جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4586 - 2014 / 9 / 27 - 12:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مسلم و بس..
كلمة الشريعة معروفة اليوم في جميع انحاء العالم و تجدها في جميع قواميس اللغات و ترتبط دائما بالاسلام و لها رائحة سلبية سلفية في هضم حقوق المرأة في الغرب. كانت الشريعة تشير الى الطريق الى الماء او الطريق المفتوح اي العادات و التقاليد (ثم جعلناك على شريعة من الامر) لان الطريق الى الماء في المحيط الصحراوي كان يعني طريق الحياة (الماء رمز الحياة) اي الطريق او القانون الاسلامي و ما يتعداه من الجنايات و السياسة و الاقتصاد و الاحوال الشخصية كالجماع الجنسي و الطهارة و الامساك و الصلاة و الصوم الخ و مصادرها او بالاحرى بداياتها هي القرآن و محمد.
يتحول الاسلام بالشريعة مرة اخرى الى دين شمولي و هي اي الشريعة لا تترك ناحية من نواحي الحياة الا و رسم لها الطريق بامر ديني و تشبه الشريعة هنا وصفة طبية لا تترك لك الخيار و الا المرض و لكن رغم ذلك ليست هناك اهمية كبيرة للشريعة في الحياة الاسلامية العصرية باستثناء بعض الانظمة و يا للسخرية نظام ملالي ايران الشيعي و الوهابية السعودية.
يقول سليمان مراد استاذ علم الدين في Smith College في مقال في مجلة Lettre ان سبب تفشي هذه النسبة الكبيرة من التشويش و الفوضى و الخربطة في العالم الاسلامي يعود الى ان الناس لا تعرف بالضبط ما هي الشريعة. تقول الناس شريعة و بس و لا تعرف بانه ليست هناك شريعة واحدة في الاسلام بل شرائع. لكل مدرسة شريعتها الخاصة بها و كل مسلم كان سابقا مسلما وفق مدرسة من المدارس لها تأثيرها على جميع نواحي الحياة فمثلا تطلبت حادثة الوفاة التشييع وفق تقاليد شريعة المدرسة.
اما اليوم فكل شيء ضبابي و غير واضح و تقول الناس انا مسلم و بس و اتبع الشريعة الاسلامية و لكن ما هي الشريعة الاسلامية؟ الممارسات التقليدية في العالم الاسلامي العصري هي رد فعل على الاوضاع الفوضوية. هناك اربع شرائع سنية و عدد من الشيعية. هذه الشرائع هي اليوم غير واضحة للمسلمين. لم تقل الناس قبل 100 سنة انا مسلم و بس بل: انا مسلم حنفي , مسلم شافعي الخ...
رغم اتفاق معظم المسلمين اليوم على ان المسلم مسلم لا يختلف و لكن الناحية التطبيقية (رغم محاولات خميني ايران) بينت ضرورة تفكك الاسلام الى مختلف الاتجاهات و ستبقى الاختلافات ان لم نقل بان الشريعة في طريقها ان تتحول الى مهزلة بوجه القوانين العصرية الحضارية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟