جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4592 - 2014 / 10 / 3 - 00:35
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
التلوث بالقرآن
ليس المقصود هنا بالتلوثcontamination المعنى الحرفي للكلمة بل المعنى المجازي لها كمصلح لغوي و تلوث اللغة دائما فوق نقاوتها خاصة فيما يتعلق بقوة التعبير اللغوي و ثرائه . نتكلم عن التلوث عندما نستعمل مفردات و مصطلحات لغة معينة بشكل واسع لدرجة اننا لا تجد نص و لغة محكية بدونها. تستطيع ان تتأكد من مدى تلوث لغتك الشخصية الخاصة بك بالقرآن ideolect و مدى تلوث لغة الاخر بالملاحظة و المقارنة مع نصوص القرآن:
http://en.wikipedia.org/wiki/Idiolect
لا يهم سواء كنت مسلما مؤمنا او ملحدا - اميا او متعلما مثقفا فانك لا تستطيع التخلص من لغة القرآن طالما تستعمل العربية و لكنك لا تستطيع ايضا الابتعاد عنها حتى اذا لجأت الى لغة شرقية غير عربية لانها قد تلوثت مسبقا و منذ فترة طويلة بلغته لتتعدى المسألة في خطورتها اللغة و تتحول الى جزء تستطيع تسميته بالعقلية القرآنية السائدة في كل مكان حتى دون وعي الانسان. فاذا اردت ان تتكلم لغة لم تتلوث بالقرآن فعليك ترك الشرق الاوسط و شمال افرقيا كليا و تتوجه الى الانجليزية على سبيل المثال.
خرجت لغة القرآن من محيطها الديني و تحولت بمور الزمن الى لغة دنيوية علمانية. لقد فرض القرآن نفسه على العربية او بالاحرى لم تكن هناك لغة عربية كما نعرفها اليوم دون وجود القرآن مهما كان عدد اخطاءه و اعتماده على الاستعارات. لقد فرض القرآن ايضا قواعده على العربية لدرجة ان المسلم المؤمن يعتبر القرآن المرجع الاخير و لا يستطيع الاعتراف بان الذي يستعير هو القرآن و الذي يخطأ هو القرآن او هناك مرجع للقرآن.
تتبين نسبة التلوث بلغة القرآن بشكل رئيسي في النواحي الشفوية و التحريرية في اللغات المحكية اليومية و الادب لان هذه النواحي تتعرض بسهولة اكبر من غيرها ربما بسبب اوجه التشابه. طبعا لا تعني استعارة لغة القرآن في لغاتنا المحكية و آدابنا قوة التعبيرات القرآنية رغم جمال بعضها بقدر كيف ان الدين قادر على تجميل اللغة مهما كانت بسيطة و رفع قيمتها الادبية و الثقافية و الاستعجال بنشرها وراء الحدود.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟