أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - على عالم مسمى














المزيد.....

على عالم مسمى


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 11:46
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


على عالم مسمى
ليس هناك (اسم على مسمى) و لكن مسألة التسميات مسألة جديرة بالاهتمام لانها تصبح جزء من الهوية و مصادرها متشعبة فهي اما من الجغرافية او صفات لميزات دينية او ظواهر طبيعية و ثقافية معينة تحولت الى اسماء او هي مناداة او فعل معين.. تطلق التسميات عادة من قبل الطرف الاخر. فتحنا اعيننا على عالم مسمى فهذه ماما و هذا بابا و هذا اسمك و هكذا بالنسبة للاجيال القادمة تستعمل تسميات قمنا نحن بصياغة بعضها طبعا بالاعتماد على خبراتنا اللغوية السابقة لنضيف عليها الجديد و ننقص منها بعضها اي انها نظرة الى الوراء retrospective view من ناحية و الى المستقبل prospective view من ناحية اخرى. احيانا لا تطلق التسميات من قبل الشعوب على نفسها بل من قبل الاخرين و لكنها تتبناها او تشتهر بها مثل تسميات اليونان و الاغريق...

نجد هذا التصرف ايضا في اطلاق تسميات معينة على الاخرين اما بسبب مصلحة او كرمز سري او ثقافي (الكنية لاخفاء الهوية او تمشيا مع التقاليد) او علمي او من باب التملق اوالسخرية او بسبب التعصب الديني و القومي او المبالغة او لاجل تشويه سمعة الاخر و شتمه و كلما زاد عدد الاسماء ارتفعت المبالغة درجة و زادت المهزلة (اسماء او بالاحرى صفات الله الحسنى) درجات و هناك تسميات غريبة مثل (خادم الحرمين) لربما بغرض تجنب لقب الملك بسبب سمعته المشبوهة في القرآن (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها) ليضفي على نفسه و مملكته هوية اسلامية (رغم التناقض بين الملك و الاسلام). هناك تسميات جديدة نسبيا مضحكة او مرعبة مثل (علي علوج) و (علي كيمياوي) و تحول فجأة صدام العراق من (ابو الليثين) الى (الفأر في الحفرة).

بعض تسميات البلدان عنصرية تتجاهل الشعوب الاخرى فمثلا تسمية تركيا تسلط الهوية التركية على الاكراد و غيرهم و الجمهورية العربية السورية تلغي هوية غير العرب فيها خاصة بناتها و ابناها من السريان و الكرد و هناك تسميات غير منصفة كاللغة الاسبانية التي تشير فقط الى اللغة الكستليانة و تتجاهل لغات اسبانيا الاخرى مثل الكتلانية.

يطلق اليونانيون تسمية Hellas على بلدهم بينما تسميات اليونان و الاغريق لم يختارها الشعب اليوناني بنفسه. استعمل ارسطو لاول مرة تسمية Graikhos لتقابل تسمية Graia الجمهورية الهيلينية Hellas و ان Graikhos هو مواطن من Graia اي لربما المقصود هنا هو اللون الرمادي grey. يرجع اسم الاغريق الى اللاتينية Graecia اي بلد الاغريق . كان Graecus ابن Pandora و Zeus في الميثيلوجيا.

بعكس المتوقع ان اسم اليونان فارسي الاصل اتى من اسم المستعمرة الاغريقية القديمة Ionia التي استولى عليها سيروس من بلاد فارس. الجذر السنسكريتي للاسم هو yavana و يستعمل اسم اليونان في اللغات الفارسية و الكردية و الطاجيكية و التركية و العربية و الهندية و غيرها.

و لكن المفجأة الكبرى هنا هي عندما نرى كيف تتحول تسمية اليونان الى الغشاش و الخداع او الذي يغش في القمار في الالمانية Gauner ابتداء من القرن السادس عشر للاشارة الى الذين يتخذون من الغش و السرقة حرفة لها قواعد و مبادئ خاصة تستند على لغة سرية تطورت من Joner و jauner من اللغة اليديشية لغة يهود اوربا لربما بسبب المشردين اليونانيين كنتيجة للحروب التركية لدرجة تجد grec اليوناني في الفرنسية ايضا مرادف للغشاش.

اما الانجليزية فتسمي كل شيء سلبي بالهولندي نظرا لتأريخ المنافسة و النزاعات المستمرة بين البلدين في الماضي فمثلا go dutch يعني على الحساب الهولندي اي البخل split the bill (كل واحد يدفع ما اكله او شربه لنفسه) و الشجاعة الهولندية dutch courage هي شجاعة السكير (هناك كتاب خاص بهذا الموضوع).
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق بالحق
- من محمد القرآن الى محمد الكتاب ..
- من الصحراوية الى الاسلامية
- نوم القطة Catnap
- و جعل له عوجا
- جمال المؤامرة
- تعميم الناس
- حفريات اللغة العربية 14
- افلام الرعب الاسلامية
- جرثومة SLM 2
- لا حماية لكردستان الا بكيانها
- برمجة محمد اللغوية العصبية 2
- برمجة محمد اللغوية العصبية 1
- عاصفة الصحراء الاولى
- حفريات اللغة العربية 13
- حفريات اللغة العربية 12
- في وسط الغابة الوحشية
- لا تنتبه الناس لخطورة الشهادة الاسلامية
- بين الامتعة و المتعة
- طبخة الكيانات


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمشيد ابراهيم - على عالم مسمى