتصبح جزءا منك و تحس بالراحة او الالم اذا لمست شيئا ما عن طريقها.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات