قميص المشرد

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 21:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

مثل الماني يقول: الملابس تصنع الناس
Kleder machen Leute او بالانجليزية you are what you wear. كان هذا عنوان قصة صغيرة Novelle مشهورة للشاعر السويسري Gottfried Keller ظهرت عام 1874 لاول مرة.

شخصيا لا اؤمن باقوال من هذا القبيل و لا اتمشى مع دكتاتورية التجديد و لا اريد الخروج من بشرتي و لا اهتم اذا نعتتني الناس بالامسي الابدي و اني اعتقد ان كل فرد يعلم احسن من غيره ما يناسبه. لست بخيلا في شراء الملابس ايضا اذا كانت لزوجتي و لكن من بين الملابس التي تتكدس في الخزانة و اكثرها هي هدايا من زوجتي لا البس قطعة الا اذا تحولت القديمة الى البالية لتناسب المشرد او اذا تخلصت منها زوجتي دون علمي او بعد تحولها بحكم الزمن الى القديمة.

و لربما تختلف الناس على الذوق و لكن الالمانية تقول لا يمكن المجادلة عليه. تجد اليوم بعض المراهقين بملابس ممزقة كنوع من التمرد. لقد كنت و سابقى متمردا على الدين و السياسة و بعض العادات و التقاليد و اترك المركز الى الحافة. سابقى في الهامش و البس ملابس من اقمشة ثخينة تبقى ثابتة في الريح من نوع corduroyاو الجيرسي او المخمل عادة باللون الاسود في تعزية دائمية ابدية لا تسمح بالتغيير و معطف مطر بيج trenchcoat تحول الى بشرتي الثانية في بلد ممطر.

ليست هناك ملابس صيفية شتوية - لا يتغير شيء في الصيف و الشتاء و لا استطيع تبديلها و العيش بدونها و التفكير بدونها. هذه الملابس هي الراحة النفسية و العقلية معا لانسان يميل الى الخجل. ارفض الاناقة و (الكشخة) لانها ميزات شخصيات سطحية ضحلة لا تتحول الى هوية اعرفها من البعيد و منذ الصغر من اليوم الذي حرمت من قماش houndstooth.

نعم ترسل الملابس رسائل صامتة دون انقطاع و الناس تعرفني من البعيد و لكن الاستثناء الوحيد هو قمصان البولو الصيفية بمختلف الالوان البراقة و عندها تتعجب الناس كيف يستطيع انسان ان يتغير فجأة بهذه الدرجة. سألتني مرة بائعة في احى المحلات عند البحث عن قميص اخر:
- هل انت مشرد؟
- كيف عرفت؟
- من قميص البولو الذي تلبسه
- كيف؟
- لانه من القمصان البالية

ملاحظة: كلمة قميص اتت من الرومانية camisia قارن ايضا الفرنسية chemise و لا علاقة للكلمة بالثلاثي قمص
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل