من محمد القرآن الى محمد الكتاب ..

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 14:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

من محمد القرآن الى محمد الكتاب ..
(ألم - ذلك الكتاب لا ريب فيه..) هناك بعض الاعتقاد بان القرآن ينتقل من فترة استعمال العام لكلمة (القرآن) في السور المكية الاولية الى فترة (الكتاب) في السور الاخيرة خاصة في السور التي تبدأ بحروف غامضة مثل (حم) اي انك نادرا ما تجد ذكر لكلمة قرآن كلما توغلت اكثر في السور المدنية.

توجه محمد الى الكتاب و تأسيس دين اسوة باهل الكتاب بعد اجتياز فترة القرآن المرتل شفويا يعني التحول من القسم و التهديد و موسيقية و خفة الايات المكية الى فترة المسائل الاجتماعية و السياسية العامة الطويلة النفس و الثقيلة هضمها. يعكس هذا التحول ايضا مسألة تطور في شخصية و ثقافة محمد نفسه من محمد القرآن الى محمد الكتاب. لربما تم الانتقال دون الوعي و لكن الكتاب اصبح بالتأكيد هدفا لمحمد بالتدريج.

تعكس عبارة اهل الكتاب من الناحية الدينية الاخوة و المنافسة الاسلامية مع اديان اهل الكتاب السابقة و تحولت من مسألة دينية الى مسألة سياسية و طريقة للتعامل مع اليهودية و المسيحية. اما من الناحية اللغوية فكانت العبارة اشتقاق اسمي بسيط denominative قبل تحولها الى اسم و عنوان.

الكتاب هو من اكثر الكلمات الغامضة المعنى (في كثير من اللغات) و ابعدها سفرا الى اللغات الشرقية المجاورة تطورت له معاني و اشتقاقات مختلفة. استنادا لاصل و معنى الكلمتين نجد ان (القرآن) تلاوة تتلى (استعارة من السريانية) و التلاوة كمهارة كلامية بدائية تنطبق على بدايات محمد و الكتاب الذي هو من الثلاثي الارامي (كتب) و الذي كان يعني الجمع و الخياطة و التشكيل كالكتيبة العسكرية لم تكن مهارة كتابية الا لاحقا و الكتاب ايضا استعارة من السريانية (كثابا) اي ليس هناك خلاص من السريانية اينما تذهب.

و لكن ما هو الكتاب؟
الكتاب هو سجل لافعال الانسان اي قائمة حسابية كانت معروفة في مكة بين رجال التجارة و كتاب القرآن ايضا قائمة حسابية تكتب من قبل الملائكة عن كل انسان على اليمين و اليسار اي ميزانية لتفتح يوم القيامة ثم تحول الى سجل اجتماعي ثقافي دبلوماسي (كتاب الزواج و الطلاق و الاعتماد الدبلوماسي). كل شيء يذكر في الكتاب اي ان الكتاب مسألة مصيرية و قسمة و نصيب (كتبها الزمان علينا) خارجة عن قدرة البشر.

و لكن الكتاب هو اول قاموس عربي (كتاب العين) و لربما ثاني قاموس في العالم (بعد القواميس الصينية). نلاحظ ايضا صعوبة تلاوة السور الطويلة في القرآن بالمقارنة مع القصيرة لذا فهي ليست قرآن بل كتاب. في الحقيقة لانجد تعريف ثابت للقرآن و هناك الكثير من التشويش عن ما هو القرآن: هل القرآن اية ام سورة ام الكتاب باكملة؟ و ثم لماذا ينتقل القرآن من القرآن الى الكتاب و يترك القرآن و لماذا يتحول الى مفردات اخرى ليزيد من بلة الطين مثل (التنزيل) تنزيل العزيز الحكيم و (الذكر) الذي كان يشير سابقا الى عبادة شخصية او عامة و الفرقان من السريانية Purqana بعد استبدال p بالفاء بمعنى النجاة؟ ليست هناك علاقة مع الثلاثي العربي (فرق) و لذا تحول الفرقان (السرياني) الى الاسم الاخر للقرآن (السرياني).

تعكس التحولات القرآنية بين هذه المفردات رغم التطور في ثقافة محمد ايضا نوع من التشويش و الغموض و الارتباك و الفوضى لديه بسبب كثرتها و تعدد معانيها و اصلها الاجنبي.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل